- المؤلف
- إعداد أحمد سعيد أبوزيد
مسرحية مونودراما عن نص الضاحك
إعداد أحمد سعيد أبوزيد
المشهد الأول
(منصة المسرح خالية، يظهر رجل من الجانب ببطء وهو يمسك بوجهه المتعب..ينظر للجمهور ثم يحاول أن يتحدث فلا يقدر ..يبتسم فلا تطاوعه ملامح وجهه على الضحك..يحاول ثم يحاول ثم يفشل فيسقط جالسا على كرسي في منتصف خشبة المسرح )
الرجل: (بصوت مكتئب)يبدو أنني لا أستطيع الضحك ..جميعكم ينتظرون عرض اليوم لتضحكون ..تنتظرون بعض الكلمات التي تخرج من لوسيان المضحك .. ويقولون أنها تثير البهجة في نفوس الحاضرين . ولكن للأسف .. أنا لا أستطيع الضحك بعد الآن.
(يتنهد) لقد كانت هذه وظيفتي لسنوات طويلة، يقولون أن ضحكتي مميزة (يضحك بطريقة لافتة ضحكة قوية ولكن يبدوا أنها مريرة)
ولكن الآن...الآن لا أستطيع حتى الابتسام.
(يمشي ببطء باتجاه المنتصف ويتوقف)
الرجل: كل يوم، آتي إلى هنا وأقف على هذه المنصة البارزة، وأنتظر أن يبدأ التصوير. كان الجميع يترقبون ظهوري بشغف، يعلمون أنني سأقدم لهم ما يريدون - الضحك والاستمتاع.
(يرفع نظره إلى السماء)
الرجل: كنت أجلب السرور والبهجة إلى قلوبهم. كان هذا دوري، هذا ما خلقت لكي أقوم بل وأصبح هذا رزقي الوحيد ..لذا تتهافت عليا شركات السينما والتليفزيون وحتى الرسوم الكرتونية للتعاقد معي لكي أضحك ..فقط أضحك ..تم اختصار وجودي في الحياة كي أكون مجرد ضحكة..لا عجب أن جدي الخامس كان مضحك الملك يوما ما ..يبدوا أننا مضحكون بالوراثة.. لكن الآن... الآن لا أستطيع حتى أن أجد ابتسامة واحدة لأضعها على وجهي.
(ينظر إلى أسفل بحزن)
الرجل: لقد فقدت قدرتي على الضحك.. لا أعلم ما الذي حدث.. كنت أضحك وأضحك دون توقف، حتى أصبح الضحك هو كل ما أعرفه. لكن ذلك الزمن قد ولى، والآن...الآن أنا مجرد قناع فارغ بلا روح.
(يجلس على حافة المنصة ويخفي وجهه بين يديه)
الرجل: لم أعد أستمتع بما أفعله.. لم أعد أستطيع أن أشعر بالبهجة والسرور كما كنت من قبل.. (يرفع رأسه ببطء) الناس ينتظرونني كل يوم ليضحكوا ويسعدوا بسبب قدرتي على الضحك.. لكن الآن...الآن أنا فقط أقف هنا، عاجز عن إدخال السرور إلى قلوبهم.
(ينظر حول المسرح بحزن)
الرجل: لقد فقدت نفسي.. لم أعد أعرف من أنا. هل أنا مجرد آلة للضحك؟ هل هذا كل ما أنا عليه؟ وإذا كنت كذلك..لماذا لا يبدوا أثر هذا على حياتي ..(ينظر لملابسه البالية )تخيلت أنني بمرور الوقت سألبس ملابس أخرى فخمة بدل هذه الملابس الرثة..أو سأقطن في بيت صحي به حديقة صغيرة ..وبه زوجة تنتظر عودتي مع طفل صغير ينمو الورد الأحمر علي خديه ولكن لم أجد كل هذا.(يتنهد بعمق) أريد أن أشعر بالسعادة مرة أخرى. أريد أن أضحك بحرية وأن أشعر بالبهجة كما كنت من قبل.
(ينهض بصعوبة وينظر حول المسرح)
الرجل: هذا المكان، هذه المنصة، كانت مصدر فخري وسعادتي لسنوات طويلة.. فجأة أصبح كل شيء معكوسًا.. بدلاً من أن أشعر بالبهجة والإثارة، أشعر بالحزن والإحباط. (يتوقف للحظة ثم ينظر إلى الأمام بتركيز)
الرجل: لا، لن أستسلم. لن أسمح لهذا الشعور بالضياع والاكتئاب أن يستحوذ علي. (يرفع رأسه بفخر) أنا الرجل الذي يجلب السعادة للآخرين. هذه هي مهمتي في الحياة.
(يشير بيده على صدره وصوته يتهدج من البكاء )
الرجل: والآن ..هلا ساعدني أحدكم في البحث عن طريق للعودة إلى نفسي ..حتى أجد ذلك الشخص السعيد الذي كنت عليه؟.. هل ساعدني أحدكم لأجد سبيلاً لاستعادة قدرتي على الضحك؟
الإجابة هي لا كما يبدوا في ملامح وجوهكم ..
ولكن دعوني أسألكم سؤالاً أخر ..لماذا أنا؟ أنا مضحك القرية، صاحب الضحكة التي كانت تملأ هذه القرية بالفرح والبهجة..تضيع ضحكته ؟
لقد ضاعت ضحكتي وأنا لا أعلم أين ذهبت. [يبحث في جيوبه] لقد بحثت عنها في كل مكان، لكن لا أثر لها.. لا أعلم ما الذي حدث لي.
[يجلس على كرسي وينظر إلى الجمهور] ربما كان ذلك عندما فقدت وظيفتي في المصنع قبل عام.. تعلمون أن الضحك لوحده لا يجلب المال ..كنت أنتظر راتبي كل شهر ليساعدني في إعالة عائلتي، لكن فجأة أُغلق المصنع وأصبحت بلا عمل.. كنت مكتئبًا وقلقًا على مستقبل أطفالي وزوجتي.. لم أعد أجد أي سبب للضحك.
[يغمض عينيه ويذكر] أو ربما كان ذلك عندما رفض جيراننا في القرية دعوتي لحفلة عيد ميلادي قبل ستة أشهر.. كنت متحمسًا للاحتفال معهم وتبادل الضحكات والذكريات الجميلة، لكنهم لم يأتوا.. شعرت بالوحدة والقهر.
[ينظر حوله بحزن] وأعتقد أن الأمر قد تفاقم عندما أصيب ابني الصغير بمرض خطير قبل ثلاثة أشهر.. كان يضحك ويلعب طوال الوقت، لكن منذ مرضه لم أعد أسمع ضحكته البريئة. أصبحت أيامي مليئة بالقلق والخوف على مستقبله.
[ينهض من كرسيه ويتجول على المسرح] لا أعلم بالضبط متى ضاعت ضحكتي، لكن أنا أشعر كأن جزءًا مني قد مات.. لقد فقدت نكهة الحياة وألوانها.. أريد أن أضحك مرة أخرى كما كنت أفعل من قبل، لكن لا أستطيع.
[ينظر إلى الجمهور بيأس] لذلك أتوسل إليكم جميعًا، هل يمكنكم أن تساعدوني في البحث عن ضحكتي المفقودة؟ ربما تكون مختبئة في زاوية ما في هذه القرية.. أو ربما تكون قد هربت إلى مكان آخر.. أنا بحاجة إليها حتى أستعيد نور حياتي.
[يتنهد بحزن] لكن إذا لم أستطع إيجادها هنا، فسأضطر للرحيل والبحث عنها في مكان آخر. لا أريد أن أعيش بدون ضحكتي.. سأسافر إلى أي مكان حتى أعثر عليها مرة أخرى.
(يبتسم بتصنع) حسنا .. هونوا على أنفسكم ..تعلمون أنني لا أستطيع التخلي عن هذه الوظيفة.. الناس يحتاجونني ليضحكوا ويسعدوا..وهذه هي مشكلتي الآن لا مشكلتكم (ينظر إلى الأمام بتصميم) سأستعيد ضحكتي، وسأعود إلى من كنت.
ربما هناك أمل لي في بقعة أخرى من هذا العالم. أشكركم على استماعكم لي.. لعل القدر يساعدني في إيجاد ما أفتقده.
(يغادر المكان والستار ينهي العرض)
.
إعداد أحمد سعيد أبوزيد
المشهد الأول
(منصة المسرح خالية، يظهر رجل من الجانب ببطء وهو يمسك بوجهه المتعب..ينظر للجمهور ثم يحاول أن يتحدث فلا يقدر ..يبتسم فلا تطاوعه ملامح وجهه على الضحك..يحاول ثم يحاول ثم يفشل فيسقط جالسا على كرسي في منتصف خشبة المسرح )
الرجل: (بصوت مكتئب)يبدو أنني لا أستطيع الضحك ..جميعكم ينتظرون عرض اليوم لتضحكون ..تنتظرون بعض الكلمات التي تخرج من لوسيان المضحك .. ويقولون أنها تثير البهجة في نفوس الحاضرين . ولكن للأسف .. أنا لا أستطيع الضحك بعد الآن.
(يتنهد) لقد كانت هذه وظيفتي لسنوات طويلة، يقولون أن ضحكتي مميزة (يضحك بطريقة لافتة ضحكة قوية ولكن يبدوا أنها مريرة)
ولكن الآن...الآن لا أستطيع حتى الابتسام.
(يمشي ببطء باتجاه المنتصف ويتوقف)
الرجل: كل يوم، آتي إلى هنا وأقف على هذه المنصة البارزة، وأنتظر أن يبدأ التصوير. كان الجميع يترقبون ظهوري بشغف، يعلمون أنني سأقدم لهم ما يريدون - الضحك والاستمتاع.
(يرفع نظره إلى السماء)
الرجل: كنت أجلب السرور والبهجة إلى قلوبهم. كان هذا دوري، هذا ما خلقت لكي أقوم بل وأصبح هذا رزقي الوحيد ..لذا تتهافت عليا شركات السينما والتليفزيون وحتى الرسوم الكرتونية للتعاقد معي لكي أضحك ..فقط أضحك ..تم اختصار وجودي في الحياة كي أكون مجرد ضحكة..لا عجب أن جدي الخامس كان مضحك الملك يوما ما ..يبدوا أننا مضحكون بالوراثة.. لكن الآن... الآن لا أستطيع حتى أن أجد ابتسامة واحدة لأضعها على وجهي.
(ينظر إلى أسفل بحزن)
الرجل: لقد فقدت قدرتي على الضحك.. لا أعلم ما الذي حدث.. كنت أضحك وأضحك دون توقف، حتى أصبح الضحك هو كل ما أعرفه. لكن ذلك الزمن قد ولى، والآن...الآن أنا مجرد قناع فارغ بلا روح.
(يجلس على حافة المنصة ويخفي وجهه بين يديه)
الرجل: لم أعد أستمتع بما أفعله.. لم أعد أستطيع أن أشعر بالبهجة والسرور كما كنت من قبل.. (يرفع رأسه ببطء) الناس ينتظرونني كل يوم ليضحكوا ويسعدوا بسبب قدرتي على الضحك.. لكن الآن...الآن أنا فقط أقف هنا، عاجز عن إدخال السرور إلى قلوبهم.
(ينظر حول المسرح بحزن)
الرجل: لقد فقدت نفسي.. لم أعد أعرف من أنا. هل أنا مجرد آلة للضحك؟ هل هذا كل ما أنا عليه؟ وإذا كنت كذلك..لماذا لا يبدوا أثر هذا على حياتي ..(ينظر لملابسه البالية )تخيلت أنني بمرور الوقت سألبس ملابس أخرى فخمة بدل هذه الملابس الرثة..أو سأقطن في بيت صحي به حديقة صغيرة ..وبه زوجة تنتظر عودتي مع طفل صغير ينمو الورد الأحمر علي خديه ولكن لم أجد كل هذا.(يتنهد بعمق) أريد أن أشعر بالسعادة مرة أخرى. أريد أن أضحك بحرية وأن أشعر بالبهجة كما كنت من قبل.
(ينهض بصعوبة وينظر حول المسرح)
الرجل: هذا المكان، هذه المنصة، كانت مصدر فخري وسعادتي لسنوات طويلة.. فجأة أصبح كل شيء معكوسًا.. بدلاً من أن أشعر بالبهجة والإثارة، أشعر بالحزن والإحباط. (يتوقف للحظة ثم ينظر إلى الأمام بتركيز)
الرجل: لا، لن أستسلم. لن أسمح لهذا الشعور بالضياع والاكتئاب أن يستحوذ علي. (يرفع رأسه بفخر) أنا الرجل الذي يجلب السعادة للآخرين. هذه هي مهمتي في الحياة.
(يشير بيده على صدره وصوته يتهدج من البكاء )
الرجل: والآن ..هلا ساعدني أحدكم في البحث عن طريق للعودة إلى نفسي ..حتى أجد ذلك الشخص السعيد الذي كنت عليه؟.. هل ساعدني أحدكم لأجد سبيلاً لاستعادة قدرتي على الضحك؟
الإجابة هي لا كما يبدوا في ملامح وجوهكم ..
ولكن دعوني أسألكم سؤالاً أخر ..لماذا أنا؟ أنا مضحك القرية، صاحب الضحكة التي كانت تملأ هذه القرية بالفرح والبهجة..تضيع ضحكته ؟
لقد ضاعت ضحكتي وأنا لا أعلم أين ذهبت. [يبحث في جيوبه] لقد بحثت عنها في كل مكان، لكن لا أثر لها.. لا أعلم ما الذي حدث لي.
[يجلس على كرسي وينظر إلى الجمهور] ربما كان ذلك عندما فقدت وظيفتي في المصنع قبل عام.. تعلمون أن الضحك لوحده لا يجلب المال ..كنت أنتظر راتبي كل شهر ليساعدني في إعالة عائلتي، لكن فجأة أُغلق المصنع وأصبحت بلا عمل.. كنت مكتئبًا وقلقًا على مستقبل أطفالي وزوجتي.. لم أعد أجد أي سبب للضحك.
[يغمض عينيه ويذكر] أو ربما كان ذلك عندما رفض جيراننا في القرية دعوتي لحفلة عيد ميلادي قبل ستة أشهر.. كنت متحمسًا للاحتفال معهم وتبادل الضحكات والذكريات الجميلة، لكنهم لم يأتوا.. شعرت بالوحدة والقهر.
[ينظر حوله بحزن] وأعتقد أن الأمر قد تفاقم عندما أصيب ابني الصغير بمرض خطير قبل ثلاثة أشهر.. كان يضحك ويلعب طوال الوقت، لكن منذ مرضه لم أعد أسمع ضحكته البريئة. أصبحت أيامي مليئة بالقلق والخوف على مستقبله.
[ينهض من كرسيه ويتجول على المسرح] لا أعلم بالضبط متى ضاعت ضحكتي، لكن أنا أشعر كأن جزءًا مني قد مات.. لقد فقدت نكهة الحياة وألوانها.. أريد أن أضحك مرة أخرى كما كنت أفعل من قبل، لكن لا أستطيع.
[ينظر إلى الجمهور بيأس] لذلك أتوسل إليكم جميعًا، هل يمكنكم أن تساعدوني في البحث عن ضحكتي المفقودة؟ ربما تكون مختبئة في زاوية ما في هذه القرية.. أو ربما تكون قد هربت إلى مكان آخر.. أنا بحاجة إليها حتى أستعيد نور حياتي.
[يتنهد بحزن] لكن إذا لم أستطع إيجادها هنا، فسأضطر للرحيل والبحث عنها في مكان آخر. لا أريد أن أعيش بدون ضحكتي.. سأسافر إلى أي مكان حتى أعثر عليها مرة أخرى.
(يبتسم بتصنع) حسنا .. هونوا على أنفسكم ..تعلمون أنني لا أستطيع التخلي عن هذه الوظيفة.. الناس يحتاجونني ليضحكوا ويسعدوا..وهذه هي مشكلتي الآن لا مشكلتكم (ينظر إلى الأمام بتصميم) سأستعيد ضحكتي، وسأعود إلى من كنت.
ربما هناك أمل لي في بقعة أخرى من هذا العالم. أشكركم على استماعكم لي.. لعل القدر يساعدني في إيجاد ما أفتقده.
(يغادر المكان والستار ينهي العرض)
.