💢 حصري صه... انتبه.... ثمة شخص خلفك!!!!
ferial loulak
★مـشـرف خـاص★
الإشراف
النشاط: 65%
التعديل الأخير:
بعد محاولاتهم البائسة لأن يدقّوا عنقي، ويكتموا صوتي، استطعت الخلاص منهم، هرولت إلى غرفتي سريعاً،
و حاولت أن أخذ نفساً عميقاً بصعوبة، إلى أن هدأت نفسي قليلاً، ثم فتحت الدرج الذي يقع على طرف التخت، رجفت أناملي، ولكني تتبعت قلبي هذه المرة، أردت أن أفجره وأنهي هذه المهزلة، فتحته بتأنٍ وأخرجت الصورة المتموضعة بداخله والمتوسدة قلب الصندوق الأسود، أمسكتها وعيناي أغرورقت بالدموع، كان جميلاً، جميلاً إلى الحد الذي لا يوصف، عيناه البنتان وأنفه المدبب وثغره الممتلئ، بشعره الأسود ووقفته البهية، كان يتكئ بذراعه على كتفي، لطالما أحببت تلك الوضعية، كنت أشعر بمدى ضآلتي أمامه، لطالما اعتادت أذني على ندائه (ياصغيرتي، ويا مدللة قلبي) كم وددت لو أنني أسمعها مجدداً، في آخر مرة التقينا طلب مني الخروج في نزهة، نزهة لا تنتهي!!
وافقت على مضض رغم أن قلبي كان يعتصر خوفاً بطريقة غريبة ولسببٍ أجهله، إلا أن طلباته بالنسبة لي كانت مجابة، أمراً وطاعة فقط!!
جهزنا العتاد وتوجهنا في تلك السيارة الحمقاء .. لَكم كرهتها، وأكرهها وسأبقى على كرهها، كان الطريق السريع يودي بنا إلى طريقٍ آخر معكوفٌ حول نطاق الجبل، وأسفله وادٍ تأخذ الحجارة نصف أطرافه، وخلال مسيرنا، انحرفت السيارة بعض الشيء عندما وصلت شاحنة ضخمة أخذت الطريق بأكمله، هذا الانحراف كان الشعرة التي قصمت ظهر البعير، ذلك لكون السيارة وقعت بواجهتها الأمامية على اطراف الوادي ولكنها لم تسقط بالكامل، كانت تهتز والحركة منا تهدد بانتهاء أعمارنا...!!
ربت على كتفه بهدوء وأخبرته أنني أحبه حباً جماً لا يمكن لأي وصف أن يعبر عنه، وأنه معشوقي الأول والأخير وزوجي وصديقي ورفيق دربي، وأن الموت معه هو النهاية التي كنت أرجوها لقصتنا العظيمة تلك والمكللة بالمشاعر الآثرة.
أخبرني أن حبه يزاود على حبي أضعافاً، ولكن عمري لا يجب أن ينتهي هنا، أردفت متعجبة وأنا ارتجف مخافة وقوع السيارة، ما الذي تقصده؟ أجاب أن الحب يعني التضحية وأن طفلتنا تنتظرني في منزل جدتها وتأمل عودتنا سوياً، وستصاب بخيبة أمل إلى أبد الآبدين في حال لم يعد على الأقل أحدنا، هنا بكيت، بكيت وكأنني أحمل في قلبي عواصف محملة ب أمطار تسيل من عيناي بغزارة، وتحرق وجنتي بلهيبها، أكمل قوله وطلب مني أن أخرج من السيارة بتروٍ، وهو سيحاول الخروج أيضاً لكن خروجنا سوياً سيعرضنا لخطر الوقوع، وافقت على مضض، أولم أقل لكم أن أمره مجاب؟
ظننت أنه سيصدق بقوله، فخرجت وأنا منتظرةً خروجه، نظر إلي بعينيه الواسعتين تلك، كانتا تغرقان بالدموع التي تأبى الهطول، وكأنها تقف على جبهات المعارك وتدل على صاحبها ذاك الجندي المغوار الذي يأبى الخنوع ولو بطرف دمعة..!!
بقي يتأملني ورأيت في عينيه أنه لم يصدق بما قال، ولكنه ما إن شعر أنني قد فهمت، راوغ بمحاولة الخروج وفي اللحظة التي فتح بها باب السيارة وحاول أن يحرك جسده.............. وقعت السيارة!!!!
حساام، أيقظني من هذا الكابوس، أرجوك أخبرني أنه كذب وافتراء، رأيت السيارة بأم عيني وهي تدحرج على الوادي، وقلبي يتدحرج بين أضلعي، وقدماي مثقلتان لا تقوى على حملي.
لم أستطع إكمال تلك الذكرى، فمسحت دموعي، وأعدت تلك الصورة إلى مكانها، وتأملت الفراغ من حولي محاولةً فهم ما يحدث لي، أين هي صغيرتي؟ لقد عاهدت حسام على العودة إليها، عزيزتي ناي، أنا أسفة ياصغيرتي، لكن حب أبيك سلب مني كل شيء برحيله، وكأنه أخذ مني قوتي وأصاب عظامي بهشاشةٍ لن يشفيها أي دواء.
شعرت وكأن أحدهم وضع يده على كتفي، التفت سريعاً فلمحت ذاك الظل الخفي، الظل الذي يتبعني إينما رحلت، ولكني هذه المرة شعرت بقوة تنفجر من شراييني، وتضخ الدماء إلى عيني، وددت أن أنتهي من هذا العذاب لذا وقفت وفتحت منكبي على وسعهما، وصرخت بأعلى صوتي......من أنتم؟؟
أولم يكفيكم ما تفعلون؟
هيه... أجيبوني..... ضربت بكل الأحداث عرض الحائط، وأيقنت أن هذا الأمر يجب عليه التوقف، ولكن في تلك اللحظة وبعدما ضممت ركبتي إلى ذراعي، سمعت صوتاً غريباً يخرج، حاولت أن التمس منه شيء لعل وعسى أستطيع فهم الكلمات التي تخرج ولكن دون البحث عن مسببها، تبين أن هناك أحد يناديني، رهف.....تعالي إلى يا رهف .......!!!
هذا صوت حسام، ولله لأقسمن أن هذا هو صوته، حسام ...أجبني أين أنت؟
تعالي واتبعي صوتي....تعالي إلى حضني......
تبعت الصوت وكأنني مُسيرة، كالسكارى أمشي والمغيبة أهذي... فتحت باب المصعد، والصوت باقٍ على النداء...خرجت إلى الشارع في الظلمة الحالكة، والصوت باقٍ على النداء.... مشيت إلى أن وصلت إلى المقبرة، وقفت جاثمة أمام قبره، هنا سمعت صوته يخبرني: أفتحي القبر، ونامي بجانبي.....افتحيه ونامي بجانبي....تعالي.
فعلت ما أومرت به...بدأت أحفر وأحفر....
إلى أن أتى حارس المقبرة وركض نحوي وأمسك بي، حاولت أن أعضّ على أصابعه تلك التي تبعدني عن حبيبي...
صرخ بصوته مما أثار انتباه المارة.....أمسكوا بي بقوة وأنا أضربهم وأدفعهم بكامل قوتي ولكن دون جدوى.....
ثم فقدت الوعي...و لم أشعر بنفسي إلا وأنا في المستشفى...والطبيب يقول كلمة (شيزوفرينيا)!!!!!!!!
بعد عامين من الآن
على المائدة، أنا وناي، نتبادل أطراف الحديث وعلى الرغم من صغر سنها، إلا إني أراها صديقتي أكثر من ابنتي، في لحظة شرود تأملت عينيها، إنها تحمل عيني والدها، وتذكرت حينها تلك الفترة من حياتي، الفترة المرة كالعلقم التي نهشت بروحي واجتثت كياني، وذلك عندما أصبت باضطراب ما بعد الصدمة والذي بدوره أودى بي إلى أن أصاب بانفصامٍ حاد في الشخصية، ذلك أحتاج مني وقتاً ليس بقليل لأن أتعافى منه، أعتقد أن حب حسام كان كفيلاً بأن يضعني على مشارف الجنون، ولكني أيقنت أن ناي بقيت منتظرةً إياي مطولاً، وأن حسام قدم تلك التضحية في مقابل عودتي إليها، وأن حبها سيعوضني ولو ببعض الشيء عن الحب الذي فقدت، ولكني لم أفهم هذا الأمر إلا متأخراً ،ولم استيقظ من وهم الهلوسات تلك إلا بعد حين ولكن ها نحن ذا، نضع الريحان على قبره، ونمضي على أطلال ذكراه التي لن تخرج أبداً من قلبي مهما حييت.
ماما.....هل سيطول بقاء أبي تحت هذا التراب؟
صغيرتي إنه عند الله وفي حفظه، ولن يتمكن من العودة
ماما، كيف سأراه عندما أشتاقه إذاً؟
حبيبتي ناي، عندما تشتاقين إليه، توجهي سريعاً للمرآة وانظري إلى نفسك جيداً، حسام هو أنت
و حاولت أن أخذ نفساً عميقاً بصعوبة، إلى أن هدأت نفسي قليلاً، ثم فتحت الدرج الذي يقع على طرف التخت، رجفت أناملي، ولكني تتبعت قلبي هذه المرة، أردت أن أفجره وأنهي هذه المهزلة، فتحته بتأنٍ وأخرجت الصورة المتموضعة بداخله والمتوسدة قلب الصندوق الأسود، أمسكتها وعيناي أغرورقت بالدموع، كان جميلاً، جميلاً إلى الحد الذي لا يوصف، عيناه البنتان وأنفه المدبب وثغره الممتلئ، بشعره الأسود ووقفته البهية، كان يتكئ بذراعه على كتفي، لطالما أحببت تلك الوضعية، كنت أشعر بمدى ضآلتي أمامه، لطالما اعتادت أذني على ندائه (ياصغيرتي، ويا مدللة قلبي) كم وددت لو أنني أسمعها مجدداً، في آخر مرة التقينا طلب مني الخروج في نزهة، نزهة لا تنتهي!!
وافقت على مضض رغم أن قلبي كان يعتصر خوفاً بطريقة غريبة ولسببٍ أجهله، إلا أن طلباته بالنسبة لي كانت مجابة، أمراً وطاعة فقط!!
جهزنا العتاد وتوجهنا في تلك السيارة الحمقاء .. لَكم كرهتها، وأكرهها وسأبقى على كرهها، كان الطريق السريع يودي بنا إلى طريقٍ آخر معكوفٌ حول نطاق الجبل، وأسفله وادٍ تأخذ الحجارة نصف أطرافه، وخلال مسيرنا، انحرفت السيارة بعض الشيء عندما وصلت شاحنة ضخمة أخذت الطريق بأكمله، هذا الانحراف كان الشعرة التي قصمت ظهر البعير، ذلك لكون السيارة وقعت بواجهتها الأمامية على اطراف الوادي ولكنها لم تسقط بالكامل، كانت تهتز والحركة منا تهدد بانتهاء أعمارنا...!!
ربت على كتفه بهدوء وأخبرته أنني أحبه حباً جماً لا يمكن لأي وصف أن يعبر عنه، وأنه معشوقي الأول والأخير وزوجي وصديقي ورفيق دربي، وأن الموت معه هو النهاية التي كنت أرجوها لقصتنا العظيمة تلك والمكللة بالمشاعر الآثرة.
أخبرني أن حبه يزاود على حبي أضعافاً، ولكن عمري لا يجب أن ينتهي هنا، أردفت متعجبة وأنا ارتجف مخافة وقوع السيارة، ما الذي تقصده؟ أجاب أن الحب يعني التضحية وأن طفلتنا تنتظرني في منزل جدتها وتأمل عودتنا سوياً، وستصاب بخيبة أمل إلى أبد الآبدين في حال لم يعد على الأقل أحدنا، هنا بكيت، بكيت وكأنني أحمل في قلبي عواصف محملة ب أمطار تسيل من عيناي بغزارة، وتحرق وجنتي بلهيبها، أكمل قوله وطلب مني أن أخرج من السيارة بتروٍ، وهو سيحاول الخروج أيضاً لكن خروجنا سوياً سيعرضنا لخطر الوقوع، وافقت على مضض، أولم أقل لكم أن أمره مجاب؟
ظننت أنه سيصدق بقوله، فخرجت وأنا منتظرةً خروجه، نظر إلي بعينيه الواسعتين تلك، كانتا تغرقان بالدموع التي تأبى الهطول، وكأنها تقف على جبهات المعارك وتدل على صاحبها ذاك الجندي المغوار الذي يأبى الخنوع ولو بطرف دمعة..!!
بقي يتأملني ورأيت في عينيه أنه لم يصدق بما قال، ولكنه ما إن شعر أنني قد فهمت، راوغ بمحاولة الخروج وفي اللحظة التي فتح بها باب السيارة وحاول أن يحرك جسده.............. وقعت السيارة!!!!
حساام، أيقظني من هذا الكابوس، أرجوك أخبرني أنه كذب وافتراء، رأيت السيارة بأم عيني وهي تدحرج على الوادي، وقلبي يتدحرج بين أضلعي، وقدماي مثقلتان لا تقوى على حملي.
لم أستطع إكمال تلك الذكرى، فمسحت دموعي، وأعدت تلك الصورة إلى مكانها، وتأملت الفراغ من حولي محاولةً فهم ما يحدث لي، أين هي صغيرتي؟ لقد عاهدت حسام على العودة إليها، عزيزتي ناي، أنا أسفة ياصغيرتي، لكن حب أبيك سلب مني كل شيء برحيله، وكأنه أخذ مني قوتي وأصاب عظامي بهشاشةٍ لن يشفيها أي دواء.
شعرت وكأن أحدهم وضع يده على كتفي، التفت سريعاً فلمحت ذاك الظل الخفي، الظل الذي يتبعني إينما رحلت، ولكني هذه المرة شعرت بقوة تنفجر من شراييني، وتضخ الدماء إلى عيني، وددت أن أنتهي من هذا العذاب لذا وقفت وفتحت منكبي على وسعهما، وصرخت بأعلى صوتي......من أنتم؟؟
أولم يكفيكم ما تفعلون؟
هيه... أجيبوني..... ضربت بكل الأحداث عرض الحائط، وأيقنت أن هذا الأمر يجب عليه التوقف، ولكن في تلك اللحظة وبعدما ضممت ركبتي إلى ذراعي، سمعت صوتاً غريباً يخرج، حاولت أن التمس منه شيء لعل وعسى أستطيع فهم الكلمات التي تخرج ولكن دون البحث عن مسببها، تبين أن هناك أحد يناديني، رهف.....تعالي إلى يا رهف .......!!!
هذا صوت حسام، ولله لأقسمن أن هذا هو صوته، حسام ...أجبني أين أنت؟
تعالي واتبعي صوتي....تعالي إلى حضني......
تبعت الصوت وكأنني مُسيرة، كالسكارى أمشي والمغيبة أهذي... فتحت باب المصعد، والصوت باقٍ على النداء...خرجت إلى الشارع في الظلمة الحالكة، والصوت باقٍ على النداء.... مشيت إلى أن وصلت إلى المقبرة، وقفت جاثمة أمام قبره، هنا سمعت صوته يخبرني: أفتحي القبر، ونامي بجانبي.....افتحيه ونامي بجانبي....تعالي.
فعلت ما أومرت به...بدأت أحفر وأحفر....
إلى أن أتى حارس المقبرة وركض نحوي وأمسك بي، حاولت أن أعضّ على أصابعه تلك التي تبعدني عن حبيبي...
صرخ بصوته مما أثار انتباه المارة.....أمسكوا بي بقوة وأنا أضربهم وأدفعهم بكامل قوتي ولكن دون جدوى.....
ثم فقدت الوعي...و لم أشعر بنفسي إلا وأنا في المستشفى...والطبيب يقول كلمة (شيزوفرينيا)!!!!!!!!
بعد عامين من الآن
على المائدة، أنا وناي، نتبادل أطراف الحديث وعلى الرغم من صغر سنها، إلا إني أراها صديقتي أكثر من ابنتي، في لحظة شرود تأملت عينيها، إنها تحمل عيني والدها، وتذكرت حينها تلك الفترة من حياتي، الفترة المرة كالعلقم التي نهشت بروحي واجتثت كياني، وذلك عندما أصبت باضطراب ما بعد الصدمة والذي بدوره أودى بي إلى أن أصاب بانفصامٍ حاد في الشخصية، ذلك أحتاج مني وقتاً ليس بقليل لأن أتعافى منه، أعتقد أن حب حسام كان كفيلاً بأن يضعني على مشارف الجنون، ولكني أيقنت أن ناي بقيت منتظرةً إياي مطولاً، وأن حسام قدم تلك التضحية في مقابل عودتي إليها، وأن حبها سيعوضني ولو ببعض الشيء عن الحب الذي فقدت، ولكني لم أفهم هذا الأمر إلا متأخراً ،ولم استيقظ من وهم الهلوسات تلك إلا بعد حين ولكن ها نحن ذا، نضع الريحان على قبره، ونمضي على أطلال ذكراه التي لن تخرج أبداً من قلبي مهما حييت.
ماما.....هل سيطول بقاء أبي تحت هذا التراب؟
صغيرتي إنه عند الله وفي حفظه، ولن يتمكن من العودة
ماما، كيف سأراه عندما أشتاقه إذاً؟
حبيبتي ناي، عندما تشتاقين إليه، توجهي سريعاً للمرآة وانظري إلى نفسك جيداً، حسام هو أنت
التعديل الأخير:
Reham Elnagar
عضو مٌشارك
عـضـو
النشاط: 8%
ferial loulak
★مـشـرف خـاص★
الإشراف
النشاط: 65%
تعليق