e-Dewan.com
  • المشاركة مفتوحة للجميع .. لا تتردد في نشر مقالك في القسم المناسب في منتدى الديوان.

  • اللّٰهُمَّ إِنِّي أَفْتَتِحُ الثَّناءَ بِحَمْدِكَ وَأَنْتَ مُسَدِّدٌ لِلصَّوابِ بِمَنِّكَ، وَأَيْقَنْتُ أَنَّكَ أَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ فِي مَوْضِعِ الْعَفْوِ وَالرَّحْمَةِ.

💢 حصري قصة قصيرة بعنوان "سليمة"

  • ناشر الموضوعroroghnam40
  • تاريخ البدء
  • الردود 2
  • المشاهدات 77

العنوان:
💢 حصري قصة قصيرة بعنوان "سليمة"

💢 الموضوع يحتوي على محتوى حصري.

مرحبا ً بك في الــديــوان الإلكتروني

أهلا وسهلا بك زائرنا العزيز في الــديــوان الإلكتروني.

انظم إلينا و تمتع بتجربة رائعة, ستجد كل ما تبحث عنه.

التسجيل مجاني بالكامل

..سليمة...
والدي رجل بسيط بدوي ينجب لنكون له ساعداً على شقاء الدنيا،
هكذا كان دائما يخبرنا.. كنا نعيش حياة الترحال نرعى الأغنام. ننتقل من صحراء لأخرى ومن أرض لأرض وننتقل حسب ما يتاح لنا ..بساطة، وعفوية حياتي.. أحيانًا تجدني قاسية القلب ك الصحراء القاحلة.. المتجردة من اللون الاخضر، احيانا اخرى كحنان السحابة البيضاء، والتى اتخيلها سريري وسري الذى ألوذ به من الدنيا فأسعد وأطمئن، وأرى نفسي فى أحلامي أميرة أو ملكة لمجموعه من القبائل البدوية اجمعهم ونسيطر على كنوز الصحراء
لم يكن هذا الحلم من فراغ بل انا وسنوات عمري العشرة واجهنا جفاء وتقلبات باديتي وأبي بكل الحب، فأحبتني هي واخرجت لي أسرارها فى سني الصغير،واحبني أبي وعلمني الكثير ..حتى إنني
ذات يوم في جوف كهف، كنت ألعب ببعض الأحجار فيه، لم تكن احجارا عاديه بل كان مُدهبه ببعض الأجزاء منها وخرجت امام الكهف سرت اتأملها سعيده بجمالها لكنها سُرقت مني!
من رجل عابر حينما رآها بيدى.. لم أقدر على مواجهته حينها لانى ضعيفة البنية صغيرة وهو كان ضخم البنية عنيف وملثم.
فقررت داخلى ان لا أخبر أحد عن الكهف وسار هو حلمي للمستقبل
في صباح أحد الأيام..أخذني والدي من جنتي وذهب بي إلى العاصمة !؟
اختى الكبيرة "ناعسه" كانت معي لكنها تعمل من قبل أعوام ..لم تكن مندهشه مثلي فهى كبيرة عنى بخمسة سنوات، كما أنها تتعلم القراءة والكتابة عند من تعمل لديهم.
.
توقف السائق.. نزلنا من السيارة، كل شئ مخيف كل ما حولي يقبض القلب.
ما هذا ناعسه ؟
ماهذا أبي؟
انزعجت اختي من كثرة الأسئلة اللحوحة منى..
فصرخ فينا والدى أن نصمت وكفى أسئله.
صمت، واكتفيت بالمشاهدة لما حولى من فخامة في كل شئ، بيوت وسيارات، وملابس وأسواق تجارية عملاقة، لا حيوانات لا أغنام لا سحالي تتلون أمامى وتهرب مني!


النساء ناعمات ومدللات لم تلونهم شمس الصحراء .
لكننى عند وصولي للمدينة شعرت بسعادة ورهبه وخوف شديدين ..خاصة أن والدي لا يتكلم ولم يعرفنى أى تفاصيل كثير عن ماعلي فعله.
توقفنا عن السير فجأة، وانسلت "ناعسة" من بيننا فى هدوء، ذهبت "ناعسه" لمنزل له حديقة وسور عالي وبوابة ضخمة سوداء، تعمل وحدها ُتفتح وتُغلق بدون احد! ودعتني ودخلت، وابتلعتها حوائط وجدران كجبل ضخم غامض..
وسرت مع والدي أشعر ببرودة وجفاء
ليقول : بنيتي كوني مُطيعه، ونفذي ما يطلب منك وتعلمي جيداً ولا تتحدثين بما ترين من أسرار الناس، إنهم يريدون مَن يساعدهم فى أعمال المنزل وتكون طفلة مثلك فكونى عاقله، عليك أن تأكلي وتشربي جيدًا وهم سوف يعتنون بملابسك وكسوتك، وأنت تحتفظين بالمال الذي سوف تتخذينه فلا تنفقيه.. أول الشهر سوف آتي لأطمئن عليك واستلمه منك، وتذكرى.. هذا من حق اخوتك الصغار
دخلنا شارع طويل كل بناياته عالية، أسواق ومحال وزحام لكنه منظم، وجمع الناس رائحتهم جميلة ..
وصلنا إلى بناية .. كان هناك بعد عبور البوابة رجل يسجل أسماء من يأتي وإلى أين يتجه..صعدنا درجات عاليه فتح باب من المعدن لنستقر في غرفة صغيرة تحيطها المرايا تتحرك لأعلى، وترتفع بالكهرباء..
سلمني إليهم وتركني!
بلا أن يلتفت وراءه أو يسلم علي !
وبدأت العمل مع صاحبة المنزل كنت أنا مساعدة لا تفقه شيئًا عن البيوت وتلك الحياة المعقدة المتشابكة، و المدروس كل شئ فيها بعناية وتكلف
تعلمت كيف أنظف كل شئ بداية من نفسي، ثم المنزل ..كما أخبرتني "أم محمود" مدبرة المنزل


سيدة "نجلاء"صاحبة المنزل، طويلة دائما تحدثك من طرف أنفها وتنظر للجميع من أعلى كأنها مثل تلك البنايات العالية تناطح السحاب والذباب أيضا.
أهلا بك "سليمة"
اولاً: يجب عليك مراعاه الصمت وكلمة حاضر
ثانيًا: لا تنظرين ولا تنصتين لما يدور داخل المنزل ..عليك الطاعة والأمانة فقط، كما أن" أم محمود" ستعلمك كل شي بعد ذلك
..رغم ذلك اللطف منها لكن عينيها قاسية ومخيفة.


"سيد رؤوف"، زوجها أبتسم لي وظل ينظر إلى كأنه يقرأني، وعينيه ضاحكتين كأنه يراقب بمتعة ماعز صغيرة يتعلم أول خطوات السير..أو ضفدعة صغير ة تحاول القفز خلف أمها
مر شهر تعلمت و نظفت ورتبت، ثم النوم بعد ذلك
مدام نجلاء: "أم محمود" كيف حال" سليمة" معك ؟

طفلة تتعلم سريعًا، لكنها مضحكة؛ انها تنام بأى مكان وبأي وقت في اليوم، يوم أمس كانت نائمة بجوار البوابة الرئيسية للمنزل ..عندما أرسلتها تنادى لعم" خليل "السائق من الأسفل .
وكل يوم اجدها نائمة بأى مكان لا يخطر على بال أحد كرسي الصالون وطاولة الطعام، أو أسفل السرير نفسه، واليوم بحثت عنها لأجدها بين أواني الزرع فى الشرفة طول الليل هناك تغطيها السماء .
_مدام نجلاء: سليمة تعالى هنا
نعم سيدتى
لا أريد منك النوم بأى مكان هكذا، فلديك غرفة النوم وسرير خاص بك
كما أنه لا يجوز النوم وقت اداء العمل نهائي .

حاضر سيدتي


فى أحد الأيام وبعد مرور عام من الخدمة والمساعدة ..
حينما كنت أعمل داخل المنزل الكبير الذى لا ينتهى العمل به
بأحد الأيام وجدت حقيبة خاصة بسيدي صاحب المنزل، وأعلم أن أى حقيبة مغلقة بتلك الأزرار ذات قيمة عالية .. مثلها كالأفلام التى شاهدتها بالتلفاز.. بها الكثير من المال .. نظفتها من الغبار ..
لكنني لدى فضول كبير جدًا لمشاهدة الذهب أو المال الكثير الموجود بها..عندما أنتابني الفضول القاتل ووقفت اتأملها، حاولت العبث بمفتاحها لكن فجأة وقبل ان ألمس الازرار، وجدتها فتحت أمامي، بلا أى مجهود منى يبدو أنها نسيت بلا قفل.
،فتحت ورأيت رزم من نقود مرصوصة بنظام، وحقا أحساسي صدق، وجدت أمامي نقود لا حصر لها
ما هذه السعادة لرؤية الأموال، سأصبح أغنى أطفال العالم، وعاد خيالى مرة اخرى يحدثنى سوف أشتري بها جميع الذهب والحجارة الذي فى موطني..لا سأشترى بها جميع أنواع الشيكولاته والحلوى، سيفنى شعورالحرمان لما فى الحياة من مغريات وحلويات..نعم عرفت معنى الحرمان بعدما جئت أعمل هنا.. وأنا محرومة من أبسط حقوق لى فى قطعة شيكولاته، أو لعبة مع أطفال مثلي سرح خيالي، وبدءت أحلم وافكر واحتضن الحقيبة الذهبية، مغمضة عيني وجالسة على الأرض
ماذا تفعلين لو معك كل هذا المال ياسليمة ؟
هل يكفى لشراء منجم ذهب؟، ثم
أظلمت الدنيا
تغير الحال والانتشاء والحلم البرئ بصراخ سيدتى نجلاء
وذلك الكف الكبير العنيف يضربني صفعة قاسية على وجهي الأيمن أطاحت برأسي لأقصى اليسار حتى شعرت بطقطقة عروق رقبتي، ثم صفعة بيدها الاخرى ليرتمي رأسي لأقصى اليمين ثم بكل مكان فى جسدى حتى شعري قامت بشدة واقتلاعه بيديها، وأضاءت فلاشات وكشافات أمام عيني ودارت بي الأرض ،أظلمت عينى وعقلي مع كل ضربه على جسدي الهزيل
نزل على وجهى وكأن غضب الكرة الأرضية كله جاء ينتقم مني أنا" سليمة" وصراخ سيدتي لم أفهم منه شئ، ماهى كلمة السر وكيف عرفتيه؟
هل هم عصابة؟
هل أغواك أحدهم لتتجسى وتسرقينا؟
رفعت رأسي التى اختلت توازنها ونظرت إليها وأنا مكانى على الأرض، وجهها شديد الأحمرارمُشعة الوجه، واسعة العينين، لا أعلم لم رأيتها شيطان له قرون وذيل طويل.
تصرخ: سوف اقتلك يا لعينة
تدور حول نفسها، تبحث عن شئ آخر تقتلني به
انسحبت قوتى وهزلت كطفل رضيع خرج حالا ًللدنيا لا يفقه شيئا..
أشاهد فى ذهول تلك المطفئة الكريستال بيدِها تعلو بها لتنزل على رأسي ..لم أستطع الحراك ولا الهرب من أمامها أثقل حزني وآلمي جسدي الضعيف..اغمض عيني باستسلام فى انتظار نهايتي حتى جاء زوجها أمسك بيدها وأخذ المطفئة الكريستال بهدوء..ماذا تفعلين؟
يقول اهدئي حبيبتي ماذنب المسكينة؟
يقصدني انا بتلك المسكينة تؤذينى هذه الكلمة، ألا يعلم من أكون؟! أنني روح الصحراء والجبال، روح السحاب تكمن داخلي ..لما لم يدركون بعد أنني لست مسكينة، بل غنيه ثراوتي دفينة داخلي، مثل وطني الأصفر الرحيب.
وعدت من خيالى و افكاري عندما تحدث زوجها ..
قال: لقد تركت الشنطة مفتوحة عن قصد !
لم يحدث شيئا أنا من نسيت إغلاقها بكلمة السر
وقتها فقط أدركت الخطأ، فسقطت ارضًا بكيت بقهر عرفت الذل والمهانة، لقد كان مجرد حلم بالشيكولاته.
هل الأحلام ذنب؟
وقام بالربت على كتفي، وتهدئتي ،واعطانى زوجها رزمة من تلك الشنطة وقال: هذه مائتان من الجنيهات ..قومى بشراء ماتتمنى هى لك
"هو ما انساني ما حدث لى.. نعم لم أعبئ بتورم جسدى، ولا رعشة قلبي، ونسيت الدماء التى سالت من أنفي كل أوجاعى تجمدت، وانا أنظر إليها وهو يقدمها إلي، وقفت صافنة ساهمه، أحاول الاستيعاب، حتى تحدثت زوجته: أنها كثيرة عليها جدًا، هاتها اعطيها لأبيها.
هنا انتبهت وقبضت عليها اختطفتها من يديه قبل اقتراب السيدة نجلاء واخذها مني
أنظر لتلك الرزمة وعاد يحدثنى خيالي الحزين: ثانيتا؛ فانطلقت إلى الأسفل، ولم أعبئ بنداء سيدتى عن ماذا سافعل بها؟ قهقه سيدي الطيب الكريم.
انزعجت منها جدًا واسرعت أكثر، ظنا أنها ربما تلاحقني وتاخذها مني..ضممتها لصدري فى قوة متشبثه بها احتويها بقبضتي الصغيرة، وربما هى التي احتوتني بالطمأنينة لبعض الوقت.
عند نزولى على درجات السلم شعرت أنه ربما يأتي والدي اليوم ويعلم عنها، فيريدها هو أيضا، ارتعشت واختبئت خلف جدار أنظر بحذر كي أؤمن طريقي، فوجدته خالي تماما، هرولت بكل قوة لدي ونقودي بحوزة يديا المضمومة لصدري مرتجفه.
صوت داخل رآسي : هيا هيا أسرعي
ودخلت إلى السوق التجاري الضخم، و الذى كان بالنسبة لي دخوله حلم بعيد.
مر الوقت وانا أمام رفوف الحلوى والبسكوت، وثلاجات العصائر والشوكولاته.. حتى جاءتني عاملة تسألني: ماذا تفعلين هنا يا"سليمة"؟
تركتها وركضت بعيدًا عنها..وأخذت من كل ما أراه أمامى حتى امتلأت السلة التى أسحبها خلفي. اقمت اكتافي ورفعت رأسي وانتظرت بالصف للمُحاسبة، وجاء دوري اعطيته المئتان جنيه بدون انتظاره أن يخبرني ماذا علي دفعه، ولم أصدق عندما اعطانى منها نصفها تقريبًا ..انتشيت وقفزت لأعلى فرحًا، جمعتها داخل شنطة كبيرة، وخرجت ناسية الدنيا، والآلم وانكسار خاطري مع أول قضمة من لوح الشيكولاته الكبير ذي اللون الارجواني، جفت دموعي على خدي مع ذوبان الكاكاو بفمي ذبلت لحظات الغضب وهدء أنيني ونوبات النواح وشهقات الآلم، وكان أول درس تعلمته هنا أن الحلوى هي التى سوف تُذيب جميع المتاعب..
ولتنهار حولى كل الأشياء المؤلمه..ف المال اصلح ما افسده في القهر...وأبي أحبني لكن بطريقته الخاصه.
بقلم
رحاب أبوالسعود الغنام
 
أحْمـَدِ جَمـَآلَ

أحْمـَدِ جَمـَآلَ

✵ مٌـراقـب ✵
المٌـراقـبة
الـتـطـويـر
النشاط: 100%
تعليق
R

roroghnam40

عضو جديد
عـضـو
النشاط: 1%
تعليق
أعلى