- المشاهدات: 92
- الردود: 2
قلوب حائرة .. قصة قصيرة للمسابقة الديوان
عاشت بمفردها في بيتها ، لم تشتكي يوما لأولادها من الوحدة والفراق ،اعتمدت على نفسها في أداء كافة أعمالها،روحها مرحة ظلت مشرقة لم ينل الزمان منها كوردة في البستان، تحملت قسوة الوحدة وغربة ابناءها تبكي وحيدة من عدم السؤال، لكنها تواصل حياتها تقوى على الظروف والأيام ،تتذكر أيام شبابها مع أولادها ،فتبتسم في صمت منيع؟!ودمعها يأبى الخضوع والاستسلام ،تنظر حولها ترى ذكرياتها مع أولادها قد حفرتها في كمائن قلبها، الذي ينبض بالحنين ؟!تقف أمام صور اولادهاتحادثهم ، تترجى منهم العودة والبقاء ،تغمض عينيها بعد ما اتعبها الانتظار توقظها شقشقات الصباح ونسميه العليل ،لمواصلة حياتها وقلبها يملاه الحزن والافتقار!!وإذا بأحد أولادها يدق بابها بعد طول غياب ، لم يكن لإشتياقه لها والإطمئنان عليها؟!ولكنه جاء ليطلب منها مساعدته ويترجى منها حنانها!! يقص عليها سوء أحواله ويقبل يديها ؟!ويطلب منها العفو والسماح لتقصيره لها في حقها عليه،يطلب منها أن تبيع بيتها لسداد ما عليه من اموال ، وتجلس مع زوجته التي تتأفف من خدمتها ورعايتها ، تنظر هذه الأم المسكينة إلى ابنها نظرة حب تأخذها الحيرة والاندهاش؟!لطلب ابنها تستحي أن تمتنع وترفض طلبه ، وفي اليوم التالي تأتي ابنتها تستغيث بها وتريد بعض من المال وتلح عليها سؤلها لبيع بيتها؟!فقررت الأم الرحيمة بأبنائها بيع بيتها!!ومرت الايام بهذه الأم العظيمة وقلبها يعتصر ألما لفراق بيتها وذكرياتها الجميلة به والهدوء التي كانت تنعم به ، التي لم تجده في بيت ابنها وزوجته التي تسيىء إليها دائما تجعلها تشعر بإنها عبء ثقيل على حياتهم، تبكي الأم وحيدة في غرفتها من سوء معاملاتها لها ونظراتها الحادة المجردة من العطف والتقدير ؟! لم تتحمل هذا الوضع المؤلم كثيرا ، فقامت في الصباح الباكر أخذت حقيبتها وتركت بيت ابنها ، إلي أين ستذهب لا تدري ؟؟أخذتها قدميها لبيتها القديم وهي هائمة على نفسها، جلست تبكي أمام بيتها على ذكرياتها الجميلة التى قضتها فيه، تشكو لشجرة زيتونتها التي كانت تظلل بيتها !!تحتضنها شريدة تائهة إلي أن غفوت لساعات بمكانها وأنهكها بكاؤها ،لتقترب منها فتاة تقبل رأسها لتستيقظ من سباتها خائفة ؟! تأخذها هذه الفتاة وتمسك بيدها ؟! وتسألها إلى أين تأخذيني ابنتي؟؟ أخبرتها أنها المالك الجديد لبيتها ؟!أدخلتها واتخذتها هذه الفتاة الرحيمة أما لها ؟!تحمل عنها حقيبتها وهي سعيدة أنها ستؤنسها وتعيد لها أنفاسها وحياتها القديمة التي اشتاقت لها كثيرا ، ولذكرياتها الحانية ، كم تحملت هذه الام المكلومة في أولادها ، حينما دخلت بيتها رأت الاتربة بكل مكان ، وكأنه بيت موحش فرغ منه الدفء والضحكات ويسوده غسق الوحدة والليالي الباردة ؟؟تنظر إلى مطبخها الذي كانت تطهو لأولادها ألذ الطعام لهم وتصنع (الكيك) الشهي في أعياد الميلاد ، وتوقد المدفئة التي كانوا يلتفون حولها في ليالي ديسمبر الباردة وتحكي لهم الأم حكايات قبل النوم وتنزوي وحيدة بغرفتها لتغزل لهم ليلا الملابس الثقيلة المصنعة من الصوف لتحميهم من قسوة الشتاء القارص الذى كاد أن يلتهم عظامهم ليلا ؟! ولم تهنئ بالنوم إلا بعد أن تنتهي من صناعة ملابس أولادها فتنم قريرة العين ، وليس بالجديد علي قلب هذه الأم المحبة لأولادها ، في اليوم التالي تستيقظ هذه الأم مبكرا لتستقبل شمس الصباح الباسمة ، وتنظر لشجرة زيتونتها التى ذبلت أوراقها ولم تثمر بعامها وكأنها حزينة على فراقها؟! فقامت تنظف بيتها وتفتح نوافذها وتلملم بقايا ذكرياتها والمكان عاد له البهجة والنور والسعادة وتقبل يديها ابنتها تلك الفتاة التي عوضتها الأيام بها ، وضمدت قلبها وإلتئمت جراحها!! وإذ بصوت جميل يملأ البيت سعادة من جديد ؟! إنها فيروز تدندن في الصباح (بالراديو)ويحتسون فنجان من القهوة الخضراء الساخنة ، يرتشفونها بحب !! هي الوحيدة يا ابنتي كانت تثبت لي مزاجي ،كنت أشتم رائحتها بين الأزقة والشوارع ، قهوتي مزيج من الحب والأمل بحياتي تشاركني فرحي وطرحي !!تنصت لأحاديثي الصامته تنشيني، كنت أذهب إلى السوق وأحمل الخضار بيدي وأحملها بقلبي؟؟ أدمنتها لا محال حاضرة دائما بيومي لاذعة مرة إذا أهملتها كل من يجالسني برفقتها يعشقها مثلي !!أرنو لضحكات القلب الغائبة ولأركان بيتي المكتظ بالذكريات ولصوت أولادي وهم صغار بأحضاني !!وهنا أجهشت بالبكاء لحنيني الجارف إليهم فسقط دمعي مجددا ، وكأن الحزن على موعد معي لم يتخلف عنه برهة؟! كنت يا ابنتي أقوم برعايتهم وهم صغار كنت بمثابة الأب والأم في آن واحد ؟! إلي أن كبروا وترعرعوا وتزوجوا وأنجبوا أطفالا ، كنت ألتمس لهم أعذارا وليس عذرا واحدا حتي اشتعل الرأس شيبا ؟!فهم أولادي مهما فعلوا أو أسأوا فهم بعيني كقطعة السكر وأحلى من العسل والشهد ؟! فهم فلذة كبدي وعمري وشبابي ، الحياة يا ابنتي تغير الكثير فينا ملامحنا .. أحلامنا .. أولادنا .. تسرق البسمة من فوق شفاه ناضرة ؟! كل شيء قابل للتغيير ، فإذا عصفت بهم الأيام وأخذتهم في أعماق بحرها ، يتلاطمون بين أمواجها يتخبطون بين صخورها تلك هي الحياة؟! ولكنهم في النهاية يصلون لمرسى قلبي ولحناني؟!فأنا طوق نجاتهم في الحياة القاسية !!
لن أنسى قسوة زوجة ابني التى كنت أحمل لها الحب بقلبي ، وكانت تعاملني بالتجبر والتعالي في غياب ابني ، وكنت لا أفصح له عن سوء معاملتها لي ؟وأنا عجوز مريضة أقتات منها حلو الكلام ، ولم أجده، ولكنها يوما بعد يوم تزداد في غضبها وحدتها وأنا لم أنبث بحرف ولم أنطق ببنت شفة؟! حفاظا على حياتها وبقاؤها ، هذه يا ابنتي طعنتي!! إلى أن جئت أنت يا ملاك ، فقبلت جبينها الفتاة قائلة لها لابأس بك بعد اليوم ؟! ولا قلوب حائرة !! وأنت أمي
للمسابقة /شيماء حجازي
عاشت بمفردها في بيتها ، لم تشتكي يوما لأولادها من الوحدة والفراق ،اعتمدت على نفسها في أداء كافة أعمالها،روحها مرحة ظلت مشرقة لم ينل الزمان منها كوردة في البستان، تحملت قسوة الوحدة وغربة ابناءها تبكي وحيدة من عدم السؤال، لكنها تواصل حياتها تقوى على الظروف والأيام ،تتذكر أيام شبابها مع أولادها ،فتبتسم في صمت منيع؟!ودمعها يأبى الخضوع والاستسلام ،تنظر حولها ترى ذكرياتها مع أولادها قد حفرتها في كمائن قلبها، الذي ينبض بالحنين ؟!تقف أمام صور اولادهاتحادثهم ، تترجى منهم العودة والبقاء ،تغمض عينيها بعد ما اتعبها الانتظار توقظها شقشقات الصباح ونسميه العليل ،لمواصلة حياتها وقلبها يملاه الحزن والافتقار!!وإذا بأحد أولادها يدق بابها بعد طول غياب ، لم يكن لإشتياقه لها والإطمئنان عليها؟!ولكنه جاء ليطلب منها مساعدته ويترجى منها حنانها!! يقص عليها سوء أحواله ويقبل يديها ؟!ويطلب منها العفو والسماح لتقصيره لها في حقها عليه،يطلب منها أن تبيع بيتها لسداد ما عليه من اموال ، وتجلس مع زوجته التي تتأفف من خدمتها ورعايتها ، تنظر هذه الأم المسكينة إلى ابنها نظرة حب تأخذها الحيرة والاندهاش؟!لطلب ابنها تستحي أن تمتنع وترفض طلبه ، وفي اليوم التالي تأتي ابنتها تستغيث بها وتريد بعض من المال وتلح عليها سؤلها لبيع بيتها؟!فقررت الأم الرحيمة بأبنائها بيع بيتها!!ومرت الايام بهذه الأم العظيمة وقلبها يعتصر ألما لفراق بيتها وذكرياتها الجميلة به والهدوء التي كانت تنعم به ، التي لم تجده في بيت ابنها وزوجته التي تسيىء إليها دائما تجعلها تشعر بإنها عبء ثقيل على حياتهم، تبكي الأم وحيدة في غرفتها من سوء معاملاتها لها ونظراتها الحادة المجردة من العطف والتقدير ؟! لم تتحمل هذا الوضع المؤلم كثيرا ، فقامت في الصباح الباكر أخذت حقيبتها وتركت بيت ابنها ، إلي أين ستذهب لا تدري ؟؟أخذتها قدميها لبيتها القديم وهي هائمة على نفسها، جلست تبكي أمام بيتها على ذكرياتها الجميلة التى قضتها فيه، تشكو لشجرة زيتونتها التي كانت تظلل بيتها !!تحتضنها شريدة تائهة إلي أن غفوت لساعات بمكانها وأنهكها بكاؤها ،لتقترب منها فتاة تقبل رأسها لتستيقظ من سباتها خائفة ؟! تأخذها هذه الفتاة وتمسك بيدها ؟! وتسألها إلى أين تأخذيني ابنتي؟؟ أخبرتها أنها المالك الجديد لبيتها ؟!أدخلتها واتخذتها هذه الفتاة الرحيمة أما لها ؟!تحمل عنها حقيبتها وهي سعيدة أنها ستؤنسها وتعيد لها أنفاسها وحياتها القديمة التي اشتاقت لها كثيرا ، ولذكرياتها الحانية ، كم تحملت هذه الام المكلومة في أولادها ، حينما دخلت بيتها رأت الاتربة بكل مكان ، وكأنه بيت موحش فرغ منه الدفء والضحكات ويسوده غسق الوحدة والليالي الباردة ؟؟تنظر إلى مطبخها الذي كانت تطهو لأولادها ألذ الطعام لهم وتصنع (الكيك) الشهي في أعياد الميلاد ، وتوقد المدفئة التي كانوا يلتفون حولها في ليالي ديسمبر الباردة وتحكي لهم الأم حكايات قبل النوم وتنزوي وحيدة بغرفتها لتغزل لهم ليلا الملابس الثقيلة المصنعة من الصوف لتحميهم من قسوة الشتاء القارص الذى كاد أن يلتهم عظامهم ليلا ؟! ولم تهنئ بالنوم إلا بعد أن تنتهي من صناعة ملابس أولادها فتنم قريرة العين ، وليس بالجديد علي قلب هذه الأم المحبة لأولادها ، في اليوم التالي تستيقظ هذه الأم مبكرا لتستقبل شمس الصباح الباسمة ، وتنظر لشجرة زيتونتها التى ذبلت أوراقها ولم تثمر بعامها وكأنها حزينة على فراقها؟! فقامت تنظف بيتها وتفتح نوافذها وتلملم بقايا ذكرياتها والمكان عاد له البهجة والنور والسعادة وتقبل يديها ابنتها تلك الفتاة التي عوضتها الأيام بها ، وضمدت قلبها وإلتئمت جراحها!! وإذ بصوت جميل يملأ البيت سعادة من جديد ؟! إنها فيروز تدندن في الصباح (بالراديو)ويحتسون فنجان من القهوة الخضراء الساخنة ، يرتشفونها بحب !! هي الوحيدة يا ابنتي كانت تثبت لي مزاجي ،كنت أشتم رائحتها بين الأزقة والشوارع ، قهوتي مزيج من الحب والأمل بحياتي تشاركني فرحي وطرحي !!تنصت لأحاديثي الصامته تنشيني، كنت أذهب إلى السوق وأحمل الخضار بيدي وأحملها بقلبي؟؟ أدمنتها لا محال حاضرة دائما بيومي لاذعة مرة إذا أهملتها كل من يجالسني برفقتها يعشقها مثلي !!أرنو لضحكات القلب الغائبة ولأركان بيتي المكتظ بالذكريات ولصوت أولادي وهم صغار بأحضاني !!وهنا أجهشت بالبكاء لحنيني الجارف إليهم فسقط دمعي مجددا ، وكأن الحزن على موعد معي لم يتخلف عنه برهة؟! كنت يا ابنتي أقوم برعايتهم وهم صغار كنت بمثابة الأب والأم في آن واحد ؟! إلي أن كبروا وترعرعوا وتزوجوا وأنجبوا أطفالا ، كنت ألتمس لهم أعذارا وليس عذرا واحدا حتي اشتعل الرأس شيبا ؟!فهم أولادي مهما فعلوا أو أسأوا فهم بعيني كقطعة السكر وأحلى من العسل والشهد ؟! فهم فلذة كبدي وعمري وشبابي ، الحياة يا ابنتي تغير الكثير فينا ملامحنا .. أحلامنا .. أولادنا .. تسرق البسمة من فوق شفاه ناضرة ؟! كل شيء قابل للتغيير ، فإذا عصفت بهم الأيام وأخذتهم في أعماق بحرها ، يتلاطمون بين أمواجها يتخبطون بين صخورها تلك هي الحياة؟! ولكنهم في النهاية يصلون لمرسى قلبي ولحناني؟!فأنا طوق نجاتهم في الحياة القاسية !!
لن أنسى قسوة زوجة ابني التى كنت أحمل لها الحب بقلبي ، وكانت تعاملني بالتجبر والتعالي في غياب ابني ، وكنت لا أفصح له عن سوء معاملتها لي ؟وأنا عجوز مريضة أقتات منها حلو الكلام ، ولم أجده، ولكنها يوما بعد يوم تزداد في غضبها وحدتها وأنا لم أنبث بحرف ولم أنطق ببنت شفة؟! حفاظا على حياتها وبقاؤها ، هذه يا ابنتي طعنتي!! إلى أن جئت أنت يا ملاك ، فقبلت جبينها الفتاة قائلة لها لابأس بك بعد اليوم ؟! ولا قلوب حائرة !! وأنت أمي
للمسابقة /شيماء حجازي