- المشاهدات: 83
- الردود: 1
منذ نعومة أظافري وأنا أرى وأشعر بتضحيات أمي المستمرة من أجلي، ولا يمكنني ذكرها كاملة مهما سردت فيها، ولكن مع مرور السنين كانت تزايد هذه التضحيات حتى وصلت إلى أقصى ما يمكن للفرد أن يتخيله، فقد حدث ما يجعلني لا أستطيع نسيان مقدار حبها الشديد لي وتفضيلها لي دائماً على حساب نفسها.
انا فتاة في عمر العشرين وأسمي جميلة، لي من أسمي نصيب كما قالت والدتي، فهي تقول أنني أجمل من جميع الفتيات وجمالي يؤثر قلوب الجميع، فأنا أرى الحياة من عيون أمي وأصدق كل ما تقوله، فأنا لا أعرف غيرها، فقد توفي والدي وأنا عمري عامين فقط، ومنذ ذلك الوقت قامت والدتي بجميع الأدوار في حياتي فهي أمي وأبي وصديقتي وجميع الأفراد في حياتي فأنا لم أعرف سواها ولا أرغب في وجود غيرها،
كانت أمي عند وفاة والدي شابة في مقتبل العمر وقد تقدم الكثير من الرجال للزواج بها، ولكنها قامت برفضهم جميعاً، على الرغم من كونها كانت شابة جميلة ولكنها آثرت أن تعيش معي بمفردنا.وتقوم بتربيتي على ذكريات والدي الذي لم ترغب أن تتزوج اي رجل سواه.
قامت والدتي بالبحث عن عمل لكي تستطيع التكفل بي حتى لا نحتاج إلى أي شخص مهما كان، ولهذا عملت في مزرعة للخيول فقد كانت هذه الكائنات اللطيفة تنال الحب من أمي وأبي، فقد كان أبي طبيب بيطري وقام بتعليم أمي كيفية رعايتهم ومداواتهم، ولذلك عملت في مزرعة أحد أغنياء البلدة.
أمي كانت حنونة لأقصى حد فقد عملت وقامت بتربيتي بمفردها دون أي مساعدة واهتمت بتعليمي جيداً، ومرت السنوات وتغيرت الأحوال وأصبحت في عمر ال١٧ عام وقد نضجت وأصبحت شابة جميلة يُعجب بي الكثيررون،كما زاد الطلب للتقدم لخطبتي، ولكنني لا أفكر في أي شيء سوى التعليم، فإنني أريد أن أنهي دراستي وأعمل في عمل مرموق، لكي أجعل أمي تنال قسط من الراحة في أيامها القادمة وأعوضها عن جزء من تعبها المستمر خلال السنوات السابقة كلها.
ولكن تأتي الرياح بما لا تشتهي الأنفس فقط حدث ما قد غير حياتنا بأكملها، ذات يوم وأنا عائدة إلى المنزل قام فتى بملاحقتي كان يركب سياره فارهة ولكنني لم أعيره اي اهتمام، ولكن ظل يلاحقني ويحاول ان يتحدث معي ثم بعد ذلك تمادى في الأمر ، وحاول الامساك به فقمت بتوبيخه والصراخ في وجهه بشدة أمام الآخرين الذين يشاهدون ما يحدث ولم يحركوا ساكناً وذلك لخوفهم منه ومن أبيه، فقد اتضح أنه ابن أحد أغنياء البلدة وله نفوذ وسلطة كبيرة، ولم يتقبل الامر حين وبخته وتعدى علي لفظاً، لذلك لم أشعر بنفسي إلا وأنا أصفعه على وجهه، بعدها استشاط غضبا وأحمرَ وجهه وكان يريد ان يضربني فوجدت امي تظهر من اللامكان وتقف امامه كالأسد المغوار، وتدافع عني وتخبره ان يبتعد عني ولا يقترب مني أبداً، وذهب بعد ذلك متوعداً بالعذاب.
ثم بعد ذلك عرفنا انه ابن صاحب مزرعه الخيل التي تعمل فيها امي فقام بطردها، كما قام باتهامها بسرقة بعض الادوات من المزرعه وكان يريد حبسها، ولهذا قررت امي ان ترحل من البلد هربا من بطش ذلك الظالم حتى يبتعد عنها وعني إلى الأبد، لأنه هددها عند سجنها سوف يعذبني بما لا يمكن أن يخطر على بال أحد ولهذا قمنا فجراً بالرحيل من البلدة قبل أن يأتى الشرطه، فقمنا بالرحيل من البلدة إلى بلدة أخرى بعيدة.
وحين وصلنا إلى هناك كانت أمي تعبت جداً و ظهر عليها الوهن، فأصررت ان نذهب إلى المشفى، فقد ظهر عليها الوهن منذ فترة، ولكنها لم ترد ان تذهب للطبيب مدعيةً أنها لا تحب ان تعرض على الأطباء، ولكنني أعرف أنها تفعل ذلك لكي تستطيع ان تدخر المال لتعليمي ولهذا عند إصراري الى عليها وافقت أن تذهب إلى المشفى، وقام الأطباء بالفحوصات والأشعة والتحاليل اللازمة وبعد ذلك قام الطبيب بالحضور ليخبرنا أنها قد أصيبت بمرض النادر لا يوجد لا يوجد له دواء حتى الآن، ولكن يمكن أن تتناول المسكنات التي قد تخفف من الألم، وفي ذلك الوقت لم أشعر بنفسي إلا وأنا منهارة من البكاء، ولكن قالت لي لا تحزني عزيزتي فإن الله معنا منذ يوم وفاة والدك قد دعوته أن لا يتركني أربك يتيمة بمفردي وأن يُنبتك نباتاً حسناً، كي تصبحي ابنة صالحة، وقد أعانني الله على تربيتك وحمايتك، ولن يتركنا الآن، وحينها اصريت أن تظل أمي في المشفى، حتى تستطيع الحركة مرة أخرى.
ظللت أبحث عن عمل في هذه البلدة فوجدت عمل في متجر صغير بالقرب من المشفى، لكي أستطيع إحضار الدواء لأمي، وبعد ذلك قمت بالذهاب إلى بلدتي القديمة لكي أحضر الإمتحان، وعند عودتي قد وجدت ذلك الفتى الطائش وقام بملاحقتي بسيارته وصدمني بالسيارة فتوقعت على الأرض مغشياً علي، وتم نقلي على الفور إلى المشفى في حالة صعبة وذهبت إلى غرفة العمليات على الفور، وقد أخبر الطبيب أمي أنه لدي نزيف داخلي وإنني أحتاج الى زراعة كلى لأن كليتي قد تدمرت بسبب هذا الحادث، ولهذا بدأ البحث عن متبرع مناسب ومطابق لي، ولكن بحث الأطباء كثيراً ولم يجدوا تطابق معي، وفي يوم من الايام جاء الطبيب لي وأخبرني أنه وجد المتبرع ويجب أن أذهب إلى غرفة العمليات في الحال، حتى لا تتدهور حالتي ولذلك تم تحضيري لإجراء العملية وفي أثناء دخولي قد رأيت المتبرع لي، ولكن قد صدمت فإن المتبرع هو والدتي وقبل أن أستطيع أن أتحدث معها كان الطبيب قد أعطاني المخدر ، ولهذا لم أشعر بما يحدث ولم أستطع أن أتحدث معها أو أمنعها من ذلك، وحين استفقت قام الطبيب بإخباري أن العملية قد تمت بنجاح وحين سألته عن والدتي أخبرني أنها قد مرضت كثيراً ولهذا دخلت في العناية المركزة فقمت بالبكاء والصراخ بسبب خوفي عليها فقد كنت أنا السبب في مرضها هذا، ولم أستطيع أن أتحمل بعدي عنها وظللت اترجى الطبيب أن يجعلني أذهب لها فوافق الطبيب وسمح لي أن أذهب إليها لكي أراها، فذهبت ورأيتها وهي موصولة بالأجهزة وفانهرت من البكاء على حالتها الصعبة، ولهذا دعوت الله أن يحميها لي فقد تبرعت لي بجزء منها قد ضحت لي بجزء منها حتى تساعدني.
فيا ربي كيف أرد لها جزء من فضلها الكبير والتضحيات الدائمة التي لا تنتهي أبداً، أنني أريد أن أكون محل أمي، يا ليتني كنت مكانها وأعطيها جزء من فضلها، حقاً الأم كنز وعطاءها لا يفنى، ولا يقل بل يزداد مع الوقت ومع السنين فضلها علي عظيماً لا أستطيع أن أرده أبداً يا رب احمي امي، وأثناء ذلك استفاقت أمي قليلاً، فبكيت وأنا احتضن ذراعها وادعو الله أن يبقيها لي وأخبرها انها قامت بفعل ما لا يمكن لأحد ان يفعله، ولكنها اخبرتني أنها أصبحت بخير بمجرد رؤيتي معافاة، فقد طمأنها الطبيب أنني أصبحت بخير ولا يوجد بي أي مرض.
وبعد عدة أيام قامت أمي بإخباري أن الطبيب يريد أن يتزوجني وأنها موافقه على ذلك، وأنه ينتظر الرد بالموافقة أو الرفض، فوافقت وأخبرتها إنني موافقة على ما تريده هي، فإبتسمت لي وقالت أنها الآن فقط تستطيع أن تشعر بالطمأنينة، فهو شاب لطيف ومهذب ويستطيع حمايتي من الآخرين، وتمت خطبتنا.
وبعد ذلك في يوم من الايام ذهبت إلى الخارج لكي أحضر بعض الاشياء إلى أمي، وحين عودتي وجدتها لا ترد علي ولا تنظر لي قمت بالصراخ يا أمي ماذا حدث، أين أنت، أين ذهبتي، أين تركتني يا أمي، لماذا لا تردين علي أرجوك استفيقي لا تتركيني وحدي، أنا لا أستطيع بدونك الحياه يا أمي، أمي لم ترد علي، لم ترد، تيقنت حينها أنها توفت ولحقت بأبي، ظللت أبكي وأبكي وأبكي ولكن لا جدوى لذلك، فقد ذهبت جنتي، فقد تركتني حياتي، إنها جميع ما لي، قد أصبحت حقاً وحدي، وأصبحت حقاً يتيمة، كنت لا أشعر أبداً بالفقدان ولكنني أصبحت يتيمة الآن.
تركتني حبيبتي، تركتني حياتي، حقاً الحياة بدون أمي لا معنى لها. رحم الله جميع الأمهات و حفظهم جميعاً
انا فتاة في عمر العشرين وأسمي جميلة، لي من أسمي نصيب كما قالت والدتي، فهي تقول أنني أجمل من جميع الفتيات وجمالي يؤثر قلوب الجميع، فأنا أرى الحياة من عيون أمي وأصدق كل ما تقوله، فأنا لا أعرف غيرها، فقد توفي والدي وأنا عمري عامين فقط، ومنذ ذلك الوقت قامت والدتي بجميع الأدوار في حياتي فهي أمي وأبي وصديقتي وجميع الأفراد في حياتي فأنا لم أعرف سواها ولا أرغب في وجود غيرها،
كانت أمي عند وفاة والدي شابة في مقتبل العمر وقد تقدم الكثير من الرجال للزواج بها، ولكنها قامت برفضهم جميعاً، على الرغم من كونها كانت شابة جميلة ولكنها آثرت أن تعيش معي بمفردنا.وتقوم بتربيتي على ذكريات والدي الذي لم ترغب أن تتزوج اي رجل سواه.
قامت والدتي بالبحث عن عمل لكي تستطيع التكفل بي حتى لا نحتاج إلى أي شخص مهما كان، ولهذا عملت في مزرعة للخيول فقد كانت هذه الكائنات اللطيفة تنال الحب من أمي وأبي، فقد كان أبي طبيب بيطري وقام بتعليم أمي كيفية رعايتهم ومداواتهم، ولذلك عملت في مزرعة أحد أغنياء البلدة.
أمي كانت حنونة لأقصى حد فقد عملت وقامت بتربيتي بمفردها دون أي مساعدة واهتمت بتعليمي جيداً، ومرت السنوات وتغيرت الأحوال وأصبحت في عمر ال١٧ عام وقد نضجت وأصبحت شابة جميلة يُعجب بي الكثيررون،كما زاد الطلب للتقدم لخطبتي، ولكنني لا أفكر في أي شيء سوى التعليم، فإنني أريد أن أنهي دراستي وأعمل في عمل مرموق، لكي أجعل أمي تنال قسط من الراحة في أيامها القادمة وأعوضها عن جزء من تعبها المستمر خلال السنوات السابقة كلها.
ولكن تأتي الرياح بما لا تشتهي الأنفس فقط حدث ما قد غير حياتنا بأكملها، ذات يوم وأنا عائدة إلى المنزل قام فتى بملاحقتي كان يركب سياره فارهة ولكنني لم أعيره اي اهتمام، ولكن ظل يلاحقني ويحاول ان يتحدث معي ثم بعد ذلك تمادى في الأمر ، وحاول الامساك به فقمت بتوبيخه والصراخ في وجهه بشدة أمام الآخرين الذين يشاهدون ما يحدث ولم يحركوا ساكناً وذلك لخوفهم منه ومن أبيه، فقد اتضح أنه ابن أحد أغنياء البلدة وله نفوذ وسلطة كبيرة، ولم يتقبل الامر حين وبخته وتعدى علي لفظاً، لذلك لم أشعر بنفسي إلا وأنا أصفعه على وجهه، بعدها استشاط غضبا وأحمرَ وجهه وكان يريد ان يضربني فوجدت امي تظهر من اللامكان وتقف امامه كالأسد المغوار، وتدافع عني وتخبره ان يبتعد عني ولا يقترب مني أبداً، وذهب بعد ذلك متوعداً بالعذاب.
ثم بعد ذلك عرفنا انه ابن صاحب مزرعه الخيل التي تعمل فيها امي فقام بطردها، كما قام باتهامها بسرقة بعض الادوات من المزرعه وكان يريد حبسها، ولهذا قررت امي ان ترحل من البلد هربا من بطش ذلك الظالم حتى يبتعد عنها وعني إلى الأبد، لأنه هددها عند سجنها سوف يعذبني بما لا يمكن أن يخطر على بال أحد ولهذا قمنا فجراً بالرحيل من البلدة قبل أن يأتى الشرطه، فقمنا بالرحيل من البلدة إلى بلدة أخرى بعيدة.
وحين وصلنا إلى هناك كانت أمي تعبت جداً و ظهر عليها الوهن، فأصررت ان نذهب إلى المشفى، فقد ظهر عليها الوهن منذ فترة، ولكنها لم ترد ان تذهب للطبيب مدعيةً أنها لا تحب ان تعرض على الأطباء، ولكنني أعرف أنها تفعل ذلك لكي تستطيع ان تدخر المال لتعليمي ولهذا عند إصراري الى عليها وافقت أن تذهب إلى المشفى، وقام الأطباء بالفحوصات والأشعة والتحاليل اللازمة وبعد ذلك قام الطبيب بالحضور ليخبرنا أنها قد أصيبت بمرض النادر لا يوجد لا يوجد له دواء حتى الآن، ولكن يمكن أن تتناول المسكنات التي قد تخفف من الألم، وفي ذلك الوقت لم أشعر بنفسي إلا وأنا منهارة من البكاء، ولكن قالت لي لا تحزني عزيزتي فإن الله معنا منذ يوم وفاة والدك قد دعوته أن لا يتركني أربك يتيمة بمفردي وأن يُنبتك نباتاً حسناً، كي تصبحي ابنة صالحة، وقد أعانني الله على تربيتك وحمايتك، ولن يتركنا الآن، وحينها اصريت أن تظل أمي في المشفى، حتى تستطيع الحركة مرة أخرى.
ظللت أبحث عن عمل في هذه البلدة فوجدت عمل في متجر صغير بالقرب من المشفى، لكي أستطيع إحضار الدواء لأمي، وبعد ذلك قمت بالذهاب إلى بلدتي القديمة لكي أحضر الإمتحان، وعند عودتي قد وجدت ذلك الفتى الطائش وقام بملاحقتي بسيارته وصدمني بالسيارة فتوقعت على الأرض مغشياً علي، وتم نقلي على الفور إلى المشفى في حالة صعبة وذهبت إلى غرفة العمليات على الفور، وقد أخبر الطبيب أمي أنه لدي نزيف داخلي وإنني أحتاج الى زراعة كلى لأن كليتي قد تدمرت بسبب هذا الحادث، ولهذا بدأ البحث عن متبرع مناسب ومطابق لي، ولكن بحث الأطباء كثيراً ولم يجدوا تطابق معي، وفي يوم من الايام جاء الطبيب لي وأخبرني أنه وجد المتبرع ويجب أن أذهب إلى غرفة العمليات في الحال، حتى لا تتدهور حالتي ولذلك تم تحضيري لإجراء العملية وفي أثناء دخولي قد رأيت المتبرع لي، ولكن قد صدمت فإن المتبرع هو والدتي وقبل أن أستطيع أن أتحدث معها كان الطبيب قد أعطاني المخدر ، ولهذا لم أشعر بما يحدث ولم أستطع أن أتحدث معها أو أمنعها من ذلك، وحين استفقت قام الطبيب بإخباري أن العملية قد تمت بنجاح وحين سألته عن والدتي أخبرني أنها قد مرضت كثيراً ولهذا دخلت في العناية المركزة فقمت بالبكاء والصراخ بسبب خوفي عليها فقد كنت أنا السبب في مرضها هذا، ولم أستطيع أن أتحمل بعدي عنها وظللت اترجى الطبيب أن يجعلني أذهب لها فوافق الطبيب وسمح لي أن أذهب إليها لكي أراها، فذهبت ورأيتها وهي موصولة بالأجهزة وفانهرت من البكاء على حالتها الصعبة، ولهذا دعوت الله أن يحميها لي فقد تبرعت لي بجزء منها قد ضحت لي بجزء منها حتى تساعدني.
فيا ربي كيف أرد لها جزء من فضلها الكبير والتضحيات الدائمة التي لا تنتهي أبداً، أنني أريد أن أكون محل أمي، يا ليتني كنت مكانها وأعطيها جزء من فضلها، حقاً الأم كنز وعطاءها لا يفنى، ولا يقل بل يزداد مع الوقت ومع السنين فضلها علي عظيماً لا أستطيع أن أرده أبداً يا رب احمي امي، وأثناء ذلك استفاقت أمي قليلاً، فبكيت وأنا احتضن ذراعها وادعو الله أن يبقيها لي وأخبرها انها قامت بفعل ما لا يمكن لأحد ان يفعله، ولكنها اخبرتني أنها أصبحت بخير بمجرد رؤيتي معافاة، فقد طمأنها الطبيب أنني أصبحت بخير ولا يوجد بي أي مرض.
وبعد عدة أيام قامت أمي بإخباري أن الطبيب يريد أن يتزوجني وأنها موافقه على ذلك، وأنه ينتظر الرد بالموافقة أو الرفض، فوافقت وأخبرتها إنني موافقة على ما تريده هي، فإبتسمت لي وقالت أنها الآن فقط تستطيع أن تشعر بالطمأنينة، فهو شاب لطيف ومهذب ويستطيع حمايتي من الآخرين، وتمت خطبتنا.
وبعد ذلك في يوم من الايام ذهبت إلى الخارج لكي أحضر بعض الاشياء إلى أمي، وحين عودتي وجدتها لا ترد علي ولا تنظر لي قمت بالصراخ يا أمي ماذا حدث، أين أنت، أين ذهبتي، أين تركتني يا أمي، لماذا لا تردين علي أرجوك استفيقي لا تتركيني وحدي، أنا لا أستطيع بدونك الحياه يا أمي، أمي لم ترد علي، لم ترد، تيقنت حينها أنها توفت ولحقت بأبي، ظللت أبكي وأبكي وأبكي ولكن لا جدوى لذلك، فقد ذهبت جنتي، فقد تركتني حياتي، إنها جميع ما لي، قد أصبحت حقاً وحدي، وأصبحت حقاً يتيمة، كنت لا أشعر أبداً بالفقدان ولكنني أصبحت يتيمة الآن.
تركتني حبيبتي، تركتني حياتي، حقاً الحياة بدون أمي لا معنى لها. رحم الله جميع الأمهات و حفظهم جميعاً