• المشاركة مفتوحة للجميع .. لا تتردد في نشر مقالك في القسم المناسب في منتدى الديوان.

  • اللّٰهُمَّ إِنِّي أَفْتَتِحُ الثَّناءَ بِحَمْدِكَ وَأَنْتَ مُسَدِّدٌ لِلصَّوابِ بِمَنِّكَ، وَأَيْقَنْتُ أَنَّكَ أَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ فِي مَوْضِعِ الْعَفْوِ وَالرَّحْمَةِ.

إنهم لفي شك من الحساب

  • ناشر الموضوع الكاتبةمها المقداد
  • تاريخ البدء
  • الردود 0
  • المشاهدات 37

مرحبا ً بك في الــديــوان الإلكتروني

أهلا وسهلا بك زائرنا العزيز في الــديــوان الإلكتروني.

انظم إلينا و تمتع بتجربة رائعة, ستجد كل ما تبحث عنه.

التسجيل مجاني بالكامل

المقدمة
إِنَّهَا عُقد الطفولة التي لازالت قابعة في داخل الكثير منّا..
شاخ على الفشل مَن زرع تلك التُرهات فيه وفينا؛ لكن بعضنا لازال لا يدرك رشده بعد. وأنَّ لا أحد يتحكم في حياته غيره.
إنها المخاوف التي تثقل الأقدام، وتوغر الصدور. إنها طفولتنا المعتلة التي تسبب فيها زوجان تربيا وعاشا على الجهل، ولم يدركا من الزواج؛ سوى الجنس.والذي أظن أنهما فشلا فيه أيضًا.
إنه الفارق بين تلك الشابة المقدامة وذلك الشاب الذي لازال ينتظر رأي المحيطين ورضاءهم؛ وذلك كله ببساطة لأن أحد والديه لا ينفك عن قول "أنت فاشل" له. والآخر أوهمه أنَّ الخارج كله سارقون وسفاحون؛ وسيخطفون كل مَن يفكر في التحليق خارجًا يومًا.
إنه ذلك الشاب الذي تخدعك فحولته ونمو جسده؛ لكن روحه لازالت عالقة في طفولته البائسة..
والويل لمَن أحبته؛ فإنها ستدخل حتمًا فيما يُعرف بالعلاقة السامة.فهل يظن ذلك الشاب المُعقد أنه أصبح الثعبان الأقرع مثلًا!
أجَّل الله للناس حسابهم؛ فلِمَ لا تنفجرين في وجه ذلك المُعقد لعلك تضعين حدًا لتلاعبه أولًا، أو لربما كان كلامك بمثابة صفعة قوية يستفيق إثرها أحدهم..
ولا تهمك عودة ذلك البائس أم لا؛ فكما قرأت لإحداهن ذات يوم: "يحدث أن تحيا أنثى من سلالة الصقور في مجتمع رجاله من سلالة البطاريق؛ نوعٌ من العبث أن تحاول تعليم أحدهم الطيران"
ابتعدي تمامًا عن فكرة الصمت في اللحظات الأخيرة؛ لأن ذلك الضعيف من الممكن أن يتركك دون مبررٍ واضح، فيجعلك تتوهمين بأنك قد أخطأتِ أو أنَّ هناك ما يعيبك حقًا، ومن ثم تتشككين في ذاتك إلى أن تفقدي الثقة فيها تمامًا.
ااتركيه؛ فالعيب بداخله ينتقم منه، ويحول بينه وبين تقدمه..
فقط! انظروا جيدًا خلف مَن تسيروا. وعلى أي ذكريات وماضٍ تبكون..
إِنَّهُ التمسك باللا وعي وحب اللا إدراك؛ حتى نظل في الجانب الآمن؛ وهو التنصل من المسئولية ومن ثم الوقوع بالأخير في غياهب الفوضى وعتمات الفشل..
إِنَّهُ الفقر النفسي وإهمال الروح، وإيثار البدن والمادة في كل شيء؛ وعندما تطغى المادة يبرز الجزء الشيطاني بداخلنا (وعلينا ها هنا ألا ننسى أنه لطالما تفاخر إبليس بأنه مخلوق من نار بينما خلق أبوناآدم من طين). نتغافل عن إنسانيتنا ونزدريها شيئًا فشيئًا؛ ومن ثم نندرج تحت تصنيف شياطين الإنس، وهم حتى الآن وبكل المقاييس؛ الأشد خطورة والأشد هلاكًا–بإذن الله.
إِنَّهَاالأمومة الضائعة وهي أحد الأهداف المادية والحقيقية لخلق الإنسان على الأرض. ما بين فتاة ترغب في الاستقرار الحقيقي، تُلح عليها غريزة الأمومة. وشاب لا يزال يحيا مراهقته التي قد عفا عليها الزمن.
إحداهن قد خانته أو ربما رفضته في الماضي فصرن هن مراحل، وفكرة وجوده في حياتهن -مجرد الوجود؛ نعمة يستوجب عليهن السجود لشكر الله عليها!.
إنهاالعلاقات السامة التي لا نحتاج الكثير لوصفها؛ أو تعريفها. هي ببساطة "العلاقات التي لا نزهر فيها"..
إِنَّهُمِن كيدهن العظيم؛ فمَن لم يقدرن عليه بالإغواء يتمكن منه بالسحر والأعمال. لا تبالي أنَّ هذه هي خيانة لذاتها أولاً وأخيرًا؛ فلا حب يشترى..
خانت لأن ذاتها الأمارة بالسوء والشرهة لتعويض الفقر والنقص النفسي وعدم تقبلها للرفض، أو بمعنى أدق أنْ تربح قلبه أخرى أكثر جدارة لأن الله قد أنبت في قلبه حبها أولاً. كل ذلك عززته بالطبع بيئة خصبة تعزز الجهل واللجوء للأساليب السوداء.
ولأنه بعض الطباع تخرج بخروج الروح من الجسد؛ والخيانة لا تزال عالقة في قلب هؤلاء؛ ظلت تكيد له وتجدد الأسحار حتى بعدما تزوجته.
والمؤسف أنَّ مَن تفعل ذلك تعتقد أنها بإمكانها الحصول على الحب هكذا؛ بينما ذلك التائه العالق في زواج حدث في ظروف مريبة؛ والمكبل بسلاسل الأحقاد؛ هو مدرك لتلك القيود؛ هو فقط يستسلم مؤقتًا للأغلال التي ما إن استطاع حلها سيطيح بكل مَن أمامه؛ وأولاهم الساحر. ومن ثم نصل إلى النتيجة الحق والمُتعارف عليها؛ أنه لا يفلح الساحر حيث أتى.
إِنَّهُمِن مكرهم؛ فبعضهم يرى أفضليته في كونه ذكرًا فحسب، ولا يدري أنَّ الله يستدرج الظالم من حيث لا يعلم. وكل ما أنجزه هو مجموعة من الانتصارات المؤقتة.
إِنَّهَاالحجج الواهية التي لطالما استعملها مَن لا غرض له في شيء لطالما سعى وراءه بدافع الشغف البحت؛ وما إن حصل عليه بات لا يروقه فجأة. إنها لسياسة مباح استعمالها فقط مع الأشياء والأهداف الشخصية لا مع إخوتنا في الإنسانية..
إِنَّهُمهم المفسدون ولكن لا يشعرون؛ عن هؤلاء الذين يعتقدون بأن اختياراتهم هي الأفضل. لا يدركون حتى أنَّ الطفل سيأتي يومٌ ويكبر وربما خبرته القليلة فيها جانب أفضل، أو أنَّ الجانب الجيد في شخصيته يرشده لاختيار أشباهه الروحانين، حيث السعادة الأبدية؛ فلا أجمل من أنْ يجد الإنسان منّا شبيهه الروحي؛ فالتفاهم من نظرة والضحك من المواقف نفسها دون شرح تفاصيل كثيرة.وحتى وإن اكتشف هذا الكبير الصغير في أعين أهله أنه كان على خطأ؛ يكفيه أنَّ كل شيء كان من اختياره. بينما لو كان هو على صواب؛ فلن يغفر لهم أبدًا ضياع رفيقة روحه. والوقت كفيل بإثبات كل شيء؛ لكن ماذا عن العمر الذي ضاع هباءً والفرص التي لا تأتِي في العمر إلا مرة واحدة.
إِنَّهَاالبساطة الممزوجة بالسطحية، إنه الجهل الذي يبسط كل شيء إلى أنْ يتفاقم؛ ورغم حلاوة البساطة إلا أنَّ مجتمعنا لاسيما الجانب القروي أو الريفي قد مزجها بالسطحية.ولا داعي للتذمر فهذه هي عاداتنا وتقاليدنا والغضب على مَن يخالفها!
إِنَّهَاالبساطة الممزوجة بالتعقيد؛ إنها الأمور التي لا نعنيها ولكن تحسب علينا.إِنَّهُ السير وراء السائد؛ إنها سياسة رواد عالم الاعتيادية والنمطية؛ فتصبح الحياة كما الموت.
إِنَّهُ الشبع الزائد؛ حيث خلط مفهوم الحب بالعطاء. عن تلك النوعية التي تتفانى في الحب وتترجمه في شكل عطاء مفرط. وبطبيعة الحال ما زاد عن حده يقلب ضده.
إِنَّهُالاستكثار، ورؤية عدم استحقاقك حتى لأشيائك؛ لأن أحدهم يرى بأنَّ رزقك الذي لا تبخل به أنت عليه كثيرًا عليك.
إِنَّهُ الغباء الذي يظهر حينما ندعي الذكاء، والمثير للسخرية هو التفاخر في تلك الآونة!..
إِنَّهَاالرغبة في التلاعب المصحوبة بخلل في النضج؛ والتي تظهر عندما نرى بأنَّ هناك شخصًا كالجبل في عزيمته وصبره؛ ومن ثم نؤجل كل ما يخصه، ونبدأ بالاستظراف المفرط دون مراعاة أنَّ ذلك الجبل في جوفه بركان لا يهدأ؛ وهو الأكثر حاجة للتهدئة لا الاستثارة..
إِنَّهُ الصراع الأبدي بين الخير والشر.. إنهم حلفاء الشيطان؛ ذلك الذي طالما حقر من الإنسان المخلوق من طين. فلا شك أنَّ الشيطان هو أول مَن ابتدع العنصرية والتنمر اللذين أهلكانا داخليًا وخارجيًا، ولا نستطيع تدارك الموقف لأنهما أصبحا في إطار ضمني فكاهي نستعمله بشكل يومي دون رادع يتعجب من أمرنا..
إِنَّهُ الإيثار وتفضيل النفس في كل شيء. إِنَّهُم شياطين الإنس الذين يتلفحون بوشاح الطُهر والبراءة، ويدعون بمنتهَى الوقاحة أنهم حقًا مثلنا..
لنكتشف بأنَّ هدف الإنسان؛ ليس تحقيق أهدافه ومراعاة نفسه فحسب، ومن بعده الطوفان..
إِنَّهُ شرط الإيمان الأصعب على الإطلاق: كما قال الرسول الكريم محمدﷺ "لَايُؤْمِنُأحَدُكُمْ، حتَّىيُحِبَّلأخِيهِ ما يُحِبُّلِنَفْسِهِ ".
فماذا لو طبقنا جميعًا هذا الحديث الشريف!
تُرى بعد محاولة كل منَّا مساعدة الآخر وإعانته؛ هل سيوجد مَن سيشقى بعد في هذه الحياة الدنيا!
إِنَّهَاالإنسانية المفقودة، والهرولة نحو الفشل بكل ما أوتينا من قوة وعزم؛ لمجرد أننا رأينا بريقًا زائفًا.تاركين كل ما له جوهر وثراء داخلي؛ ببساطة لعدم تكلفه وعلو صوته وكثرة محاميه كذلك الزائف.إِنَّهَا مظالم الغرور الإنساني بأنْ يتفاخر بالاختيار الخاطئ، ثم تعقبه تبعات هذا الاختيار إلى أنْ يُفضح أمره أمام الجميع.
إِنَّهَا العدالة الإلهية التي يتعجب منها أهل الأرض والسماء في آن واحد. الصاع صاعانأو ثلاثة دون جهد أو عناء من المظلوم. إنه الرضاء بالقدر مهما كانت الأسباب، وعدم التعدي على القدرة الإلهية غير المحدودة في كل شيء؛ لاسيما الانتقام من ظالمي أنفسهم قبل أن يظلمونا حتى.فمَن يدرك صعوبة الظلم حقًا أو عقابه؛ يتبع السيئة بالحسنة على الفور-كما يأمرنا الإسلام. وأبسط حقوق المظلوم؛ هو الاعتذار له وطلب عفوه أولاً ثم محاولة إصلاح ما تمَّ إتلافه وطلب المغفرة من رب العالمين؛ لا التكبر الذي يعظم من العقاب. قدم الله طلب الآثم العفو من المظلوم لإثبات عدالة حكمه وأحقية إطفاء النيران المتقدة داخل صدر المظلوم. ولعل الأفضل أن نتجنب المظالم، ونترفع..
إِنَّهَاالحكمة التي رزقها الله للعبد الفطين؛ لكي يدرك أنَّ هذا الكون اللا متناهٍ له خالق يجب أنْ يرضخ العبد له حتى وإن لم يره؛ فعدم الإيمان ليس من الحكمة؛ فلو تتبعنا المنطقية في التفكير كما يُطالبنا بها الكافرون؛ فليس من الحكمة الجحود والكفربهذه القدرة الهائلة"وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ "
سترى الله في ستره لك بعد ظنك بهلاكك في اللحظات الأخيرة من بعض المواقف الحرجة؛ ومن دعوتك إياه؛ فيجيبك على الفور أو في أنسب وقت.
وهمختامًا تجدهم كما ذكر معناه في القرآن الكريم؛ إذا خلوا إلى شياطينهم قالوا إنَّا معكم إنما نحن مستهزئون..
وكل ذلك الظلم قد وقع ويتكرر ولا شك أنه سيتكرر إلى يوم يبعثون؛ لأنَّ أعمالهم زينت لهم.. إنهم لفي شك من الحساب..
 

المرفقات

  • FB_IMG_1723629230989.jpg
    363.1 KB · المشاهدات: 3
ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز) مطلوبة لاستخدام هذا الموقع. يجب عليك قبولها للاستمرار في استخدام الموقع. معرفة المزيد…