- المشاهدات: 109
- الردود: 2
بلغ سامر عشرون ربيعا و لم يزل سلوكه يغلب عليه عدم الاستماع لوالديه شقي عنيف حاد الطباع تراه يتبع هواه في تسيير شؤون حياته ولا يبغي تدخل أحد حتى من أبويه ، تنصحه والدته ويزجره والده للابتعاد من رفاق السوء ومصاحبة الرفقة الصالحة فيقابل النصح بعدم الاكتراث واللامبالاة فيزداد النصح له تباعا لكن كأن بأذنيه وقرا لا يسمع لهما ولا ينصت لحديثهما ولا ينصاع لأوامرهما البتة .
مرت الأيام والشهور وأخلاقه تزادد سوءا والناس على اختلاف مشاربهم أضحوا يشتكون من أذيته يمقتون لسانه السليط تعجرفه وسبه لهم ، وأضحت الشكاوى تتلاحق على مسامع والديه فتراهما يقابلان إدعاءات الشاكين بالتبسم خجلا و إستحياءا ويقدمان الأعذار وطلب المغفرة مما بذر من صنيع إبنيهما.
أرخى الليل سدوله ويعود سامر بعقل منتشي مخمورا، يفتح الباب بعنف محدثا جلبة فيقوم حينها ابوه يرفع صوته عليه غاضبا للتوقف عن سوء تصرفاته و الابتعاد عن المحرمات فيقابله سامر بالضحك والسخرية دون ان يعقب في شيء مما سمع ، دموع والدته تحكي ملامح الشجن والحسرة في انفلات فلدة كبدها من التربية الحسنة ، فتح سامر الثلاجة فلم يجد ما يعجبه من الطعام فينفجر من فمه بركان من الشتم و السب في مقته العيش في هذا البيت فيكسر أوانيا وصحونا وكل ما يجده أمامه ،تصرفاته توحي اعراضا عن الادمان المتقدم ، يحمل ابوه نفسه لإيقافه فتمنعه الأم تدعوه لتغليب الحكمة والحلم ، بعد أن ذهب عن سامر الغضب شعر حينها بالغثيان و القيء فاستلقى على أريكة وراح يسترجع أنفاسه الهاربة من قفص صدره،إختناق شديد صعوبة في التقاط الأنفاس و خفقان قلبه يزداد بضربات على غير العادة هرع حينها بخلع قميصه بعدما أحس بحرارة شديدة تلفح جلده الأسمر و بشرته المجعدة الجافة ،و العرق أخذ يتصبب منه بغزارة في كل شبر من جسمه النحيل ،وإحمرت عيناه كجمر مشتعل فرمى يداه على قنينة ماء كانت بجانبه مسكها برجفة و أسكبها على نفسه يبغي إنتعاشا ، يريد ان يستجمع قواه فيجد نفسه مهزوما عاجزا مسلوب الارداة ، يغمض عيناه عساه ان يلملم مابقي له من جهد واستطاعة ، بعد لحظات يسمع شيئا يهتف في عقله يخترف سكونه المفاجئ وراحت الوساوس تحتشد وتصطف وسط ساحة تفكيره الشيطاني ، تتغير ملامح الضعف والوهن فيه كلها إلى نظرات الرعب والمكيدة ، يقوم مترنحا صوب غرفة والديه متسغلا تطبيب والدته لأبيه في الغرفة المقابلة ، يتسلل خفية لغرفة النوم الخاص بهما ، فتح الخزانة وراح يسحب الملابس منها يسقطها أرضا، الواحدة تلو الأخرى حتى واصل بالبحث المداوم لحين إخراجه صندوقا خشبيا صغير الحجم ، فرفعت يداه قلادة ذهبية ومجوهرات و إرتسمت على ملامحه إبتسامة شريرة ثم خبأهما في جيبه بإحكام، بعدها تسلل على أقدام أصابعه لباب المنزل خارجا بسرعة البرق دون أن يتحسس به والداه .
جلس سامر على رصيفٍ في أحد الشوارع لبرمجة سهرة مجون ، فمر عليه صديق له يدعوه لحضور حفلة ليلية ليست بالبعيدة عنهما وطالبه بجلب الممنوعات معه ، لم يفكر سامر كثيرا ولم يتوانى في أن يرفض عرضا مغريا كهذا، فأخرج كل ما في جيبه من المجوهرات و أخذ يسائله إن كانت القلادة والصوار كافيان من أجل تمضية ليلة حمراء لا تنسى ، فإقترح صديقه إن هو يقبل مقايضته بمخدر قوي عنده مقابل القلادة ، لم يتردد سامر هذه المرة كذلك في سبيل نشوة زائلة وقبل الطلب سريعا ، وحين مغادرتهما المكان مرت عليهما سيارة إسعاف ركنت بجانب بيت والديه فلم يثير توقفها ريبة في نفسه على مكروه يكون قد لحق بهما و أكمل سيره مع صاحبه نحو دائرة السوء .
حينما وصلا للحفلة بقي سامر يتعاطى ما وجد من الممنوعات أمامه حتى ذهب عقله ولم يدري ماهو فاعل فنشب عراك قوي وسط الحفلة وإختلط الحابل بالنابل وقام سامر بالإعتداء على أحدهم أسقطه ارضا حتى سمع ذوي لصفارة دورية شرطة فلاذ بالفرار حينها يركض بكل ما أتي من قوة فلجأ إلى مكان رأى بابه مفتوحا دخل إليه وتستر بالإختباء ، فأسند كتفه على الحائط وبقي يلتقط أنفاسه يستجمعها في صدره وإذ به يسمع صوتا شجيا ، فرمى بصره بحثا عن مصدره فرأى شيخا جالس بوقار يقرأ القرآن ثم مسح المكان بعيناه فأدرك حينها وهو في أوج الإنتشاء أنه دخل للمسجد دون أن يشعر بذلك ، فأحس بشيء من الضيق والخنق وصوت قارئ الشيخ يخترق مسامعه بقوة يتلو آيات من الذكر الحكيم بصوت ناعم حزين حتى وصل لآية سقط خلالها سامر على ركبتيه لما سمع قوله تعالى :" وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا إما يبلغن عندك الكبر أحدهما أو كلاهما فلا تقل لهما أف ولا تنهرهما وقل لهما قولا كريما" ، ثم إرتطم وجهه على الأرض بقوة.
فقد سامر الوعي للفترة من الزمن وإذ به يفتح عيناه أخيرا ليجد نفسه ممدودا على سرير وبجانبه الشيخ القارئ ينظر إليه مبتسما فقام سامر وإعتدل في جلوسه لازال يشعر بدوار لم يزل من رأسه بعد، فطلبه الشيخ أن يرتاح وينسى حزنه وأردف له قائلا ان دخوله للمسجد ليس صدفة بل أراد الله له خيرا، فأذرف سامر الدموع و بدأ يروي له ما يعانيه من مشقّات الحياة و اخبره أنه يعيش حياة تعيسة وأنه قد أغضب والديه كثيرا ،هدأ الشيخ من روع سامر وطلبه أن يذهب لوالديه وأن الله سيرضى عليه إن رضي والديه عنه وأن كل التوفيق بين يد الله ثم والديه.
شعر سامر أن القسوة قد ذابت من فؤاده و لان قلبه من كلام الشيخ فقرر حينها أن يذهب لوالديه معتذرا فلما وصل لباب البيت فتحه بهدوء وبحث عن والديه فلم يجد لهما أثر ، وراح ينادي عليهما بصوت مرتفع فسمع أحد الجيران صياحه القوي وذهب إليه يبلغه ان أباه قد أقلته سيارة الإسعاف قبل ساعات ، وقع الخبر عليه كالصاعقة وراح كالمخبول يركض صوب المشفى بأحاسيس فارغة فلما وصل إليه راح باحثا بين أروقته عن والده سائلا عنه فاعلمه الطبيب انه يحتاج لعملية جراحية مستعجلة على مستوى الكلى ويحتاج لمتبرع لينقذ حياته ، تسمر سامر مكانه بلاحراك فرأته أمه ودنت نحوه بحزن ورمى نفسه بين أحضانها باكيا يطمأنها أنه هو من سيتبرع لأباه لينقذ حياته ، فلما تمت العملية بنجاح يكون سامر قد أنقذ أباه، و كتب القدر لأبيه عمر جديد بفضل تبرعه ،مسك سامر بيد أمه وهو ممدود على السرير جانب والده وعيونه تحكي كلمات طلبا للغفران منهما وأن قادم الأيام سيكون البر لهما ملازما لأخلاقه ما حيي .
مرت الأيام والشهور وأخلاقه تزادد سوءا والناس على اختلاف مشاربهم أضحوا يشتكون من أذيته يمقتون لسانه السليط تعجرفه وسبه لهم ، وأضحت الشكاوى تتلاحق على مسامع والديه فتراهما يقابلان إدعاءات الشاكين بالتبسم خجلا و إستحياءا ويقدمان الأعذار وطلب المغفرة مما بذر من صنيع إبنيهما.
أرخى الليل سدوله ويعود سامر بعقل منتشي مخمورا، يفتح الباب بعنف محدثا جلبة فيقوم حينها ابوه يرفع صوته عليه غاضبا للتوقف عن سوء تصرفاته و الابتعاد عن المحرمات فيقابله سامر بالضحك والسخرية دون ان يعقب في شيء مما سمع ، دموع والدته تحكي ملامح الشجن والحسرة في انفلات فلدة كبدها من التربية الحسنة ، فتح سامر الثلاجة فلم يجد ما يعجبه من الطعام فينفجر من فمه بركان من الشتم و السب في مقته العيش في هذا البيت فيكسر أوانيا وصحونا وكل ما يجده أمامه ،تصرفاته توحي اعراضا عن الادمان المتقدم ، يحمل ابوه نفسه لإيقافه فتمنعه الأم تدعوه لتغليب الحكمة والحلم ، بعد أن ذهب عن سامر الغضب شعر حينها بالغثيان و القيء فاستلقى على أريكة وراح يسترجع أنفاسه الهاربة من قفص صدره،إختناق شديد صعوبة في التقاط الأنفاس و خفقان قلبه يزداد بضربات على غير العادة هرع حينها بخلع قميصه بعدما أحس بحرارة شديدة تلفح جلده الأسمر و بشرته المجعدة الجافة ،و العرق أخذ يتصبب منه بغزارة في كل شبر من جسمه النحيل ،وإحمرت عيناه كجمر مشتعل فرمى يداه على قنينة ماء كانت بجانبه مسكها برجفة و أسكبها على نفسه يبغي إنتعاشا ، يريد ان يستجمع قواه فيجد نفسه مهزوما عاجزا مسلوب الارداة ، يغمض عيناه عساه ان يلملم مابقي له من جهد واستطاعة ، بعد لحظات يسمع شيئا يهتف في عقله يخترف سكونه المفاجئ وراحت الوساوس تحتشد وتصطف وسط ساحة تفكيره الشيطاني ، تتغير ملامح الضعف والوهن فيه كلها إلى نظرات الرعب والمكيدة ، يقوم مترنحا صوب غرفة والديه متسغلا تطبيب والدته لأبيه في الغرفة المقابلة ، يتسلل خفية لغرفة النوم الخاص بهما ، فتح الخزانة وراح يسحب الملابس منها يسقطها أرضا، الواحدة تلو الأخرى حتى واصل بالبحث المداوم لحين إخراجه صندوقا خشبيا صغير الحجم ، فرفعت يداه قلادة ذهبية ومجوهرات و إرتسمت على ملامحه إبتسامة شريرة ثم خبأهما في جيبه بإحكام، بعدها تسلل على أقدام أصابعه لباب المنزل خارجا بسرعة البرق دون أن يتحسس به والداه .
جلس سامر على رصيفٍ في أحد الشوارع لبرمجة سهرة مجون ، فمر عليه صديق له يدعوه لحضور حفلة ليلية ليست بالبعيدة عنهما وطالبه بجلب الممنوعات معه ، لم يفكر سامر كثيرا ولم يتوانى في أن يرفض عرضا مغريا كهذا، فأخرج كل ما في جيبه من المجوهرات و أخذ يسائله إن كانت القلادة والصوار كافيان من أجل تمضية ليلة حمراء لا تنسى ، فإقترح صديقه إن هو يقبل مقايضته بمخدر قوي عنده مقابل القلادة ، لم يتردد سامر هذه المرة كذلك في سبيل نشوة زائلة وقبل الطلب سريعا ، وحين مغادرتهما المكان مرت عليهما سيارة إسعاف ركنت بجانب بيت والديه فلم يثير توقفها ريبة في نفسه على مكروه يكون قد لحق بهما و أكمل سيره مع صاحبه نحو دائرة السوء .
حينما وصلا للحفلة بقي سامر يتعاطى ما وجد من الممنوعات أمامه حتى ذهب عقله ولم يدري ماهو فاعل فنشب عراك قوي وسط الحفلة وإختلط الحابل بالنابل وقام سامر بالإعتداء على أحدهم أسقطه ارضا حتى سمع ذوي لصفارة دورية شرطة فلاذ بالفرار حينها يركض بكل ما أتي من قوة فلجأ إلى مكان رأى بابه مفتوحا دخل إليه وتستر بالإختباء ، فأسند كتفه على الحائط وبقي يلتقط أنفاسه يستجمعها في صدره وإذ به يسمع صوتا شجيا ، فرمى بصره بحثا عن مصدره فرأى شيخا جالس بوقار يقرأ القرآن ثم مسح المكان بعيناه فأدرك حينها وهو في أوج الإنتشاء أنه دخل للمسجد دون أن يشعر بذلك ، فأحس بشيء من الضيق والخنق وصوت قارئ الشيخ يخترق مسامعه بقوة يتلو آيات من الذكر الحكيم بصوت ناعم حزين حتى وصل لآية سقط خلالها سامر على ركبتيه لما سمع قوله تعالى :" وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا إما يبلغن عندك الكبر أحدهما أو كلاهما فلا تقل لهما أف ولا تنهرهما وقل لهما قولا كريما" ، ثم إرتطم وجهه على الأرض بقوة.
فقد سامر الوعي للفترة من الزمن وإذ به يفتح عيناه أخيرا ليجد نفسه ممدودا على سرير وبجانبه الشيخ القارئ ينظر إليه مبتسما فقام سامر وإعتدل في جلوسه لازال يشعر بدوار لم يزل من رأسه بعد، فطلبه الشيخ أن يرتاح وينسى حزنه وأردف له قائلا ان دخوله للمسجد ليس صدفة بل أراد الله له خيرا، فأذرف سامر الدموع و بدأ يروي له ما يعانيه من مشقّات الحياة و اخبره أنه يعيش حياة تعيسة وأنه قد أغضب والديه كثيرا ،هدأ الشيخ من روع سامر وطلبه أن يذهب لوالديه وأن الله سيرضى عليه إن رضي والديه عنه وأن كل التوفيق بين يد الله ثم والديه.
شعر سامر أن القسوة قد ذابت من فؤاده و لان قلبه من كلام الشيخ فقرر حينها أن يذهب لوالديه معتذرا فلما وصل لباب البيت فتحه بهدوء وبحث عن والديه فلم يجد لهما أثر ، وراح ينادي عليهما بصوت مرتفع فسمع أحد الجيران صياحه القوي وذهب إليه يبلغه ان أباه قد أقلته سيارة الإسعاف قبل ساعات ، وقع الخبر عليه كالصاعقة وراح كالمخبول يركض صوب المشفى بأحاسيس فارغة فلما وصل إليه راح باحثا بين أروقته عن والده سائلا عنه فاعلمه الطبيب انه يحتاج لعملية جراحية مستعجلة على مستوى الكلى ويحتاج لمتبرع لينقذ حياته ، تسمر سامر مكانه بلاحراك فرأته أمه ودنت نحوه بحزن ورمى نفسه بين أحضانها باكيا يطمأنها أنه هو من سيتبرع لأباه لينقذ حياته ، فلما تمت العملية بنجاح يكون سامر قد أنقذ أباه، و كتب القدر لأبيه عمر جديد بفضل تبرعه ،مسك سامر بيد أمه وهو ممدود على السرير جانب والده وعيونه تحكي كلمات طلبا للغفران منهما وأن قادم الأيام سيكون البر لهما ملازما لأخلاقه ما حيي .