• المشاركة مفتوحة للجميع .. لا تتردد في نشر مقالك في القسم المناسب في منتدى الديوان.

  • اللّٰهُمَّ إِنِّي أَفْتَتِحُ الثَّناءَ بِحَمْدِكَ وَأَنْتَ مُسَدِّدٌ لِلصَّوابِ بِمَنِّكَ، وَأَيْقَنْتُ أَنَّكَ أَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ فِي مَوْضِعِ الْعَفْوِ وَالرَّحْمَةِ.

💢 حصري قصة (أمي) بقلم محمد خصيري نعمان.

  • ناشر الموضوع محمد خضيري نعمان
  • تاريخ البدء
  • الردود 1
  • المشاهدات 73
💢 الموضوع يحتوي على محتوى حصري.

مرحبا ً بك في الــديــوان الإلكتروني

أهلا وسهلا بك زائرنا العزيز في الــديــوان الإلكتروني.

انظم إلينا و تمتع بتجربة رائعة, ستجد كل ما تبحث عنه.

التسجيل مجاني بالكامل

أمي

قصة بقلم /محمد خضيري نعمان

صوت الفجر يغطي المكان، ويسري الى القلوب أتت إليّ كعادتها اليومية، أيقظتني بصوتها الحنون قم توضأ؛ فقد حانت صلاة الفجر لكي نصلي سويا، أتقلب وأتململ متثاقل الشيطان ينفث سم النعاس في رأسي، يجثو علي كي لا أقزم ، جفوني ثقيلة جدا كأنني احمل الأيام عليها ، ذهب وعادت وجدتني كما أنا الكسل كبل كل جوارحي أخذت قطرات ماء بيدها وأخذت تداعب وجهي وتلح في إيقاظي فقمت وتبسمت وأقبلت عليها مقبلا رأسها قائلا: أمي إنك تجهدين نفسك كثيرا معي، لم أظل ذلك الطفل الصغير، وإنك تستيقظين مبكرا، أريدك أن تستريحين قليلا، نظرت الي باسمة وبلطف قالت ستظل طفل في نظري مهما مرت السنون والأيام تظل ذلك الطفل الصغير دائما ، وأقوم بواجبي نحوك وعلي أن أذكرك بالصلاة دائما فقم أدي فرض الله وكفاك تكاسل واستعيذ بالله من الشيطان الرجيم .

قمت توضأت وصلينا سويا وجلسنا قليلا ثم وضعت رأسي فوق رجليها وهي وصعت يدها علي رأسي وسمعتها تدعوا الله أن يحفظني ويبارك في ثم قالت هي أيها الكسول لتناول الفطار

قمت فوجدت الفطار جاهزا، يا أمي متي فعلت كل هذا؟

تبتسم أيضا لا تسأل كثيرا وتناول فطورك جيدا حتى تذهب الى عملك نشيطا فيفتح الله أمامك أبواب رزقة.

ابتسم لكلامها وخوفها علي: أمي مازال الوقت باكرا، لم يأتِ بعد مواعيد الذهاب الى العمل ونحن نستيقظ مبكرا جدا.

يا بني لابد أن تؤدي عملك الذي أمرك به الله سبحانه وتعالى فلابد أن تؤدي الصلاة؛ لأنها فرض عليك، مهما نجحت في عملك وكنت فاشلا في عملك الذي أمرك به الله فهذا يا ولدى هو الفشل الأكبر.

يامي لماذا لا نصلي بعد أن نستيقظ الساعة السادسة مثلا .

هيا لتذهب لي عملك قلت يا أمي إن الوقت مازال مبكرا للذهاب للعمل

الأم: أسألك متى مواعيد عملك؟

نظرت إليها باسما أيضا أن مواعيد حضوري الثامنة صباحا.

قالت: ماذا لو ذهبت الى عملك الساعة العاشرة؟

قلت: كيف يا أمي؟ إذا ذهبت العاشرة؛ لحصلت لي في العمل مشاكل كثيرة والمدير يعتبره يوم غياب لي.

قالت إنك تذهب الى عملك السابعة أو السابعة والنصف حتى تصل في ميعادك خوفا من المدير فكيف يا ولدي لا تخاف من الله؟ لما لا تهتم بما فرضه الله عليك وتذهب إليه مبكرا فيقبلك ويكون عون لك في كل أمورك اذا شعرت يا ولدي بضيق أو تتعب أو إجهاد قم توضأ وصلي تجد كل ذلك اختفى .

نظرت إليها والى حكمتها وقد هزمتني في نقاشها برغم أنها ليست متعلمة فنكست رأسي أرضا فأمسكت برأسي ودستها بين زراعية فغمرني حنانها وقبلت رأسها ويدها واستأذنتها للخروج للعمل فأذنت لي.

يوم جميل في العمل، راحة نفسية تغمرني وانا كذلك جرس هاتفي يدق، خبر مزعج جدا والدتك متعبة اترك العمل مهرولا إليها وجدتها جالسة على سريرها وقد أخذني الفزع في دواماته رأتني قالت ما بك؟ لا تقلق عليّ أنا بخير حملتها الي الطيب مسرعا واجرى الطبيب الفحص اللازم لها ونظرت الي وجه الطبيب وجدته قد تغير قليلا قال خير إن شاء الله وأمسكت بها وأجلستها خارج حجرة الطبيب وعدت إليه فقلت ما بها أصدقني القول

قال إنها تعاني من ورم في المعدة وكل الفحوصات تدل على ذلك

أسقطني كلام الطبيب وكأنني هويت من جبل سحيق وارتطمت بالأرض من هول الصدمة

وانا أقول: ما الحل؟ أي شيء أنا مستعد لذلك

الطبيب إن الوضع خطير والمرض انتشر بدرجة كبيرة وما أصفه لك ما هو إلا بعض المسكنات وهي بين يدي ربها.

ذهبنا الي البيت وقلت لها أمي الطبيب ينصحك بالراحة التامة وعدم الإجهاد تماما

نظرت والابتسامة لم تغادرها وهي تقول كل خير يا ولدي لا تقلق علي.

برغم تعبها لم تغير شيء من عادتها اليومية، برغم أنى على علم بأن المرض يعصرها استمرت هكذا طويلا أقول لها يامي استريحي هذا يتعبك اكثر تقول بعفوية يعني انا اذا نمت مش هموت يا ولدي الموت والحياة بيد الله المرض لا بقيصر عمر ولا العافية بطول العمر ناس كتير وشباب صحتهم تهد الجبال وماتوا وناس كتير من سنين نائمين في المرض ومازالوا علي قيد الحياة صح ولا لا.

يامي بلاش الكلام ده ؟ يا واد خليك مؤمن واسمع كلام امك اللي مدخلتش مدارس زيك ولا تعلمت نص علامك قدرك هيصيبك هيصيبك والموت صايبك صايبك ومدام عارف اننا كلنا بنمشي ناحية الموت اكتر من ناحية الحياة يبقى استعدت ومتقصرش في حق ربك عليك .

دائما تهزمني بكلامها اقبل راسها واخرج الي العمل ذهبت للعمل وضبط منبهات كتيره في الهاتف كي تذكرني بميعاد دوائها فاتصل بها في الميعاد قائلا : أمي خذي الدواء وكنت أضع علي كل غلبة دواء خط عريض بلون مختلف فأقول لها خذي من الدواء اللي عليه اللون الأحمر وهكذا وانتظر انتهاء العمل واذهب مسرعا الي البيت أجدها قد جهزت الغداء وتنتظرني يا أمي لا تجهدي نفسك تقول اسكت . ـ أخبرتها أنني اليوم سوف أتأخر قليلا في العمل تناولي الغداء ولا تنتظريني تضحك وكأنها طفلة بريئة . عدت هذا اليوم متأخرا وكان وقت الغروب أذن المعرب وانا في طريقي للمنزل دخلت المسجد صلينا المغرب وانطلقت الى المنزل وجدتها قد جهزت العشاء ناديت عليها يامي لما تتعبين نفسك قالت كررت هذا السؤال كثيرا فلا تسأله مرة أخرى جلسنا تناولنا العشاء سويا ناولتها الدواء سهرنا قليلا ثم ذهبت لكي تستريح جئت بجوارها من التعب ووضعت راسي فأخذني النعاس نمت حتى داعب عيني في الصباح شعاع شمس اخترق النافذة فأصابني خوف شديد وقلق نظرت إليها فأنها باسمة ونائمة هنا تيقنت أنها قد فارقت الحياة.
تمت القصة
 

أحْمـَدِ جَمـَآلَ

✵ مٌـراقـب ✵
المٌـراقـبة
الـتـطـويـر
النشاط: 100%
تعليق
ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز) مطلوبة لاستخدام هذا الموقع. يجب عليك قبولها للاستمرار في استخدام الموقع. معرفة المزيد…