- التعديل الأخير بواسطة المشرف:
- المشاهدات: 1,510
- الردود: 6
التعديل الأخير بواسطة المشرف:
جرائم حقيقة .
دماء على جنة اثيوبيا.
دماء على جنة اثيوبيا.
(القضية تثير الكثير من الضجة والتفاعلات في الوقت الحالي في أثيوبيا بسبب بشاعتها وضعف الحكم على الجاني)
الحقيقة أن الجرائم العنيفة المرتكبة ضد الأطفال هي أسوأ أنواع الجرائم وأشدها بشاعة وإثارة للغضب المجتمعي,
وهذا ما حدث بالفعل في جريمة مقتل الطفلة هيفين أوت الاثيوبية.
تعد دولة أثيوبيا من أكثر مناطق الصراعات القبلية والعرقية وضوحاً واستمرارية بسبب تعدد العرقيات فيها,
من تلك الصراعات الخطيرة ذلك الصراع الذي انفجر من سنوات قليلة في منطقتي أمهرة وتيجراي
وأدى إلى صراعات بين ميليشيات انفصالية محلية وبين الحكومة المركزية , لم يسلم السكان المحليين من ويلات تلك الصراعات فقد شهدت الحرب آلاف حالات القتل والتعذيب والإغتصاب والتطهير العرقي, كان أغلبها من الأطفال والنساء ولم تستطيع الحكومة المركزية في أديس أبابا حمايتهم.
أسرة أوت هي إحدى تلك الأسر التي شهدت مأساة نتجت عن هذا الصراع , كان أوت شاب أثيوبي من عرقية تيجراي متزوج من امرأة تدعى أبيكيليش أديبا ولديه فتاتين صغيرتين وكان يقيم مع أسرته في منطقة أمهرة,
أثناء انفجار الصراع بين اقليمي أمهرة وتيجراي ألقت السلطات المحلية القبض على أوت وتم إيداعه في السجن لعدة أشهر بالرغم من عدم انضمام الرجل إلى أي ميليشيات أو قيامه بأي اعمال عدائية ولذلك خشي الرجل على حياته من العداء العرقي فقام فور إطلاق سراحه بمغادرة الأقليم كله وذهب إلى اقليم تيجراي حيث ينتمي لكن زوجته أبيكيليشن وطفلتيه الصغيرتين ظلوا في أمهرة ومعهم كان تقيم أخت الزوجة.
كانت أبيكيليشن ممرضة ماهرة مشهود لها بحسن الخلق والتفاني في عملها من أجل إعانة أسرتها,
تعمل المرأة في مركز طبي في المدينة , أثناء وجودها في العمل كانت تترك بناتها مع أختها في منزلها الذي تستأجره من رجل يدعى جينتت باي يقيم في نفس المنزل.
ترتبط أبيكيليشن مع زوجة جنتت مالك منزلها بعلاقة صداقة ودية وكثيًرا ما يلعب أطفال الأسرتين مع بعضهم وهذا ما جعل أبيكيليشن تشعر بالأمان في المنزل مع ترك طفلتيها هناك مع أختها لكنها لم تكن تعلم أنها تترك أطفالها في منزل الذئب.
في أحد أيام شهر أغسطس من العام 2023 ذهبت أبيكيليشن للعمل في الصباح كالعادة وتركت الطفلتين في البيت مع أختها.
بينما كانت الطفلتين تلعبان معًا تحت رعاية الخالة, طلبت هيفين
-الطفلة ذات السبع سنوات – أن تذهب إلى الحمام, وبالغعل ذهبت لكنها لم تعود.
مرت دقائق وبدأت خالتها تقلق خاصة أنها لم تجيب ندائها , بدأت البحث عنها لكنها لم تكن موجودة في المنزل, تحركت هي وأختها للبحث عن هيفين في كل مكان , عندما خرجت الفتاة الأخرى خارج المنزل فوجئت بما رأت...
وجدت الفتاة جثة أختها ملقاة أمام باب المنزل في حالة مريعة والدماء تغرق ملابسها وجسدها وعلى الفور تم الإتصال بأبيكيليشن التي رجعت من العمل وهي في حالة صدمة عندما عرفت الأخبار.
ما حدث في الأيام التالية كان غريب حقاً..
لقد شهدت أخت هيفين وخالتها وزوجة المالك جنتت وأطفاله وكل من رأى جثة كيفين أن الطفلة قد سقطت من شرفة المنزل ولقت مصرعها لكن يبدو أن الحقائق تكشفت بسرعة...
فقد كشفت السلطات أن الطفلة هيفين ذات الأعوام السبعة قد تعرضت للإغتصاب بطريقة بشعة ثم الخنق حتى ماتت.
على الفور تم إلقاء القبض على المتهم الرئيسي في القضية , مالك البيت جنتت باي وبعدها تكشفت تفاصيل الجريمة الرهيبة.
يبدو أن هيفين -لسبب ما – قد خرجت من باب شقتها ورآها جنتت فاستدرجها إلى منزله وهناك قام في البداية بوضع الرمل والحصى في فم الفتاة حتى لا تصرخ وتفضحه ثم اغتصبها بعنف من الأمام والخلف حتى حدث لها تهتك في الرحم واصابات بالغة في الشرج والمهبل وضغط على جسدها الصغير فحدثت كسور في العمود الفقري ثم خنقها حتى ماتت الطفلة وهي تعاني العذاب.
بعد أن انهى المجرم جريمته البشعة وخشية أن ينكشف سره حاول غسل الدماء عن جسد كيفين ثم استخدم شفرة الحلاقة في احداث بعض الجروح والخدوش على جسدها للتمويه وبعدها ألقى جثتها أمام المنزل وكأنها سقطت من أعلى وهناك وجدتها أختها الصغيرة.
ألقت الشرطة القبض على الرجل لكنه هرب من قسم الشرطة بعد وقت قصير حينما هاجمت ميليشات تيجراي المكان لإطلاق سراح زملائهم المحتجزين.
كان هروب الرجل من السجن بمثابة مأساة أخرى لوالدة هيفين وأسرتها فقد بدأ يلاحقها ويهددها هي وابنتها الأخرى مما جعلها تترك المنزل على الفور وكذلك العمل وتنتقل إلى منطقة أخرى وعمل آخر.
في خلال وقت قصير غيرت أبيكيليشن وابنتها مكان سكنها وعملها عدة مرات خوفًا من انتقام المجرم لكن الشرطة في اقليم أمهرة تمكنت في النهاية من إعادة القبض عليه وبدأت محاكمته.
في الأثناء بدأت القضية تصبح قضية رأي عام في كل أثيوبيا تدخل فيها ناشطون على وسائل التواصل ومنظمات مجتمع مدني ومدافعين عن حقوق المرأة والأطفال .
وهذا ما أثار موجة من الغضب والإحتجاجات الكبيرة ضد الحكم فقد كانت أسرة هيفين والمتعاطفين معها يريدوما
الحكم على الرجل بالإعدام وتنفيذ الحكم حتى يكون عبرة لكل المجريمن أمثاله
وما زالت القضية في تفاعلات في أثيوبيا حتى الآن.
تمت.
أحمدعبدالرحيم.
التعديل الأخير بواسطة المشرف:
مودتي