- التعديل الأخير:
- المشاهدات: 74
- الردود: 2
التعديل الأخير:
حصلت شركة نيورالينك الأمريكية ، إحدى الشركات المتخصصة في مجال التكنولوجيا العصبية ، على تصنيف خاص مؤخراً من إدارة الغذاء والدواء الأمريكية لجهاز "Blindsight" الذي طورته ، وهو شريحة دماغية تجريبية تأمل الشركة أن تمكن المكفوفين من استعادة الرؤية .
وأعلنت شركة نيورالينك أن إدارة الغذاء والدواء الأميركية منحت الشريحة وضعاً خاصاً يُعرف باسم "جهاز مبتكر Breakthrough Device"، وهو ما يسمح لها بالانضمام إلى برنامج يدعم تسريع استخدام التقنيات الطبية الجديدة .
يخبرنا مؤسس ومالك شركة نيورالينك إيلون ماسك ، المتفائل دائمًا، أن "هذا المشروع سوف يمكن حتى أولئك الذين كانوا مكفوفين منذ الولادة من الرؤية لأول مرة"
" حصلت شركة نيورالينك، إحدى الشركات المتخصصة في ابتكار شرائح الدماغ ، على "علامة جهاز مبتكر" من إدارة الغذاء والدواء الأمريكية لجهاز Blindsight، وهي شريحة تجريبية تأمل الشركة أن تنجح في إعادة الرؤية للمكفوفين. وتعمل هذه العلامة على تسريع عمليات الموافقة التي تؤدي إلى التجارب البشرية."
ترخيص إدارة الغذاء والدواء
وبحسب موقع إدارة الغذاء والدواء على الإنترنت، فإن الترخيص الذي تم منحه للشريحة يساعد في تسريع عملية تطوير وتقييم الأجهزة الطبية التي تعالج الحالات الخطيرة أو الدائمة ، ولابد أن تفي هذه الأجهزة بمتطلبات السلامة قبل الموافقة عليها.
وأوضح متحدث باسم إدارة الغذاء والدواء أن الترخيص الجديد لا يضمن أن الجهاز آمن أو فعال في الوقت الحالي، كما لا يسمح بتسويقه للاستخدام الطبي حتى الآن.
وأضاف المتحدث أن إدارة الغذاء والدواء تقوم بتقييم ما إذا كان الجهاز قادر على تقديم علاج أو تشخيص أفضل مقارنة بالمعايير الأمريكية الحالية، وخاصة بالنسبة للحالات المهددة للحياة .
وتنظر الوكالة أيضاً فيما إذا كان الجهاز يقدم تقنية جديدة مقارنة مع الخيارات المتاحة في السوق وفيما إذا لم تتوفر أي بدائل معتمدة أخرى.
ومع ذلك، فإن الإعلان يشكل إشارة إلى أن شركة نيورالينك تقترب من اختبار جهاز Blindsight على المرضى من البشر. حيث تقوم الشركة باختيار الأشخاص الذين يعانون من فقدان البصر للدراسات والتجارب السريرية .
رؤية منخفضة الجودة في البداية
وأعلن إيلون ماسك أن جهاز "Blindsight" من شركة نيورالينك قد يسمح للأشخاص الذين فقدوا كلتا العينين والعصب البصري بالرؤية مرة أخرى. وأضاف أنه طالما أن القشرة البصرية في الدماغ سليمة، فحتى الأفراد الذين أصيبوا بالعمى منذ الولادة يمكنهم الرؤية لأول مرة. أعلن ماسك عن هذا عبر حسابه على منصة X.
يقول إيلون ماسك إن تقنية Blindsight تعمل عن طريق تجاوز الأعصاب البصرية التالفة وتحفيز القشرة البصرية بشكل مباشر باستخدام أقطاب كهربائية دقيقة ، والقشرة البصرية هي المنطقة الدماغية المسؤولة عن معالجة المعلومات البصرية.
وأوضح ماسك أن الرؤية التي يوفرها جهاز "Blindsight" ستكون منخفضة الجودة في البداية، حيث تمت مقارنتها برسومات ألعاب الفيديو القديمة "أتاري". ومع ذلك يمكن أن يتحسن الأمر مع مرور الوقت و قد يتجاوز في النهاية مجال الرؤية البشرية الطبيعية مما يسمح للمستخدمين برؤية الأشعة تحت الحمراء، أو فوق البنفسجية، أو حتى الموجات الرادارية.
ويعمل مبدأ تكنولوجيا Blindsight على التقاط المعلومات البصرية بواسطة كاميرا فيديو ، ثم يقوم المعالج بتحويل البيانات إلى إشارة كهربائية يمكن نقلها إلى الجهاز العصبي.
الفكرة الأساسية وراء تقنية Blindsight هي إرسال المعلومات البصرية من كاميرا خارجية ـ من المرجح أن تكون مثبتة على نظارات ـ مباشرة إلى المخ عبر شريحة دماغية. وتهدف هذه دماغية، التي تقع في القشرة البصرية، إلى تحفيز الخلايا العصبية في المخ بطريقة تولد الصور دون الحاجة إلى أي مكونات وظيفية في العين.
كيف تعمل تكنولوجيا جهاز Blindsight الجديدة ؟
وتقوم التكنولوجيا الجديدة من خلال ربط كاميرا، ربما تكون مثبتة على نظارات، بشريحة مزروعة مباشرة في القشرة البصرية في الدماغ.
وعلى عكس الشرائح الشبكية التقليدية التي تحفز الأعصاب في العين، تتخطى Blindsight العين تمامًا، وترسل المعلومات البصرية مباشرة إلى الدماغ. تستخدم الشريحة خيوط مرنة، يحتوي كل منها على عشرات الأقطاب كهربائية. تحفز هذه الأقطاب الكهربائية الخلايا العصبية في الدماغ بأنماط تهدف إلى إعادة إنشاء الصور المرئية.
إن الشريحة هي تطوير عن التصميمات السابقة، حيث تتميز بمواد متوافقة حيوياً وإعادة شحن متقدم، مما يعالج مشاكل سابقة تتعلق بعدم الراحة والصيانة المتكررة التي وجدت في الأجهزة العصبية السابقة.
يتم إجراء العملية الجراحية بالكامل، والتي تتضمن قطع الجمجمة وإدخال الأقطاب الكهربائية، بواسطة روبوت لضمان الدقة وتجنب أي خطأ قد يؤدي إلى إدراك بصري غير صحيح.
خبراء يدحضون ادعاءات ماسك
قال أيون فاين ، عالم الأعصاب الحاسوبي في جامعة واشنطن، والذي كتب عن القيود المحتملة للشرائح الدماغية، نظرًا لتعقيد النظام البصري البشري: "سوف يبني ماسك أفضل شريحة قشرية يمكننا بناؤها باستخدام التكنولوجيا الحالية. لن تقدم أي نتيجة مثل الرؤية الطبيعية. ومع ذلك قد تنتج رؤية يمكن أن تحسن حياة المكفوفين".
"قد يكون من الأفضل أن نعتبر الشريحة الناجحة بمثابة تقنية مساعدة وليس علاجًا للعمى". يقول فيليب ترويك ، مهندس الطب الحيوي في معهد إلينوي للتكنولوجيا: "في أفضل الأحوال، نحن نتحدث عن شيء مكمل للعصا وليس شيئا يحل مكانه ".
ويؤكد الباحثون أنه رغم الإمكانات الهائلة التي تعد بها تقنية "Blindsight"، فمن الضروري أن نأخذ في الاعتبار التحديات التي تنتظرنا. ذلك أن الرؤية، كما يعالجها الدماغ البشري، ليست بالبساطة التي قد تتخيلها عند تكرار شاشة عالية الدقة. فالدماغ يفسر المحفزات البصرية من خلال أنماط معقدة من إطلاق الإشارات العصبية. وعلى هذا فإن مجرد زيادة عدد الأقطاب الكهربائية لا يعني بالضرورة زيادة دقة الرؤية.
وقد أظهرت الأبحاث أن العلاقة بين تحفيز الخلايا العصبية المحددة والإدراك البصري الناتج عنها معقدة وغير مفهومة بالكامل. وكثيراً ما يتصور المهندسون أن هذه الأقطاب الكهربائية تنتج وحدات بكسل، ولكن في الواقع تعمل القشرة البصرية بطريقة أكثر تعقيداً. ولا يكمن التحدي الحالي في عدد الأقطاب الكهربائية فحسب، بل وفي فهمنا لكيفية مساهمة الخلايا العصبية في إدراك الصور والحركة والعمق.
في الأمد القريب، قد يؤدي الإفراط في الدعاية إلى تضليل المشاركين في التجارب السريرية. وقد يؤدي أيضًا إلى تراجع الاهتمام بالتقدم الصغير ولكن الهادف في هذا المجال . يقول ترويك: "بعض تكنولوجيا [نيورالينك] مثيرة، ولديها إمكانات. لكن الطريقة التي يتم بها إرسال الرسائل تقلل من ذلك، ربما".
يقول الخبراء إنهم يرغبون في الحصول على مزيد من المعلومات حول التكنولوجيا التي تنتجها شركة نيورالينك. قالت جيس داجنيلي ، عالمة البصريات في جامعة جونز هوبكنز : "لا يوجد تقييم أو نشر واضح للعمل ما قبل السريري . كل هذا يعتمد على: ثق بنا، نحن [نيورالينك]".
شريحة أخرى من نيورالينك للمرضى المصابين بالشلل
ومن المثير للاهتمام أن Blindsight ليست سوى جزء واحد من خارطة الطريق الطموحة التي وضعتها Neuralink في المجال الطبي. كما تعمل الشركة الناشئة على تطوير شرائح الدماغ المصممة لمساعدة الأفراد المصابين بالشلل، مما يسمح لهم بالتحكم في الأجهزة الرقمية ببساطة عن طريق التفكير.
وكانت شركة نيورالينك قد أعلنت عملها على شريحة مصممة لمساعدة المرضى المشلولين على التحكم في الأجهزة الرقمية باستخدام أدمغتهم فقط. وفي يناير/كانون الثاني، أصبح نولاند أربو البالغ من العمر 30 عامًا من أريزونا أول شخص يتلقى هذه الشريحة.
ومنذ إصابته بالشلل بعد حادث غوص، أصبح أربو لأول مرة قادرًا على لعب ألعاب الفيديو، وتصفح الإنترنت، والنشر على وسائل التواصل الاجتماعي، والتحكم في مؤشر الكمبيوتر المحمول وكل ذلك باستخدام عقله فقط.
خاتمة
تمثل تقنية Blindsight خطوة هائلة إلى الأمام في مجال تكنولوجيا الأجهزة العصبية الاصطناعية. وإذا نجحت، فقد تؤدي إلى استعادة بصر ملايين الأشخاص الذين ليس لديهم خيارات أخرى حاليًا. ومع ذلك، من الأهمية بمكان الحفاظ على منظور متوازن، مع الاعتراف بالتحديات العلمية والأخلاقية التي تصاحب مثل هذه التكنولوجيا الرائدة.
وكما هي الحال مع كل الابتكارات الرائدة، فإن الطريق أمام تقنية Blindsight سوف يتضمن اختبارات صارمة، سواء لضمان السلامة أو لتحسين التكنولوجيا. وتحتاج نيورالينك للتغلب على الكثير من العقبات ، ليس فقط لاستعادة البصر ولكن لمستقبل تعزيز قدرات الإنسان ودمج الأنظمة الاصطناعية والبيولوجية معاً.
إن هذا المشروع، مثل فجر الإنترنت أو ظهور تكنولوجيا الهاتف المحمول، لديه القدرة على إعادة تشكيل التجربة الإنسانية. وبينما نقف على أعتاب هذه الحدود الجديدة، فمن المثير للاهتمام أن نفكر في الإمكانيات ــ والمسؤوليات ــ التي تأتي معها
وأعلنت شركة نيورالينك أن إدارة الغذاء والدواء الأميركية منحت الشريحة وضعاً خاصاً يُعرف باسم "جهاز مبتكر Breakthrough Device"، وهو ما يسمح لها بالانضمام إلى برنامج يدعم تسريع استخدام التقنيات الطبية الجديدة .
يخبرنا مؤسس ومالك شركة نيورالينك إيلون ماسك ، المتفائل دائمًا، أن "هذا المشروع سوف يمكن حتى أولئك الذين كانوا مكفوفين منذ الولادة من الرؤية لأول مرة"
" حصلت شركة نيورالينك، إحدى الشركات المتخصصة في ابتكار شرائح الدماغ ، على "علامة جهاز مبتكر" من إدارة الغذاء والدواء الأمريكية لجهاز Blindsight، وهي شريحة تجريبية تأمل الشركة أن تنجح في إعادة الرؤية للمكفوفين. وتعمل هذه العلامة على تسريع عمليات الموافقة التي تؤدي إلى التجارب البشرية."
ترخيص إدارة الغذاء والدواء
وبحسب موقع إدارة الغذاء والدواء على الإنترنت، فإن الترخيص الذي تم منحه للشريحة يساعد في تسريع عملية تطوير وتقييم الأجهزة الطبية التي تعالج الحالات الخطيرة أو الدائمة ، ولابد أن تفي هذه الأجهزة بمتطلبات السلامة قبل الموافقة عليها.
وأوضح متحدث باسم إدارة الغذاء والدواء أن الترخيص الجديد لا يضمن أن الجهاز آمن أو فعال في الوقت الحالي، كما لا يسمح بتسويقه للاستخدام الطبي حتى الآن.
وأضاف المتحدث أن إدارة الغذاء والدواء تقوم بتقييم ما إذا كان الجهاز قادر على تقديم علاج أو تشخيص أفضل مقارنة بالمعايير الأمريكية الحالية، وخاصة بالنسبة للحالات المهددة للحياة .
وتنظر الوكالة أيضاً فيما إذا كان الجهاز يقدم تقنية جديدة مقارنة مع الخيارات المتاحة في السوق وفيما إذا لم تتوفر أي بدائل معتمدة أخرى.
ومع ذلك، فإن الإعلان يشكل إشارة إلى أن شركة نيورالينك تقترب من اختبار جهاز Blindsight على المرضى من البشر. حيث تقوم الشركة باختيار الأشخاص الذين يعانون من فقدان البصر للدراسات والتجارب السريرية .
رؤية منخفضة الجودة في البداية
وأعلن إيلون ماسك أن جهاز "Blindsight" من شركة نيورالينك قد يسمح للأشخاص الذين فقدوا كلتا العينين والعصب البصري بالرؤية مرة أخرى. وأضاف أنه طالما أن القشرة البصرية في الدماغ سليمة، فحتى الأفراد الذين أصيبوا بالعمى منذ الولادة يمكنهم الرؤية لأول مرة. أعلن ماسك عن هذا عبر حسابه على منصة X.
يقول إيلون ماسك إن تقنية Blindsight تعمل عن طريق تجاوز الأعصاب البصرية التالفة وتحفيز القشرة البصرية بشكل مباشر باستخدام أقطاب كهربائية دقيقة ، والقشرة البصرية هي المنطقة الدماغية المسؤولة عن معالجة المعلومات البصرية.
وأوضح ماسك أن الرؤية التي يوفرها جهاز "Blindsight" ستكون منخفضة الجودة في البداية، حيث تمت مقارنتها برسومات ألعاب الفيديو القديمة "أتاري". ومع ذلك يمكن أن يتحسن الأمر مع مرور الوقت و قد يتجاوز في النهاية مجال الرؤية البشرية الطبيعية مما يسمح للمستخدمين برؤية الأشعة تحت الحمراء، أو فوق البنفسجية، أو حتى الموجات الرادارية.
ويعمل مبدأ تكنولوجيا Blindsight على التقاط المعلومات البصرية بواسطة كاميرا فيديو ، ثم يقوم المعالج بتحويل البيانات إلى إشارة كهربائية يمكن نقلها إلى الجهاز العصبي.
الفكرة الأساسية وراء تقنية Blindsight هي إرسال المعلومات البصرية من كاميرا خارجية ـ من المرجح أن تكون مثبتة على نظارات ـ مباشرة إلى المخ عبر شريحة دماغية. وتهدف هذه دماغية، التي تقع في القشرة البصرية، إلى تحفيز الخلايا العصبية في المخ بطريقة تولد الصور دون الحاجة إلى أي مكونات وظيفية في العين.
كيف تعمل تكنولوجيا جهاز Blindsight الجديدة ؟
وتقوم التكنولوجيا الجديدة من خلال ربط كاميرا، ربما تكون مثبتة على نظارات، بشريحة مزروعة مباشرة في القشرة البصرية في الدماغ.
وعلى عكس الشرائح الشبكية التقليدية التي تحفز الأعصاب في العين، تتخطى Blindsight العين تمامًا، وترسل المعلومات البصرية مباشرة إلى الدماغ. تستخدم الشريحة خيوط مرنة، يحتوي كل منها على عشرات الأقطاب كهربائية. تحفز هذه الأقطاب الكهربائية الخلايا العصبية في الدماغ بأنماط تهدف إلى إعادة إنشاء الصور المرئية.
إن الشريحة هي تطوير عن التصميمات السابقة، حيث تتميز بمواد متوافقة حيوياً وإعادة شحن متقدم، مما يعالج مشاكل سابقة تتعلق بعدم الراحة والصيانة المتكررة التي وجدت في الأجهزة العصبية السابقة.
يتم إجراء العملية الجراحية بالكامل، والتي تتضمن قطع الجمجمة وإدخال الأقطاب الكهربائية، بواسطة روبوت لضمان الدقة وتجنب أي خطأ قد يؤدي إلى إدراك بصري غير صحيح.
خبراء يدحضون ادعاءات ماسك
قال أيون فاين ، عالم الأعصاب الحاسوبي في جامعة واشنطن، والذي كتب عن القيود المحتملة للشرائح الدماغية، نظرًا لتعقيد النظام البصري البشري: "سوف يبني ماسك أفضل شريحة قشرية يمكننا بناؤها باستخدام التكنولوجيا الحالية. لن تقدم أي نتيجة مثل الرؤية الطبيعية. ومع ذلك قد تنتج رؤية يمكن أن تحسن حياة المكفوفين".
"قد يكون من الأفضل أن نعتبر الشريحة الناجحة بمثابة تقنية مساعدة وليس علاجًا للعمى". يقول فيليب ترويك ، مهندس الطب الحيوي في معهد إلينوي للتكنولوجيا: "في أفضل الأحوال، نحن نتحدث عن شيء مكمل للعصا وليس شيئا يحل مكانه ".
ويؤكد الباحثون أنه رغم الإمكانات الهائلة التي تعد بها تقنية "Blindsight"، فمن الضروري أن نأخذ في الاعتبار التحديات التي تنتظرنا. ذلك أن الرؤية، كما يعالجها الدماغ البشري، ليست بالبساطة التي قد تتخيلها عند تكرار شاشة عالية الدقة. فالدماغ يفسر المحفزات البصرية من خلال أنماط معقدة من إطلاق الإشارات العصبية. وعلى هذا فإن مجرد زيادة عدد الأقطاب الكهربائية لا يعني بالضرورة زيادة دقة الرؤية.
وقد أظهرت الأبحاث أن العلاقة بين تحفيز الخلايا العصبية المحددة والإدراك البصري الناتج عنها معقدة وغير مفهومة بالكامل. وكثيراً ما يتصور المهندسون أن هذه الأقطاب الكهربائية تنتج وحدات بكسل، ولكن في الواقع تعمل القشرة البصرية بطريقة أكثر تعقيداً. ولا يكمن التحدي الحالي في عدد الأقطاب الكهربائية فحسب، بل وفي فهمنا لكيفية مساهمة الخلايا العصبية في إدراك الصور والحركة والعمق.
في الأمد القريب، قد يؤدي الإفراط في الدعاية إلى تضليل المشاركين في التجارب السريرية. وقد يؤدي أيضًا إلى تراجع الاهتمام بالتقدم الصغير ولكن الهادف في هذا المجال . يقول ترويك: "بعض تكنولوجيا [نيورالينك] مثيرة، ولديها إمكانات. لكن الطريقة التي يتم بها إرسال الرسائل تقلل من ذلك، ربما".
يقول الخبراء إنهم يرغبون في الحصول على مزيد من المعلومات حول التكنولوجيا التي تنتجها شركة نيورالينك. قالت جيس داجنيلي ، عالمة البصريات في جامعة جونز هوبكنز : "لا يوجد تقييم أو نشر واضح للعمل ما قبل السريري . كل هذا يعتمد على: ثق بنا، نحن [نيورالينك]".
شريحة أخرى من نيورالينك للمرضى المصابين بالشلل
ومن المثير للاهتمام أن Blindsight ليست سوى جزء واحد من خارطة الطريق الطموحة التي وضعتها Neuralink في المجال الطبي. كما تعمل الشركة الناشئة على تطوير شرائح الدماغ المصممة لمساعدة الأفراد المصابين بالشلل، مما يسمح لهم بالتحكم في الأجهزة الرقمية ببساطة عن طريق التفكير.
وكانت شركة نيورالينك قد أعلنت عملها على شريحة مصممة لمساعدة المرضى المشلولين على التحكم في الأجهزة الرقمية باستخدام أدمغتهم فقط. وفي يناير/كانون الثاني، أصبح نولاند أربو البالغ من العمر 30 عامًا من أريزونا أول شخص يتلقى هذه الشريحة.
ومنذ إصابته بالشلل بعد حادث غوص، أصبح أربو لأول مرة قادرًا على لعب ألعاب الفيديو، وتصفح الإنترنت، والنشر على وسائل التواصل الاجتماعي، والتحكم في مؤشر الكمبيوتر المحمول وكل ذلك باستخدام عقله فقط.
خاتمة
تمثل تقنية Blindsight خطوة هائلة إلى الأمام في مجال تكنولوجيا الأجهزة العصبية الاصطناعية. وإذا نجحت، فقد تؤدي إلى استعادة بصر ملايين الأشخاص الذين ليس لديهم خيارات أخرى حاليًا. ومع ذلك، من الأهمية بمكان الحفاظ على منظور متوازن، مع الاعتراف بالتحديات العلمية والأخلاقية التي تصاحب مثل هذه التكنولوجيا الرائدة.
وكما هي الحال مع كل الابتكارات الرائدة، فإن الطريق أمام تقنية Blindsight سوف يتضمن اختبارات صارمة، سواء لضمان السلامة أو لتحسين التكنولوجيا. وتحتاج نيورالينك للتغلب على الكثير من العقبات ، ليس فقط لاستعادة البصر ولكن لمستقبل تعزيز قدرات الإنسان ودمج الأنظمة الاصطناعية والبيولوجية معاً.
إن هذا المشروع، مثل فجر الإنترنت أو ظهور تكنولوجيا الهاتف المحمول، لديه القدرة على إعادة تشكيل التجربة الإنسانية. وبينما نقف على أعتاب هذه الحدود الجديدة، فمن المثير للاهتمام أن نفكر في الإمكانيات ــ والمسؤوليات ــ التي تأتي معها
التعديل الأخير:
