- التعديل الأخير بواسطة المشرف:
- المشاهدات: 163
- الردود: 2
التعديل الأخير بواسطة المشرف:
يحدث ليلًا في الغابات . (1)
هذه هي الطريقة التي يعمل بها العقل البشري:
عندما تقوم بالمشي عبر الغابة، لا تفكر كثيرًا,أنت فقط تدع الصمت يحيط بك، وتشعر بنعومة النسيم يغشى وجهك والأغصان الصغيرة تتكسر تحت قدميك.
في طبيعتنا نحن نتوق لمثل هذا المشهد وخاصة أن أغلبنا قد ترعرع في المدن المزدحمة ذات المباني الخرسانية
الجافة, دائما الغابة مبهجة ومنعشة الأجواء بالنسبة لنا. كما أنها ملهمة ومثيرة للخيال.
في بعض الأحيان، على الرغم من ذلك، أثناء سيرك في طريقك، فإن عقلك يبدأ في التركيز على الأشياء الصغيرة مثل الضوضاء الغامضة وحركة أغصان الأشجار بفعل الرياح.
مثل هذا الصمت الذي يسود الغابة - باستثناء تلك الأصوات - يمكن أن يكون في نفس الوقت الشيء ونقيضه , أي أنه شيء رائع ومثير للقلق في نفس الوقت.
يعتمد ذلك على كيفية رؤيتك للأمور.
الغابات عبارة عن عملات معدنية ذات وجهين: فهي تخفيك بعيدًا عن مشهد المدينة المرهق، لكنها تعرضك لعالم. لم تعد مسيطرًا عليه لأن هذا العالم ليس بيتك الشخصي.
رغم ذلك يمكنك أن تكذب على نفسك وتبني منزلاً هناك، لكن في الواقع أنت لا تنتمي إلى الغابة. أنت مجرد زائر.هذه هي المتنزهات الوطنية بالنسبة لك: وهم التواجد فيها يتحكم فيك.
الحرية المزيفة التي تشعر بها عندما تمشي في تلك المسارات المحددة عندما تعتقد أن الصمت من حولك هو السائد ، ولكن حتى الصمت هو وهم.
قم بزيارة الغابة مرة أخرى, حتى عندما تكون صامتة، هل أدركت صحة كلامي؟
في الواقع, الصمت التام والمطلق لا يعني إلا الموت , علمني والدي ذلك.
إنه حارس غابة، وهو يقوم بهذه المهمة منذ بداية حياته وإلى الأبد. لم أكن من محبي الغابات الوطنية،
وخاصة أنه في أغلب الأحيان لا توجد خدمة والمشي لمسافات كبيرة يكاد يقتلني.
أفضل الاستمتاع بالطبيعة من خلال السباحة في البحيرة أو التزلج.
لماذا أكسر ساقي حتى أصل في نهاية المطاف إلى نقطة عالية، فقط لرؤية وادي عشوائي؟
ناهيك عن الحيوانات, لقد كانت في كل مكان،وكانت الحشرات تثير أعصابي دائمًا.لم افهم حبه للغابة ابدًا.
أعتقد أن هذا كان واحدًا من الأسباب التي جعلته يروي لي قصصًا مخيفة حدثت في نوبته الليلية.
إذا نظرنا إلى الوراء، كان من الواضح أنها كانت قصصًا مختلقة، لكن بالنسبة لي كطفل صغير، بدت قابلة للتصديق كنت أعتقد أن والدي شجاعًا جدًا للعمل ليلاً .
مع تقدمي في السن، أصابني الرعب، وحتى لو لم أعتقد في مخلوقات الغابات بعد الآن، ما زلت أحب فكرة قضاء الليل في كوخ صغير في مكان مجهول، فقط من أجل تلك الجرعة من الأدرينالين.
عندما قال والدي أنه يريد أن يأخذني معه، قبلت على الفور.
كنت أعرف لماذا عرض علي ذلك, انظر، على مدى السنوات الماضية،تلقت العلاقة بيننا ضربة كبيرة.
أعتقد أنني كنت أنمو في العقل والجسم والسن ولم يعرف والدي بالضبط كيفية التعامل مع ذلك.
حدث بيننا جفاء في المعاملة كما أنه كان يصد أي من محاولاتي للانفتاح عليه.
في المقابل، أصبحت أنا غير مهتم وسريع الانفعال وهذا على لسان والدتي.
لذلك كانت تلك الدعوة فرصة وطريقة جيدة للتواصل حسب ما فكرت.
*
وصلنا إلى الحديقة حوالي الساعة 9 مساءً.
يبدأ عمل والدي الساعة 10 مساءً وينتهي الساعة 6 صباحًا.
اخترقت سيارته الجيب حجب الظلام وغامر بدخول الغابة.
وقعت اضاءة المصابيح الأمامية للسيارة على الأشجار،
فحولتها إلى اللون الأبيض مقابل لون السماء الأسود في هذا الليل.
ساعة ونصف للوصول إلى المقصورة، في قلب الغابة كانت تلك المقصورة حيث يعمل والدي هي الأثر البشري الوحيد في وسط اللامكان..
مقصورة صغيرة، خشبية, عليها من الخارج مصابيح خافتة وكاميرات مراقبة.
قبل أن نخرج من السيارة، أوقفني والدي وقال لي:
"اسمع، هناك بعض التعليمات التي عليك اتباعها هنا,أعلم أن الأمر قد يبدو غير مهم، لكنه في الواقع مهم"
ثم سلمني قطعة من الورق عليها قائمة قواعد مكتوبة بخط اليد. في البداية، كانت عادية:
-لا تخرج بمفردك في الغابة ، لا تترك الطعام بالخارج، وما إلى ذلك. اعتقدت أنه قد تم وضع القواعد هناك فقط لإخافتي ,قلت له:
"أبي، لم أعد في الثانية عشرة من عمري بعد الآن. لا يمكنك أن تخيفني بهذا الهراء
-"أنا لا أحاول ذلك. لقد أردت أن تأتي معي إلى هنا، لذا التصرف وفقا لتلك التعليمات"
-"ما هذه الجملة؟ إذا رأيت رجلاً بلا ذراع،لا تساعده..."
"-"لدينا جميع أنواع غريبى الأطوار هنا
"-"وهذا؟ إذا كان الصفير قريبًا منك، فهذا يعني أنهم بعيدون
ابتسم والدي، لكن عينيه لم تفعلا.
1-لا تخرج وحدك في الحديقة. دائما لديك تشغيل جهاز الاتصال
2- لا تغادر المسارات المحددة، ما لم يُطلب منك ويجب أن تكون بالمعدات المناسبة
. 3- لا تترك الطعام بالخارج، وأغلق صناديق القمامة
. 4-احتفظ دائمًا بالصافرة والشارة
5- إذا رأيت رجلاً بلا ذراع فلا تساعده .
6-عائلتك ليست هنا.تذكر ذلك. لا يوجد سبب لسماع أصواتهم من الخارج.
. 7- قم بقفل أبواب سيارتك، حتى أثناء القيادة
8- تحقق من العلامات الموجودة على الأشجار.
هناك ثلاثة أنواع من العلامات فقط.
جميع المثلثات تتراوح بين الأحمر والأصفر والأخضر.أي علامات أخرى ليست لنا.لا تتبعهم.
9-إذا كان الصفير قريباً منك، فهذا يعني أنهم بعيدون و إذا كان بعيدًا، فهذا يعني أنهم قريبون
. 10-احذر من اللون الأزرق المميت
"ما هو الأزرق المميت؟" سألت والدي فتنهد وقال:
"أنت تعرف عندما تكون في الخارج الغابة, عندما تعتقد أن ما يسود هو الصمت، أنت لا تدرك أن هناك عشرات الأصوات من حولك، من الطيور إلى الصراصير إلى حفيف الأوراق؟"
"-"صحيح. وعندما يحدث ذلك ؟
-"لن يحدث لأنه لا يوجد شيء اسمه الصمت المطلق أبداً.
هناك دائما صوت حركة وحياة,
كامل ومطلق, الأزرق المميت, الصمت, هذا هو الاسم الرمزي له."
توقف مؤقتًا وهو يحدق في عجلة القيادة. ثم أدار رأسه نحوي انطلقت عيناه من عيني إلى النافذة خلفي وقال:
"هل تريد أن تغادر؟ "
رديت عليه بسؤال :
ألا تشعر بالملل؟ ""
لم يرد , وصلنا فخرج من السيارة وتبعته إلى المقصورة.
كانت المقصورة مغبرة وضيقة, لم أستطع أن أفهم كيف يمكنه قضاء 8 ساعات هنا.
كان لديه جهاز تلفزيون صغير، لكنه لم يكن يعمل، ومكتب، وثلاجة صغيرة.
"هل تجلس هنا بمفردك؟"
سألت فرد :
"أنت لم تستكشف كل شيء بعد, مشروع مارتن على بعد عشر دقائق.
أحيانًا أقوم بالقيادة إلى هناك.لا شيء يحدث هنا على أي حال. مكاني بعيد جدًا عن المعسكرات, لا بد لي من القيام بدوريات من وقت لآخر للتأكد من عدم تجول أحد في الليل، ولكن هذا نادرًا ما يحدث.
هذه هى واحدة من المناطق البرية الأقل استكشافًا"
الآن بدأت المغامرة الأغرب والأكثر رعبًا لي في حياتي.
يتبع...
أحمدعبدالرحيم
التعديل الأخير بواسطة المشرف: