- المشاهدات: 102
- الردود: 1
الأردن يصبح أول دولة تؤكد منظمة الصحة العالمية نجاحه في القضاء على مرض الجذام، ويُسجل إنجازاً عالمياً.
حققت الأردن إنجاز اً فريداً بعد أن أصبحت أول دولة في العالم تؤكد منظمة الصحة العالمية رسمياً أنها قضت على مرض الجذام، ما يمثل خطوة كبيرة في جهود الصحة العامة العالمية، بحسب ما أوردته وكالة الأنباء الأردنية ( بترا ) .
وفي بيان له، هنأ المدير العام لمنظمة الصحة العالمية الدكتور تيدروس أدهانوم غيبريسوس المملكة الأردنية على هذا الإنجاز التاريخي، قائلاً: "لقد أصاب الجذام البشرية لآلاف السنين، ولكن في كل دولة على حدة، نوقف انتقاله ونحرر الأفراد والأسر والمجتمعات من معاناته ووصمة العار المرتبطة به. وهذا إنجاز رائع للأردن والصحة العامة العالمية".
لم يبلغ الأردن عن أي حالات محلية من الجذام منذ أكثر من عقدين من الزمن، وهذا دليل على الالتزام السياسي القوي للبلاد والاستراتيجيات الصحية العامة الفعالة التي نفذتها للقضاء على المرض.
يُنظر إلى إنجاز الأردن على أنه نجاح كبير في مكافحة الجذام على مستوى العالم، والذي لا يزال يؤثر على أكثر من 120 دولة، مع الإبلاغ عن أكثر من 200 ألف حالة جديدة سنويًا.
وأكدت الدكتورة سايما وازد، المديرة الإقليمية لمنظمة الصحة العالمية لجنوب شرق آسيا ورئيسة برنامج الجذام العالمي في المنظمة، على أهمية هذا الإنجاز، قائلة: "إن القضاء على هذا المرض القديم في الأردن يشكل إنجازاً تاريخياً في مجال الصحة العامة ونجاحاً هائلاً للجهود الرامية إلى القضاء على الجذام على مستوى العالم. هذه ليست مجرد معركة ضد مرض، بل هي معركة ضد الوصمة والأضرار الاجتماعية والاقتصادية التي يلحقها الجذام".
واستجابة لطلب الأردن بالتحقق من القضاء على الجذام، كلّفت منظمة الصحة العالمية فريقاً مستقلاً بتقييم وضع البلاد. وبعد مراجعة شاملة، أوصى الفريق بأن تعترف منظمة الصحة العالمية رسميًا بإنجاز الأردن.
ووصفت الدكتورة حنان بلخي، المديرة الإقليمية لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط، نجاح الأردن بأنه استثنائي: "إن إنجاز الأردن في القضاء على الجذام من شأنه أن يلهم البلدان الأخرى لتكثيف جهودها والتغلب على الحواجز للوصول إلى هذا الهدف الاستثنائي".
وعبر وزير الصحة الأردني الدكتور فراس الهواري عن فخره بالتقدم الذي أحرزته البلاد. وقال الهواري في حفل أقيم بوزارة الصحة في عمان: "لم يتم الإبلاغ عن أي حالات جديدة من الجذام في المجتمع المحلي في الأردن منذ أكثر من عقد من الزمان، وهو ما يعد مؤشراً واضحاً على نجاحنا في مكافحة هذا المرض. ويشرفنا أن نكون أول دولة تعترف بها منظمة الصحة العالمية لهذا الإنجاز".
وعلى الرغم من هذا الإنجاز الرائع، أكد الهواري على أهمية الحفاظ على أنظمة مراقبة قوية للكشف عن أي حالات مستقبلية محتملة وتدبيرها. وأضاف: "على الرغم من أننا قضينا على الجذام، يجب أن نظل يقظين لضمان عدم وجود حالات جديدة دون تشخيصها أو علاجها".
وأكدت ممثلة منظمة الصحة العالمية في الأردن الدكتورة جميلة الرايبي على أهمية جهود الأردن والسابقة العالمية التي أرستها. وقالت: "يسلط هذا النجاح الضوء على ما يمكن تحقيقه من خلال الجهود المستدامة والتعاون والالتزام القوي بالصحة العامة. إن رحلة الأردن مصدر إلهام للدول الأخرى، حيث تُظهر أنه من خلال الاستراتيجية الصحيحة، يمكن التغلب على حتى أكثر القضايا الصحية صعوبةً".
يعتبر الجذام واحدًا من أقدم الأمراض التي عرفها الإنسان حيث وصفت أعراضه في نصوص تعود إلى آلاف السنين.
الجذام، المعروف أيضاً باسم مرض هانسن، هو مرض معدي مزمن بسببه نوع من البكتيريا يسمى المتفطرة الجذامية. ويؤثر في المقام الأول على الجلد والأعصاب المحيطية والأغشية المخاطية للجهاز التنفسي العلوي والعينين. وإذا تُرك المرض دون علاج، فقد يتسبب في تشوهات دائمة، ولكن التشخيص المبكر والعلاج يمكن أن يمنع الإعاقة . يصنف الجذام على أنه مرض مداري مهمل ما يزال يمثل تحدياً كبيراً للصحة العامة في العديد من أنحاء العالم.
وتُسجّل أعلى معدلات الإصابة بالجذام في الوقت الحالي في مناطق جنوب شرق آسيا ، ولا يترتب على المرض آثار صحية فحسب بل يحمل في طياته عبئاً نفسياً واجتماعياً ثقيلاً ، حيث ارتبط الجذام منذ القدم بالخوف والنبذ الاجتماعي مما أدى إلى وصم المصابين به بوصمة الخطيئة ، وعزلهم بعيدا عن مجتمعاتهم، وتجريدهم من إنسانيتهم . وإلى اليوم ما يزال المصابون بالجذام في كثير من المناطق يعانون إلى حدٍّ كبير من التمييز ووصمة العار .
ويشكل إنجاز الأردن معياراً عالمياً يوضح قوة الإرادة المستدامة وتدابير الصحة العامة الفعّالة والتعاون الدولي في التغلب على الأمراض المستوطنة. وستواصل منظمة الصحة العالمية ووزارة الصحة الأردنية العمل بشكل وثيق لضمان الحفاظ على وضع البلاد الخالي من مرض الجذام ودعم مبادرات الصحة العامة الجارية
.