• المشاركة مفتوحة للجميع .. لا تتردد في نشر مقالك في القسم المناسب في منتدى الديوان.

  • اللّٰهُمَّ إِنِّي أَفْتَتِحُ الثَّناءَ بِحَمْدِكَ وَأَنْتَ مُسَدِّدٌ لِلصَّوابِ بِمَنِّكَ، وَأَيْقَنْتُ أَنَّكَ أَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ فِي مَوْضِعِ الْعَفْوِ وَالرَّحْمَةِ.

💢 حصري [قصة قصيرة] أنفاس لا تنطفئ

تم تثبيت هذا الموضوع تثبيت دائم.
💢 الموضوع يحتوي على محتوى حصري.

مرحبا ً بك في الــديــوان الإلكتروني

أهلا وسهلا بك زائرنا العزيز في الــديــوان الإلكتروني.

انظم إلينا و تمتع بتجربة رائعة, ستجد كل ما تبحث عنه.

التسجيل مجاني بالكامل

المؤلف
يشهب

[ملحق افتتاحي للقصة]​
قمت بكتابة هذه القصة من أجل نشر الوعي عن مشكلة تمر علينا جميعاً، و هي الحزن أو الأسى. تعتبر مراحل الحزن الخمس التي وضعها إليزابيث كوبلر روس إطارًا لفهم التفاعلات العاطفية التي يمر بها الأفراد عند مواجهة خسارة كبيرة، مثل وفاة أحد الأحبة أو أي خسارة أخرى مؤثرة. تبدأ هذه المراحل بالإنكار، ثم الغضب، ثم المساومة، وبعد ذلك الاكتئاب، وصولاً إلى مرحلة القبول. من المهم أن ندرك أن هذه المراحل ليست خطية، ولا يمر بها الجميع بنفس الترتيب أو الشدة، ولكنها تقدم نظرة عامة على العملية النفسية المعقدة التي يمر بها الفرد أثناء الحداد. تمت الكتابة و التصميم بواسطتي و بمساعدة الذكاء الاصطناعي.


كانت الشمس تغازل المدينة من خلف ستائر الغرفة، ترسم خطوطًا ذهبية على جدرانها البيضاء. (وائل)، جامعيٌّ في مقتبل العمر، يجلس على فراشه، عيناه تحدقان في السقف الأبيض. كان يراقب حبات الغبار ترقص في أشعة الشمس، وكأنها تحاكي خيالاته التي تتراقص في رأسه. الحياة أمامه كانت لوحة فنية يلونها بألوان أحلامه وطموحاته، لم يكن يعلم أن هذه اللوحة ستشهد تغيرات جذرية ستعيد رسم ملامحها.

رن هاتف (وائل)، صوت أمه ينبعث منه يحثه على الاستيقاظ. نهض متثاقلًا، دخل الحمام وبدأ روتينه الصباحي. شعر بتعب شديد، وكأن جسده يثقل عليه. "أشعر بالارهاق الشديد .. كان يجب ألا أسهر لهذا الوقت المتأخر أمس" تجاهل هذا الشعور.


في الجامعة، كان (وائل) كعادته محاطًا بأصدقائه. كانوا يتبادلون النكات والمزاح، ويتحدثون عن خططهم المستقبلية "لدي حفلة غنائية في عطلة الاسبوع .. سأقوم بالسفر إلى الساحل هذا الصيف.. ربما يجب علي أبدأ الحمية من جديد". شعر (وائل) بالغيرة منهم، فهم يتمتعون بصحة جيدة وقادرون على ممارسة كل الأنشطة التي يحبونها. حاول أن يشاركهم الضحك، لكنه شعر بفراغ عظيم داخله. "هل هم جميعاً قادرون على أداء كل هذه الأنشطة بينما أنا الكسول الوحيد فيهم؟ أم أنهم جميعاً مدعون؟" تسائل في عقله.


بعد انتهاء المحاضرات، توجه (وائل) إلى الملعب الجامعي للعب كرة القدم. كان يحب هذه اللعبة، فهي تجعله ينسى همومه ومشاكله. لكن اليوم، لم يستطع أن يلعب بنفس الحماس المعتاد. شعر بدوار شديد وانهار على الأرض.

هرع أصدقاؤه إليه، وحملوه إلى المستشفى. بعد إجراء الفحوصات اللازمة، أخبره الطبيب بخبر صادم: "يبدو أنك مصاب بمرض السكري. لا تعلم ذلك؟ لا بأس، كثير من المرضى يتم اكتشاف السكري لديهم صدفة بينما يبحثون عن شيء آخر. الحمد لله أنك جئت في وقت مناسب قبل أن تظهر لديك مضاعفات المرض".



 
كان هذا الخبر بمثابة صدمة قوية ل(وائل). لم يستطع تصديق ما سمعه. كيف يمكن لشاب في مقتبل العمر أن يصاب بمثل هذا المرض؟ شعر بالغضب والحزن والإحباط.

في طريق العودة إلى المنزل، فكر (وائل) في كل ما حدث. انتابه شعور بالوحدة والخوف. تسائل "كيف سيتعامل مع هذا المرض؟ كيف سيغير هذا المرض حياتي؟"

وصل إلى المنزل، ودخل غرفته. أغلق الباب خلفه، وانهار على فراشه يبكي. كان يشعر أن العالم قد انقلب رأسًا على عقب.


استيقظ (وائل) صباح اليوم التالي على شعور غريب. كأن كل شيء حوله عبارة عن كابوس مزعج. أمسك هاتفه، و قرأ تقرير الطبيب مرة أخرى. كان يبحث عن أي خطأ، أي كلمة قد تجعله يعتقد أن كل هذا مجرد كابوس. لكن الحقيقة كانت مؤلمة وواضحة. لقد أصيب بمرض السكري.

بدأ (وائل) في إنكار المرض تمامًا. "مستحيل!" هكذا رددت روحه. "أنا شاب، أمارس الرياضة، آكل طعامًا صحيًا، كيف أصبت بمرض السكري؟" كان يرفض فكرة الحقن اليومية وقياس السكر باستمرار. كان يعتقد أن كل هذا مجرد إزعاج مؤقت.

ذهب إلى الجامعة، وحاول أن يعيش حياته كالمعتاد. لكنه لم يستطع التركيز على دراسته. كان يفكر دائمًا في مرضه، وفي المستقبل الذي ينتظره. شعور بالوحدة والخوف يزداد يوماً بعد يوم، وكأن الدنيا قد ضاقت به.

قرر (وائل) أن يبحث عن رأي طبيب آخر. ربما يكون الطبيب الأول قد أخطأ في التشخيص. لكن جميع الفحوصات أكدت نفس النتيجة. شعر بالإحباط واليأس.


في إحدى الليالي، قرر (وائل) أن يتحدث مع أمه عن مشاعره. أخبرها بكل ما يشعر به من غضب وحزن وخوف. استمعت إليه أمه بصدر رحب، وحاولت أن تهدئه وتشجعه. قالت له: "كل شيء سيكون بخير، يا بني. استعن بالله.. عليك أن تكون قويًا وتواجه هذا المرض."

في اليوم التالي، ذهب (وائل) إلى الطبيب مرة أخرى. تحدث معه الطبيب بصراحة وشفافية، وشرح له طبيعة المرض وكيف يمكنه التعامل معه. قال له الطبيب: "مرض السكري ليس نهاية العالم. يمكنك أن تعيش حياة طبيعية إذا التزمت بالعلاج واتبعت نظامًا غذائيًا صحيًا و مارست الرياضة بانتظام."



يجب عليك تسجيل الدخول أو حساب جديد لمشاهدة المحتوى
 
تعليق

بعد أن استقر الغبار قليلاً على صدمة التشخيص، بدأ (وائل) يشعر بشيء آخر.. شعور مختلف عن الحزن و الخوف و والوحدة. بدأ يشعر بالغضب.. غضب شديد. غضب على نفسه، على جسده الخائن، وعلى القدر الذي اختاره لهذا المرض. كان يشعر بالظلم، وكأن الحياة قد لعبت به أو أعطته نكته قاسية.

بدأ الغضب يتسلل إلى كل جوانب حياته. كان يصرخ في أهله وأصدقائه لأتفه الأسباب. كان يلومهم على حالته، وكأنهم السبب في مرضه. كان يرفض تناول أدويته، ويهمل نظامه الغذائي، وكأنه يعاقب جسده على ما فعله به.

في الجامعة، أصبح (وائل) منعزلاً عن أصدقائه. كان يشعر بالخجل من مرضه، يخشى أن يشفقوا عليه. أصبح يقضي معظم وقته وحيدًا في غرفته، يفكر في كل ما حدث له.

في إحدى الليالي، انفجر غضبه. دخل إلى غرفته، وأغلق الباب بقوة، وبدأ يصرخ ويضرب الحائط. كان يشعر أن العالم كله ضده، وأن لا أحد يفهم ما يمر به.


أرهقته نيران الغضب، انتابت (وائل) نوبة من التعب الشديد. كان جسده منهكًا ونفسه مرهقة. في لحظة ضعف، وجد نفسه يتحدث مع صديقه المقرب، (أحمد)، عن كل ما يمر به. (أحمد)، الذي كان دائمًا إلى جانبه، استمع إليه بإنصات وتفهم.

"أشعر وكأنني أعاقب نفسي"، قال (وائل) بصوت خافت. "أعلم أن الغضب لن يفيدني، لكنني لا أستطيع التوقف".

(أحمد) وضع يده على كتف صديقه، وقال له بصوت هادئ: "أعلم أن الأمر صعب عليك، يا صديقي. لكن عليك أن تتذكر أنك لست وحدك. نحن جميعًا هنا من أجلك".




بدأ (وائل) يشعر ببعض الراحة عندما تحدث مع صديقه. شعر أن هناك من يفهمه ويقدر ما يمر به. اقترح (أحمد) عليه فكرة جديدة: "لماذا لا نحاول أن ننظر إلى الأمور من زاوية مختلفة؟ بدلًا من أن تغضب على القدر، لماذا لا تحاول أن تتعامل مع هذا المرض كفرصة؟"

في البداية، استغرب (وائل) اقتراح صديقه. كيف يمكن أن تكون هناك فرصة في هذا المرض اللعين؟ لكنه قرر أن يعطي الفكرة فرصة. بدأ يفكر في الأمر بعمق، وتساءل عما يمكنه أن يتعلمه من هذه التجربة.



يجب عليك تسجيل الدخول أو حساب جديد لمشاهدة المحتوى
 
تعليق

بعد أن تسلل الأمل إلى قلب (وائل) لحظة، عاد الظلام ليغلفه من جديد. كان شعوره بالمساومة مع القدر وكأنه شرارة ضعيفة في ليلة مظلمة، سرعان ما انطفأت. بدأت الشكوك تتسلل إلى نفسه، هل حقًا كان هناك أي معنى في هذه الحياة؟ هل كان يستحق كل هذا العناء؟

بدأ (وائل) يعزل نفسه عن العالم من حوله أكثر و أكثر. لم يعد يخرج من غرفته إلا لقضاء حاجاته الأساسية. كان يقضي ساعات طويلة في التفكير في مرضه، في مستقبله المظلم. كلما حاول أن يرى بصيص أمل، كان يجد نفسه غارقًا في بحر من اليأس.

أصبح الطعام يشكل عبئًا عليه، فكل وجبة كانت تذكره بقيوده الجديدة. النوم هرب منه، فأمسى الأرق رفيقه الدائم. الكوابيس كانت تزوره كل ليلة، يرى فيها نفسه يصارع مرضه وحيدًا، دون أمل في النجاة.

بدأ وزن (وائل) في النقصان، وبشرته شحبت. لم يعد يهتم بمظهره، أو بملابسه. كان يرتدي نفس الملابس يومًا بعد يوم، وكأنه لا يرى أهمية لأي شيء في الحياة.
لاحظ من حوله ذلك. أصدقاؤه وعائلته حاولوا بكل الطرق إخراجه من هذه الحالة، لكن كل محاولاتهم باءت بالفشل. كان (وائل) قد غرق في بحر من الاكتئاب، ولم يستطع أحد أن ينقذه.


في إحدى الليالي، وجد (وائل) نفسه يكتب رسالة وداع. كان يشعر أن الحياة قد فقدت كل معنى بالنسبة له، وأن الموت هو الحل الوحيد للتخلص من كل هذا الألم والمعاناة. المعاناة التي يسببها لنفسه، و لمن حوله.

قبل أن يقدم (وائل) على فعلته، تذكر كلمات والدته وهي تحضنه في طفولته، "مهما كانت الظروف صعبة، يا بني، تذكر أن هناك من يحبك وسيدعمك دائمًا". هذه الكلمات كسرت حاجز اليأس الذي كان يحيط به، فبدأ يشعر بوخزة من الأمل.

تذكر أيضًا صديقه المقرب، (أحمد)، الذي كان دائمًا إلى جانبه. تخيل نظرة الحزن في عينيه لو حدث له مكروه. شعر بالذنب الشديد، فكيف يجرؤ على إيذاء من يحبونه؟


يجب عليك تسجيل الدخول أو حساب جديد لمشاهدة المحتوى
 
تعليق

في تلك اللحظة، قرر (وائل) أن يقاوم هذه الأفكار السوداوية. بدأ يبحث عن أي شرارة أمل، أي سبب للاستمرار. تذكر هوايته القديمة، القراءة، فقرر أن يعود إليها. بدأ بقراءة كتب عن تجارب الآخرين الذين يعانون من نفس المرض، ووجد الكثير من القصص المشجعة.

بدأ يدرك أن هناك الكثير من الناس يعانون أكثر منه، وأنهم يجدون القوة للاستمرار. شعر أن عليه أن يكون أقوى من ذلك، وأن يواجه تحديات الحياة بشجاعة.

بعد أن هدأ قليلاً، بدأ يفكر في العواقب. كان يعلم أن هذا الغضب لن يفيده بشيء، بل سيؤذي صحته أكثر. لكنه لم يستطع السيطرة على مشاعره.


في اليوم التالي، ذهب إلى الطبيب. كان الطبيب يتوقع أن يرى (وائل) في هذه الحالة. حاول أن يشرح له أن كل هذه المشاعر هي رد فعل طبيعي للمرض، ولكن عليه أن يتعلم كيف يتعامل معها. نصحه بممارسة تمارين الاسترخاء والتحدث مع معالج نفسي.

بدأ (وائل) يدرك أن عليه أن يفعل شيئًا لتهدئة غضبه. قرر أن يمارس رياضة اليوجا، وأن يقرأ كتبًا عن إدارة الغضب. بدأ أيضًا يتحدث مع معالج نفسي، والذي ساعده على فهم مشاعره والتعبير عنها بطريقة صحية. شعر بالحاجة إلى التقرب إلى الله (سبحانه و تعالى).

كان الطريق طويلًا وشاقًا، ولكن (وائل) كان مصممًا على التغلب على اكتآبه. كان يعلم أن الغضب لن يحل مشكلته، بل سيؤدي إلى تفاقمها.


بعد أن استطاع (وائل) أن يتخطى مرحلة اليأس والألم، بدأ يشعر بتغيير تدريجي في داخله. بدأت الحياة تستعيد ألوانها تدريجيًا، وبدأ يشعر بتقدير أكبر لكل لحظة يعيشها.

بدأ يخصص وقتًا لممارسة الرياضة الخفيفة، مثل المشي واليوجا، مما ساعده على تحسين صحته النفسية والجسدية. كما عاد إلى القراءة، واكتشف عالمًا جديدًا من الكتب التي ساعدته على توسيع آفاقه وتغيير نظرة إلى الحياة. وجد سلوته في متابعة الحلقات الجديدة من سلاسل المانجا على منتدى ذا بيست.

بدأ (وائل) أيضًا في بناء علاقات اجتماعية جديدة. انضم إلى مجموعة دعم لمرضى السكري، حيث التقى بأشخاص يمرون بتجارب مشابهة. تبادلوا الخبرات والقصص، مما جعله يشعر بأنه ليس وحيدًا في هذه المعركة.


يجب عليك تسجيل الدخول أو حساب جديد لمشاهدة المحتوى
 
تعليق

مع مرور الوقت، بدأ (وائل) يتقبل مرضه كجزء من حياته. لم يعد يعتبره عقابًا، بل تحديًا جديدًا. تعلم كيفية إدارة مرضه، وكيف يتكيف مع تغييرات نمط حياته. بدأ يشعر بالثقة بنفسه وقدراته، وبدأ يخطط لمستقبله.

بدأ (وائل) يفكر في كيفية مساعدة الآخرين الذين يعانون من نفس المرض. قرر أن يشارك تجربته معهم، وأن يلهمهم على مواجهة تحديات الحياة بشجاعة وإيجابية. بدأ بكتابة مدونة شخصية يتحدث فيها عن رحلته مع مرض السكري، وكيف تغلب على الصعوبات التي واجهها.

لم يكن طريق الشفاء سهلاً، ولكن (وائل) كان مصممًا على الاستمرار. كان يعلم أن الحياة مليئة بالتحديات، وأن على الإنسان أن يتعلم كيف يتكيف مع التغيرات. وقد أثبت (وائل) أنه بإمكانه التغلب على أي تحدٍ يواجهه.




مرت السنوات، وحملت معها تغيرات جذرية في حياة (وائل). لم يعد ذلك الشاب الهش الذي كان يئن تحت وطأة المرض، بل أصبح رجلًا قويًا، روحه مليئة بالأمل والتفاؤل.

تحولت مدونته الشخصية إلى منصة هامة لنشر الوعي حول مرض السكري، وتبادل الخبرات بين المرضى. آلاف القراء من مختلف أنحاء العالم يتابعون قصته، ويستمدون منه القوة والإلهام.

بفضل نجاح مدونته، تمكن (وائل) من إطلاق مؤسسة خيرية لدعم مرضى السكري. يقدم المركز خدمات طبية ونفسية مجانية للمرضى، بالإضافة إلى تنظيم برامج تثقيفية حول كيفية التعامل مع المرض.

أصبح (وائل) شخصية مؤثرة في المجتمع، يلقي محاضرات في المؤتمرات الدولية حول الصحة، ويشارك في حملات توعية واسعة النطاق. حياته لم تعد تدور حول المرض فقط، بل أصبحت مكرسة لمساعدة الآخرين وتحسين حياتهم.


على الصعيد الشخصي، وجد (وائل) السعادة في علاقة رومانسية مع زميلة تفهمه وتقدره. أصبحت شريكة حياته تدعمه في كل خطوة يخطوها، وتشجعه على تحقيق أحلامه.

في صباح يوم، وهو يتمشى بالحديقة قرب منزله، نظر إلى السماء، شعر بامتنان عميق لكل ما مر به. كان يدرك أن مرض السكري قد غير حياته تمامًا، ولكنه جعله شخصًا أفضل. تعلم الكثير من الدروس القيمة، وأصبح أكثر تقديرًا للحياة.

فكر في كل التحديات التي واجهها، وكيف تغلب عليها. شعر بأن رحلته لم تنتهِ بعد، وأن هناك الكثير من الإنجازات التي يريد تحقيقها.

في تلك اللحظة، أدرك (وائل) أن الحياة هدية ثمينة، وأن على الإنسان أن يستغل كل لحظة فيها. وأن المرض، مهما كان نوعه، لا يجب أن يحد من أحلامنا وطموحاتنا.



يجب عليك تسجيل الدخول أو حساب جديد لمشاهدة المحتوى
 
تعليق

كانت الشمس تستيقظ في كبد السماء كعين حكيمة تشاهد كل شيء، بينما كان (وائل) يمشي في الحديقة المؤدية إلى منزله، يطل على المدينة النائمة التي لم تستيقظ بعد. كانت المدينة، في هدوئها، تعكس هدوءاً غريبًا في نفسه. لم يعد ذلك الشاب المتمرد الذي يقاوم القدر، بل رجلًا حكيماً، يحمل في عينيه حكايات لم يروها سوى للطبيعة.

مرّت السنوات كالأحلام، حاملة معها آلاماً وآمالاً. كان المرض قد ترك بصماته على جسده، لكنه لم يستطع أن يمس روحه. فقد تحول الألم إلى حافز، والمرض إلى معلم.

كان (وائل) قد بنى لنفسه عالمًا جديدًا، عالمًا مليئًا بالعطاء والإنسانية. مؤسسته الخيرية، التي كانت مجرد حلم، أصبحت الآن واقعًا ملموسًا، تقدم العون والرعاية لآلاف المرضى. وكانت كلماته، التي كانت يوماً ما همساً خافتاً، قد تحولت إلى صرخة مدوية تهز القلوب، وتلهم الأرواح.


تذكر (وائل) أيامه الأولى، عندما كان يصارع المرض وحيداً، يشعر باليأس والقنوط. ولكن بفضل الإرادة القوية والإيمان بالله، تمكن من التغلب على كل الصعاب. كان قد تعلم أن الحياة لا تتوقف عند المرض، وأن السعادة الحقيقية تكمن في العطاء والخدمة.

جلس إلى جانبه حبيبة عمره، تنظر إليه بعيون مليئة بالحب والإعجاب. كانت شريكة حياته في كل خطوة يخطوها، وكانت مصدر قوته وإلهامه. كانا قد بنيا سوياً أسرة سعيدة، مليئة بالحب والحنان.

أخذ نفساً عميقاً، وشعر بالامتنان لكل ما لديه. كان قد حقق كل ما كان يحلم به، وأكثر. كان قد ترك بصمة واضحة في هذا العالم، وبصمة لن تمحى بمرور الزمن.

في تلك اللحظة، شعر (وائل) بأن حياته قد اكتملت. كان قد عاش حياة مليئة بالمعنى، وحقق كل ما أراد. كان قد ترك إرثًا عظيماً للأجيال القادمة.

رسالة إلى العالم:
"الحياة رحلة طويلة، مليئة بالمفاجآت والمنعطفات. قد تواجهون صعوبات وتحديات، ولكن لا تيأسوا أبداً. تذكروا أن القوة تكمن في داخلكم، وأنكم قادرون على تحقيق أي شيء تضعون أهدافًا له. لا تدعوا الظروف تحكم حياتكم، بل كونوا أنتم من يحكمها."








-[تمت بحمد الله]-

يجب عليك تسجيل الدخول أو حساب جديد لمشاهدة المحتوى
 
تعليق
  • أحْمـَدِ جَمـَآلَ

مشاء الله تبارك الرحمن,

مجهود عظيم وجبار منك اخي المبدع @يشـهب

ذكرتني بالمقولة الشهير للزعيم المصري الكبير مصطفى كامل: "لا يأس مع الحياة ولا معنى للحياة مع اليأس".

ستتوقف الحياة عند اليأس...


تم تثبيت الموضوع في القسم.
يجب عليك تسجيل الدخول أو حساب جديد لمشاهدة المحتوى
 
1 تعليق
يشـهب نشر تعليق
السلام عليكم
أهلاً بحضرتك أ. أحمد،
سعيد أن القصة قد أعجبتك.
بالفعل، اليأس هو نهاية الطريق!

أشكرك على تعليقك و التثبيت.
دمت بود
 
سلمت يمناك أخي يشهب , تستحق التثبيت والتميز
حبيتها جدًا وأجوائها ..تفاصيل الصور ..كل شيء رائع فعليًا تبارك الله
كل التوفيق يارب
يجب عليك تسجيل الدخول أو حساب جديد لمشاهدة المحتوى
 
1 تعليق
يشـهب نشر تعليق
الأروع مرورك و تعليقك الرقيق!
سعيد أن القصة قد أعجبتك.
دمت بود
 
ما هذا الإبداع في الطرح، والأسلوب، واستعمال المفردات التي تلامس القلب بمعانيها، إن الحياة تجارب حقاً ومتى أصبحت فريسة أفكارك وضعفك، سينتهي بك الحال إلى أن تدمر حياتك، لذا فترة الصحوة واليقظة من ساعات التهور والتصرفات التعسفية العشوائية، تشابه النور الذي يضاء فجأة في الظلام، إبداع أستاذ يشهب، والعبرة في القصة رائعة وواضحة وقد نقلت شعور وائل بدقة، سلمت أناملك
يجب عليك تسجيل الدخول أو حساب جديد لمشاهدة المحتوى
 
1 تعليق
يشـهب نشر تعليق
الإبداع هو ما تكتبين، و قد قدمت لنا الإلهام مرات عديدة من خلال كتاباتك النثرية و المقالات.
أتفق معك تماماً
دمت بود
 
ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز) مطلوبة لاستخدام هذا الموقع. يجب عليك قبولها للاستمرار في استخدام الموقع. معرفة المزيد…