- المشاهدات: 73
- الردود: 2
اضطراب نقص الانتباه وفرط الحركة (Attention deficit hyperactivity disorder, ADHD) هو مجموعة من الأعراض السلوكية التي تصيب الشخص عادة في سن مبكرة، وتشمل قلة الانتباه وفرط النشاط والاندفاع الزائد .
وبحسب الاحصائيات ، فإن حوالي 3% إلى 7% من الأطفال في سن المدرسة قد يعانون من اضطراب نقص الانتباه وفرط الحركة. ويعتبر ADHD أحد أكثر الاضطرابات شيوعاً عند الأطفال، يشخص الاضطراب غالباً في مرحلة الطفولة ولكن يمكن أن يستمر حتى مرحلة البلوغ ، وتبلغ نسبة إصابة الذكور ضعف نسبة إصابة الإناث.
يبدأ اضطراب نقص الانتباه وفرط الحركة في سن مبكرة (فور تعلم المشي) وعادة ما تشخص أغلب الحالات عند عمر 4 سنوات إلى 12 سنة، كما تتراجع الأعراض غالباً مع التقدم في العمر وخاصة في مرحلة البلوغ، ولكن هناك العديد من البالغين ممن شخصوا بالمرض في سن مبكرة لا يزالون يشكون من بعض الأعراض .
وقد يعاني المصاب أيضا من مشاكل أخرى مثل اضطرابات النوم وتقلب المزاج وأعراض قلق واكتئاب. وقد يكون الاضطراب منفردا وأحيانا يكون مترافقا مع إعاقات عقلية واضطرابات التطور المختلفة وخاصة التوحد ، حيث يعتبر حالة مشتركة شائعة لدى العديد من المصابين بال ADHD.
يرتبط هذا الاضطراب بمشاكل متعددة وقد يؤثر على الثقة بالنفس ويسبب صعوبات في المدرسة وضعف العلاقات الاجتماعية. تبدأ الأعراض بالظهور قبل سن الرابعة، إذ يصعب على الطفل المحافظة على انتباهه ومتابعة ما يطلب منه من تعليمات بسبب عجزه عن التركيز على شيء واحد لمدة طويلة بدون أن يتشتت بسرعة عند أقل منبه في المحيط . وقد يظهر الطفل أيضاً وكأنه يعيش في أحلام يقظة بعيداً عن الواقع، لذا يواجه صعوبة في تنظيم واجباته ونشاطاته.
غالباً ما ينسى الطفل المصاب أغراضه و يفقدها بشكل متكرر ، ويواجه صعوبة في إتمام المهام المطلوبة منه وخاصة واجباته المدرسية. ويبدو على الطفل أيضاً علامات التململ أو فرط الحركة مثل صعوبة الجلوس ساكنًا، ويتحدث كثيراً مقارنة مع أقرانه ويقاطع الآخرين أثناء الكلام . لا يتحلى الطفل بالصبر ولا يستطيع الانتظار بهدوء لأخذ دوره في أي نشاط.
ما الذي يسبب اضطراب نقص الانتباه وفرط الحركة ؟
السبب وراء حدوث اضطراب نقص الانتباه وفرط الحركة غير محدد بدقة ، لكن من أهم العوامل التي ترفع من احتمالية الإصابة بهذا الاضطراب هو العامل الوراثي وعلى الرغم من وجود عدم تحديد "جين ADHD" رسمي ، إلا أن هناك أدلة قوية على أن اضطراب نقص الانتباه وفرط الحركة ينتشر في العائلات. في حال عدم وجود تاريخ عائلي لا يعني بالضرورة أنك لا تعاني من اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه، بل قد يعني أنك أول من يتم تشخيصه.
تربط الدراسات اضطراب نقص الانتباه وفرط الحركة بالولادة المبكرة، نقص وزن الطفل عند الولادة، التدخين والكحوليات والسموم أثناء الحمل ، و تعرض الطفل لإصابة أو جراحة في المخ .
في حين أن هذه العوامل قد تفسر وجود اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه لدى بعض الأشخاص، إلا أنه من غير الواضح حاليًا الدور الذي تلعبه العوامل البيئية في تحديد من يصاب باضطراب نقص الانتباه وفرط الحركة إذ يعتقد قد أنها تسهم في ظهور الأعراض أو تؤدي إلى تفاقمها. يقول المختصون إن اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه هو سمة وراثية معقدة يمكن أن يتأثر التعبير الجيني بالتفاعل مع العوامل البيئية .
ما هي أعراض اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه ؟
التململ، وسوء إدارة الوقت، وعدم القدرة على التركيز المتواصل، وقلة الصبر، كلها من أعراض اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه.
فيما يلي قائمة بالأعراض الأكثر شيوعًا لاضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه ADHD. في حين أن هذه القائمة قد تكون مفيدة في تحديد ما إذا كنت تريد مناقشة اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه مع أخصائي طبي أم لا، فمن المهم أن تفهم أن وجود واحد أو اثنين من هذه الأعراض لا يعني أنك مصاب باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه.
يعاني معظم الأشخاص من بعض الأعراض المشابهة في مرحلة ما من حياتهم . الفرق هو أن الشخص المصاب باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه قد يعاني من ستة أو أكثر من هذه الأعراض بانتظام بطريقة لها تأثير ثابت وملحوظ على حياته اليومية. ومن شروط وضع التشخيص بدء الأعراض قبل عمر 12 عاماً مع استمرارها لمدة ستة أشهر على الأقل.
وفقًا للإصدار الخامس من الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات العقلية (DSM-5) ، تصنف أعراض اضطراب نقص الانتباه وفرط الحركة ضمن جزأين :
نقص الانتباه
- غالباً ما يخفف في إعارة الانتباه للتفاصيل أو يرتكب أخطاء بدون مبالاة في الواجبات المدرسية أو العمل أو الأنشطة الأخرى
- غالباً ما يبدو المريض غير مصغ عند توجيه الحديث إليه مباشرة (ذهنه يبدو في مكان آخر حتى عند غياب أي ملهي واضح وقد يدفع ذلك الأهل إلى التفكير بوجود مشكلة في السمع لدى الطفل)
- غالباً لا يتبع التعليمات، ويخفق في إنهاء الواجب المدرسي أو الأعمال الروتينية اليومية أو الواجبات العملية (يبدأ المهام ولكنه يفقد التركيز بسرعة ).
- غالباً ما يتجنب أو يكره أو يتردد في الانخراط في مهام تتطلب منه جهداً عقلياً متواصلاً ( العمل المدرسي، الواجبات في المنزل، إعداد التقارير وملء النماذج ..)
- غالباً ما يضيع أغراضا ضرورية لممارسة مهامه وأنشطته ( كالمواد المدرسية والكتب والأدوات والمفاتيح والأوراق والنظارات ).
- كثير النسيان في الأنشطة اليومية (الأعمال الروتينية اليومية، انجاز المهام..)
فرط الحركة والاندفاع
- غالباً ما يبدي حركات تململ في اليدين أو القدمين أو يتلوى في كرسيه.
- غالباً ما يجد صعوبة عند انتظار دوره (عند الانتظار في الطابور مثلا ).
- غالباً ما يغادر مقعده في الحالات التي ينتظر فيها منه أن يلتزم مقعده (كما في صفوف الدراسة أو المكتب أو أماكن العمل الأخرى ).
- غالباً ما يركض أو يتسلق في مواقف غير مناسبة
- غالباً ما يواجه صعوبات عند اللعب أو الانخراط بهدوء ضمن نشاطات ترفيهية.
- غالباً ما يتحدث السؤال (يوصف بالثرثرة الزائدة) وغالباً ما يندفع للإجابة قبل اكتمال الأسئلة ( يكمل الجمل للآخرين مثلا، ولا ينتظر دوره عند الحديث )
يمكن لهذه الأعراض معًا أن تجعل الآخرين ينظرون إلى الشخص المصاب باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه على أنه كسول وغير مسؤول وغير موثوق به . يُنظر إليهم على أنهم ذوو أداء ضعيف في المدرسة أو في العمل وقد يعانون من التوتر المستمر ومشاعر الإحباط والشعور بالذنب واللوم و القلق بسبب الأهداف أو المسؤوليات التي لم يتم تحقيقها.
ما هي أنواع اضطراب نقص الانتباه وفرط الحركة ؟
تم تقسيم اضطراب نقص الانتباه وفرط الحركة بين أولئك الذين يظهرون بالدرجة الأولى أعراض فرط النشاط (ADHD) وأولئك الذين يظهرون بشكل أسغ أعراض عدم الانتباه (ADD). ومع ذلك، في السنوات الأخيرة، تم إعادة تصنيف هذه التشخيصات المنفصلة لتندرج جميعها تحت مظلة اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه. بدلاً من أن تكون اضطرابات منفصلة، يتم وصف اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه الآن على أنه يظهر بثلاث طرق مختلفة اعتمادًا على الأعراض الأكثر شيوعًا لدى الشخص: عدم الانتباه، وفرط النشاط الاندفاعي، والمختلط.
1- نمط نقص الإنتباه أو الغفلة
يتميز هذا لنمط بالجانب الأكثر هدوءًا من أعراض اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه. في حين أن الشخص الذي تظهر عليه هذه الأعراض قد يظهر بعض عناصر فرط النشاط أو الاندفاع، فإن معظم أعراضه تقع في جوانب مثل تلك المذكورة أدناه.
- يكره ويتجنب المهام التي تتطلب التركيز المستمر
- مشكلة في البقاء منظمًا
- يجد صعوبة في متابعة التعليمات وإكمال المهام
- قلة الاهتمام بالتفاصيل أو ارتكاب أخطاء متكررة
- صعوبة في التركيز أثناء المحادثات
- ينسى ويفقد الأشياء بشكل متكرر
2- نمط فرط النشاط و الاندفاع
يتميز بالعناصر الأكثر نشاطًا ووضوحًا لأعراض اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه. في حين أن الشخص الذي تظهر عليه هذه الأعراض قد لا يزال يظهر بعض عناصر عدم الانتباه، فإن معظم أعراضه تقع في جوانب مثل تلك المذكورة أدناه.
- التململ المتكرر (اليدين والقدمين أو الجسم كله)
- صعوبة في البقاء جالسًا
- الإفراط في الحديث
- صعوبة التركيز على الأنشطة الهادئة
- صعوبة في انتظار دورهم أو الانتظار في الطابور
- السلوك الاندفاعي
- يقاطع غيره أو يفتقد اللباقة الاجتماعية الخاصة بموعد أو كيفية التحدث
3- النمط المختلط
أولئك الذين يعانون من مزيج من الأعراض بين الفئتين المذكورتين أعلاه يعتبرون مصابين باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه من النوع المختلط (أو "النوع المركب"). هذا هو النمط الأكثر شيوعًا التي يتظاهر بها اضطراب نقص الانتباه وفرط الحركة.
ما هو علاج اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه ؟
هناك العديد من العلاجات الآمنة والفعّالة التي يمكن أن تساعد مرضى اضطراب نقص الانتباه وفرط الحركة على التحكم بالأعراض ، ولكن من المهم أن نفهم أن الأدوية المستخدمة لعلاج الاضطراب لا تنجح مع الجميع، وحتى عندما تنجح، فلن تحل جميع المشاكل أو تقضي على الأعراض تمامًا.
يستجيب كل شخص بشكل مختلف لأدوية علاج اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه . يشعر بعض الأشخاص بتحسن كبير بينما لا يشعر آخرون بأي تحسن يذكر. كما تختلف الآثار الجانبية من شخص لآخر . ولأن كل شخص يستجيب بشكل مختلف، فإن العثور على الدواء والجرعة المناسبين قد يستغرق وقتًا.
ومن أبرز الأدوية المستخدمة المنشطات brain stimulators والتي تعمل عن طريق زيادة مستويات المواد الكيميائية المهمة ( النواقل العصبية ) في الدماغ. وتشمل هذه النواقل العصبية الدوبامين والنورادرينالين والتي تساعد زيادة كميتها في تحسين الأعراض . تعطى هذه الأدوية تحت إشراف طبي .
إضافة إلى الأدوية تشمل الخيارات الأخرى التي تساعد في تخفيف حدة اضطراب نقص الانتباه وفرط الحركة : التثقيف النفسي، العلاج السلوكي المعرفي ، ممارسة التمارين الرياضية ، تنظيم النوم ، التغذية السليمة .
.... بالطبع، لاحظوا بعد ذلك أن الأمر لم يكن بهذا السوء، و بدأت معدلات تشخيص المرض تقل.
... أتمنى أن ننتبه لهذا الموضوع ، و شكرا
