التعديل الأخير بواسطة المشرف:
ألغاز.
لغز اختفاء عائلة ستيوارت.
لغز اختفاء عائلة ستيوارت.
***
هناك الكثير من الأسباب التي تؤدي لإختفاء شخص ما بلا أثر.
لكن في حالة عائلة السيدة ماري إليزابيث ستيوارت وطفلتيها لم يعرف أحد السبب,
وربما ظل الأمر مجهولًا إلى الأبد.
تعالوا نتعرف على القصة الغامضة المثيرة لإختفاء المرأة وابنتيها.
كانت السيدة ماري إليزابيث ستيوارت تبلغ من العمر 32 عامًا في العام 1977 , كانت متزوجة من الشاب بريون وعمره 29 عام ولديها منه طفلتين, جيسي وفالي, الفرق بينهما عام واحد.
من تلك المجتمعات التي يعرف الناس فيها بعضهم البعض حيث يكون عدد السكان قليل والبيوت بعيدة عن بعضها.
يوم 10 ديسمبر عام 1977 قررت ماري أن تصطحب الفتيات وتذهب إلى مدينة فورتينا, المدينة البعيدة إلى حد ما عن قريتها لكي تقوم بعدة أشياء.
سوف تقوم بالتسوق وإحضار البقالة والمتطلبات اللازمة للمنزل لعدة أيام قادمة, كما أن لديها موعد مع طبيب العيون حيث سوف تفحص نظرها وكذلك كان جهاز التليفزيون الخاص بالأسرة قد تعطل مؤخراً فقررت أن تأخذه معها لإصلاحه في المدينة.
قررت ماري أن تقضي اليوم كله لكي تنهي كل مهامها في المدينة قبل العودة مساءًا إلى المنزل.
في الواقع كان منزلها وسط التلال حيث يمنعها الطقس والظروف الجوية في أحيان كثيرة من الخروج بالسيارة.
اصطحبت معها الطفلتين وأخذت نقود في حافظتها 200 دولار وانطلقت بالسيارة الحمراء الساعة العاشرة صباحًا إلى المدينة.
كان من المتوقع أن تعود ماري والأطفال قبل حلول الظلام بسبب خطورة الطرق في تلك المناطقلكن ما حدث أن الثلاثة لم يعودوا إلى المنزل,
لا في هذا اليوم ولا إلى الأبد.
مر اليوم ثم اليوم التالي وبعدهما ثالث يوم بدون عودة ماري ولا حتى وصول أي أخبار عنهم وقتها تم إبلاغ مكتب الشريف في يوريكا عن فقدان ماري والأطفال.
وإليك أولى المفاجآت في القضية...
لم يكن الزوج والأب المفجوع بعدم عودة أسرته إلى المنزل هو من أبلغ عنهم لكنها صديقة لماري افقتدتها
وعندما عرفت بذهابها إلى المدينة منذ ثلاثة أيام وعدم عودتها أبلغت الشرطة التي بدأت البحث عنهم.
كانت بداية طرف الخيط عند بايرون زوج ماري الذي أخبرهم عن برنامج ماري المفترض في المدينة فبدأت الشرطة
التحقق مما فعلت ماري..
بالفعل وجدوا أنها قامت بالتسوق ومرت على طبيب العيون.
هذا يعني أنها قضت كل مواعيدها في المدينة بالفعل ولم يذكر أي ممن استجوبتهم الشرطة أي ملاحظة غير طبيعية عن ماري والفتيات.
لم يجد المحققون أي شيء غير عادي وقع أثناء بحثهم وتتبعهم خط سير وحركة ماري ومع عدم وجود أي خيوط
بدأت الشرطة ترجح احتمالية أن تكون ماري قد غادرت مع بناتها بمحض إرادتها.
وكما قال المحقق الرئيسي في القضية وقتها للصحافة :
"ربما تكون قد اتخذت قرارها بالذهاب على مكان آخر ولم ترغب في العثور عليها.
حدث ذلك في بعض حالات الإختفاء المماثلة"
وكما يحدث في المجتمعات الصغيرة شبه المغلقة بدأت تتناثر الأقاويل والتكهنات وقد طال الكثير منها الزوج بايرون سيء السمعة والمعروف بكونه متقلب المزاج.
لكن لم يكن لدى الشرطة أي دليل يتهم الرجل بشيء.
مرت الأيام دون العثور على أي أثر ولو ضئيل لماري والفتيات وجاء عيد الميلاد وانتهى دون حدث شيء.
لكن بعد ثلاثة أسابيع من اختفاء ماري فجأة وجد بايرون نفسه ملقى في السجن .
لكن التهمة لم يكن اختفاء أسرته ولكنها كانت تهمة الشروع في القتل لشخص آخر.
ذات ليلة كان بايرون في الحانة وكان في حالة سيئة حتى أنه تشاجر هناك واحدث مشاكل مما دفع الأمن لإخراجه عنوة
من الحانة والإلقاء به إلى الخارج.
وصلت سيارة شرطة إلى المكان واعتقلت بايرون وأثناء التحقيق معه زعم رجل شرطة اسمه دينسمور أن بايرون قد أطلق عليه الرصاص أثناء محاولة إيقافه لكن الشرطي لم يصب بأي أذى ولا أصيبت سيارته بخدش.
أثناء وجوده في السجن بدأت الشرطة تعيد النظر وتحقق مع بايرون مرة أخرى في موضوع اختفاء زوجته وأطفاله لكن لم يكن هناك أي دليل ولا رابط.
بقي بايرن عدة أسابيع قيد الإحتجاز حتى تم الإفراج عنه في مارس بعد إسقاط تهمة الشروع في القتل.
وبينما كان بايرون في السجن حدث تطور كبير في قضية الإختفاء فقد تم العثور على سيارة ماري.
يوم 17 يناير 1978 عثر رجل يعمل في قطع الأشجار على سيارة أوبل حمراء اللون موديل 1969
في طريق يقوم فيه بقطع الأشجار.
الطريق غير مرتاد كثيرًا على بعد ميل واحد من منزل الأسرة في التلال عندما فتشت الشرطة السيارة لم تجد أي علامة على حدوث شيء غير عادي.
كانت السيارة كما هي بدون أي خدش فيها وبداخلها وجدت الشرطة محفظة ماري وفيها بعض النقود والمفاتيح وكل متعلقاتها وجهاز التليفزيون
وقد تم إصلاحه وكذلك عثروا على البقالة والمشتريات التي كان من المقرر أن تقوم بها.
وهناك ملاحظة هامة,
كانت السيارة متعطلة.
كان من المؤكد أنها نفذت مخطط اليوم كما يجب لكنها اختفت في تلك المنطقة.
بدأت فرق البحث تجوب المنطقة كلها رغم صعوبة وسوء حالة الطقس التي سببت إعاقة كبيرة للسلطات
المحلية في البحث لكنهم استمروا في ذلك لوقت طويل وبشكل موسع وباستخدام كل الوسائل المتاحة.
ورغم ذلك لم تصل السلطات إلى أي أثر لهم.
فكر المحققين أنه من المحتمل أن تكون السيارة قد تعطلت أثناء العودة إلى المنزل وقت المساء فقررت ماري السير مع الأطفال إلى المنزل لكنها ضاعت بين التلال والتضاريس الوعرة هناك.
ومع ذلك فإن هناك الكثير من الأسئلة برزت تنقض تلك الفرضية.
لماذا قررت ماري أن تقود السيارة في طريق شبه مهجور يبعد نحو 1.5 ميل عن الطريق الرئيسي؟
ولماذا لم تقرر الشرطة تفتيش ذلك الطريق منذ بداية اختفاء ماري وهم يعلمون أنه طريق مختصر يؤدي
إلى منزلها؟
وهل كان لدى بايرون يد في اختفاء عائلته؟
لكن مع مرور السنوات دون العثور على أي أثر ولا معلومة عن الأسرة المختفية.
وفي العام 1996 وقع حادث جديد مفاجيء فقد مات بايرون مصابًا بالإيدز وبدا أن القضية قد تم إغلاقها ولكن...
لم تكن تلك النهاية على الإطلاق لقد بدأت تظهر حقائق وأدلة أخرى في القضية هامة جدًا جعلت السلطات تعيد التحقيق فيها.
يتبع...
أحمدعبدالرحيم.
التعديل الأخير بواسطة المشرف: