ليلة الخامس والعشرين من أكتوبر عام 1948، بين جدران منزل متواضع بمنطقة أنزهاوسن. ألمانيا. جلس غانثر ستول، مهندس مواد غدائية بطال قرب زوجته على أريكة قديمة. كان غانثر صامتا طوال الأمسية لكنه نهض فجأة من مكانه وسبابته مرفوعة عاليا وصاح:
"الآن فهمتها"
ثم كتب على ورقة بيضاء كانت موضوعة قربه عبارة YOGTZE وغادر المنزل على عجالة تاركا زوجته لوحدها. هذا التصرف الغريب لم يكن جديدا عليها إذ صرحت أنها لاحظت زيادة في تصرفات زوجها الغريبة والتي بدأت قبل مدة. الزوجة قالت أيضا أن زوجها تحدث عن وجود "أولئك" الذين يلاحقونه ويريدون أذيته لكنها عزت الأمر لاضطراب نفسي أو توتر وضغط.
غانثر ستول
بينما جلست الزوجة في المنزل محاولة معرفة معنى العبارة التي كتبها زوجها كان ستول جالسا خلف منضدة حانة فيلندسدورف القريبة أين طلب زجاجة جعة أخذ منها رشفة واحدة فقط قبل أن يسقط مغشيا عليه، رواد الحانة قالوا أن غانثر لم يكن مخمورا وأن ذلك كان أول مشروب له تلك الليلة. زحف غانثر لسيارته الغولف رغم محاولة الرواد مساعدته وقاد بعيدا عن المكان. بعد ساعتين توقف ستول في مدينة هاجنسلباغ لزيارة صديقة قديمة لكنها رفضت استقباله رغم إصراره على أن حياته في خطر وأمرته بالمغادرة.
بعد ساعة من الزيارة وعلى الطريق السريع 45 لاحظ سائقا شاحنتي قمامة سيارة غولف قابعة داخل خندق صغير على قارعة الطريق ومحطمة بشكل كبير. بعد نزولهما لاحظ السائقان رجلا يعرج فارا من مكان الحادث وعلى يديه كم هائل من الدماء لكنهما لم يستيطعا اللحاق به وهرعا لغانثر الذي كان مجردا تماما من ملابسه وفي حالة حرجة لكنه استطاع الكلام، وأكد لهما أنه كان برفقة 4 رجال آخرين فروا جميعهم من مكان الحادث. بعد وصول الإسعاف حاول الممرضون مساعدة غانثر لكنه توفي متأثرا بجروحه تاركا خلفا لغزا يبقى دون حل حتى اليوم.
التحقيق:
مسرح الحادث قدم أسئلة أكثر من الأجوبة اذ اكتشف المحققون بعد معاينة دقيقة لمكان الحادث وبالاستعانة بخبرة الطبيب الشرعي أن جروح ستول لم تكن ناتجة عن حادث اصطدام بل عن حادث دهس، ما يعني أن شخصا ما أو أشخاصا قاموا بدهس ستول ثم أعادوا وضعه في السيارة، المفاتيح كانت مرمية في الخلف وحذائه كان في الجهة الأخرى، أما ملابسه فكانت مفقودة. بعض التقارير أشارت لوجود شخص مجهول كان يحاول الحصول على توصيلة قرب مكان الحادث لكن ذلك قد يكون مجرد كلام شوارع. كل هذه الاكتشافات تحيلنا إلى إمكانية وجود تلفيق للحادث لتغطية جريمة قتل قام بها "أولئك" الذين كان غانثر خائفا منهم لفترة طويلة أو ربما قام بها الشخص المجهول الذي ركض بعيدا.
نظريات:
نظرية القتل والتلفيق قد تكون الأقرب للحقيقة في حال صدقنا دون شك رواية غانثر أما إذا نظرنا للمتغيرات الأخرى فسنجد أننا أمام أكثر من احتمال:
الأول هو أن غانثر قد تعرض فعلا لحادث مرور خطير، لكن عملية الدهس كانت بعد خروجه من السيارة لطلب المساعدة من أحد السائقين على الطريق، ولتغطية الأمر قام السائق رفقة ثلاثة أصدقاء آخرين بحمل الجثة للسيارة وتلفيق الحادث بشكل سيئ والفرار.
الاحتمال الثاني هو أن غانثر قتل نفسه بسبب مخاوف من وصول "أولئك" إليه ولإنهاء معاناته وخوفه المستمر منهم لكن قلة الأدلة تبقى عائقا أمام اثبات أي من هذه النظريات بشكل قاطع إضافة للملاحظة التي تركها قبل خروجه من المنزل والتي لا يعرف هل هي مرتبطة الوفاة أم لا وما هي دلالتها تحديدا.
سيارة غانثر بعد الحادث
يؤمن البعض بأن الحروف OGE هي في الحقيقة الأرقام 063، وعند كتابة العبارة بعد التصحيح نجد أنها تمثل لوحة ترقيم سيارة Y0-6T-Z3. فهل كان غانثر يحاول تذكر رقم لوحة سيارة القاتل الذي كان يطارده والذي دهسه ربما تلك الليلة؟ ما يجعل هذه النظرية أكثر إثارة للاهتمام هو أن حرف Y الموجود في لوحة الترقيم يخص فقط السيارات التابعة للقوات المسلحة الألمانية.
بعد هذا الاكتشاف تم ربط وفاة ستول بعمله كمهندس مواد غذائية وظهرت نظريات جديدة تشير إلى أن العبارة المشفرة كانت ربما تلميحا لمكون غذائي خطير كان يوضع أو سيوضع في المواد الغذائية واسعة الاستهلاك وبسبب تهديد ستول بفضح المتورطين تمت تصفيته.
ختاما:
تعتبر قضية غانثر واحدة من أشهر القضايا الباردة في ألمانيا وحتى اليوم تبقى التساؤلات مطروحة حول الرجل المجهول في مكان الحادث وسقوط غانثر شخصيا في الحانة رغم أنه لم يكن مخمورا إضافة للعبارة والتي تبقى اللغز الأكبر، فهل كانت مجرد خربشات رجل مضطرب أم أنها دليل إذا فك تشفيره سيقود دون شك لنهاية حتمية للقضية.
المصادر:
youtube: spektator: YOGTZE germany's strangest unsolved mystery
"الآن فهمتها"
ثم كتب على ورقة بيضاء كانت موضوعة قربه عبارة YOGTZE وغادر المنزل على عجالة تاركا زوجته لوحدها. هذا التصرف الغريب لم يكن جديدا عليها إذ صرحت أنها لاحظت زيادة في تصرفات زوجها الغريبة والتي بدأت قبل مدة. الزوجة قالت أيضا أن زوجها تحدث عن وجود "أولئك" الذين يلاحقونه ويريدون أذيته لكنها عزت الأمر لاضطراب نفسي أو توتر وضغط.
غانثر ستول
بينما جلست الزوجة في المنزل محاولة معرفة معنى العبارة التي كتبها زوجها كان ستول جالسا خلف منضدة حانة فيلندسدورف القريبة أين طلب زجاجة جعة أخذ منها رشفة واحدة فقط قبل أن يسقط مغشيا عليه، رواد الحانة قالوا أن غانثر لم يكن مخمورا وأن ذلك كان أول مشروب له تلك الليلة. زحف غانثر لسيارته الغولف رغم محاولة الرواد مساعدته وقاد بعيدا عن المكان. بعد ساعتين توقف ستول في مدينة هاجنسلباغ لزيارة صديقة قديمة لكنها رفضت استقباله رغم إصراره على أن حياته في خطر وأمرته بالمغادرة.
بعد ساعة من الزيارة وعلى الطريق السريع 45 لاحظ سائقا شاحنتي قمامة سيارة غولف قابعة داخل خندق صغير على قارعة الطريق ومحطمة بشكل كبير. بعد نزولهما لاحظ السائقان رجلا يعرج فارا من مكان الحادث وعلى يديه كم هائل من الدماء لكنهما لم يستيطعا اللحاق به وهرعا لغانثر الذي كان مجردا تماما من ملابسه وفي حالة حرجة لكنه استطاع الكلام، وأكد لهما أنه كان برفقة 4 رجال آخرين فروا جميعهم من مكان الحادث. بعد وصول الإسعاف حاول الممرضون مساعدة غانثر لكنه توفي متأثرا بجروحه تاركا خلفا لغزا يبقى دون حل حتى اليوم.
التحقيق:
مسرح الحادث قدم أسئلة أكثر من الأجوبة اذ اكتشف المحققون بعد معاينة دقيقة لمكان الحادث وبالاستعانة بخبرة الطبيب الشرعي أن جروح ستول لم تكن ناتجة عن حادث اصطدام بل عن حادث دهس، ما يعني أن شخصا ما أو أشخاصا قاموا بدهس ستول ثم أعادوا وضعه في السيارة، المفاتيح كانت مرمية في الخلف وحذائه كان في الجهة الأخرى، أما ملابسه فكانت مفقودة. بعض التقارير أشارت لوجود شخص مجهول كان يحاول الحصول على توصيلة قرب مكان الحادث لكن ذلك قد يكون مجرد كلام شوارع. كل هذه الاكتشافات تحيلنا إلى إمكانية وجود تلفيق للحادث لتغطية جريمة قتل قام بها "أولئك" الذين كان غانثر خائفا منهم لفترة طويلة أو ربما قام بها الشخص المجهول الذي ركض بعيدا.
نظريات:
نظرية القتل والتلفيق قد تكون الأقرب للحقيقة في حال صدقنا دون شك رواية غانثر أما إذا نظرنا للمتغيرات الأخرى فسنجد أننا أمام أكثر من احتمال:
الأول هو أن غانثر قد تعرض فعلا لحادث مرور خطير، لكن عملية الدهس كانت بعد خروجه من السيارة لطلب المساعدة من أحد السائقين على الطريق، ولتغطية الأمر قام السائق رفقة ثلاثة أصدقاء آخرين بحمل الجثة للسيارة وتلفيق الحادث بشكل سيئ والفرار.
الاحتمال الثاني هو أن غانثر قتل نفسه بسبب مخاوف من وصول "أولئك" إليه ولإنهاء معاناته وخوفه المستمر منهم لكن قلة الأدلة تبقى عائقا أمام اثبات أي من هذه النظريات بشكل قاطع إضافة للملاحظة التي تركها قبل خروجه من المنزل والتي لا يعرف هل هي مرتبطة الوفاة أم لا وما هي دلالتها تحديدا.
سيارة غانثر بعد الحادث
يؤمن البعض بأن الحروف OGE هي في الحقيقة الأرقام 063، وعند كتابة العبارة بعد التصحيح نجد أنها تمثل لوحة ترقيم سيارة Y0-6T-Z3. فهل كان غانثر يحاول تذكر رقم لوحة سيارة القاتل الذي كان يطارده والذي دهسه ربما تلك الليلة؟ ما يجعل هذه النظرية أكثر إثارة للاهتمام هو أن حرف Y الموجود في لوحة الترقيم يخص فقط السيارات التابعة للقوات المسلحة الألمانية.
بعد هذا الاكتشاف تم ربط وفاة ستول بعمله كمهندس مواد غذائية وظهرت نظريات جديدة تشير إلى أن العبارة المشفرة كانت ربما تلميحا لمكون غذائي خطير كان يوضع أو سيوضع في المواد الغذائية واسعة الاستهلاك وبسبب تهديد ستول بفضح المتورطين تمت تصفيته.
ختاما:
تعتبر قضية غانثر واحدة من أشهر القضايا الباردة في ألمانيا وحتى اليوم تبقى التساؤلات مطروحة حول الرجل المجهول في مكان الحادث وسقوط غانثر شخصيا في الحانة رغم أنه لم يكن مخمورا إضافة للعبارة والتي تبقى اللغز الأكبر، فهل كانت مجرد خربشات رجل مضطرب أم أنها دليل إذا فك تشفيره سيقود دون شك لنهاية حتمية للقضية.
المصادر:
يجب تسجيل الدخول لمشاهدة الروابط
يجب تسجيل الدخول لمشاهدة الروابط
youtube: spektator: YOGTZE germany's strangest unsolved mystery