- التعديل الأخير بواسطة المشرف:
- المشاهدات: 427
- الردود: 6
التعديل الأخير بواسطة المشرف:
جرائم حقيقية.
جريمة قتل عبير قاسم الجنابي وأسرتها.
جريمة قتل عبير قاسم الجنابي وأسرتها.
***
المكان: جمهورية العراق , مدين بغداد , بلدة المحمودية.
كان العام 2006 أحد الأعوام الملتهبة في العراق بسبب وجود الإحتلال الأمريكي والفتنة الطائفية على أشدها مع وجود الجماعات المسلحة التابعة لعشرات الفرق الدينية والطائفية والعشائرية والعرقية.
بلدة المحمودية تقع في جنوب بغداد, في تلك البلدة كانت تسكن عائلة بسيطة متواضعة في معيشتها هي عائلة السيد قاسم الجنابي, الموظف البسيط في مخازن تابعة للحكومة العراقية,
تتكون العائلة من الأب قاسم والأم فخرية والابنة الكبرى عبير 14 سنة ومحمد 11 سنة وأحمد 9 سنوات وأخيرًا هديل 6 سنوات.
ورغم بساطة المعيشة إلا ان الأسرة كانت سعيدة وهادئة ومحبوبة من كل الجيران.
على مقربة من بيت الأسرة كانت توجد نقطة تفتيش أمريكية يوجد بها نحو 6 جنود أمريكيين.
عبير الفتاة الكبيرة كانت جميلة الملامح ولذلك لم تسلم من تحرش الجنود الأمريكان عند ذهابها إلى المدرسة أو عودتها حيث كان لابد أن تمر بنقطة التفتيش.
لم يقتصر الأمر على التحرش اللفظي والإشارات البذيئة مع الضحكات الوقحة لكنه تجاوز ذلك إلى التحرش باليد بحجة تفتيش الفتاة وتكرر الأمر كثيرًا حتى أصبح يسبب رعبًا للفتاة التي لم تكن ترغب في الإنقطاع عن دراستها.
لكن بعض الجيران لاحظ تحديق الجنود في جسد الفتاة وتحرشهم بها فأخبروا والدها الذي منعها من الذهاب إلى المدرسة وبالطبع لم يكن بيد الرجل البسيط أي تصرف أكثر من ذلك.
وبالفعل مكثت الفتاة في المنزل تساعد والدتها إلا أن تطور خطير بدأ يحدث .
يبدو أن بعض هؤلاء الجنود كان يضمر أمرًا فقد بدأ بعضهم يقترب من المنزل البسيط الذي تحيط به حديقة صغيرة ويحدقون بالفتاة ويشيرون إليها إشارات وقحة.
استمرت الأمور على هذا النحو حتى جاء اليوم المشئوم...
ظهيرة يوم 12 مارس 2006
كان 4 من الجنود ال6 قد أعدوا خطة ووقتها قرروا تنفيذها .
فجأة اقتحم أربعة أشخاص منزل العائلة أثناء وقت الظهر وكان فيه الأب والأم وعبير وأختها هدير بينما كان الولدين محمد وأحمد في المدرسة.
كان الدخلاء يرتدون ملابس سوداء ليست ملابس الجنود الأمريكان وأقنعة على وجوههم حتى يخفون هويتهم الأمريكية.
فوجئت العائلة بالاقتحام المسلح للمنزل وقبل أن يتحرك أحدهم كان الجنديان جيمس باركر وزميله بول كورتيز قد أمسكا بالفتاة عبير واقتاداها إلى غرفة جانبية في المنزل وألقياها على الفراش ثم جرداها من الملابس وتناوبا عليها الإغتصاب والضرب والتعذيب بعنف.
تحول المنزل كله إلى حلبة جنونية مع صرخات عبير الفزعة والمستغيثة فتحركت الأم بسرعة محاولة اقتحام الغرفة لكن أحد الجنديين في الآخرين في الصالة وهما جيبس سبيلمان وستيفن كرين (الذى كان العقل المدبر للخطة كلها)
قام بإطلاق النار على الأم فأرداها قتيلة على الفور في حين أطلق الآخر النار على رأس الأب الذي حاول قتال هؤلاء المجرمين لإنقاذ أسرته.
لم يتبق إلا الطفلة الصغيرة هديل التي شعرت بفزع هائل وهي ترى مصرع عائلتها أمام عينيها فصرخت وبكت وعلى الفور قام أحدهما بإطلاق النار عليها وقتلها هي الأخرى.
بعد إرتكاب تلك المجزرة في الخارج وبينما كان المجريمن الآخرين يتناوبون اغتصاب عبير في الداخل دخل عليهم المجرم ستيفن ليأخذ نصيبه من جسد الفتاة الضعيفة التي احتبس صوتها من كثرة الصراخ والبكاء وأخبر زملائه أنه قتل أسرة عبير كلها في الصالة.
قام جيمس هو الآخر باغتصاب عبير بوحشية ولم يكتفي بذلك لكنه وبعد أن انتهى من جريمته قام بكل برود برفع مسدسه وإطلاق النار على رأس عبير لتسقط قتيلة وبذلك تنتهي كل أسرة قاسم الجنابي.
قبل أن يغادر المجرمين المنزل قاموا بإشعال النار في جسد عبير بعد إغراقه بالكيروسين من موقد في البيت وبعدها غادروا منزل الأسرة المنكوبة وعادوا إلى نقطة التفتيش وهم في حالة من النشوة حتى أن المجرم المختل ستيفن – حسب شهادة زميل لهم فيما بعد – ظل يقفز على سريره فرحًأ وهو يردد:" لقد فعلتها...كان هذا أمرًا رائعًا"
-عندما عاد الطفلين محمد وأحمد من المدرسة وجدا سحابة من الدخان تخرج من منزلهم بينما تجمع الجيران هناك وهم في حالة من الفزع بعد أن رأوا ما حدث لعائلة قاسم الجنابي ورأى الطفلين أيضًا ما حدث لأسرتهم.
عندما قام الأهالي بإبلاغ نقطة الشرطة العراقية بما حدث وجاءت الشرطة لتحقق في الأمر وكان من ضمن تحقيقاتها سؤال الجنود الأمريكان , وكان المجرمين قبد أبلغوا رئيسهم بما فعلوه في أسرة عبير لكن الرجل قرر أن يغطي فعلتهم ولا يقدمهم للمحاكمة بل والأسوء هو ما حدث عقب ذلك...
لقد شهدوا أنهم رأوا هم من طائفة مسلمة أخرى لكي يشعلوا فتنة طائفية تبعد الأنظار عنهم.
لكن لا يمكن لجريمة كتلك أن تختفي للأبد وخاصة مع كون مرتكبيها مجرمين مختلين يفاخرون بما ارتبكوا,
بعد بضعة أشهر من الجريمة البشعة بدأت تتردد أنباء بين الأهالي في المحمودية أن مرتكب الجريمة الحقيقي ليس من العراقيين أصلًا ولكنهم جنود نقطة التفتيش الأمريكان بأنفسهم.
عقب سريان تلك الأخبار بدأت عمليات هجوم تقع ضد الجنود الأمريكان فقام مجهولين بقتل جندي أمريكي واختطاف أثنين آخرين, بعد أيام وصلت صورهما للأمريكان وقد تم قطع رؤسهما وتشويه أجسادهما تحت التعذيب مع رسالة تقول أن الحادث هو انتقام مبدئي لما حدث لعائلة قاسم الجنابي.
وللعلم فإن الجنود الثلاثة لم يكونوا من المجرمين مرتكبي الحادث ولذلك أثار قتلهم الخوف بين الجنود الأمريكيين العاملين في بغداد والعراق كله .
في الأثناء قام أحد الجنود واسمه انتوني بورب وهو من الذين كانوا متواجدين في النقطة الامريكية وقت الحادث لكنه لم يشارك فيها , قام بإخبار زميل له يدعى جاستين وات بأنه سمع الأربعة وهم يخططون لإرتكاب الحادث لكنه ظن أنهم كانوا يمزحون فقط.
عندما انتشرت حقيقة ما حدث كان من اللازم تقديم المجريمن الأربعة للمحاكمة أمام محاكم أمريكية دامت أربع سنوات وفي النهاية جاءت الأحكام بالشكل الآتي :
المجرم الأول المخطط للجريمة, ستيفن كرين, السجن 150 عام دون إمكانية إطلاق صراح مشروط.
بول كورتيز , السجن 100 عام
جيمس باركر , السجن 90 عام
براين هارود ,رئيس الوحدة المتستر على المجريمن , السجن 37 شهر.
أما جاستين وات الذي امتلك الشجاعة لفضح القتلة فقد تم تكريمه بشكل معنوي ولكن الرجل تلقى العديد من التهديدات بالقتل والإيذاء من قبل أمريكيين اتهموه بخيانة زملائه لمصلحة العرب !
وكما يقال أن الضحية تظل تطارد المجرم في حياته حتى تقضي عليه ويبدو ان هذا ما حدث مع المجرم ستيفن كرين فقد ظل في سجنه يهذي وتسوء حالته حتى وجدوه مشنوق في زنزانته عام 2014 وقد قرر أن ينهي حياته بنفسه.
تمت.
أحمدعبدالرحيم.
التعديل الأخير بواسطة المشرف: