التعديل الأخير بواسطة المشرف:
قصة البهائية -1
(الجزء الثاني من موضوع "قرة العين الطاهرة")
(الجزء الثاني من موضوع "قرة العين الطاهرة")
- بعد أن سقطت قلعة الطبرسي في يد السلطات الإيرانية وانهار أتباع الباب وبدأت السلطات في اعدام بعضهم,
أما الباب نفسه الميزرا علي محمد الشيرازي الذي ادعى أنه المهدي والمخلص ثم ادعى أنه النقطة , أول تجسد لهيكل الرب,
فور أن شعر بدنو نهايته, قام بجمع كل ما كتبه من هرطقة وتخاريف ادعى أنها أوحيت إليه وكتب معه رسالة فيها وصيته وأرسلها إلى:
الميرزا يحيي صبح الأزل
وهو الأخ الاصغر للميرزا حسين علي الملقب ببهاء الله
وقد اختاره كخليفة له,
كان من ضمن ما جاء في الرسالة:
"الله اكبر تكبيرًا كبيراً..هذا كتاب من الله المهيمن القيوم إلى الله المهيمن القيوم ,قل كل من الله مبدءون, قل كل إلى الله يعودون. فاحفظ ما نزل في البيان وأمر فإنك لصراط حق عظيم."
أعلن الباب قبل موته لمن حوله من الأتباع أنه قفل باب الظهورات الإلهية لألف عام قادة بعد أن يموت هو كما تنبأ بانتشار ملته البابية خلال تلك الأعوام الألف وظهور الملك البابي الخليفة له الذي يضع على رأسه تاج البابية ذو ال95 جوهرة.
بالفعل تم اعدام الباب بعد أن تبرأ مما ادعى واستعطف وقبل أقادم جلاديه فكانت نهايته مهينة , لكن الأمور لم تمضي بعد اعدامه كما خطط هو.
فور أن أعلن الميرزا صبح الأزل الرسالة والوصية التي تركها الباب حتى قام أخيه الأكبر الميرزا حسين علي الملقب ببهاء الله بادعاء أحقيته هو بالخلافة, دبت الخلافات بين الأتباع
فانقسموا إلى أربعة فرق:
الأولى تبعت تبعت الميرزا صبح الأزل وسموا أنفسهم الأزليين
الثانية تبعت بهاء الله وسموا أنفسهم البهائيين
والثالثة تبعت الميرزا أسد الله التبريزي وسموا أنفسهم الأسديين
والرابعة بقيت على ولائها للباب نفسه.
انقلبت الخلافات إلى معارك دموية وتصفيات جسدية بين الفرق الأربعة وكان أول من تم قتله هو الميرزا التبريزي .
قام أتباع بهاء الله بقتله وإلقاء جثته في شط العرب.
ثم بدأ يهاجم أخيه صبح الأزل ويسفه منه ويقول عليه إنه " نقطة الظلمة" و إنه " من المشركين في كتاب كان بالحق مرقومًا"
ويبدو أن مناوشات عنيفة وقعت بين أتباع الأخوين وكانا في ذلك الوقت في العراق بعد أن هربا وأتباعهم من وجه شاه إيران ولجأوا إلى العراق .
قامت الحكومة العثمانية بالفصل بينهما فنقلتهم بأتباعهم إلى إسطنبول ثم نقلت البهاء وأتباعه إلى عكا في فلسطين وصبح الأزل وأتباعه إلى قبرص.
في بداية دعوته أعلن البهاء أنه خليفة الباب نفسه ثم بدأ يتدرج في الإدعاءات ويتملص من الدعوة البابية بأكلمها فأعلن لأتباعه أنه تجسد للمسيح عليه السلام فأعلن لأتباعه :
"يا قوم قد جاء الروح مرة أخرى, ليتم ما قال من قبل...كذلك وعدتم به في الألواح إن كنتم من العارفين"
"واعلم بأن الذي صعد إلى السماء قد نزل إلى بالحق وكان ربك على ما أقول شهيدًا, قد تعطر العالم برجوعه وظهوره"
ولما كان أتباع البهاء يصدقون بلا تفكير أو نقاش كل ما يقوله لهم فقد قرر الرجل أن يتجاوز الإدعاء بمجرد كونه خليفة للباب أو حتى أنه المسيح نفسه وقد نزل مرة أخررى إلى الأرض لكنه قرر أن يصل لأقصى الطموح فقرر اعتلاء عرش الربوبية !
إليك ما كتبه الرجل لأتباعه المصدقين بكل خرفاته وهرطقته"
"لا يُرى في هيكلي إلا هيكل الله , ولا في جمالي إلا جماله ولا في كينونتي إلا كينونته ولا في ذاتي إلا ذاته ولا في حركتي إلا حركته ولا في سكوني إلا سكونه ولا في قلمي إلا قلمه العزيز المحمود"
وبدأ البهاء يرتد على الباب نفسه ويقلل من شأنه فأعلن أنه أعظم من الباب لأن الباب هو القائم وبهاء الله هو القيوم أي الذي يظل ويبقى.
كما قال البهاء أن ظهور الباب كان تبشيرًا بظهوره هو وأنه كان مجرد رسول منه للبشرية يقدم له ويهيء لظهوره كما قال أنه هو الذي أوحى إلى الباب بكتابه " البيان"
كانت تصرفات الرجل تدل على حالة عقلية وصلت للهذيان فقد كان يكذب ويهرطق فيصدقه أتباعه بل ويصدق هو نفسه لدرجة أنه عندما كان يسير بين أتباعه كان يضع غطاءًا على وجهه لأنه لا أحد يطيق النظر إلى نور وجهه
بل وعندما مات البهاء منع المقربين منه نشر صورته ولما مات البهاء عام 1892 قالوا لأتباعه:
"صعد الرب إلى مقر عزه الأقدس الأعلى, وغابت حقيقته المقدسة في هويته الخفية القصوى"
أحد أبناء البهاء أعلن أنه فقد عقله وجن في أواخر أيامه لكن ابنه الأكبر عباس أفندي منع ظهوره أوحديثه مع الأتباع ونفى تمامًا ذلك حتى مات البهاء وتبعه في الخلافة ابنه والذي ادعى أنه نبيه عباس أفندي وكان له شأن في انتشار البهائية.
يتبع....
أحمدعبدالرحيم.
التعديل الأخير بواسطة المشرف: