التعديل الأخير بواسطة المشرف:
قرة العين الطاهرة -3-
▪︎ مات الملك محمد شاه، ملك إيران وخلفه على العرش الملك ناصر الدين شاه.
في تلك الأثناء كانت وجهة نظر قادة البابيين أن هذا هو الوقت المناسب تمامًا لمحاولة القفز على السلطة وتسيد المشهد في إيران ونشر دعوتهم فقامت مجموعة كبيرة منهم بالعسكرة في قلعة الطبرسي الحصينة وجلبوا إليها الكثير من الأسلحة منها بعض المدافع.
ذكر المؤرخون الذين كتبوا تاريخ تلك الفترة أن حكومة روسيا القيصرية هي التي تدخلت عند سلطات إيران للإفراج عن الباب أكثر من مرة كما أن الروس هم من دربوا وسلحوا أتباع الباب لقتال السلطات الإيرانية الإسلامية.
ليس هذا فقط لكن الروس خصصوا مدينة عشق آباد المجاورة لإيران كمأوى للبابيين الفارين من وجه السلطات الإيرانية وهناك أنشأوا أول معبد لهم.
سارت القوات الإيرانية إلى القلعة وهناك بالفعل تقابل الجيش الإيراني مع البابيين في معركة قاتل فيها أتباع الباب بكل شراسة وهم يصيحون :
جاء صاحب الزمان...جاء صاحب الزمان .
نحن سلاطين الحق ,
سوف يكون العالم كله تحت أرجلنا,
ستخضع لنا كل الأمم.
نحن سلاطين الحق ,
سوف يكون العالم كله تحت أرجلنا,
ستخضع لنا كل الأمم.
وكان الملا حسين البشروئي هو من يقود البابيين في المعركة ويحمسهم ويشجعهم على القتال من موقعهم الحصين داخل القلعة حتى قًتِل في المعركة.
ضرب الجيش الإيراني حصارًا محكمًا على القلعة ومع مضي الأيام نفذت المؤن والأطعمة والذخائر فبدأ من بداخل القلعة ينهارون ويضعفون وهنا قام قائدهم
وكان يطلق عليه لقب القدوس بطلب الإستسلام للقوات الإيرانية.
وبالفعل استسلم البابيون المحاصرون داخل القلعة كلهم بل وأعلن قائدهم القدوس برائته من الملة البابية وألقى بالتهم كلها على الباب نفسه وعلى الملا البشروئي القتيل.
قادت السلطات الإيرانية القدوس ومعه كبار رجال البابيين إلى المحاكمة ثم الإعدام وفي الأثناء تبادلوا جميعًا الإتهامات والسب واللعن بل ولعنوا الباب نفسه وتبرؤا من ملته الضالة.
أما أغرب من فيهم فكانت قرة العين زرين شاه نفسها,
كانت تلك المرأة هي الوحيدة المتماسكة أثناء التعذيب والإعدام ولم تتبرأ من البابية بل ماتت وهي ثابتة على ملتها وقناعاتها وبعد أن أعدمت أحرقوا جثتها.
والآن جاء دور الباب نفسه...
أثناء محاكمة الميرزا محمد علي الشيرازي , الباب والمنتظر والنقطة وصاحب الزمان،
كان عمره 31 عامُا،
كان الرجل أجبن من كل أتباعه فقد انهار من البداية وظل يبكي بحرقة وسجد يقبل أحذية محاكميه ويعلن توبته وتبرأه من كل ما ادعاه
ويشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدًا هو رسول الله الحق ولكن السلطات الإيرانية لم تنطلي عليها خدعته هذه المرة.
سيق الشيرازي ومعه بعض أتباعه في شوراع إيران إلى ساحة الإعدام.
ومن ضمن من كانوا معه يساقون للإعدام كان تابعه وصديقه وكاتبه الذي كان يمليه هرطقته فيكتبها على أنها وحي ينزل عليه من السماء.
الملا اليزدي...
عندما وصل الموكب إلى ساحة الإعدام ورأى اليزدي ماينتظرهم دب الرعب والهلع في قلبه فظل يسب الشيرازي ويلعن اليوم الذي فكر فيه أن يتبعه ويكتب تخاريفه وبصق في وجهه.
كان القنصل الروسي قد قام برشوة بعض الجنود لمحاولة تهريب الباب حتى لا يتم تنفيذ حكم الإعدام فيه لكن محاولته باءت بالفشل.
وفي ساحة الإعدام كان في انتظار "الرب, النقطة , المنتظر" حبل ليفي غليظ مدلى في حفرة عميقة,
قام الجنود بربط الشيرازي من رقبته ويديه ورجليه بالحبل والرجل يبكي ويتوسل ويرتجف بعنف, ثم أطلقوا النار على جسده فأصابته الطلقات في مقتل.
سقط جسده قتيلُا مضرجُا في الدماء في الحفرة حيث استقرت جثته.
هناك أقاويل بأن الجثة قد سرقت وتم نقلها إلى فلسطين حيث دفنت في جبل الكرمل.
وللذكر فإن جبل الكرمل يعتبر مكان مقدس يحج إليه البهائيين من كل أنحاء العالم حيث تفتح لهم سلطات الإحتلال الإسرائيلي المكان للحج وتترك لهم الحرية هناك لضمان ولائهم ضد العالم الإسلامي.
وهكذا انتهت أسطورة الباب علي محمد الشيرازي لكنها لم تكن إلا بداية لملة أخرى لا تقل هرطقة وخرافة وكفر وهي الملة البهائية المرتبطة ارتباطًا وثيقًا بالبابية ولكن لذلك حديث آخر.
تمت.
أحمدعبدالرحيم.
التعديل الأخير بواسطة المشرف: