- التعديل الأخير بواسطة المشرف:
- المشاهدات: 617
- الردود: 6
التعديل الأخير بواسطة المشرف:
قرة العين الطاهرة -1-
وتحكم الطواغيت في رقاب العباد ,
واستبيحت دماء المسلمين.
تمزقت بلاد الإسلام وأصبحت مطمع للكفار,
حان آوان ظهوره ...
هو الذي سوف يقيم العدل ويخلص العباد ويوحد البلاد,
هو وريث النبي محمد وآل بيته,
هو المنتظر.
أكاد أشعر ببشائر قدومه ,
أكاد أرى النور الذي يسبق حضوره,
لقد آن الآن...لقد آن الأوان.
تلك هي الأجواء التي سادت إيران وما حولها في النصف الأول من القرن التاسع عشر.
كانت هذه هي كلمات الشيخ الوقور الجالس في المسجد الكبير في كربلاء ،
الشيخ كاظم الرشتي,
من بين هؤلاء الأتباع كان هناك شابين صغيري السن,
الأول هو
الميرزا على محمد الشيرازي.
وهو من إيران.
ولد الميرزا علي في شيراز عام 1819.
منذ صغر سنه تأثر بتلك الأجواء الروحانية الحميمة بشدة حتى ملأت فكرة المهدي المنتظر قلبه وعقله.
مع إجادته القراءة والكتابة بدأ الميرزا علي ينغمس في قراءة كتب السحر والتنجيم والروحانيات وتسخير الجن وما شابه ثم بدأ يتحدث هو نفسه بالطلاسم والكلام الغامض المبهم.
وأما الثاني فهو صديق الميرزا علي ورفيقه الملازم له, اسمه
السيد جواد الطباطبائي.
وبدأ يحدث صديقه بذلك ويقنعه بأن فيه كل أمارات المنتظر ويبدو أن كلامه قد وقع في قلب الشيرازي موقع التصديق.
سافر الشيرازي إلى كربلاء -حيث يوجد الشيخ الرشتي- وهناك لازمه لمدة عامين,تعرف خلالهما على رفيق آخر هو
الملا حسين البشروئي.
كان الميرزا علي قد أكمل عامه الخامس والعشرون وبعد خلوة وانقطاع لبضعة أيام خرج على الناس ليخبرهم أنه هو المهدي المقصود بكلام الشيخ الرشتي وأنه هو "الباب الموصل للمنتظر" وأنه سفيره ومبعوثه إلى الناس.كان الملا البشروئي هو أول المؤمنين بكلام الشيرازي وأعتبر هذا اليوم يوم
"عيد المبعث".
بعدها سافر الميرزا علي إلى مسقط رأسه في شيراز وبدأت دعوة جديدة تنتشر بين أهل إيران اسمها "البابية"
بدأ الميرزا وأصدقائه – الذين أصبحوا أتباع له- في نشر البشرى بين الناس وهو أن الميرزا علي محمد الشيرازي هو المهدي المنتظر صاحب الزمان وأن علامة صدقه هو أن جاءهم بتفسير جديد لسورة يوسف عليه السلام.وكان ذلك التفسير بالغ الغرابة ولا يتجاوز كونه محض هرطقة في الدين الإسلامي ولكن يبدو أنه كان يناسب المزاج العام السائد في تلك البلاد ولذلك سرعان ما آمن الكثير من الناس هناك بالمنتظر وتبعوا دعوته.
أما تفسيره لسورة يوسف فكان كالتالي:
المقصود بيوسف هو الحسين بن علي وأن الشمس هي السيدة فاطمة الزهراء والقمر هو النبي محمد صلى الله عليه وسلم والأحد عشر كوكبًا هم أئمة الحق الباكون سجدًا منذ الأزل على سجن النبي يوسف ومقتل الحسين.
أبهر التفسير عقول أتباع الشيرازي فاقتنعوا تمامًا أنه هو المهدي المنتظر.
ومن هنا بدأت الأسطورة.
اجتمع حول الباب ثمانية عشر من أتباعه أطلق عليهم
"الحرف الحي"
كان من أتباع الباب الأوائل رجل اسمه
"الميرزا حسين علي المازندراني"
لم يكن من الثمانية عشر الذين أطلق عليهم " الحرف الحي؛ لكنه حظي بلقب آخر,
سوف يكون له تأثير وأهيمة أكبر بكثير من الثمانية عشر رجل وحتى من الباب نفسه,
لقب "بهاء الله" منشأ الفرقة البهائية.
كان الباب من الذكاء بحيث بدأ يستخدم الإسلام نفسه منطلقًا لنشر دعوة الباطل والإفك التي ابتدعها,
فقد اهتدى أتباعه إلى حديث موضوع , ليس من أقاويل النبي محمد صلى الله عليه وسلم
يقول:
"إذا رأيتم الرايات السود قد أقبلت من خراسان فأتوها ولو حبواً على الثلج, فإن فيها خليفة الله المهدي"
وكما أسلفنا فإن المقولة مزورة ومنسوبة بهتانًا للرسول عليه الصلاة والسلام ورغم ذلك فقد نشرها أتباع الباب بين الناس على أنها حديث صحيح للنبي محمد عليه الصلاة والسلام حتى أن بعضهم سافر إلى خراسان لنشر دعوة الباب ثم بدأ يقود الأتباع هناك وهم يحملون الرايات السود لإيهام الناس بوقوع حديث النبي محمد على سيدهم الباب.
وكانت تلك فتنة كبرى عمت البلاد وأصابت العباد حتى تردد صداها في إيران كلها وبدأ أتباع الباب وخاصة الثمانية عشر
" الحرف الحي" ينتشرون هناك وينشرون الدعوة البابية الباطلة.
لم يكن الثمانية عشر أتباع كلهم رجال لكن كان فيهم امرأة ...
امرأة سوف يكون لها شأن كبير وغريب في تلك الدعوة الجديدة.
هى.. قرة العين الطاهرة زرين تاج.
يتبع....
أحمدعبدالرحيم.
التعديل الأخير بواسطة المشرف: