دليلك المفصل للتعامل مع الآباء المتسلطين

[يشـهب]

يواجه العديد من الأشخاص صعوبة في التعامل مع آبائهم الذين يمارسون السيطرة المفرطة. يمكن أن يكون هذا السلوك مدمراً للعلاقات ويسبب مشاعر الاستياء والغضب. التوجه العام هو لطاعة الوالدين و البر بهما (و هو أمر لا جدال فيه). لكن في هذا المقال، سأقدم دليلًا مفصلًا للتعامل مع الآباء المسيطرين (micromanaging)، يشمل فهم سلوكهم، وطرق التواصل معهم بفعالية، واستراتيجيات لوضع حدود صحية.​

فهم سلوك الأب المسيطر​

• الدوافع: غالبًا ما ينبع سلوك التحكم من مشاعر الخوف أو القلق لدى الأب، مثل الخوف على سلامة طفله أو عدم ثقته بقدرته على اتخاذ القرارات الصحيحة.
• العلامات:تشمل علامات سلوك التحكم المفرط:

اتخاذ القرارات نيابة عنك
مراقبة سلوكياتك وتقييد حريتك
انتقادك باستمرار
التلاعب بك عاطفياً
محاولة عزل عن علاقاتك الأخرى

التواصل بفعالية مع الأب المسيطر​

• اختيار الوقت المناسب: التحدث في لحظة هادئة وخالية من التوتر.
• استخدام "أنا" : التركيز على مشاعرك بدلاً من اتهامه.
• التعبير عن تقديرك لاهتمامه: إظهار فهمك لمخاوفه.
• وضع حدود واضحة: تحديد ما تقبله وما لا تقبله في سلوكه.
• التحلي بالصبر: تغيير السلوك القديم يتطلب الوقت والجهد.

وضع حدود صحية​

• تحديد احتياجاتك: معرفة ما تحتاجه للشعور بالاستقلالية والاحترام.
• التواصل بوضوح: إخبار والدك بحدودك بطريقة حازمة ولكنها محترمة.
• التزام بحدودك: اتخاذ موقف صارم عند اختراق حدودك.
• طلب الدعم: الاستعانة بأشخاص موثوق بهم للحصول على الدعم والمشورة.

استراتيجيات إضافية:

• العلاج النفسي: يمكن أن يساعد العلاج الفردي أو العائلي في فهم سلوك الأب بشكل أفضل وتطوير آليات للتكيف معه.
• مجموعات الدعم: يمكن أن توفر مجموعات الدعم للبرامج الأخرى فرصة لمشاركة تجاربهم والحصول على النصائح من أشخاص مروا بتجارب مماثلة.
• الاستقلالية المالية والعاطفية: السعي لتحقيق الاستقلالية المالية والعاطفية يمكن أن يقلل من اعتمادك على والدك ويمنحك شعوراً أكبر بالسيطرة على حياتك.

في النهاية، أقول أن التعامل مع الأب المسيطر يمكن أن يكون تحديًا كبيرًا، لكنه ليس مستحيلاً. من خلال فهم سلوكه، والتواصل معه بفعالية، ووضع حدود صحية، يمكنك تحسين علاقتك به وحماية صحتك العقلية والنفسية. تذكر أنك لست وحدك، وأن هناك العديد من الموارد المتاحة لمساعدتك على التعامل مع هذا الموقف الصعب.

من المهم التأكيد على أن هذا مجرد دليل عام، وقد تختلف احتياجاتك واستراتيجياتك الفردية. إذا كنت تواجه صعوبة كبيرة في التعامل مع والدك المسيطر، فمن المستحسن طلب المساعدة المهنية من معالج أو مستشار مختص.

 

[تقي الدين]

الأمر صعب أخ يشهب، لأن التمسك بفكرة "أنا على حق دائما" هو أمر متجذر في الجيل القديم ويصعب بل يمكن القول مستحيل التخلص منه.
مقال جميل كالعادة.
تحياتي و تقديري

يجب عليك تسجيل الدخول أو حساب جديد لمشاهدة المحتوى

 

[Rayan]

موضوع مهم وجميل .. كثيرا ما يرجع سلوك الأهل المسيطر على الأبناء إلى الاختلاف في الرؤى بين جيل الشباب وجيل الكبار .. الصراعات التي تحدث بين الأهل والأبناء - وخاصة في فترة المراهقة- تعود غالباً إلى غياب محاولات التفهم الحقيقية للتغييرات النفسية التي يمر بها المراهق ،وللأسف قد يؤدي ذلك إلى نتائج سيئة على الشخص كالعزلة والانطواء على النفس أو اختيار التمرد واتباع رفاق السوء وغيره ..

شكراً لك على الموضوع الرائع
تحياتي

يجب عليك تسجيل الدخول أو حساب جديد لمشاهدة المحتوى

 

[ferial loulak]

طرح مميز كالعادة، لكنها معضلةٌ صعبة بعض الشيء، بالأخص أن لغة الحوار وإبداء الرأي عند بعض الأباء ملغية تماماً، ولا وجود لل (أنا) بالنسبة لهم سوى السيطرة الأبوية الكلية، لذا تجدر الإشارة إلى الطاعة من أجل مرضاة الله ثم بر الوالدين مع محاولة التوصل إلى حلول، رغم قناعتي أنها في بعض الأحيان قد تكون مستحيلة، بوركت أناملك على إسقاطك الضوء على المواضيع المهمة.

يجب عليك تسجيل الدخول أو حساب جديد لمشاهدة المحتوى

 

[يشـهب]

أشكركم جميعاً على تعليقاتكم المميزة.
و عندي تعليق إضافي: يبدو أن التعبير قد خانني في ترجمة المصطلح (micromanagement)، و التي تعني (التحكم المبالغ فيه والتدخل في التفاصيل). حيث يقوم الآباء في بعض الأحيان بالتدخل في أصغر الأمور (ألبس كذا، كل كذا، اذهب من الطريق الفلاني، اشتري بالطريقة الفلانية..إلخ)، و هذا ما قصدته من مقالتي. أما وجهات النظر المختلفة بين الأجيال، فلا شك عامل كبير في عدم التواصل السلس. يمكنك تخيل الآباء و قد اجتازوا الجبل بينما لا نزال -نحن- نحاول الصعود، و هو ما يفسر أن ما يرونه مختلف عما نراه.
محبتي؛

يجب عليك تسجيل الدخول أو حساب جديد لمشاهدة المحتوى