في سنة 1876م في فرنسا، كانت (بلانش مونييه) واقعة في غرام محامٍ شاب، مما دفع ببلانش لأن تعرض تلك العلاقة أمام والدتها حتى يكون حبهما معلناً ورسمياً أيضاً، إلا أن والدتها (لويز مونييه) كانت رافضة تماماً لتلك العلاقة ولأسباب غير معلومة.
بقيت بلانش في هيام بهذا الشاب وتوسد زوايا خيالها الواسع المليء بالرومانسية و المستوحاة من قصص الروايات، ولكنها عبثاً كان حبها غير مسموح له بأن يتجاوز الحد بالنسبة لوالدتها وحتى أخيها (مارسيل مونييه).
لذا قررت (بلانش) أن تتمرد وتضحي بكل شيء من أجل من تحب، وحاولت أن تهرب وتعيش مع حبيبها إلى الأبد، إلا أنها في اليوم التالي لقرارها هذا…اختفت تماماً!!!
أبلغت والدتها الشرطة وبدأت محاولات البحث عن بلانش تمتد على نطاقٍ واسع، إلا أن جميع تلك المحاولات باءت بالفشل حتى أن الشك كان يحوم حول حبيبها لكنه أظهر بروداً وجهلاً تاماً عن فكرة معرفته بمكانها…
حتى مرت الأيام وتوالت السنين…سنة…سنتين….وحتى 25 سنة!!
وتحديداً عام 1901، وصلت رسالة من مجهول إلى المدّعي العام في باريس وهي التي كشفت عن مكان تواجد تلك الفتاة، حيث كان فحوى الرسالة يقول:
سيدي المدعي العام، يشرفني أن أبلغكم بحادث خطير للغاية. أنا أتكلم عن عانس محبوسة في منزل السيدة مونييه، وهي نصف جائعة وتعيش على قمامة مزرية طوال السنوات الخمس والعشرين الماضية - وبعبارة واحدة، في قذارتها.»
تم العثور على بلانش محبوسة في غرفة في منزل والدتها، كانت تلك الوالدة الأرستقراطية قد عملت على حبسها لمدة 25 سنة بدون رحمة، كان المشهد المروع أن تلك الفتاة المسكينة كانت مستلقية على فراش من القش الفاسد وحولها قشرة مصنوعة من الفضلات، وخضراوات وأجزاء من اللحم، حتى أن الفتاة تعيش على قذارتها ولا ينظف أحد تلك القذارة، والهواء في الغرفة غير صالح للتنفس، ليتم القبض على والدتها (لويز مونييه) تلك الأم الأرستقراطية التي استطاعت حبس ابنتها بهذه الطريقة دون رحمة، إ حيث أنها توفيت بعد 15 يوماً من اعتقالها، وبقيت بلانش تعيش حياتها مع معاناتها من الاضطرابات العقلية والصحية مما أدى لدخولها مستشفى للأمراض النفسية حتى توفيت عام 1913م.
تمت بحمد الله.
التعديل الأخير:
حالة الموضوع
مرحباً , لم تكن هناك مشاركة في هذا الموضوع لأكثر من 90 يوم.
قد يستغرق الأمر وقتًا طويلاً للحصول على رد جديد من أحد الأعضاء على مشاركتك.