- المشاهدات: 154
- الردود: 2
سيارات الشرطة تغمر مسرح الحادث، وتضيء الأضواء الزرقاء والحمراء سواد السماء فوق تلك المزرعة الشاسعة. تتصاعد سحابة صغيرة من الدخان في الهواء بينما ينظر ذلك المزارع الفقير إلى أكوام القش التي احترقت وهو يحاول الإجابة على أسئلة ضابط الشرطة. توقف الأشخاص الذين لاحظوا الحادث لإلقاء نظرة، وتحول الطريق السريع إلى موقف سيارات وقد تراصفت المركبات على جانبي الطريق. خلف سيارة دفع رباعي عائلية وقفت سيارة كاديلاك سوداء قديمة ذات نوافذ معتمة لم تثر الكثير من الشكوك في الوهلة الأولى حتى خرج منها رجلان طويلان بشكل غريب يرتديان بدلات سوداء وقبعات فيدورا عتيقة المنظر. بأعين داكنة ميتة نظرا إلى الحشد لثانية قصيرة ثم تحركا بسرعة نحو المزارع فسحباه برفق بعيدًا عن الضابط الذي أنهى استجوابه وإلى السيارة. بعد لحظة قصيرة داخل السيارة يخرج المزارع وعلى وجهه قدر كبير من الارتباك والخوف، ويعود إلى منزله وكأن شيئًا لم يحدث وتبدأ الشرطة بمحاصرة المنطقة وتنظيم حركة المرور، ويبدأ الناس في طرح الأسئلة لكن دون الحصول على أي إجابات. تتعالى الأصوات ويخرج أحد الرجلين من السيارة فيقول بطريقة رسمية:
يمكننا أن نؤكد لكم أنه سيتم إجراء تحقيق رسمي وستحصلون على إجاباتكم بمجرد أن نفهم ما حدث هنا، نطلب منكم التحلي بالصبر في هذا الوقت الصعب.
استهجن الحشد ذلك التصريح الديبلوماسي المنمق لكنهم غادروا تاركين الشرطة والرجال الغامضين في مكان الحادث، رجال أضافوا المزيد من الأسئلة إلى الحادث أكثر من الأجوبة.
هل توجد فعلا منظمة حكومية تسعى لطمس حقيقة المخلوقات الفضائية؟
انتشار الأسطورة:
بعد حادثة روزويل. نيو ميكسيكو بالولايات المتحدة الأمريكية عام 1947، قاد الشك الممزوج بقلة المعلومات الناس إلى اختلاق وتصديق قصص مختلفة عن الأطباق الطائرة، المخلوقات الفضائية ورجال من الحكومة يحاولون بكل قوتهم إخفاء وطمس حقيقة ما حصل ذلك اليوم، هؤلاء الرجال الذين وصفو بأنهم عمال حكوميون يرتدون بدلات سوداء ويقودون سيارات كلاسيكية معتمة أطلق عليهم "رجال البدلات السوداء". وانتشرت عبر الولايات المتحدة الأمريكية قصص من أناس ادعوا أن هؤلاء الرجال قد زاروهم وقاموا بتهديدهم وتداولت الصحف صورا تظهر رجالا يحملون مواصفات "رجال البدلات السوداء" يظهرون دوما في أماكن مشبوهة ترتبط عادة بالحوادث الغريبة التي لا تفسير لها.
قصة آلبرت بندر الغريبة:
عام 1952 أسس الجندي السابق في سلاح الجو الأمريكي آلبرت بندر جمعية تسمى مكتب الأجسام الطائرة العالمي بغرض التحقيق والإبلاغ عن مشاهدات الأجسام الطائرة والأحداث الغريبة المشابهة. لاقت الجمعية نجاحا معتبرا عن طريق نشر دورية أسبوعية بلغ عدد قراءها 2000 شخصا من كل أنحاء العالم، لكن في وقت مبكر من عام 1953، أوقف بندر بشكل مفاجئ جمعيته وألغى كل الإنتاجات الأدبية التي كانت مخططة، تاركا رسالة غريبة في آخر عدد نشره من دورياته:
"ندعو جميع أولئك المنخرطين في التحقيق في قضايا الأجسام الطائرة أن يكونوا أكثر حذرا"
العديد من زملاء بندر ذكروا أنه بدى متوترا وغير طبيعي في الأيام التي لحقت إعلانه المفاجئ وكأن شخصا ما أو شيئا ما قد فرض عليه التوقف عن ممارسة ذلك النشاط تحديدا، بندر واجه صعوبة في الأكل والنوم بعد إغلاق جمعيته وكان يعاني في نفس الوقت من آلام حادة في الرأس، عندما سئل عن سبب قراره المفاجئ رفض الإجابة وواصل صمته المريب لسنوات.
بعد عقد من الزمن وتحديدا عام 1962، شرح بندر سبب قراره قائلا أنه تلقى زيارة من ثلاث رجال يرتدون بدلات سوداء وقاموا بتحذيره بشأن مواصلة نشاط جمعيته.
ما بين البشر والمخلوقات الفضائية:
قصة بندر تعتبر واحدة من قصص عديدة انتشرت في تلك الفترة بعضها قابل للتصديق وأخرى صعبة الشرح لكنها اشتركت في شيء واحد، "رجال البدلات السوداء". الحكومة الأمريكية رأت أن الأمر سخيف لدرجة أنها لم تكترث حتى للتعليق عليه أو توضيح صحة هذه القصص من عدمها، لكن عامة الناس فسروا هذا الصمت على أنه محاولة لطمس وإخفاء الحقيقة، ليس هذا وحسب بل إن رواية الكثير من الأمريكيين وحتى غير الأمريكيين ممن يؤمنون بنظريات المؤامرة تغيرت، فبعدما كان رجال البدلات السوداء عملاء حكوميين يريدون دفن الحقيقة أصبحوا الآن فضائيين متنكرين في هيئة عملاء حكوميين غامضين وقد انتشر عدد معتبر من القصص المشابهة لقصة آلبرت بندر لكن الاختلاف هو أن العملاء لم يتصرفوا بطريقة بشرية بل بطريقة أقرب ما تكون للروبوتات أو مخلوقات أخرى لم تدرس أنماط تصرف البشر بشكل كاف لتتصرف مثلهم.
في السنوات القليلة الماضية عادت قصص رجال البدلات السوداء للظهور مرة أخرى بفضل قنوات اليوتيوب المهتمة بمواضيع الأطباق الطائرة والمخلوقات الفضائية واستطاع عدد من صناع هذا النوع من المحتوى الحصول على فيديوهات قديمة وتسجيلات كاميرات مراقبة يظهر فيها رجال يرتدون بدلات سوداء في نقاط سوداء حصلت فيها حوادث غريبة وحتى جرائم اختطاف لكن تبقى مجرد روايات دون إثبات فعلي، فالبدلات السوداء لا تزال حتى اليوم الزي الرسمي لعدد من الهيئات الأمنية الرسمية والمحققين حول العالم، ما يدفعنا للشك في صحة المزاعم المطروحة.
ختاما:
فيلم Men in black الصادر عام 1997 ربما يكون خفف حدة التوتر قليلا كونه يتحدث عن هذه المنظمة السرية في إطار كوميدي هزلي لكن عددا معتبرا من الأمريكيين بالتحديد مازالوا يؤمنون بوجود هذه المنظمة فعلا ويمتلكون عددا لا يحصى من المقالات القديمة والفيديوهات وتسجيلات الفيديو التي تدعم روايتهم ما يبقي هذه الأسطورة حية حتى اليوم ويطرح السؤال: هل هناك وجود لهذه المنظمة فعلا على أرض الواقع؟
يمكننا أن نؤكد لكم أنه سيتم إجراء تحقيق رسمي وستحصلون على إجاباتكم بمجرد أن نفهم ما حدث هنا، نطلب منكم التحلي بالصبر في هذا الوقت الصعب.
استهجن الحشد ذلك التصريح الديبلوماسي المنمق لكنهم غادروا تاركين الشرطة والرجال الغامضين في مكان الحادث، رجال أضافوا المزيد من الأسئلة إلى الحادث أكثر من الأجوبة.
هل توجد فعلا منظمة حكومية تسعى لطمس حقيقة المخلوقات الفضائية؟
انتشار الأسطورة:
بعد حادثة روزويل. نيو ميكسيكو بالولايات المتحدة الأمريكية عام 1947، قاد الشك الممزوج بقلة المعلومات الناس إلى اختلاق وتصديق قصص مختلفة عن الأطباق الطائرة، المخلوقات الفضائية ورجال من الحكومة يحاولون بكل قوتهم إخفاء وطمس حقيقة ما حصل ذلك اليوم، هؤلاء الرجال الذين وصفو بأنهم عمال حكوميون يرتدون بدلات سوداء ويقودون سيارات كلاسيكية معتمة أطلق عليهم "رجال البدلات السوداء". وانتشرت عبر الولايات المتحدة الأمريكية قصص من أناس ادعوا أن هؤلاء الرجال قد زاروهم وقاموا بتهديدهم وتداولت الصحف صورا تظهر رجالا يحملون مواصفات "رجال البدلات السوداء" يظهرون دوما في أماكن مشبوهة ترتبط عادة بالحوادث الغريبة التي لا تفسير لها.
قصة آلبرت بندر الغريبة:
عام 1952 أسس الجندي السابق في سلاح الجو الأمريكي آلبرت بندر جمعية تسمى مكتب الأجسام الطائرة العالمي بغرض التحقيق والإبلاغ عن مشاهدات الأجسام الطائرة والأحداث الغريبة المشابهة. لاقت الجمعية نجاحا معتبرا عن طريق نشر دورية أسبوعية بلغ عدد قراءها 2000 شخصا من كل أنحاء العالم، لكن في وقت مبكر من عام 1953، أوقف بندر بشكل مفاجئ جمعيته وألغى كل الإنتاجات الأدبية التي كانت مخططة، تاركا رسالة غريبة في آخر عدد نشره من دورياته:
"ندعو جميع أولئك المنخرطين في التحقيق في قضايا الأجسام الطائرة أن يكونوا أكثر حذرا"
العديد من زملاء بندر ذكروا أنه بدى متوترا وغير طبيعي في الأيام التي لحقت إعلانه المفاجئ وكأن شخصا ما أو شيئا ما قد فرض عليه التوقف عن ممارسة ذلك النشاط تحديدا، بندر واجه صعوبة في الأكل والنوم بعد إغلاق جمعيته وكان يعاني في نفس الوقت من آلام حادة في الرأس، عندما سئل عن سبب قراره المفاجئ رفض الإجابة وواصل صمته المريب لسنوات.
بعد عقد من الزمن وتحديدا عام 1962، شرح بندر سبب قراره قائلا أنه تلقى زيارة من ثلاث رجال يرتدون بدلات سوداء وقاموا بتحذيره بشأن مواصلة نشاط جمعيته.
ما بين البشر والمخلوقات الفضائية:
قصة بندر تعتبر واحدة من قصص عديدة انتشرت في تلك الفترة بعضها قابل للتصديق وأخرى صعبة الشرح لكنها اشتركت في شيء واحد، "رجال البدلات السوداء". الحكومة الأمريكية رأت أن الأمر سخيف لدرجة أنها لم تكترث حتى للتعليق عليه أو توضيح صحة هذه القصص من عدمها، لكن عامة الناس فسروا هذا الصمت على أنه محاولة لطمس وإخفاء الحقيقة، ليس هذا وحسب بل إن رواية الكثير من الأمريكيين وحتى غير الأمريكيين ممن يؤمنون بنظريات المؤامرة تغيرت، فبعدما كان رجال البدلات السوداء عملاء حكوميين يريدون دفن الحقيقة أصبحوا الآن فضائيين متنكرين في هيئة عملاء حكوميين غامضين وقد انتشر عدد معتبر من القصص المشابهة لقصة آلبرت بندر لكن الاختلاف هو أن العملاء لم يتصرفوا بطريقة بشرية بل بطريقة أقرب ما تكون للروبوتات أو مخلوقات أخرى لم تدرس أنماط تصرف البشر بشكل كاف لتتصرف مثلهم.
في السنوات القليلة الماضية عادت قصص رجال البدلات السوداء للظهور مرة أخرى بفضل قنوات اليوتيوب المهتمة بمواضيع الأطباق الطائرة والمخلوقات الفضائية واستطاع عدد من صناع هذا النوع من المحتوى الحصول على فيديوهات قديمة وتسجيلات كاميرات مراقبة يظهر فيها رجال يرتدون بدلات سوداء في نقاط سوداء حصلت فيها حوادث غريبة وحتى جرائم اختطاف لكن تبقى مجرد روايات دون إثبات فعلي، فالبدلات السوداء لا تزال حتى اليوم الزي الرسمي لعدد من الهيئات الأمنية الرسمية والمحققين حول العالم، ما يدفعنا للشك في صحة المزاعم المطروحة.
ختاما:
فيلم Men in black الصادر عام 1997 ربما يكون خفف حدة التوتر قليلا كونه يتحدث عن هذه المنظمة السرية في إطار كوميدي هزلي لكن عددا معتبرا من الأمريكيين بالتحديد مازالوا يؤمنون بوجود هذه المنظمة فعلا ويمتلكون عددا لا يحصى من المقالات القديمة والفيديوهات وتسجيلات الفيديو التي تدعم روايتهم ما يبقي هذه الأسطورة حية حتى اليوم ويطرح السؤال: هل هناك وجود لهذه المنظمة فعلا على أرض الواقع؟