ليندساي رفقة جايسون.
حياة ليندساي:
كانت ليندساي بوسياك سمسارة عقارات ناجحة استطاعت أن تضع نفسها في مصاف كبار السماسرة في كندا وهي في سن 24 فقط. عرف عن ليندساي أنها كانت شابة اجتماعية بدائرة معارف كبيرة ومستقبل مشرق أمامها في مجال عملها، عاشت الأخيرة مع صديقها جايسون زايلو في شقة مستأجرة.
تطلق والدا ليندساي عندما كانت في سن صغيرة لكنها حافظت على علاقة مستقرة مع والدها، جيف بوزياك، والذي كان بدوره سمسار عقارات في منطقة كالغاري. بدأت ليندساي تبيع المنازل بعد حصولها على رخصتها عام 2006 واستطاعت في وقت قصير أن تنال سمعة قوية.
انضمت ليندساي لطاقم عمل شركة ريماكس كاموسان الشهيرة في المنطقة رفقة صديقها جاسون ووالدته. شيرلي زايلو. واستطاعت خلال فترة عملها القصيرة هناك أن تحقق مبيعات تقدر ب3.2 مليون دولار وانتقلت للعيش مع جايسون بعد تحسن دخلها في الشركة لكن علاقتهما كانت مضطربة مع وجود أحاديث عن تردد ليندساي ورغبتها في انهاء العلاقة.
زبون المليون دولار:
يوم الفاتح من فبراير عام 2008 تلقت ليندساي مكالمة من امرأة مجهولة ذات لكنة مكسيكية ثقيلة، قالت أنها وصلت لليندساي عن طريق صديق لزوجها وأنها كانت في حاجة ملحة لمنزل، وفقا للمرأة فإن زوجها كان يعمل بين فانكوفر وفيكتوريا وأن ميزانيتهما المخصصة للمنزل بلغت مليون دولار.
كانت المرأة خلال حديثها مع ليندساي دقيقة في وصف المنزل إذ طلبت منزلا بغرفة خدم مستقلة إضافة لبعض التفاصيل الأخرى، كما أرادت أن يكون المكان فارغا لتسريع عملية الانتقال، احتفظت ليندساي برقم الزوجين وبدأت العمل مباشرة على إيجاد منزل مناسب لهما وعينها على المليون دولار المعروضة فوق الطاولة.
لاحقا ذلك اليوم أرسلت ليندساي لائحة منازل متوفرة في المنطقة لزبونتها الجديدة وقد كانت كلها منازل بطابقين في الضواحي الهادئة لمنطقة فيكتوريا، اختار الزوجان منزلا محددا ادعيا أنه نال إعجابهما واتفقا على اللقاء بها لمعاينة الملكية على الساعة الخامسة والنصف مساء يوم غد.
اللقاء في المنزل:
في اليوم التالي اتصلت العميلة برقم مكتب ليندساي التي كانت مشغولة بالتحضير للعرض فأجاب جيسون وتحدثا للحظات، حسب تصريحه فقد كانت لكنة المرأة "إسبانية مشوهة". قبل رحيل ليندساي لعرض المنزل طلبت من موظفة الاستقبال في الشركة القيام ببحث عن الزبونين في قاعدة البيانات لمعرفة المزيد عنهما لكنهما لم يكونا مسجلين فيها ما يعني أنهما لم يشتريا منزلا قط في المنطقة.
في وقت ما بعد ظهر ذلك اليوم، تلقت ليندساي مكالمة هاتفية من زوج الزبونة. أخبر الأخير ليندساي أنه سيكون الشخص الذي سيقابلها في ذلك المساء. ولسبب غير معروف، لم تكن زوجته قادرة على الحضور. زاد هذا من توتر ليندساي التي طلبت من جيسون البقاء خارج المنزل طيلة فترة العرض.
الجريمة:
التقط جيسون صديقًا حوالي الساعة 5 مساءً وتوجه الاثنان إلى المنزل للقاء ليندساي. كان جيسون يواجه صعوبة في العثور على المنزل لأنه كان جديدًا ولم يظهر على نظام تحديد المواقع العالمي (GPS) الخاص به. في الساعة 5:30، اتصل بـ ليندساي ليسأل عن الاتجاهات. وبينما كانت على وشك أن تعطيهم إحداثيات المكان بدقة توقفت وقالت، "يجب أن أذهب، إنهم هنا."
في نفس ذلك الوقت تقريبًا، رأى الجيران ليندساي تقف عند الباب الأمامي لـلمنزل 1702 DeSousa Place. صعد رجل وامرأة إلى المنزل وصافحتهما ليندساي. وكانت المرأة، التي بدت في أواخر الثلاثينيات أو أوائل الأربعينيات من عمرها، ترتدي فستانًا منقوشًا بشكل غريب وذات شعر أشقر قصير، ولا يعرف هل كانت هي نفسها المرأة التي تحدثت مع ليندساي أم امرأة أخرى. كان الرجل يرتدي سترة بسيطة متوسطة أو فاتحة اللون، ويبلغ طوله 6 أقدام. بعد أن قدمت نفسها، رحبت بهما ليندساي في المنزل وأغلقت الباب خلفها.
شرعت ليندساي في عرض الطابق الأول للمنزل ثم بدأت في صعود الدرج لتظهر الطابق الثاني، وبمجرد وصولها إلى غرفة النوم الرئيسية، تعرضت للهجوم من الخلف. أثناء الهجوم، بين الساعة 5:38 و5:41 مساءً، أجرت ليندساي مكالمة من هاتفها لصديقة من صديقاتها ولم تدم إلا بضع ثوان وأسفرت عن وصول بريد صوتي مكتوم اعتبرته الشرطة لاحقا كمكالمة عرضية ربما حدثت بسبب ضغط زر الاتصال وسط صراع ليندساي للنجاة.
العثور على الجثة:
وصل جيسون للمكان بعد بحث خفيف حوالي الساعة 5:40 مساءً. في حدود الساعة 5:45، لاحظ جيسون وصديقه شخصيتين داخل المنزل، يقفان خلف الباب الأمامي وبدا الأمر كما لو أنهم كانا يرتديان حذائيهما. لاحظ الرجل الذي كان داخل المنزل المصابيح الأمامية للسيارة وابتعد. جيسون، الذي افترض أن العرض لا يزال قيد التقديم، قاد سيارته بعيدا وأوقفها على بعد أمتار من المنزل حتى لا تفترض ليندساي أو الزوجان أنه تدخل ويفسد عملية البيع.
قبل الساعة السادسة بقليل، أرسل جيسون رسالة نصية إلى صديقته لكن لم يكن هناك أي رد. ذهب بالسيارة إلى المنزل وحاول الاتصال لكنه لم يتلقى أي إجابة. خوفا من حدوث شيء ما، نزل جيسون وصديقه من السيارة. بدأ الاثنان بطرق الباب، وناديا باسم ليندساي بضع مرات. حاول جيسون الدخول لكن الباب كان مغلقا فجرب الباب الجانبي الذي كان مغلقًا أيضًا ما دفعه للاتصال برقم الطوارئ.
بينما كان الرجلان ينتظران وصول الشرطة، لاحظ جيسون أن الأبواب الخلفية كانت مفتوحة على مصراعيها. قرفص جيسون حتى يتمكن صديقه من الصعود فوق ظهره والقفز فوق السياج وبسرعة ركض بعد دخوله الملكية إلى المنزل وفتح الباب الأمامي للسماح لجيسون بالدخول. لاحظ الأخير عند دخوله آثار أقدام ملطخة بالدماء على الدرج. بسرعة ركض للطابق الثاني وهناك وجد ليندساي ملقاة على الأرض وسط بركة من الدماء فاتصل برقم النجدة مرة أخرى لطلب سيارة إسعاف. حاول جيسون إجراء عملية الإنعاش القلبي الرئوي ولكن كل ما سمعه هو الهواء المتسرب من خلال الثقوب الموجودة في جسدها إذ تم طعنها عدة مرات.
من قتل ليندساي؟ نظريات:
النظرية الأولى: (آل زايلوس فعلوها)
بعد فترة وجيزة من الجريمة، وجه الكثير من الناس أصابع الاتهام لصديقها، جيسون زايلو. بسبب تفكير ليندساي في الانفصال عنه. استجوبت الشرطة جيسون لساعات بعد الجريمة وتم إحضار ثلاثة محققين، ليس لهم أي علاقة بالقضية لأخذ وجهة نظر محايدة واتفق ثلاثتهم على أن قاتل ليندساي هو شخص يعمل في العقارات. كما أن حقيقة تعرض ليندساي للطعن حتى الموت في هجوم شخصي عن قرب دفع بعض الناس إلى التكهن بأن قاتلها كان يعرفها جيدًا.
على مر السنين، تحولت الأنظار نحو والدة جيسون، شيرلي. قال بعض الأشخاص أن شركة الوساطة ريماكس كاموزون التي عملت فيها، كانت مكانًا مليئًا بالمعاملات المشبوهة. كانت هناك تكهنات بأن شيرلي وجيسون كانا متورطان في تهريب المخدرات، والاحتيال على الرهن العقاري، وغسل الأموال، و/أو الاختلاس. النظرية هي أنه بعد أن هددت ليندساي بالانفصال عن جيسون، قررت شيرلي أنها تعرف الكثير عن الجرائم الخاصة بالشركة ونفذت ضربة بالاستعانة بقتلة مأجورين.
على الرغم من أن الشرطة قالت إن ليندساي لم تكن متورطة بشكل مباشر في الجريمة المنظمة أو تهريب المخدرات، إلا أنها كانت تعرف بالتأكيد أشخاصًا متورطين. في ديسمبر من عام 2007، قامت ليندساي بزيارة منطقة كالجاري لمدة أربعة أيام. أرادت رؤية والدها بالإضافة إلى عدد قليل من الأصدقاء القدامى. خلال هذه الرحلة، التقت ليندساي بصديقها القديم إريكسون ديلالكازار.
بعد أسابيع، في 26 يناير 2008، تم القبض على ديلالكازار في أكبر عملية ضبط مخدرات شهدتها ألبرتا على الإطلاق، مما أدى إلى مصادرة ما قيمته ثمانية ملايين دولار من الكوكايين. ضبطت الشرطة سيارتين ونقودا ومسدسات وبندقية و 42 كيلوغراما من الكوكايين النقي. بدأ التحقيق السري، الذي أطلق عليه اسم "عملية الظهيرة"، قبل شهرين عندما بدأ الضباط تحقيقا يخص تهريب الكوكايين بين كولومبيا البريطانية وألبرتا. ونتيجة لذلك، اكتشفوا عملية سرية للغاية يتم فيها نقل المخدرات إلى كندا مباشرة من المكسيك، متجاوزة الولايات المتحدة.
بعد عودتها إلى المنزل من كالجاري، حاولت ليندساي الاتصال بأحد أقارب شخص متورط في عملية ضبط المخدرات في كالجاري لم يذكر اسمه ومن المرجح أن يكون ديلالكازار. اكتشفت الشرطة أن ليندساي زارت صفحة فيسبوك الخاصة بهذا الشخص، ثم حاولت الاتصال بهذا الشخص عبر الهاتف. في الأول من فبراير عام 2008، لكن رغم ذلك صرحت الشرطة علنًا بأن ليندساي لم تكن متورطة في تعاطي المخدرات ولم تكن مخبرة لصالح الشرطة.
ختاما:
تصدر مقتل ليندساي الأخبار الوطنية وأراد الجميع أن يعرف، من قتل هذه الشابة وما هو الدافع. عام 2010، أجرى برنامج Dateline مقابلة مع جيسون في حلقة حول مقتل ليندساي. ونفى أي تورط له. ثم، في عام 2019، ظهر جيف بوزياك في برنامج دكتور فيل لمناقشة التحقيق الجاري وانتقد جيف، المدافع الصريح عن ابنته، قدرات قسم الشرطة المحلي. عام 2021، تم تعيين محققين جدد في قضية ليندساي. وعملوا جنبًا إلى جنب مع مكتب التحقيقات الفيدرالي. على الرغم من التقدم في تكنولوجيا الحمض النووي، فإن مقتل ليندساي بوزياك لا يزال دون حل.
المصادر:
يجب تسجيل الدخول لمشاهدة الروابط
يجب تسجيل الدخول لمشاهدة الروابط
reddit:r/unsolved mysteries