- المشاهدات: 174
- الردود: 2
للإستماع للنسخة الصوتية
جريمة قتل مارغريت هوليت تعتبر واحدة من أغرب القضايا التي مرت على دولة أستراليا نظرا للعشوائية الكبيرة التي أحاطت بها وعدم وجود دافع حقيقي للقيام بعمل شنيع كذلك، ورغم مرور 30 عاما وتطور تقنيات التحقيق والفحوصات الجنائية تبقى القضية دون حل.
الجريمة:
ليلة عيد الفصح، السبت. الثاني من أبريل عام 1994. لاحظ أربع رجال محليين في طريقهم لبدأ مناوبتهم بمنجم بولغا للفحم بمنطقة نيو إنغلاند. أستراليا. منزلا ريفيا صغيرا محاطا بخيمة دخان ضخمة. على عجل طلب الرجال المساعدة وما هي إلا لحظات حتى ترصعت سماء تلك المنطقة الصغيرة الهادئة بالألوان الحمراء والزرقاء لسيارات الإسعاف والشرطة. ذلك المنزل الريفي المجهول كان يعود لمارغريت هوليت الملقبة "بيغي" والتي كانت تبلغ من العمر 84 عاما. وقد عاشت في ذلك البيت لمدة 66 عاما رفقة زوجها الذي فارق الحياة قبل فترة. كانت مارغريت أما لسبعة أطفال وجدة لعشرة وجدة كبرى لسبعة.
أحاط رجال المطافئ بالمنزل في محاولة لإيجاد طريقة للدخول والذعر يتزايد مع مرور كل دقيقة خاصة بالنظر لسن مارغريت والذي لا يسمح لها بالهرب لوحدها، صارع الرجال ألسنة اللهب واستطاعوا بعد مدة اخمادها قبل أن تصل لغرفة النوم.
بصيص أمل لاح في الأفق بأن تكون مارغريت سليمة وعلى قيد الحياة لكن للأسف وجد رجال المطافئ مارغريت ميتة والمفاجأة هي أن النار كانت بريئة من جريمتها. على الأرض استلقت جثة مارغريت، عارية وقد هشم رأسها بآلة ثقيلة. واتضح أن الحريق لم يكن صدفة بل كان عملا إجراميا متعمدا لحرق أي دليل.
التحقيق:
بعد استجواب أفراد العائلة تمكن الضباط من إعادة رسم يوم مارغريت والذي كان عاديا بالنسبة لها، إذ في تلك الأمسية كانت محاطة بعائلتها بشكل روتيني قبل أن تجلس في وقت متأخر من المساء على أريكتها لمشاهدة التلفاز رفقة ابنتها باتريشا التي غادرت المنزل الساعة 8:30 مساءا. بعد مغادرة الابنة تسلل تحت جنح الظلام مجرم مجهول وانتظر بصبر لتنفيذ ضربته.
تصميم منزل مارغريت كان تقليديا إذ كان مرحاضها عبارة عن غرفة مستقلة ملتصقة بالجهة الخلفية للمنزل. القاتل ربما درس نمط تحركات مارغريت وعرف بدقة الوقت الذي تذهب فيه عادة للمرحاض. بعد فترة من جلوسها على الأريكة لوحدها نهضت مارغريت وخرجت عبر الباب الخلفي لقضاء حاجتها وهناك هجم عليها القاتل. بقع الدم داخل المرحاض أشارت إلى أن الجاني قد هاجم الضحية بعد قضاء حاجتها وخروجها من المرحاض وجرها داخل المنزل بالقوة ربما بعد أن أفقدها وعيها.
صورة لمارغريت
جر القاتل مارغريت لغرفة النوم وهناك قام بتعذيبها بشدة واعتدى عليها جنسيا بشكل وحشي قبل أن ينهي حياتها بضربها بآلة حادة للرأس ثم أضرم النار في المنزل وهرب دون أن يخلف وراءه أي أثر أو دليل.
كشف تشريح الجثة أن سبب وفاة مارغريت كان صدمة حادة في الرأس. حدد الطبيب الشرعي خمس تمزقات عميقة حول رأسها وكسر في جمجمتها. كما وجد الطبيب أيضا أنها عانت من نقص أول أكسيد الكربون في رئتيها ما يشير إلى أنها ربما كانت حية عند اندلاع الحريق.
حاول المحققون عند العودة للمنزل إيجاد أي دليل أو خطأ ارتكبه القاتل ربما يمكنهم من الوصول لحل للقضية لكن الموارد المحدودة كانت عائقا كبيرا كما أدت الحرارة الكبيرة الناجمة عن الحريق لإتلاف أي أدلة جنائية.
تم التأكد من أن الدماء خارج المرحاض كانت تعود لمارغريت، ما يعني أن القاتل لم يجرح نفسه عند هجومه عليها وأن مارغريت لم تقاوم بأي شكل من الأشكال وهو الأمر الطبيعي نظرا لعمرها. ولم يتم العثور على سلاح الجريمة ما صعب من مأمورية الشرطة وزاد من تعقيد القضية، حتى إن تم تحديد مشتبه به فإن الاعتراف سيكون الدليل الوحيد المسموح به في المحكمة. بعد تسعة أشهر من الجريمة وضعت العائلة مكافأة قدرها 100.000 دولار لمن يدلي بمعلومة تساهم في حل الجريمة بشكل مباشر لكنها لم تقد لأي مكان والقضية تبقى باردة.
مع مرور السنوات عانت القضية من نقص في المتابعة بسبب ضعف الموارد في منطقة نيو إنغلاند الريفية، والقشة التي قصمت ظهر البعير كانت حل فرقة القضايا الباردة في المنطقة عام 2010 بسبب عمليات نقل في سلك الشرطة، كان الرقيب الأول جورج رادمور آخر محقق يعمل على القضية قبل أن تتم ترقيته وينتقل لسيدني.
بعد عام تولت فرقة القضايا الباردة شمال البلاد القضية بفريق يتكون من 4 محققين بقيادة الرقيب ستيفن ديفيس الذي استعان بتقنيات تحليل الحمض النووي وأعاد فحص كل أثاث مارغريت الذي تم استخراجه للحصول على بنك صغير من الحمض النووي لكنه لم يطابق أي عينة موجودة في قاعدة البيانات الوطنية.
تقنية علم الأنساب الجيني:
بعد خمس سنوات ونصف وتحديدا عام 2018، اعتقلت شرطة كاليفورنيا بالولايات المتحدة الأمريكية جوزيف جايمس دي آنجيلو بعد ربطه بجرائم منطقة جولدن ستايت وتم إثبات تورطه فيها بعد استخدام تقنية التحقيق في علم الأنساب الجيني وهي تقنية يتم من خلالها وضع الحمض النووي لمجرم مجهول في قاعدة بيانات عامة للحمض النووي للحصول على مطابقة مع أحد أفراد العائلة أو النسب ثم بناء شجرة العائلة من هناك حتى تقود للقاتل. هذه التقنية ألهمت المحققين في أستراليا الذين حاولوا تطبيق نفس الفكرة لحل ما يقارب 500 قضية باردة في البلاد لكن نظرا لقوانين الخصوصية العالية في أستراليا تعثرت هذه الفكرة كثيرا ولم تصل قط لقضية مارغريت.
ختاما:
بعد 3 عقود تبقى قضية مارغريت دون حل ويبقى الجاني حرا طليقا، مكافأة 100.000 دولار مازالت قائمة حتى اليوم لكن كل الظروف تشير إلى أنها ستبقى معلقة مثلها مثل الأسئلة العديدة التي تحيط بالقضية: ما هو الدافع خلف قتل مارغريت؟ ولماذا تم اختيارها هي تحديدا؟ وهل راقب القاتل المنزل فعلا أم هاجم بطريقة عشوائية؟ أسئلة تبقى دون إجابات.
المصادر:
يجب تسجيل الدخول لمشاهدة الروابط
reddit:r/unsolved mysteries: Who brutally murdered 84-year old Grandmother Margaret "Peggy" Howlett in her Singleton home on April 2 1994? After more than 27 years, the case remains cold.