- المشاهدات: 322
- الردود: 1
تشهد معظم دول العالم وخاصة الدول العربية مستويات قياسية من درجات الحرارة في ظل التغير المناخي المتسارع . ومن الملاحظ أن موجات الحر أصبحت أكثر شدة وتكراراً كل عام، وتستمر كذلك لفترة أطول مما كانت عليه في السابق . خلال درجات الحرارة المرتفعة ، يكون الناس أكثر عرضة للإصابة بالإرهاق الحراري وضربة الشمس، وهما شكلان من الأمراض المرتبطة بالحرارة والتي تحدث عندما لا يكون الجسم قادرًا على تبريد نفسه والتكيف مع ارتفاع حرارة الوسط.
ونتيجة لذلك، ارتفعت زيارات غرف الطوارئ بسبب الأمراض المرتبطة بالحرارة في الكثير من الدول، وفقًا لتقارير صادر عن الجهات الصحية المحلية . على الرغم من أن هذه الحالات خطيرة، إلا أنه يمكن الوقاية من الإنهاك الحراري وضربة الشمس، كما يقول الدكتور آدم بلومنبرغ ، طبيب طب الطوارئ في مستشفى نيويورك-بريسبيتيريان . يضيف الدكتور بلومنبرغ: "يجب أن يخرج الناس للاستمتاع بحياتهم وقضاء أشغالهم ، ولكن معرفة العلامات والأعراض أمر مهم . إن الاستعداد والوعي بحالة الطقس يمكن أن يساعد في منع يوم جميل من أن يصبح سيئًا."
أظهرت دراسة نشرت العام الماضي في مجلة nature medicine أن موجات الحر التي ضربت أوروبا في عام 2022 قد تكون مسؤولة عن 70 ألف حالة وفاة إضافية.
ما هي علامات وأعراض الإنهاك الحراري؟
أحد الأشكال الخفيفة من الأمراض المرتبطة بالحرارة هو الإنهاك الحراري heat exhaustion. قد يعاني الشخص من وهن و تعب شديدين ، وكأن جسده يطلب منه أخذ قسط من الراحة. قد تظهر أعراض الإنهاك الحراري فجأة أو تتفاقم مع مرور الوقت، وبخاصة عند ممارسة التمارين الرياضية لفترات طويلة.
تشمل العلامات الأخرى للإرهاق الحراري ما يلي:
التعرق الشديد
دوار وتشوش الرؤية
بشرة شاحبة ورطبة
نبض سريع وضعيف
الغثيان أو القيء
تقلصات عضلية مؤلمة
متى تحدث ضربة الشمس؟
في الحالات الشديدة، يتصاعد الإنهاك الحراري إلى ضربة الشمس، وهي أشد أشكال الأمراض المرتبطة بالحرارة. ضربة الشمس تهدد الحياة، أو يمكن أن تترك الشخص يعاني من مشاكل عصبية دائمة. أثناء ضربة الشمس، تبدأ أجهزة الأعضاء الرئيسية في التوقف عن العمل بسبب الحرارة.
يقول مركز السيطرة على الأمراض أن علامات ضربة الشمس التي يجب الانتباه إليها هي ارتفاع درجة حرارة الجسم إلى 40 درجة مئوية أو أعلى، والجلد الساخن المحمر،و زيادة سرعة نبضات القلب وسرعة التنفس. يمكن أن يعاني الشخص أيضًا من أعراض أخرى مثل الصداع والدوار والغثيان.
إحدى سمات ضربة الشمس هي عندما لا يعمل الدماغ بشكل صحيح ، قد يصبح الشخص المصاب بضربة الشمس مشوشًا، وغير مدرك لما يجري حوله، وقد يفقد القدرة على حماية نفسه أو حتى إخبار شخص ما بوجود مشكلة ما. إذا أصبح الأمر شديدًا، فقد يفقد المريض وعيه ويدخل في غيبوبة.
يمكن أن يكون التطور من الإنهاك الحراري إلى ضربة الشمس سريعًا. يمكن لأي شخص أن ينتقل من الشعور بأنه بخير نسبيًا إلى الشعور بالتوعك خلال بضع دقائق. إذا لم يتم علاج ضربة الشمس ولم تنخفض درجة حرارة جسم الشخص بسرعة، فقد يؤدي ذلك إلى الموت .
نصائح للوقاية من الأمراض المرتبطة بالحرارة
ليس من السهل دائمًا على الأشخاص معرفة متى يصابون بالجفاف أو ارتفاع درجة الحرارة، كما يقول الدكتور ألكسيس هالبيرن ، طبيب قسم الطوارئ في مستشفى نيويورك-بريسبيتيريان. "لهذا السبب، من المهم التفكير في هذه الأشياء مسبقًا والتخطيط لها، أو تجنب الخروج تمامًا في الطقس الحار."
-ساعد في تعويض السوائل المفقودة من جسمك عن طريق شرب كمية أكبر من الماء.
قم بشرب الماء والمرطبات بانتظام وقبل أن تشعر بالعطش.
-تناول وجبات خفيفة ومتوازنة مع الكثير من الفواكه والخضروات وخاصة البطيخ الذي يعتبر طعاما مثاليا في الصيف ومنعشا للغاية في الطقس الحار.
-حاول أن تقتصر التمارين الرياضية وأشكال المجهود الأخرى على فترات أكثر برودة من اليوم، إما في الصباح الباكر أو في المساء.
-لا تتردد في الحصول على استراحة إذا شعرت بالتعب أو الضعف أثناء ممارستك جهد فيزيائي.
-انتبه إلى أن بعض الأدوية قد تجعلك أكثر عرضة للجفاف ،استشر طبيبك حول أي منها يجب الانتباه إليه.
-احرص ارتداء قبعة وملابس ذات ألوان فاتحة.يمكن ضع مناشف مبللة على رقبتك للمساعدة في التغلب على الحرارة المرتفعة .
-إذا كانت درجة حرارة الهواء تتجاوز 35 درجة مئوية ، فقد تكون المراوح خيار غير فعالة في التبريد. حاول استخدم تكييف الهواء بدلا من ذلك.
- تجنب التواجد في الخارج أو التعرض المباشر لأشعة الشمس . حاول البقاء في الداخل، ويفضل أن يكون ذلك في بيئة مكيفة.
-قم بزيارة الطبيب أو طلب المساعدة إذا بدأت تشعر بالضعف الشديد، أو فقدان الوعي أو الشعور بالغثيان والاقياء، أو ضيق التنفس، والاحمرار الشديد، أو حدوث أي تغيير في الوعي الحالة العقلية، أو أي شيء آخر تشعر بأنه غير طبيعي أو مخيف.
"قال التلفزيون السعودي إن الحجاج واجهوا خلال أداء مناسك الحج الموسم الحالي درجات حرارة شديدة الارتفاع وصلت في الظل إلى 51.8 درجة مئوية، مما تسبب في وفاة عشرات الحجاج."
من هو الأكثر عرضة للإصابة بالأمراض المرتبطة بالحرارة؟
في حين أنه يمكن أن يحدث لأي شخص، إلا أن كبار السن والأطفال الصغار والأشخاص الذين يعانون من حالات الصحة العقلية والأمراض المزمنة هم في خطر متزايد . بالنسبة للأطفال الصغار، الذين ليس لديهم الكلمات اللازمة للتواصل بعد، قد يصبحون عصبيين بعض الشيء، ويبكون بشكل مفرط، وقد لا يتصرفون كالمعتاد. وبالطبع، إذا شعروا بالدفء الشديد، فيجب نقلهم إلى بيئة أكثر برودة. إذا كانوا يعانون من السبات العميق والنعاس المفرط، فيجب عليهم الحصول على تقييم طبي على الفور.
إذا كان شخص ما يتناول أدوية موصوفة، فما الذي يجب أن يأخذه في عين الاعتبار؟
تمتلك أجسامنا الكثير من الأنظمة التي تحافظ على قيم معينة مثل درجة الحرارة ومعدل ضربات القلب وضغط الدم ومعدل التنفس ضمن نطاق آمن ضيق. تعمل هذه الأنظمة مثل منظم الحرارة. على سبيل المثال، إذا شعرنا بالحرارة الشديدة، يرسل نظامنا العصبي إشارات إلى الغدد العرقية كما تبدأ الأوعية الدموية الموجودة على سطح الجلد في التوسع وتبديد المزيد من الحرارة. إذا شعرنا بالبرد الشديد، يمكن لنظامنا العصبي تفعيل منعكس الارتعاش.
يمكن أن تتداخل الكثير من الأدوية مع هذه الأنظمة. على سبيل المثال، مضادات الهيستامين (مثل ديفينهيدرامين) تقلل من التعرق، ويمكن أن تقلل مزيلات الاحتقان (مثل فينيليفرين) الإشارة التي توسع الأوعية الدموية. عادةً ما تسبب هذه الأدوية ذلك بشكل طفيف فقط، ولكن في المواقف التي يكون فيها الشخص قريبًا من الإصابة بمرض مرتبط بالحرارة ، يمكن للأدوية أن تشكل دافعاً لذلك.
تتضمن أمثلة الأدوية الموصوفة والمرتبطة بارتفاع درجة حرارة الجسم بعض مضادات الذهان وأدوية ضغط الدم وبعض مضادات الاكتئاب. يمكن أن يؤدي إيقاف بعض الأدوية بشكل مفاجئ أيضًا إلى زيادة خطر ارتفاع درجة حرارة الجسم بشكل خطير، في بعض الحالات.
إن ارتفاع درجة حرارة الجسم بشكل خطير بسبب الأدوية الموصوفة أمر نادر الحدوث ولكن يمكن أن يحدث. يعد التحدث مع طبيبك حول احتياطات السلامة طريقة رائعة للبقاء آمنًا. من غير الآمن إجراء تغييرات على الأدوية الموصوفة دون استشارة الطبيب.
