• المشاركة مفتوحة للجميع .. لا تتردد في نشر مقالك في القسم المناسب في منتدى الديوان.

  • اللّٰهُمَّ إِنِّي أَفْتَتِحُ الثَّناءَ بِحَمْدِكَ وَأَنْتَ مُسَدِّدٌ لِلصَّوابِ بِمَنِّكَ، وَأَيْقَنْتُ أَنَّكَ أَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ فِي مَوْضِعِ الْعَفْوِ وَالرَّحْمَةِ.

💢 حصري: الوحدة النازية لسرقة الآثار

💢 الموضوع يحتوي على محتوى حصري.

مرحبا ً بك في الــديــوان الإلكتروني

أهلا وسهلا بك زائرنا العزيز في الــديــوان الإلكتروني.

انظم إلينا و تمتع بتجربة رائعة, ستجد كل ما تبحث عنه.

التسجيل مجاني بالكامل

حقائق التاريخ
  1. الحرب العالمية الثانية
نظام ألمانيا النازية خلال الحرب العالمية الثانية لم يكن يهدف للقيام باجتياح عسكري وحسب لكنه أراد أيضا محو تاريخ أوروبا وبدأ عصر جديد تكون فيه الأيديولوجية النازية الماضي والحاضر والمستقبل، ولتحقيق هذا الهدف بأقصى قدر من الفعالية عمدت القيادة الألمانية إلى تأسيس فرقة الرايخسليتر روسنبرغ أو ERR بالانجليزية وRRT بالألمانية وهي فرقة كان هدفها الأساسي نهب وتدمير آثار المستعمرات التي سيطر عليها النظام النازي.



التأسيس:

ألفريد إرنست روسنبرغ. المفكر والفيلسوف النازي كان أول من طرح فكرة تأسيس مجموعة علمية وثقافية تعمل تحت لواء المدرسة المتقدمة لحزب العمال الاشتراكي الألماني. كان الهدف من المدرسة خلق أفراد نخبة تابعين للحزب الاشتراكي الألماني، وخطط روسنبرغ لبناء هيكل جديد وتاريخي للمدرسة على سواحل بحيرة cheimsee وجعله صرحا تاريخيا يجمع فيه كل التحف الأثرية التي تعبر عن الآيديولوجيات المعادية للنازية على غرار اليهودية والماسونية والشيوعية والديموقراطية، لكن خططه لبناء المدرسة توقفت بعد اندلاع الحرب العالمية الثانية. رغم الفشل في بناء المدرسة فإن مجموعة ERR مارست عملها بشكل طبيعي خلال فترة التوسع النازي وتم دمجها بعد اجتياح فرنسا مع فرقة الأمن الخاصة SS لتوسيع عمليات البحث عن الكتب والأراشيف والتحف الأثرية التي كانت تعود لليهود بالدرجة الأولى قبل أن يتم توسيع العمليات بعد فتح القنصلية الألمانية في باريس لتشمل كل المتعلقات التاريخية دون تحديد خلفيتها واستطاع روسنبرغ الحصول على موافقة هتلر للقيام ب:

  • مصادرة المخطوطات الأثرية والكتب من المكتبات الوطنية والأراشيف.
  • مصادرة أي عمل فني يعبر عن الثقافة اليهودية.
  • مصادرة القطع الأثرية التابعة للكنائس والمحافل الماسونية.
تم تقسيم فرقة عمل الرايخسليتر روسنبرغ إلى وحدات عملية صغيرة وتم نقل المقر الرئيسي من قنصلية باريس إلى برلين في الفاتح من مارس عام 1941 أين أصبحت جزءا من مكتب السياسة الخارجية الألمانية وركزت جهودها أساسا على سرقة التحف الأثرية المختلفة وضمها للمعاهد والمكتبات الألمانية، وقد شاركت الفرقة في عدد من العمليات التي هدفت من خلالها لسرقة وتدمير عدد معتبر من الممتلكات الأثرية والتاريخية والكتب كجزء من مخطط ألمانيا النازية لمحو تاريخ أوروبا.


ألفرد روسنبرغ (المصدر: ويكيبيديا)

العمليات:

بيلاروسيا:

تعرضت أكثر من مائتي مكتبة في بيلاروسيا، وخاصة مكتبة الدولة (المكتبة الوطنية الآن)، لأضرار لا يمكن إصلاحها أثناء الاحتلال. وقد قدر أحد العاملين بالمكتبة الوطنية، ت. روشتشينا، أن 83% من مجموعة المكتبة قد تم نهبها وتدميرها. بعد الحرب، تم العثور على حوالي ستمائة ألف مجلد من مجلدات المكتبة في ألمانيا وبولندا وتشيكوسلوفاكيا، وتمت إعادتها لاحقًا. ومع ذلك يبقى موقع حوالي مليون كتاب، بما في ذلك المجلدات المطبوعة النادرة والقديمة مجهولا حتى اليوم.



فرنسا:

اكتشف جورج إيبرت، الذي كان عضوًا في مكتب روزنبرغ للشؤون الخارجية، أن المحفل الماسوني الكبير في فرنسا وباريس تحديدا قد تم هجره. كان هذا أحد أهم المحافل الماسونية الكبرى في أوروبا. قام إيبرت بحراسة المبنى شخصيًا، بمكتبته ومتحفه وأرشيفه، حتى يتمكن من تسليمه إلى الجيش. وكانت هذه العملية أساسية لضمان استمرار عمل الفرقة وحصولها على مقر رئيسي في برلين.

كانت مكتبات التحالف الإسرائيلي العالمي (AIU) والمدرسة الحاخامية الفرنسية (SIF) على رأس قائمة المواقع الألمانية للنهب. قامت جامعة AIU ببناء مكتبة جديدة في عام 1937، بما في ذلك برج مرتفع مكون من ثمانية طوابق وغرفة للقراءة، وتضم 50 ألف كتاب. بحلول مارس عام 1940، تمت إزالة 647 صندوقًا من الكتب من مكتبات التحالف الإسرائيلي العالمي، و243 صندوقًا من الكتب من المدرسة الحاخامية الفرنسية. أشارت قائمة صادرة عن ERR بتاريخ مارس 1941 إلى أن 81 مكتبة قد تم نهبها في باريس وحدها، وتضمنت قائمة تكميلية لاحقة 30 مكتبة أخرى من المجموعات اليهودية والماسونية والاشتراكية والمهاجرة التي تم الاستيلاء عليها.



هولندا:

حصلت هولندا على مكتب فرعي للفرقة في العاصمة أمستردام. عام 1940، صادرت ERR جميع الممتلكات المملوكة للماسونيين، ومن بينها مكتبة كلوسيانا الشهيرة. تم شراء هذه المكتبة من قبل الأمير هندريك (1876–1934) (الدوق هنري مكلنبورغ شفيرين)، زوج الملكة فيلهيمينا (فيلهلمينا ملكة هولندا)، وقدمها إلى الماسونيين. احتوت المكتبة على معلومات مهمة وكتب عن السحر والتنجيم، والتي لم تكن متوفرة في أي مكان آخر في هولندا. تم إغلاق مكتبة المعهد الدولي للتاريخ الاجتماعي في أمستردام، وضمت الفرقة المبنى كاملا لمكاتبها. في يوليو عام 1940، تمت مصادرة مجموعة من الصحف المهمة جدًا للمعهد والمكتبة التي تضم حوالي 160 ألف مجلد. أبقى الألمان كل التحف المصادرة في أمستردام حتى شتاء عام 1944، عندما تم نقلها إلى ألمانيا في إحدى عشرة سفينة. فقد الأرشيف الدولي للحركة النسائية والذي تأسس في أمستردام عام 1935 مجموعته بأكملها بعد إغلاقه من قبل Sicherheitspolizei (شرطة الأمن) في يونيو عام 1940.



الاتحاد السوفياتي:

في مذكرة تعود لفايتشيسلاف م. مولوتوف، مفوض الشعب للشؤون الخارجية، مدونة بتاريخ 27 أبريل عام 1942 والتي قدمها أمام المحكمة العسكرية الدولية، تم تسجيل أن الألمان أحرقوا مكتبة تضم 40.000 مجلدًا تابعة لأحد القوات المسلحة. أقدم المكتبات الزراعية في اتحاد الجمهوريات الاشتراكية السوفياتية. كما تم تقديم البيان التالي إلى المحكمة العسكرية الدولية:

"لم يكن هناك حد لتدنيس المخربين الهتلريين للآثار والمنازل التي تمثل التاريخ والثقافة والفنون الأوكرانية. ويكفي أن نذكر، كمثال المحاولات المستمرة لإذلال الكرامة الوطنية للشعب الأوكراني، أنه بعد نهب مكتبة كورولينكو في خاركوف، استخدم المحتلون الكتب كرصيف للشارع الموحل من أجل تسهيل عملية مرور السيارات"

في منطقة بسكوف، تمت إزالة 1026 كتابًا من كتب الكنيسة من الكرملين (القلعة)، بما في ذلك مخطوطات من القرن السادس عشر إلى الثامن عشر وكتب مطبوعة من القرن السابع عشر. تمت إزالة ما يقرب من 35000 مجلد من معهد بسكوف التربوي، بما في ذلك 25000 عمل لعلماء روس. في نوفغورود كانت مكتبة المتحف التاريخي "المهجورة" تحتوي على دوريات نادرة مثل "Russkaia rech" المكتوبة عام 1880 وBibliograf المكتوبة عام 1860. ومن بين الكتب التي تمت إزالتها إصدارات فولتير التي تعود لعام 1785 وجان جاك روسو 1796. وإجمالاً، تم جمع 35000 مجلد. تمت إزالة إصدارات فريدة من علم الآثار، بما في ذلك 51 كتابًا عن تاريخ روسيا القديمة، من مكتبة نوفغورود للأستاذ الألماني إنجل. تمت إزالة المنشورات المتعلقة بعلم الأعراق وقد تم تنفيذ عمليات التخريب هذه بالتعاون مع مكتب الشرطة وقوات الأمن الخاصة وعدد من المكاتب الأخرى.


ضباط من الفرقة يتجولون بمدينة خاركوف. أوكرانيا (المصدر: ويكيبيديا)​


إضافة لهذه العمليات قامت الفرقة بتنفيذ عمليات نهب وتخريب أخرى في دول متفرقة مثل إيطاليا وتشيكوسلوفاكيا وبلجيكا واليونان أين استهدفت الفرقة المتاحف والمكتبات وقامت بتدمير عدد من الأماكن الأثرية التي تعود للحضارات القديمة في محاولة لطمس تاريخ هذه المناطق أو ضمه كجزء من تاريخ ألماني نازي مشترك.



ختاما:

الضرر الذي أحدثته فرقة الرايخسليتر روسنبرغ كان جسيما لحد كبير لكنه لم يكن كافيا تماما لمحو تاريخ قارة بأكملها، هذا لا يعني بتاتا أن النظام النازي كان سينهي تاريخ أوروبا وربما العالم في حالة فوزه بالحرب.


المصادر:

 
ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز) مطلوبة لاستخدام هذا الموقع. يجب عليك قبولها للاستمرار في استخدام الموقع. معرفة المزيد…