التعديل الأخير بواسطة المشرف:
قصص جاسوسية.
باروخ – 2 –
باروخ – 2 –
استيقظ السوريون ليعرفوا بخبر القبض أمين كامل ثابت الشخصية التي كانت ملأ السمع والبصر حتى أن البعض ذكر أنه كان مرشحًا بقوة لتولي وزارة الإعلام. لم يكن الرجل إلا إيلي كوهين, الجاسوس الإسرائيلي .
بعد محاكمة سريعة قامت السلطات السورية بإعدامه ووضع وتعليق جثمانه في ميدان عام في دمشق.
ولكم أن تتصورا وقع الخبر على باروخ مزراحي على الرغم من أن الرجلين لم يتقابلا وفي الغالب لم يكن هناك لدى إيلي كوهين ما يوصل السلطات السورية إلى باروخ مزراحي.
في نفس التوقيت تقريباً كانت السلطات المصرية قد ألقت القبض على الجاسوس الألماني الشهير وولفجانج لوتز عاشق الخيول والشهير بجاسوس الشمبانيا والذي كان يتجسس على العلماء الألمان الذين يعملون في المؤسسة العسكرية المصرية وخاصة في برنامج الصواريخ.
تواصل باروخ مع ضباط الموساد في أوروبا وهو في حالة هائلة من الرعب وقد أمروه بمغادرة سوريا على الفور,
حتى الآن لم تكتشف السلطات السورية أمر باروخ مزراحي لكنهم لا يعرفون ما قد يحدث في المستقبل.
استغرق الأمر من باروخ عشرة أيام حتى يدبر أمر خروجه من سوريا ويقوم بتدمير كل أدوات التجسس التي يملكها ويرتب أموره دون أن يثير الشك فيه وبالفعل غادر سوريا بهدوء ودون أن يتم كشف أمره.
*
عملية عيلبون.
ليلة رأس السنة عام 1965 كان الأراضي الفسطينية المحتلة على موعد مع حادث أمنى ضخم هز سلطات الإحتلال من الأعماق.
كانت سلطات الإحتلال قد بدأت تقوم بمشروعات مائية لسحب مياه نهر الأردن في شمال فلسطين المحتلة, في تلك الليلة تم تفجير المنشأة التي تقوم على تنفيذ المشروع وفي اليوم التالي أعلنت منظمة فتح الفلسطينية أن قوات العاصفة التي تمثل الجناح العسكري للمنظمة الفلسطينية قد تسللت إلى داخل فلسطين المحتلة وفجرت المنشأة وعادت أدراجها سالمة إلى داخل الأردن مع استشهاد مقاتل واحد فيها .
لم تفصح اسرائيل عن خسائر تلك العملية لكن الجانب الفلسطيني تحدث عن تحقيق أهدافها .
في ذلك الوقت أطلقت منظمة فتح وباقي منظمات المقاومة الفلسطينية الثورة ضد الإحتلال وكانت قيادة المنظمة لياسر عرفات.
في لبنان رجع مزراحي للتنكر في شخصية جمال يونس معلم اللغات وهناك بدأ يتحرك حول مكاتب منظمة التحرير الفلسطينية ويجمع المعلومات عن ياسر عرفات وأعضاء المنظمة.
لم تستمر مهمة باروخ في لبنان إلا شهر واحد تقريبًا ولكن قبل مغادرته لبنان يبدو أن السلطات اللبنانية شكت فيه فقامت باحتجازه للاستجواب.
لكن الرجل صمد في روايته عن كونه جمال يونس معلم اللغات .
لم يكن لدى السلطات اللبنانية ضده أي شيء إلا مجرد شكوك ويبدو أنها لم تثبت منها شيء لذلك تم إطلاق سراحه وعاد مرة أخرى إلى اسرائيل.
*
ويبدو أن الموساد كان يصر على استغلال ضابطه البارع في أخطر المهمات , هذه المرة كانت المهمة مختلفة في كل شيء عما سبق.
لكن قبل الحديث عن المهمة هناك معلومة يجب توضيحها...
بعد نهاية الحرب العالمية الثانية بهزيمة ألمانيا وبعد الإعلان عن قيام دولة الإحتلال في فلسطين المحتلة بدأت السلطات الإسرائيلية عملية طويلة الأجل لإصطياد الضباط والقادة الألمان الذين شاركوا في تعذيب اليهود في معسكرات النازية فيما أطلقوا عليه الهولوكوست.
كان أغلب الفارين من الألمان قد توجهوا إلى أمريكا الجنوبية وكان عملاء الموساد هناك ينشطون بشدة .
في أواخر العام 1965 وفي عاصمة دولة بنما دخل شابين الى السفارة الإسرائيلية وطلبا مقابلة السفير لسبب طاريء.
اسم واحد ذكره الشابين لموظف الإستقبال في السفارة جعله يبلغ السفير على الفور وخلال دقائق كان السفير يجلس مع الشابين لخطورة وأهمية ما لديهما.
في المقابلة ذكر الشابين أنهما رأيها رجل يشبه تمامًأ القائد الألماني الشهير جدًا هملر.
قال الشابين أنهما يعرفا هملر من خلال صورة له رأياها في الصحف البنمية.
وخلال وقت قصير جدًا كانت تلك المعلومة في مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي لكن السؤال هو :
من هو هملر وما أهميته عند اسرائيل ؟
يعتبر هملر واحد من قائمة تضم أهم عشر شخصيات تبحث عنهم المخابرات الإسرائيلية في كل مكان في العالم .
كان الرجل قائدًا للجستابو والإسم اختصار لعبارة الشرطة السرية في ألمانيا النازية،
اسمه هاينريش هيملر،يتهمه اليهود بأنه من اتخذ القرار وأشرف على عمليات إبادة المدنيين اليهود في معسكرات الموت الألمانية.
لذلك كان مجرد ذكر الإسم كفيلًا بقيام الموساد بإرسال مجموعة من أهم وأبرع ضباطه إلى بنما لتتبع الرجل.
وكان من ضمن تلك المجموعة كان هو...
باروخ ذكي مزراحي.
والسؤال الآن هو :
هل كان الرجل هو بالفعل هملر ؟ وهل تمكن باروخ ومن معه من إلقاء القبض عليه؟
يتبع..
أحمدعبدالرحيم.
التعديل الأخير بواسطة المشرف: