التعديل الأخير بواسطة المشرف:
لغز البيت المرصود (3)
ورغم ذلك فقد كان ديريك لديه شك كبير في مايكل لانجفورد لدرجة أنه حاول اختباره فأرسل له خطابًا يعلن أنه سوف يقوم بهدم المنزل وانتظر رد الفعل لكن شيئًا لم يحدث.
استدعت الشرطة الأسرة مرة أخرى وحققت معهم دون نتيجة.
كان من ضمن من لجأ ديريك إليهم في القضية محقق فيدرالي سابق مشهور بعبقريته لدرجة أن شخصية المحققة "كلاريس ستارلينج" في الفيلم الأشهر " صمت الحملان قد استوحت منه ,
كان الرجل زميل لديريك في المدرسة الثانوية.
" دافيء رطب اليوم" كما لاحظ مهارة أدبية في صياغة العبارات مما يشير إلى شخص مثقف.
ذكر المحقق أيضًا أنه ربما تأثر المراقب بشخصية " المراقب" في الفيلم البوليسى الشهير والذي يحمل نفس الإسم بطولة النجم كيانو ريفز.
استند المحقق في ذلك الرأي على رسالة من المراقب:
" المنزل يبكي من الألم الذي يمر به. لقد قمت بتغييره. أنت تسرق تاريخه . إنه يبكي على الماضي وما كان عليه الحال في الوقت الذي تجولت فيه في قاعاته .
كانت ستينيات القرن العشرين وقتا جيدا ل 657 بوليفارد عندما ركضت من غرفة إلى أخرى متخيلا الحياة هناك. كان المنزل مليئا بالحياة ودماء الشباب.
ثم أصبح قديما وكذلك أصبح والدي عجوزًا. لكنه ظل يراقب حتى يوم وفاته. والآن أشاهد وأنتظر اليوم الذي سيكون فيه الدم الشاب لي مرة أخرى."
أوصى المحقق بالبحث خلف مدبرات المنزل السابقات وأحفادهن.
بدأت ماريا برودوس ترى أحلامًا مفزعة متعلقة بالبيت والمراقب.
في إحدى الليالي ، استيقظت على حلم شبه حي بشكل خاص عن رجل يعيش في مكان قريب.
قالت ماريا: "كان يحمل مذراة وينادي الأطفال فذهبوا إليه ولم أستطع الوصول إليهم في الوقت المناسب".
بدأت تعتقد أن أي شخص حولهم تقريبًا يمكن أن يكون المراقب ، مما جعل الحياة اليومية تبدو وكأنها تبحر في متاهة من التهديدات.
بحثت في وجوه المتسوقين في المركز التجاري لمعرفة ما إذا كانوا ينظرون بغرابة إلى أطفالها وقضت ساعات في البحث على جوجل عن أي شخص بدا مشبوها.
بالنظر لما وصلت له التحقيقات في باقي الحي, اكتشف المحقق وجود اثنين من المتهمين بالإعتدائات الجنسية على الأطفال في الحي.
ولكن بحلول نهاية عام 2014، كان التحقيق قد توقف.
لم يترك المراقب أي أثر رقمي ، ولا بصمات أصابع ، ولا طريقة للوصول إليه
"كان الأمر أشبه بمحاولة العثور على إبرة في كومة قش"
هذا ما قاله سكوت كراوس ، الذي ساعد في التحقيق في القضية لمكتب المدعي العام لمقاطعة يونيون.
في ديسمبر ، أخبرت شرطة ويستفيلد عائلة برودوس أن خياراتها قد نفدت.
لكن ديريك لجأ لوسيلة أخرى ..
فقد عرض الرسائل على رجل دين والذي وافق على مباركة المنزل.
تم الانتهاء من تجديدات 657 بوليفارد، بما في ذلك نظام إنذار جديد ، في غضون بضعة أشهر.
لكن فكرة الانتقال ملأت آل برودوس بقلق ساحق.
هل يمكنهم السماح لأطفالهم باللعب في الخارج أو الحصول على أصدقاء؟
هل سيحصلون على خطاب جديد كل أسبوع؟
قام ديريك بإحضار كلاب حراسة شرسة مدربة كما نشر طلب لوظيفة على موقع نت للمحاربين القدامى :
"كل ما عليك فعله هو التمرين في الفناء الخلفي كل يوم"
- لكن آل برودوس لم يشتروا 657 بوليفارد ليشعروا بأنهم يعيشون في قلعة حصينة, لابد لهم من الحياة وسط الناس ومخالطتهم.
كانت ماريا تعارض الإقامة في المنزل فسألت ديريك : ما الذي أنت على استعداد للمخاطرة به؟ لن نعرض أطفالنا للخطر.
جاءت رسالة أخرى من المراقب:
"657 بوليفارد ينقلب علي. لا أفهم لماذا. ما التعويذة التي ألقيت عليها؟ اعتاد أن يكون صديقي والآن هو عدوي.
أنا مسؤول عن 657 بوليفارد. إنه ليس مسؤولا عني.
سأكون صبورا وأنتظر أن يمر هذا وأن تعيد الدم الشاب إلي 657 بوليفارد يحتاج إلى دماء شابة.
إنه يحتاجك. عُدّ. دع الدم الشاب يلعب مرة أخرى كما فعلت من قبل.
دع الدم الشاب ينام في 657 بوليفارد. توقف عن تغييره واتركه وشأنه."
كان آل برودوس قد باعوا منزلهم القديم والآن لا يستطيعون الانتقال للمنزل الجديد لذلك أقاموا مؤقتًا عند أهل الزوجة ماريا وفي الأثناء كان ديريك يدفع أقساط وضرائب ومصروفات المنزل الجديد.
لم يخبر آل برودوس إلا عدد قليل من الأصدقاء ولذلك بدأت الأقاويل تتناثر حول عدم انتقال الأسرة للمنزل, بعضها تحدث عن طلاق ومشاكل أسرية.
أصبح الموضوع كله يسبب ضغوط نفسيه وبدنية هائلة على ديريك وماريا لدرجة أنهما بدءا يزورا طبيب نفسي ويتناولا الأدوية.
نصح المعالج الأسرة ببيع المنزل.
بعد ستة أشهر من بداية الرسائل قرر آل برودوس بالفعل عرض المنزل للبيع.
في البداية أضافوا تكلفة التجديدات التي قاموا بها إلى السعر وعرضوه لكن يبدو أن شائعات تناثرت هنا وهناك في مجتمع نيو جيرسي حول بقاء المنزل بدون سكان في تلك الفترة وبالطبع تحدث البعض عن الرسائل والمراقب مما أدى لعدم بيع المنزل رغم أن الأسرة قامت بتخفيض السعر لبيعه بخسارة مالية ولكن المنزل لم يباع.
*في ظل تلك الحالة من الإحباط بدأ آل برودوس يفكرون في آل وودز الذين اشتروا منهم المنزل, لو أنهم قد حذروهم بما يكفي لما اشتروه من البداية لكن آل وودز قالوا أنهم لم يشعروا بوجود اي شخص يراقبهم.
وصلت القصة لمحطات الأخبار وكان ذلك تحولاً كبيرًا في الموضوع...
في البداية تحدث المذيع تامرون هول في برنامج " عرض اليوم " عن المنزل مبرزًا بعض الخطابات التي جاءت من المراقب.
ورغم أن آل برودوس حاولوا إغلاق القضية أمام الإعلام إلا أن القصة انتشرت على نطاق واسع.
بعد وقت قصير خيمت شاحنات الأخبار في 657 بوليفارد .
تلقت عائلة برودوس أكثر من 300 طلب إعلامي ، ولكن بنصيحة من مستشار إدارة الأزمات قرروا عدم التحدث علنا لتجنيب أطفالهم المزيد من الاهتمام.
أخلوا ويستفيلد وذهبوا إلى منزل صديق على الشاطئ.
(لم يجدوا الكثير من السلام هناك فقد أصيب جد ماريا بنوبة قلبية ،بينما عانى الصديق الذي كانوا يقيمون معه من نوبة صرع كبيرة).
في النهاية ، جلس ديريك وماريا مع أطفالهما لشرح السبب الحقيقي لعدم انتقالهم إلى منزلهم.
كان لدى الأطفال الكثير من الأسئلة. لخص ديريك الأمر بالقول:
"مدينتنا ليست آمنة كما تعتقد ، وهناك بعبع مهووس بنا."
في ويستفيلد كان الناس على حافة الهاوية...
حالة من الذعر والقلق الرهيب سادت بين الأهالي الذين لم يسمع أغلبهم عن القضية كلها الا من خلال وسائل الإعلام.
في ظل تلك الفوضى الكبيرة التي حدثت في المدينة بسبب تسليط الآعلام بشكل مكثف على بوليفارد 657 قامت الشرطة بتكليف محقق مخضرم اسمه بارون شامبليس بالتحقيق في القضية.
وبالفعل بدأ الرجل تحقيقاته وكان من ضمنها أن طلب اجراء اختبارات الحمض النووي على الرسائل .
وبالفعل تم له ما أراد وجاء اختبار الحمض النووي على أحد المظاريف بمفاجأة كبيرة جدًا غيرت مسار التحقيقات كلها.
يتبع.
أحمدعبدالرحيم.
التعديل الأخير بواسطة المشرف: