• المشاركة مفتوحة للجميع .. لا تتردد في نشر مقالك في القسم المناسب في منتدى الديوان.

  • اللّٰهُمَّ إِنِّي أَفْتَتِحُ الثَّناءَ بِحَمْدِكَ وَأَنْتَ مُسَدِّدٌ لِلصَّوابِ بِمَنِّكَ، وَأَيْقَنْتُ أَنَّكَ أَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ فِي مَوْضِعِ الْعَفْوِ وَالرَّحْمَةِ.

💢 حصري: الفيلق الهندي في الحرب العالمية الثانية

💢 الموضوع يحتوي على محتوى حصري.

مرحبا ً بك في الــديــوان الإلكتروني

أهلا وسهلا بك زائرنا العزيز في الــديــوان الإلكتروني.

انظم إلينا و تمتع بتجربة رائعة, ستجد كل ما تبحث عنه.

التسجيل مجاني بالكامل

حقائق التاريخ
  1. الحرب العالمية الثانية
كنا قد تحدثنا في مقال سابق بعنوان "وحشية الجيش الكندي في الحرب العالمية الأولى" عن مشاركة الفيلق الكندي التاريخية في الحرب العالمية الأولى وإخفاء جرائمه من قبل المؤرخين خاصة بالنظر للتكتيكات الخطيرة التي إستعملها خلال تلك الفترة للظفر برؤوس أعداءه بأي طريقة كانت، لكن الجيش الكندي لم يكن الجهة العسكرية الوحيدة التي لم تنل حقها من صفحات التاريخ إذ نجد أن الفيلق الهندي قد تم تقزيمه من قبل المؤرخين رغم مشاركته في عدد من المعارك.


فكرة التأسيس:
يوم الخامس عشر من أغسطس عام 1947، أنتهى رسميا الحكم البريطاني للهند والذي دام 150 عاما بفضل الجهود الاستثنائية للمهاتما غاندي الذي اتبع سياسة "اللاعنف" في كفاحه ضد الاستعمار البريطاني، ورغم أن فكر المهاتما غاندي أثبت نجاعته إلا أنه كان غير تقليدي لحد كبير فالقوى الاستعمارية كانت وحشية في تعاملها داخل المستعمرات والرصاص كان السبيل الأمثل للحرية. شوبهاز شاندرا بوز كان من الناشطين الذين رفضوا فكر غاندي إذ عُرف عن الأخير أنه كان وطنيا متطرفا وناشطا حاول تكريس مبدأ استعادة الأرض بالقوة، حتى أنه استعان بأدولف هتلر شخصيا لتشكيل كتيبة عسكرية لتحرير الهند من الحكم الاستعماري.


رغم أن بوز كان مناضلا سياسيا بالدرجة الأولى إلا أن بريطانيا اعتبرته كخطر وألقت القبض عليه بعد اندلاع الحرب ووضعته تحت الإقامة الجبرية، لكن الأخير استطاع الهروب في يناير عام 1941 وشق طريقه عير أفغانستان إلى الإتحاد السوفياتي، بمساعدة من جهاز المخابرات العسكرية الألمانية، استطاع بوز الفرار للاتحاد السوفياتي للحصول على المساعدة.


بعد وصوله لموسكو لم يتلقى بوز الدعم الذي كان يتوقعه لتشكيل كتيبة عسكرية تقود انتفاضة في الهند. كان السوفيات في موقف صعب جيوسياسيا ولم يرغبوا في كسر أي تحالف محتمل مع العدو في حال غزو ألمانيا، لكن السفير الألماني في موسكو فون دير شولينبرغ كان مهتما بفكرة بوز ورتب لرحيل بوز إلى برلين. وصل الأخير في بداية أبريل عام 1941 والتقى بوزير الخارجية يواكيم فون ريبنتروب ولاحقا بأدولف هتلر في برلين، وناقش معه فكرة تشكيل فيلق عسكري مكون من الطلبة الهنود في ألمانيا وسجناء الحرب المسجونين في المعتقلات الألمانية والذين قاتلوا لصالح الجيش البريطاني. وأنشأ بوز من ألمانيا مركز الهند الحرة وراديو آزاد هند الذي وصل لعشرات الآلاف من الهنود تمهيدا للإعلان عن جيش هندي- ألماني مشترك سيزحف لتحرير البلاد.



التأسيس الفعلي:
في سجلات الحرب العالمية الثانية، تعود نشأة الفيلق الهندي إلى ساحات القتال القاحلة في المكيلي بليبيا. وسط فوضى الصراع في طبرق، وجد أسرى الحرب الهنود أنفسهم مدفوعين إلى الصراع في الطرف الآخر من العالم. تم نقل كادر مختار مكون من 27 أسير حرب إلى برلين من قبل القوات الألمانية في مايو 1941. وكانت هذه اللحظة المحورية بمثابة نقطة تحول في خطة شاندرا بوز. نقل عدد كبير من أسرى الحرب الهنود من السيطرة الإيطالية (ليبيا كانت مستعمرة إيطالية) إلى السيطرة الألمانية وتضخمت صفوف الفيلق. وفي نهاية المطاف، وجد أكثر من 10.000 سجين أنفسهم في معسكر أنابورغ، ولأول مرة رأى بوز حلمه أمامه عينيه. نقلت السلطات الألمانية 300 متطوع، من أسرى الحرب والمغتربين الهنود في ألمانيا، إلى معسكر فرانكنبرج بالقرب من كيمنتس. مهمتهم: التدريب وإلهام الرفاق الجدد لتبني القضية.


شعار الفيلق (المصدر: ويكيبيديا).

مع تضخم أعداد أسرى الحرب المنضمين، تم نقل الفيلق إلى كونيغسبروك لمزيد من التدريب. تم إصدار الزي الرسمي الخاص بهم لأول مرة في كونيغسبروك والذي كان مشابها لزي الجيش الألماني مع إختلاف في الشعار الذي كان على شكل نمر هندي قافز وبشعار فيلدجراو باللغة الألمانية. تم الإعلان عن تشكيل الجيش الوطني الهندي من قبل وزارة الدعاية الألمانية في يناير 1942. ومع ذلك، لم يؤدي الجيش القسم حتى 26 أغسطس 1942، باعتباره الفيلق الهندي الحر للجيش الألماني. بحلول مايو 1943، تضخمت الأعداد، وساعد في ذلك تجنيد المغتربين الهنود كمتطوعين.


بشكل عام، كان هناك حوالي 15000 أسير حرب هندي في أوروبا، تم احتجازهم بشكل أساسي في ألمانيا بحلول عام 1943. بينما ظل البعض موالين للملك الإمبراطور وعاملوا بوز والفيلق بازدراء، كان معظمهم على الأقل متعاطفين إلى حد ما مع قضية بوز. لم يكمل عدد كبير من السجناء تدريبهم لأسباب وظروف مختلفة. وكان الحد الأقصى لحجم الفيلق 4500 جندي.


كان شوبهاز شاندرا بوز يعلم جيدا أن فيلق الهند الحرة لن يكون جيشًا كافيًا أو قويًا بما يكفي للقيام بحملة فعالة عبر بلاد فارس إلى الهند بمفرده. وبدلاً من ذلك، كان من المقرر أن يصبح الفيلق كتيبة استطلاع كجزء من الجيش الهندي-الألماني.


الفيلق في ساحة المعركة:
بعد هزيمة ألمانيا في أوروبا في ستالينغراد وفي شمال أفريقيا في العلمين، أصبح من الواضح أن هجوم المحور عبر بلاد فارس أو حتى الاتحاد السوفيتي كان غير مرجح. سافر بوز إلى الشرق الأقصى، حيث تمكن الجيش الوطني الهندي من الاشتباك مع الحلفاء إلى جانب الجيش الياباني في بورما، وفي شمال شرق الهند. اتخذت القيادة العليا للبحرية الألمانية في ذلك الوقت قرارًا بنقل جزء كبير من القيادة وجزء من فيلق الهند الحرة إلى جنوب آسيا، وفي 21 يناير أصبحوا رسميًا جزءًا من الجيش الوطني الهندي. ومع ذلك، ظلت معظم قوات الفيلق الهندي في أوروبا خلال الحرب ولم يتم استخدامها مطلقًا في دورها المخطط له في الأصل وهو تحرير الهند.



جنود من الفيلق مع العلم (المصدر: ويكيبيديا).

تم نقل الفيلق إلى زيلاند في هولندا في أبريل 1943 كجزء من استراتيجية الجدار الأطلسي وبعد ذلك إلى فرنسا في سبتمبر 1943، وتم إلحاقه بفرقة المشاة 344 ولاحقًا بفرقة المشاة 159 في الفيرماخت من بيفيرلو في بلجيكا، تم إعادة تعيين الكتيبة الأولى إلى زاندفورت في مايو 1943 حيث مكثوا حتى أعفاهم الفيلق الجورجي في أغسطس. في سبتمبر 1943، تم نشر الكتيبة على ساحل بوردو الأطلسي على خليج بسكاي وانتقلت الكتيبة الثانية من بيفرلو إلى جزيرة تيكسل في مايو 1943 وبقيت هناك حتى ارتاحت في سبتمبر من ذلك العام. ومن هنا، تم نشرها في Les Sables-d'Olonne أو رمال أولون في فرنسا. بقيت الكتيبة الثالثة في أولديبروك كاحتياطي للفيلق حتى نهاية سبتمبر 1943، حيث اكتسبت سمعة "جامحة وكريهة" بين السكان المحليين وتم تكليفها بعد اجتياح الحلفاء لشواطئ نورماندي باعتقال وسجن الفرنسيين المعارضين لكنها فشلت في ذلك.


ختاما:
مع هزيمة الرايخ الثالث الوشيكة في مايو 1945، سعى ما تبقى من الفيلق الهندي المتمركز في ألمانيا إلى البحث عن ملاذ في سويسرا المحايدة. قاموا بمسيرة يائسة لمسافة 2.6 كيلومتر على طول شواطئ بحيرة كونستانس، في محاولة لدخول سويسرا عبر ممرات جبال الألب لكنهم فشلوا بسبب صعوبة الطريق وتم القبض عليهم من قبل القوات الأمريكية والفرنسية وتم تسليمهم إلى القوات البريطانية والهندية في أوروبا. هناك بعض الأدلة على أن بعض الجنود الهنود قُتلوا بالرصاص على يد القوات المغربية الفرنسية في بلدة إيمنشتات بعد الاستيلاء عليها، قبل أن يتم تسليمهم إلى القوات البريطانية. تم لاحقًا شحن القوات التي تم أسرها إلى الهند، حيث حوكم عدد منهم بتهمة الخيانة لكن الأحكام كانت مخففة بعد ضغط جماهيري واسع.


المصادر:





 

Sally

★مـشـرف خـاص★
الإشراف
النشاط: 100%
تعليق

تقي الدين

✯مــشــرف عـام✯
الإشراف
التدقيق والتقييم
قضايا وألغاز
النشاط: 100%
  • ✒ ناشر الموضوع ✒ ناشر الموضوع
تعليق
ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز) مطلوبة لاستخدام هذا الموقع. يجب عليك قبولها للاستمرار في استخدام الموقع. معرفة المزيد…