التعديل الأخير بواسطة المشرف:
الحضارة المصرية القديمة
- المومياء الصارخة.
- المومياء الصارخة.
ليس لديك إذن لعرض المحتوى المخفي.
يجب تسجيل الدخول لعرض المحتوى المخفي. تسجيل الدخول.
يجب تسجيل الدخول لعرض المحتوى المخفي. تسجيل الدخول.
في المتحف المصري في قلب القاهرة وبالتحديد في قاعة المومياوات ومن بين الكثير من المومياوات التي تم العثور عليها في مختلف مناطق مصر توجد واحدة مختلفة , مميزة بشدة.
يقوم الزائر للقاعة بالتنقل بين المومياوات المختلفة مبديًا اعجابه ودهشته وذهوله بذلك الفن وتلك العبقرية في التحنيط التي جعلت المومياوات تبدو بتلك الحالة الممتازة رغم مرور آلاف السنوات على موت وتحنيط صاحبها لكن المرء يتوقف أمام تلك المومياء ويدور حولها وهو في حالة تامة من الذهول والخوف.
ليس لديك إذن لعرض المحتوى المخفي.
يجب تسجيل الدخول لعرض المحتوى المخفي. تسجيل الدخول.
يجب تسجيل الدخول لعرض المحتوى المخفي. تسجيل الدخول.
نعم الخوف إن لم يكن الرعب فالحالة التي تبدو عليها المومياء مريعة بحق,
لذلك أطلقوا عليها اسم : المومياء الصارخة .
-مومياء "الرجل الصارخ"او كما أطلقوا عليها " مومياء الرجل المجهول " هي مومياء عثر عليها الأثريين أثناء تنقيبهم عن الآثار في صعيد مصر وبالتحديد في خبيئة الدير البحري الملكية.
المومياء تبدو في حالة مخيفة , ملامح الوجه وفغرة الفاه بتلك الطريقة تدل على عذاب أليم عاناه الرجل وكأن صاحبها رأى الشيطان نفسه أوعانى ويلات الجحيم قبل موته - الذي من المؤكد أنه غير طبيعي –
عند العثور على تلك المومياء ظل العلماء والأثريين في حالة من الحيرة لمدة طويلة حيث لم يكن هناك ما يدل على هوية الرجل لفترة كبيرة حتى ظهر مشروع "المشروع المصري للمومياء " والذي تتم من خلاله دراسة المومياوات بطرق حديثة لمعرفة هويتها وكل المعلومات الممكنة عنها .
حددت الدراسات العلمية أن مومياء الرجل الصارخ تعود للأمير " بنتاؤر" وهو أحد أبناء الملك
" رمسيس الثالث" من أسرة الرعامسة كما كشفت الدراسات ظروف موت الأمير.ما هي إذًا مؤامرة الحريم تلك؟
*
عرف العلماء بقصة مؤامرة الحريم من خلال بردية مصرية أطلق عيلها اسم " بردية مؤامرة الحريم" ذكرت البردية أن الأمير بنتاؤر قام بالتعاون مع بعض زوجات الملك رمسيس الثالث وبعض قادة في الجيش وبعض الجنود وأحد السحرة لقتل الملك.
قام بنتاؤر بإدخال تمثال من الشمع يمثل الملك نفسه مشبع بالسحر الأسود إلى الملك مما أدى لإصابة الملك بالشلل المؤقت وعدم القدرة على التحرك أو الكلام وكان بنتاؤر قد مهد الطريق لتسلل بعض القتلة المشاركين في المؤامرة إلى غرفة الملك فقاموا بطعنه بآلات حادة حتى مات.
لكن البردية لا تظهر ما إذا كان الملك قد مات على الفور أم لا كما أنها لا تظهر جانب كبير من محاكمات المتورطين فيها , هناك فقط إشارات وجمل جاءت في البردية تتحدث عن "انقلاب المركب الملكى" كما تم الإشارة لرمسيس الثالث باعتباره " الإله العظيم" .
فحص مومياء الملك نفسه أظهرت انه مات في الستين من عمره كما كان يعاني من التهاب المفاصل لكن الملك لم يمت نتيجة لتقدمه في السن لكن الدارسين وجدوا طعنة غائرة في رقبته من الخلف بآلة حادة كبيرة.
وصلت الطعنة الغائرة إلى الفقرة السابعة من فقرات الظهر وأدت إلى قطع جميع الأوعية الموجودة في منطقة الرقبة بما فيها البلعوم والقصبة الهوائية.
وجدت مومياء الملك رمسيس الثالث ومعها بعض التمائم الملكية الهامة ومن ضمنها تميمة تمثل عين حورس تم وضعها على مكان الجرح كما كان هناك أربعة تمائم أخرى تم وضعها بداخل الكتان تمثل أبناء حورس الأربعة لحماية الملك في الحياة الآخرة.
تم اعدام الساحر والقتلة في السوق وسط الجماهير ليكونوا عبرة للآخرين بينما لا يعرف ما حدث للنساء المشاركات في المؤامرة, أما الأمير بنتاؤر نفسه فقد حكموا عليه بالموت بالإجبار على الإنتحار شنقًا.
وحتى بعد موته لاقى جسده أسوء معاملة فقد عوقب بعدم التحنيط على الإطلاق بل تم تجفيف جسده في ملح وادي النطرون ثم صب الراتنج داخل فمه المفتوح.
كما تم لف جسده في جلد الماعز بدلًا من لفه في الكتان الابيض الفاخر مثل كل المومياوات الملكية مما يشير إلى كونه نجسًا وأن مصيره – حسب المعتقدات المصرية القديمة – سوف يكون العذاب في الجحيم وقد أظهر فحص مومياء بنتاؤر إلى وجود آثار شنق على رقبته كما أن المومياء كانت مقيدة من اليدين الرجلين بحبال من جلد الماعز.
هناك بعض الغموض مع وجود نصوص مفقودة في بردية " مؤامرة الحريم " أدى إلى الكثير من النقاشات والخلاف بين العلماء حول ما حدث بالضبط في تلك المؤامرة لكن المؤكد أن المومياء الصارخة تعود للأمير بنتاؤر ابن الملك رمسيس الثالث.
تمت.
تحياتي..
أحمدعبدالرحيم.
التعديل الأخير بواسطة المشرف: