التعديل الأخير بواسطة المشرف:
رسالة الشياطين. 2
سجاح التميمية .
••••••••••••••••••••••••••••••••••••••سجاح التميمية .
ولكن ما حدث عقب وفاة النبي صلى الله عليه وسلم أن أغلب بنو تميم ارتدوا عن الإسلام، وكان فيهم امرأة أعلنت تنبؤها وهي ... سُجَاح بنت الحارث التميمة تنتمي إلى بني يربوع من قبائل بني تميم.
كانت المرأة تجيد الشعر فصيحة اللسان مما جعلها تقود قومها
وبدافع من الغيرة من قريش ومن سيطرة الإسلام على الجزيرة العربية أعلنت أن الوحي يتنزل عليها وأنها أصبحت نبية،
اجتمع حولها قومها فعزمت على غزو المدينه المنورة وحرب الخليفة أبو بكر الصديق وامتنع قومها عن أداء الزكاة إليه.
كان بنو يربوع قومها قد انضموا إليها بقيادة مالك بن نويرة ودخلوا فى حروب مع قبائل أخرى من بنو تميم وكانت دعوتها قد زادت حدة الخلافات بين قبائل بنو تميم المتناحرة من الأصل فيما بينها لأسباب سياسية وسيادية.
قررت سجاح أن تقوم بغزو اليمامة في الوقت الذي كان فيه مسيلمة الكذاب منهمك في حروب داخلية مع قبائل مجاورة وكذلك كان يتأهب لملاقاة جيش المسلمين بقيادة خالد بن الوليد القادم لقتاله.
ولذلك لم يواجهها مسيلمة ولكنه فضل أن يهادنها وبالفعل قام بلقائها واتفقا على توحيد جيوشهم لغزو مقر الخلافة الإسلامية والقضاء عليها، نتج عن هذا الاتفاق زواج مسيلمة من سُجَاح.
ومن طرائف هذا الزواج أن جعل الكذاب صداقها إسقاط صلاتين مما فرض محمد صلى الله عليه وسلم على المسلمين وهما صلاة الفجر وصلاة العشاء عن قومها بنو تميم.
أقامت سُجَاح في اليمامة ثلاثة أيام ثم عادت إلى قومها بجيشها مؤقتًا ،
وعقب ذلك كان جيش المسلمين قد وصل إلى اليمامة وقامت معركة تُعد الأهم في تاريخ الدولة الإسلامية وهي معركة اليمامة.
كان أبو بكر الصديق رضي الله عنه يعرف بنية المرتدين والناقمين على الإسلام من العرب بغزو المدينة المنورة فقام بتحصينها جيدا بوضع فرق عسكرية في كل مداخل المدينه لحراستها ليل نهار بقيادة علي بن أبي طالب والزبير بن العوام وطلحة بن عبيد الله وعبد الله بن مسعود رضي الله عنهم جميعا.
أرسل أبو بكر إلى القبائل العربية التي بقيت على الإسلام أن توافيه إلى المدينة المنورة وبالفعل جاءت وفود المسلمين فأقام الصديق معسكرا لهم شمال المدينه وقام بتجهيز الجيوش الإسلامية لقتال المرتدين.
أرسل أبو بكر الصديق جيشين من جيوش المسلمين لقتال مسيلمة وبنو حنيفة وكان مسيلمة الكذاب قد جمع جيشاً عظيماً من بنو حنيفة الذين ارتدوا جميعا عن الإسلام واتبعوه إلا قلة قليلة هربت منهم.
على رأس أحد الجيوش كان عكرمة ابن أبي جهل رضي الله عنه وعلى رأس الآخر كان شرحبيل بن حسنة رضي الله عنه. وكل جيش منهما حوالى ثلاثه آلاف مقاتل بينما كان جيش مسيلمة حوالي مائة ألف مقاتل، تعجل عكرمه القتال قبل وصول الإمداد له فدخل في حرب كانت نتيجتها هزيمة جيشه.
حزن أبو بكر حزناً شديداً لذلك وزاد حزنه عندما هُزِم جيش شرحبيل ابن حسنة أيضا.
لكن جيش خالد بن الوليد كان قد عاد منتصرا من قتال بنو تميم ، وكان أبو بكر غاضباً من خالد بسبب قتله لبعض الأسرى من المرتدين ومنهم مالك بن نويره إلا أن خالد وضح موقفه مما حدث فتفهم أبو بكر الموقف وأرسل خالد على رأس جيش من حوالي 12 ألف مقاتل ومعه الكثير من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم لقتال مسيلمة.
كان لخالد ابن الوليد رهبة في قلوب العرب جميعاً لما اشتهر عن مهارته وانتصاراته الحربية ،
لما سمعت سجاح باقتراب جيشه ساومت مسيلمة الكذاب على أخذ نصف ثمار اليمامة مقابل التحالف معه فقبل ذلك وتزوجها لكنها عادت إلى قومها خشية مواجهه جيش خالد الذي بدأ ينظم جيشه ويقسمه لمواجهة مسيلمة وجيشه الضخم.
كان مسيلمة يملك عدة حصون في اليمامة أكبرها حصن يسمى الحديقة ، بدأت المعركة الأشهر والأهم في التاريخ الإسلامي والتي سوف يتقرر على نتيجتها وجود الدولة الإسلامية من عدمه في التاريخ البشري.
إلا أن البداية لم تكن في مصلحة الجيش الإسلامي فقد كان تعداد جيش مسيلمة يبلغ نحو مائة ألف مقاتل كما كانت الحرب في ديارهم، فاستطاع في البداية هزيمة جيش خالد بن الوليد حتى أنهم كادوا يقتلوا زوجته.
وهنا ظهرت بطولة وشجاعة صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقام زيد بن الخطاب أخو عمر رضي الله عنه فخطب في الجنود قائلا: "أيها الناس عضوا على أضراسكم، واضربوا في عدوكم، وامضوا قدمًا، والله لا أتكلم حتى ألقى الله فأكلمه بحجتي.
" كان زيد على ميمنة الجيش فحمل حملة شديدة على يمين جيش مسيلمة وقائده وقتها رأس الفتنة في بني حنيفة، نهار الرجال.
لم يعد زيد بن الخطاب حتى تمكن من نهار فقتله، وكان ذلك بداية إنتصار المسلمين.
ولكن زيد ابن الخطاب استشهد في المعركة وكذلك استشهد ثابت بن قيس خطيب رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو حذيفة وأبو دجانة وعبدالله بن عبد الله بن أبي بن سلول وعبد الله ابن أبو بكر الصديق والكثير من صحابة رسول الله.
لكن خالد بن الوليد لم ينكسر، فكان كل حين ينادي بشعار المعركة: وامحمداه ! فأثار الحمية في قلوب المقاتلين المسلمين فصمدوا أمام جيش مسيلمة وقام خالد نفسه باختراق جيش مسيلمة حتى وصل إليه في حصنه ودعاه للعودة للإسلام وحقن الدماء لكنه رفض واحتمى بجيشه.
يتطلب الكلام عن معركة اليمامة وبطولة المقاتلين المسلمين فيها صفحات وصفحات وليس مجرد مقال بسيط.
ولذلك سوف نكتفي بالقفز لنتيجة المعركة وهي إنتصار الجيش الإسلامي ومقتل مسيلمة الكذاب على يد "وحشي بن حرب" قاتل حمزة بن عبدالمطلب رضي الله عنه.
كان وحشي يتمنى أن يغفر له قتل مسيلمة قتل حمزة بن عبد المطلب
فكان يقول: "أتمنى أن تكون هذه بتلك " أما سُجاح فقد ورد أنها عادت للإسلام أيام عمر بن الخطاب رضي الله عنه ولم يذكر عنها شيء حتى ماتت أيام معاوية بن أبي سفيان.
انتهت فتنة مسيلمة الكذاب بمقتله وهزيمة جيشه وتسليمه.
استشهد في المعركة 58 صحابيا ممن شهدوا غزوة بدر والكثير من حفظة القرآن الكريم.
ولكنها أعادت القوة والسلطة والهيبة للدولة الإسلامية الناشئة في المدينة المنورة.
المصدر: البداية والنهايه ابن كثير.
تحياتى....
أحمدعبدالرحيم
التعديل الأخير بواسطة المشرف: