التعديل الأخير بواسطة المشرف:
رسالة الشياطين
صلاح شعيشع.
•••••••••••••••••••••••••••••••••••••صلاح شعيشع.
••••••••••••••••••
الفيلسوف والمؤرخ الفرنسي الأشهر "جوستاف لوبون" قال في كتابه الشهير سيكولوجية الجماهير أن هناك أمور قد يتساوى فيها عالم الرياضات مع الإسكافي " مصلح الأحذية " وخاصة ما يتعلق بالأمور الدينية.
هذا الموضوع يؤكد بشدة مقولة لوبون.
اسمه صلاح شعيشع. من مواليد محافظة الإسكندرية عام 1922، كان صلاح فقير يتيم لكنه كان طويل، قوي البنية، طبعه كان حاد وساخر ويستهزئ من الآخرين وهذا ما جعل الناس تنفر منه.
اشتهر بشدة بها لدرجة أن الناس أطلقت عليه "ملك الإجهاض" واستطاع في وقت قصير أن يكون منها أموال وثروة كبيرة.
تزوج من جارته التي كان يحبها وأنجب منها ولد وبنت.
صلاح لم يكن دكتور شريف في أي شيء ، فيما بعد كثير من النساء التى عالجهم أو أجرى لهم عمليات إجهاض وخاصة بسبب حمل سفاح قالوا أنه تحرش بهم في العيادة خاصته.
ورغم ذلك سارت الحياة بشكل عادي مع صلاح حتى حدث معه موقف غير حياته تمامًا.
في الستينات،صلاح كان يصلح سيارته عند ميكانيكي،وأثناء التصليح صاحب الورشة بدأ يتكلم معه، قال له أنه كان ملبوس بالجن وذهب لشيخ يعالجه والشيخ أخد منه مبلغ كبير .
صلاح غضب وقال للميكانيكي أن هذا الشيخ دجال ونصب عليه ولا يوجد شئ إسمه لبس الجن ولا علاج روحاني ولا أى من هذا القبيل . صاحب الورشة صدق الكلام وخاصة أن صلاح الطبيب المشهور بالنسبة له يعني شخص عظيم ،
المهم أن الميكانيكى طلب من صلاح أن يذهب معه للشيخ ويعيد له نقوده .
صلاح المغتر بجمسه وقوته وافق على طلب صاحب الورشة وبالفعل ذهب معه للشيخ الذي كان بالفعل مشهور في الإسكندرية وهو سمع عنه وكان متأكد أنه نصاب.
صلاح دخل على الشيخ ومعه صاحب الورشة وقال له : أعد للرجل نقوده التي دفعها لك ويكفى نصب على الناس.
الغريب أن الشيخ لم يبد عليه أي مفاجأة ولا ضيق من كلامه لكنه بكل هدوء قال له: حسناً سأعيد نقوده له لكن لو علمت الذي معي حالا ستدفع لي ضعف هذه النقود .
اندهش صلاح بشدة من كلام الرجل وسأله بحذر : ما الذي معك؟
رد الرجل بثقة : كتاب وفيه 15 صفحة عنك أنت. •••••••••••••••••••••••••
صلاح شعر بذهول،
صلاح اقتنع وآمن بهذا الشيخ جدا لدرجة أنه ظل ملازماً له يتعلم منه لمدة خمس سنوات كاملة.
ليس فقط هذا الشيخ لكن صلاح بدأ يتواصل ويزور شيوخ ودجالين غيره.
في النهاية بدأ هو نفسه يدخل مرحلة تحضير أرواح وجن في شقته.
وبدأ يصبح له أتباع يحضروا جلسات التحضير التى يقيمها .
في الوقت نفسه عيادته اشتهرت جدا بموضوع الإجهاض لكن بدأت تقدم ضده شكاوي واتهم في خمس قضايا إجهاض غير مشروع.
حين ذلك قرر يترك الطب تمامًا.
ركز أكثر في موضوع الجن والأرواح وانتهى به الموضوع بشئ تجاوز كل ذلك.
في السبعينات ادعى النبوة وأن الوحي ينزل عليه.
ليس هذا فقط ولكنه ادعى أن روح النبي محمد صلى الله عليه وسلم حلت في جسده.
ليس هذا فقط ولكنه ادعى أن روح النبي محمد صلى الله عليه وسلم حلت في جسده.
أول من علم بذلك كانت زوجته التى رفضت كلامه واتهمته بالجنون وبدأت بينهم المشاكل أنتهت بالطلاق.
تمادى صلاح في موضوع ادعاء النبوة وبدأ يصدر فتاوي، أولها قال إن صلاة الجمعة باطلة وأن الذين يصلون الجمعة كافرين لأنها لاتجوز إلا خلف نبي وأنه هو ذلك النبي .
دعوته وكلامه قوبل باستهجان ورفض من البعض لكنه توجه بعد ذلك للناس الفقراء والبسطاء وبدأ يحاول يقنعهم لكى يتبعوه ويعدهم بالجنة وأنه محى ذنوبهم وغفر لهم.
كان يروج لفكرة أن روح الرسول محمد صلى الله عليه وسلم حلت فيه وأنه يعرف أسرار السماوات والأرض ويعرف السر الأعظم.
بدأ صلاح يفسر القرآن كما يريد هو وفقاً لشهواته ويحلل المحرمات و يبيح الزنا ولغى الصلاة عن اتباعه وأقر طريقة جديدة أسماها
" الطريقة الصلاحية الزينية الشاذليه المحمدية "
بدأت دعوته تلاقي أتباع ومريدين والغريب أنه مع بداية الثمانينات أصبح له أتباع من فئات مثقفة مثل أطباء وأساتذة جامعه وطبقات جيدة التعليم .
كان من ضمنهم طبيب يعرفه وزوجته طبيبة أسنان اسمها نشوى أعجبت بصلاح بشدة ولما اقتنعت هي وجوزها بدعوته اقنعهم يقيم معهم في شقتهم في "سيدي جابر"
وأطلق على الشقة اسم
" ساحة الرحمن"
وأصبح يتسقبل فيها المريدين.
أما الدكتورة نشوى فأصبحت عشيقته وخادمته بعلم زوجها،
صلاح أطلق عليها لقب " أم المؤمنين ".
صلاح قسم أتباعه إلى طائفتين: الملوك والصعاليك.
الملوك هم الذين آمنوا به واتبعوه من البداية وينشروا بين الناس أنه تجسيد للنبي محمد وهؤلاء بدورهم قد بشرهم بالجنة.
الصعاليك هم الذين آمنوا به لكن ما زالوا غير مقتنعين به تمامًا.
صلاح كان يعمل اجتماعين لأتباعه: اجتماع يوم الاثنين وهذا للملوك فقط
واجتماع يوم الخميس يحضره الجميع .
صلاح ابتدع طريقة للسلام عليه
إسمها " القبلة المحمدية " أي شخص من أتباعه كان يقبل يد صلاح ويقبل فمه ثلاث مرات لو كان رجل أما لو امرأة فقبلات الفم 23 مرة ولو أعجبته يزيد العدد.
عندما يأتى له زائر من أتباعه لزيارته في "الساحة"
كان يدخل عليه غرفته ويده على بطنه ووجهه في الأرض إحترام له ،
صلاح يهمهم بكلام غير مفهوم وبعدها يقول: الله.
فيرد الزائر: الله يا سيدي .
كان من الطقوس التى يفعلها صلاح أنه كان يوقف أتباعه خلفه ويبدأ يقول الله الله ويرددوا خلفه بسرعة وبعدها يقول لهم أن السيدة زينب أو سيدنا الحسين حضر الجلسة معهم
ويتحدث أمامهم كأنه في حوار معهم وأتباعه كانوا مصدقين لكل ذلك.
من أقواله الشهيرة : "محمد لم يمت والكل يعلم وأتباع حضرة النبي الذين هم أنتم تعلمون أنه قد عاد في صورة الدكتور صلاح،
حسنا وما فائدة الحج إذاً ؟! طالما حضرة النبي موجود بنفسه معكم في الإسكندرية،
فبدلا من أن تذهبون للحج على محمد القديم أنا أمامكم ها هنا.. ، الذين يريدون زيارة النبي يأتون إلى هنا ، الذين يذهبون للحج هناك هم كفرة يزوروا حديد وحجر".
الوحي كان يأتيه فى صورة أحلام.
و أتباعه الملوك كان يفسرونها له حسب رأيه ويأمر أتباعه بكتابتها وحفظها على أنها نصوص مقدسة، أهم وأقوى التنزيلات عنده
وكان قد أسماها " نشوانا" على اسم الدكتوره نشوى خادمته المطيعة التى قالت له أنها رأته في رؤيا.
فأطلق عليها "أم المومنين "
لدرجة أنه كتب آيات فيها سماها تنزيلات نشوانا يقول في مطلعها:
" لأن حب نشوانا هو اليقين، ولأن خلق نشوانا لا نأخذ منه إلا ما هو ريحان وياسمين..... الخ
" صلاح كان يفرض على أتباعه اتاوات بآلاف الجنيهات وكان يجمع النقود ويأخذها واحد من الملوك اسمه " عبد العظيم " كان من أول المؤمنين بصلاح،
ويضعها في حساب خاص بصلاح ويشغلها في تجارة الحديد والأسمنت ويصرف منها الشيخ على نفسه وعلى نشوى وبعض أتباعه من الملوك.
الغريب أن بعض زوجات أتباعه كانوا بيفخروا قدام أزواجهم أنهم مقربين من النبي لدرجة أنه أقام معهم علاقات والأزواج يشعروا بالسعادة لذلك.
أهم عيد في السنة هو المولد النبوي الذي هو عيد ميلاد صلاح ،
في هذا اليوم كان أتباعه يزوروه ومعهم هدايا ونقود ويبدأ اليوم بأغنية دينية لأم كلثوم وبعدها أغاني وزغاريد ورقص سيدات ورجال طول اليوم .
سنة 1985 كان موضوع صلاح شعشيع بدأ ينتشر بشدة ووصل العلم للسلطات،
بدأت الشرطة تراقب صلاح وأتباعه وقبضت عليهم كلهم.
كشفت التحقيقات عن معلومات وأسرار كبيرة ،
كان صلاح مسيطر على عقول أتباعه لدرجة مذهلة رغم أن فيهم أشخاص من درجات علمية كبيرة جدا ، كانوا يعلقون صوره في بيوتهم وتحتها اسمه " سيدنا صلاح الشاذلي صلى الله عليه وسلم "
وفي التحقيقات أتباعه كانوا مؤمنين به وبيدافعوا عنه بشدة.
القضية كانت شهيرة جدا في الثمانينات، الأزهر أصدر عنها بيان كبير يكفر صلاح .
حكم علي صلاح بالسجن خمس سنوات لكن مصيره بعد ذلك غير معلوم.
تحياتي.. أحمد عبد الرحيم.
المصادر: أنبياء الزيف ( عصام نبيل ) جريدة أنباء الجنوب
( قصة رجل ادعى النبوة في الإسكندرية ) أوبرا نيوز.
التعديل الأخير بواسطة المشرف: