- التعديل الأخير:
- المشاهدات: 151
- الردود: 1
التعديل الأخير:
هل تعلم أن مشاكل القلب يمكن أن تسبب تغيرات خفية في الدماغ ؟ قد يبدو الأمر مخيفاً، لأن هذه التغييرات يمكن أن تعرض المريض لخطر متزايد للإصابة بمشاكل صحية خطيرة مثل السكتة الدماغية والخرف.
في حين أن صحة القلب قد تكون هي محور التركيز، يجب عدم تجاهل صحة الدماغ و إعطاؤها حقها من الاهتمام والرعاية .
تتغير الأوعية الدموية في الدماغ بعد مشاكل القلب
كشفت دراسة جديدة أجراها معهد جورج للصحة العالمية عن وجود علاقة مفاجئة بين أمراض القلب والتغيرات غير المرئية في الأوعية الدموية في الدماغ.
الآثار المترتبة على ذلك مخيفة بعض الشيء: فهذه التغييرات تجعل اتخاذ قرار بشأن العلاجات الآمنة لمرضى القلب أمرًا معقدًا وقد تزيد من خطر حدوث مضاعفات مثل نزيف الدماغ.
"على الرغم من أن الأشخاص المصابين بأمراض القلب هم أكثر عرضة مرتين إلى ثلاث مرات من عامة السكان للإصابة بتغييرات في نظام الأوعية الدموية في الدماغ، إلا أنه غالبًا ما يتم تجاهلهم، لأن هؤلاء المرضى لا يخضعون لتصوير الدماغ بشكل روتيني إلا إذا كانوا قد أصيبوا بسكتة دماغية". قال الدكتور زين تشو، المؤلف الرئيسي للدراسة.
تغيرات الدماغ بسبب أمراض القلب
إذن، ما هي هذه التغييرات الخفية التي ترتبط بأمراض القلب؟
- احتشاءات الدماغ الصامتة (SBIs)
إن احتشاءات الدماغ الصامتة، أو SBIs، هي في الأساس "سكتات دماغية صامتة". وتحدث عندما يكون هناك اضطراب في تدفق الدم إلى جزء من الدماغ، مما يسبب تلف الأنسجة.
على عكس السكتات الدماغية التقليدية، غالبًا ما تمر حالات السكتات الدماغية دون أن تلاحظ لأنها لا تسبب أي أعراض فورية واضحة. ومع ذلك، مع مرور الوقت، يمكن أن يتراكم الضرر، مما يؤدي إلى التدهور المعرفي وزيادة خطر الإصابة بالسكتات الدماغية في المستقبل.
- الحوادث الوعائية الدماغية الصغيرة (CSVD)
يشمل الحوادث الوعائي الدماغية الصغيرة مجموعة من الحالات التي تؤثر على الأوعية الدموية الصغيرة في الدماغ، بما في ذلك الشرايين والشعيرات الدموية والأوردة.
يمكن أن تتضرر هذه الأوعية أو تنسد بمرور الوقت، مما يؤدي إلى انخفاض تدفق الدم إلى أجزاء مختلفة من الدماغ.
يعتبر CSVD سبب شائع للسكتة الدماغية والخرف، وخاصة عند كبار السن ، ويمكن أن يساهم أيضًا في تطور آفات وثغرات المادة البيضاء.
- الفجوات
الفجوات عبارة عن مساحات صغيرة تشبه التجاويف تتشكل في الدماغ نتيجة لموت أنسجة المخ، وعادةً ما يكون ذلك بسبب نقص إمدادات الدم المرتبطة بالحوادث الوعائية الصغيرة.
يمكن اعتبار هذه التجاويف نوعًا فرعيًا من الاحتشاءات الصامتة ولكنها ترتبط بشكل خاص بالأضرار المزمنة الناجمة عن ارتفاع ضغط الدم وعوامل الخطر الوعائية الأخرى.
تؤدي الثغرات إلى مجموعة من التأثيرات السريرية، تتراوح من كونها عديمة الأعراض إلى التسبب في إعاقات إدراكية وحركية.
- آفات المادة البيضاء
آفات المادة البيضاء (WMLs) هي مناطق تلف أو تنكس في المادة البيضاء في الدماغ، حيث يتضرر غلاف النخاعين الذي يغطي الألياف العصبية.
يؤدي هذا الضرر إلى تعطيل النقل الطبيعي للإشارات الكهربائية بين أجزاء مختلفة من الدماغ وبين الدماغ وبقية الجسم.
ترتبط WMLs بالشيخوخة وارتفاع ضغط الدم وعوامل خطر الأوعية الدموية، ويمكن أن يؤدي وجودها إلى التنبؤ بزيادة خطر الإصابة بالسكتة الدماغية والخرف والإعاقة الجسدية.
- نزيف صغير
النزيف الدقيق عبارة عن مناطق صغيرة من النزيف داخل أنسجة المخ، وغالبًا ما توجد مرتبطة بمرض الأوعية الدماغية الصغيرة.
وهي تعتبر علامات على أمراض الأوعية الدموية ويمكن أن تكون مؤشرا على زيادة خطر حدوث نزيف أكبر في الدماغ.
يمكن أن تكون حالات النزيف المجهري من أعراض الضعف الكامن في نظام الأوعية الدموية في الدماغ وترتبط بالتدهور المعرفي وزيادة خطر الإصابة بالسكتة الدماغية.
- ضمور الدماغ
يشير ضمور الدماغ إلى انخفاض حجم الدماغ، والذي يمكن أن ينجم عن فقدان الخلايا العصبية والوصلات المتشابكة بينها.
يمكن أن تكون هذه العملية جزءًا من عملية الشيخوخة الطبيعية ولكنها قد تتسارع أيضًا بسبب الأمراض العصبية، مثل مرض الزهايمر، أو نتيجة للحوادث الوعائية الصغيرة المزمن.
يمكن أن يؤدي ضمور الدماغ إلى إعاقات معرفية ووظيفية كبيرة، اعتماداً على مناطق الدماغ المتضررة.
تغيرات الدماغ وخطر الإصابة بأمراض القلب
أجرى الباحثون من معهد جورج تحليلا إحصائيا لنحو 221 دراسة رصدية منشورة بين عامي 1988 و2022. وإليك ما وجدوه لدى الأشخاص المصابين بأمراض القلب مثل الرجفان الأذيني وفشل القلب وغيرها:
- حوالي ثلثهم لديهم احتشاءات دماغية صامتة.
- ربعهم كان لديه فجوات.
- وكان ثلثيهم يعانون من آفات المادة البيضاء.
- كان لدى ربعهم دليل على حدوث نزيف صغير.
- وكان أكثر من نصفهم مصابين بضمور في الدماغ.
وكان معدل انتشار هذه التغيرات الدماغية هو نفسه بشكل عام بين أولئك الذين أصيبوا بسكتة دماغية حديثة أو لم يصابوا بها، ولم تكن هناك فروق واضحة بين الجنسين في النتائج.
وقال الدكتور تشو إن الدراسة أكدت أيضا أن أمراض القلب هي أحد الأسباب الرئيسية لهذه التغيرات التي تعكس "ضعف" الدماغ.
ما الذي يسبب هذه التغيرات الخطيرة في الدماغ؟
يعتقد العلماء أن الأسباب تكمن في عوامل الخطر المشتركة بين أمراض القلب ومشاكل الدماغ مثل:
الشيخوخة
يحدد العلماء الشيخوخة كعامل أساسي يساهم في أمراض القلب وتغيرات الدماغ. مع تقدمنا في العمر، تخضع أجسامنا لتغيرات فزيولوجية مختلفة يمكن أن تؤثر على صحة الأوعية الدموية لدينا.
يمكن أن تؤدي هذه التغييرات إلى انخفاض قدرة الأوعية على إمداد القلب والدماغ بالدم بكفاءة، مما يزيد من خطر الإصابة بحالات مثل الاحتشاءات الدماغية الصامتة وأمراض الأوعية الدماغية الصغيرة.
إن حالة "التآكل الطبيعي" للجسم بمرور الوقت يجعل الشيخوخة عامل خطر كبير لهذه المشكلات الصحية.
السكري
يلعب مرض السكري، وخاصة النمط الثاني، دورًا كبيرًا في ظهور أمراض القلب وتغيرات الدماغ. يمكن أن تؤدي المستويات المرتفعة من الغلوكوز في الدم إلى تلف الأوعية الدموية الكبيرة والصغيرة، مما يعوق تدفق الأكسجين والمواد المغذية إلى القلب والدماغ.
وهذا يمكن أن يؤدي إلى تسريع عملية ضمور الدماغ وزيادة خطر الإصابة باحتشاءات الدماغ الصامتة. تؤدي الاضطرابات الاستقلابية الناجمة عن مرض السكري إلى تفاقم ضعف نظام التروية الدموية في الدماغ.
الكوليسترول
يعد ارتفاع نسبة الكوليسترول عامل خطر مشتركًا آخر يساهم في حدوث تغييرات خطيرة في كل من القلب والدماغ. يمكن أن يؤدي تراكم الكوليسترول إلى تكوين لويحات في الشرايين، مما يؤدي إلى تضييقها ويجعل من الصعب تدفق الدم عبرها.
وهذا يمكن أن يقلل من تدفق الدم إلى الدماغ، مما يؤدي إلى حالات مثل الثغرات ويساهم في خطر الإصابة بالسكتة الدماغية والخرف بشكل عام. وبالتالي فإن تدبير مستويات الكوليسترول أمر بالغ الأهمية للوقاية من أمراض القلب والتغيرات الدماغية المرتبطة بها.
التدخين
التدخين هو عامل خطر راسخ للعديد من المشاكل الصحية، بما في ذلك أمراض القلب وتغيرات الدماغ.
يمكن للمواد الكيميائية الموجودة في دخان التبغ أن تلحق الضرر بالأوعية الدموية، مما يؤدي إلى تصلب الشرايين (تراكم المواد الدهنية في الشرايين) وزيادة خطر الإصابة بجلطات الدم.
هذا الضرر يمكن أن يضعف بشكل كبير تدفق الدم إلى الدماغ، مما يساهم في تطور احتشاءات الدماغ الصامتة، وأمراض الأوعية الدموية الصغيرة، والتغيرات الوعائية الأخرى.
يعد الإقلاع عن التدخين أحد أكثر الخطوات فعالية التي يمكن للأفراد اتخاذها لتقليل مخاطر الإصابة بهذه الحالات.
يوضح الدكتور تشو: "من المحتمل أن الانخفاض التدريجي في النتاج القلبي لدى بعض المرضى المصابين بأمراض القلب قد يؤثر على كمية الدم التي تصل إلى أنسجة المخ، مما يساهم في تغيرات الأوعية الدموية والخلل الإدراكي لدى هؤلاء المرضى". ويضيف : "الجلطات الدموية الصغيرة التي تتشكل في القلب وتنتقل إلى الدماغ هي سبب آخر محتمل."
علاج التغيرات الدماغية المرتبطة بأمراض القلب
"يمكن أن يجعل المرضى أكثر عرضة لخطر نزيف الدماغ نتيجة الأدوية المستخدمة عادة لعلاج جلطات الدم أو الوقاية منها والنزف داخل الجمجمة هو من المضاعفات التي تهدد الحياة مع عدم وجود علاج مثبت ومعدل البقاء على قيد الحياة أقل من 50 بالمائة" ، يحذر الدكتور تشو.
وهذا يترك الأطباء في معضلة: الأدوية التي تحمي القلب يمكن أن تكون خطرة على الدماغ.
معالجة الارتباط في تغيرات القلب والدماغ
تؤكد الدراسة على الحاجة الملحة إلى الفهم الدقيق لكيفية وسبب حدوث هذه التغيرات في الدماغ بسبب أمراض القلب.
والأهم من ذلك، هل يمكننا إيجاد طرق لتدبير المخاطر لدى هؤلاء المرضى بأمان؟
فحوصات التصوير بالرنين المغناطيسي: هل يجب أن يكون إجراء فحوصات التصوير بالرنين المغناطيسي على الأشخاص المصابين بأمراض القلب أمرًا روتينيًا قبل البدء بمميعات الدم؟ فعلا سؤال يحتاج إلى إجابة.
قلبك وعقلك ثنائي مرتبط بشكل معقد. في حال وجود مشكلة قلبية، فإن فهم كيفية تأثيرها على صحة الدماغ أمر بالغ الأهمية لاتخاذ قرارات علاجية آمنة .
نشرت الدراسة الكاملة في مجلة علم الأعصاب Neurology.
في حين أن صحة القلب قد تكون هي محور التركيز، يجب عدم تجاهل صحة الدماغ و إعطاؤها حقها من الاهتمام والرعاية .
تتغير الأوعية الدموية في الدماغ بعد مشاكل القلب
كشفت دراسة جديدة أجراها معهد جورج للصحة العالمية عن وجود علاقة مفاجئة بين أمراض القلب والتغيرات غير المرئية في الأوعية الدموية في الدماغ.
الآثار المترتبة على ذلك مخيفة بعض الشيء: فهذه التغييرات تجعل اتخاذ قرار بشأن العلاجات الآمنة لمرضى القلب أمرًا معقدًا وقد تزيد من خطر حدوث مضاعفات مثل نزيف الدماغ.
"على الرغم من أن الأشخاص المصابين بأمراض القلب هم أكثر عرضة مرتين إلى ثلاث مرات من عامة السكان للإصابة بتغييرات في نظام الأوعية الدموية في الدماغ، إلا أنه غالبًا ما يتم تجاهلهم، لأن هؤلاء المرضى لا يخضعون لتصوير الدماغ بشكل روتيني إلا إذا كانوا قد أصيبوا بسكتة دماغية". قال الدكتور زين تشو، المؤلف الرئيسي للدراسة.
تغيرات الدماغ بسبب أمراض القلب
إذن، ما هي هذه التغييرات الخفية التي ترتبط بأمراض القلب؟
- احتشاءات الدماغ الصامتة (SBIs)
إن احتشاءات الدماغ الصامتة، أو SBIs، هي في الأساس "سكتات دماغية صامتة". وتحدث عندما يكون هناك اضطراب في تدفق الدم إلى جزء من الدماغ، مما يسبب تلف الأنسجة.
على عكس السكتات الدماغية التقليدية، غالبًا ما تمر حالات السكتات الدماغية دون أن تلاحظ لأنها لا تسبب أي أعراض فورية واضحة. ومع ذلك، مع مرور الوقت، يمكن أن يتراكم الضرر، مما يؤدي إلى التدهور المعرفي وزيادة خطر الإصابة بالسكتات الدماغية في المستقبل.
- الحوادث الوعائية الدماغية الصغيرة (CSVD)
يشمل الحوادث الوعائي الدماغية الصغيرة مجموعة من الحالات التي تؤثر على الأوعية الدموية الصغيرة في الدماغ، بما في ذلك الشرايين والشعيرات الدموية والأوردة.
يمكن أن تتضرر هذه الأوعية أو تنسد بمرور الوقت، مما يؤدي إلى انخفاض تدفق الدم إلى أجزاء مختلفة من الدماغ.
يعتبر CSVD سبب شائع للسكتة الدماغية والخرف، وخاصة عند كبار السن ، ويمكن أن يساهم أيضًا في تطور آفات وثغرات المادة البيضاء.
- الفجوات
الفجوات عبارة عن مساحات صغيرة تشبه التجاويف تتشكل في الدماغ نتيجة لموت أنسجة المخ، وعادةً ما يكون ذلك بسبب نقص إمدادات الدم المرتبطة بالحوادث الوعائية الصغيرة.
يمكن اعتبار هذه التجاويف نوعًا فرعيًا من الاحتشاءات الصامتة ولكنها ترتبط بشكل خاص بالأضرار المزمنة الناجمة عن ارتفاع ضغط الدم وعوامل الخطر الوعائية الأخرى.
تؤدي الثغرات إلى مجموعة من التأثيرات السريرية، تتراوح من كونها عديمة الأعراض إلى التسبب في إعاقات إدراكية وحركية.
- آفات المادة البيضاء
آفات المادة البيضاء (WMLs) هي مناطق تلف أو تنكس في المادة البيضاء في الدماغ، حيث يتضرر غلاف النخاعين الذي يغطي الألياف العصبية.
يؤدي هذا الضرر إلى تعطيل النقل الطبيعي للإشارات الكهربائية بين أجزاء مختلفة من الدماغ وبين الدماغ وبقية الجسم.
ترتبط WMLs بالشيخوخة وارتفاع ضغط الدم وعوامل خطر الأوعية الدموية، ويمكن أن يؤدي وجودها إلى التنبؤ بزيادة خطر الإصابة بالسكتة الدماغية والخرف والإعاقة الجسدية.
- نزيف صغير
النزيف الدقيق عبارة عن مناطق صغيرة من النزيف داخل أنسجة المخ، وغالبًا ما توجد مرتبطة بمرض الأوعية الدماغية الصغيرة.
وهي تعتبر علامات على أمراض الأوعية الدموية ويمكن أن تكون مؤشرا على زيادة خطر حدوث نزيف أكبر في الدماغ.
يمكن أن تكون حالات النزيف المجهري من أعراض الضعف الكامن في نظام الأوعية الدموية في الدماغ وترتبط بالتدهور المعرفي وزيادة خطر الإصابة بالسكتة الدماغية.
- ضمور الدماغ
يشير ضمور الدماغ إلى انخفاض حجم الدماغ، والذي يمكن أن ينجم عن فقدان الخلايا العصبية والوصلات المتشابكة بينها.
يمكن أن تكون هذه العملية جزءًا من عملية الشيخوخة الطبيعية ولكنها قد تتسارع أيضًا بسبب الأمراض العصبية، مثل مرض الزهايمر، أو نتيجة للحوادث الوعائية الصغيرة المزمن.
يمكن أن يؤدي ضمور الدماغ إلى إعاقات معرفية ووظيفية كبيرة، اعتماداً على مناطق الدماغ المتضررة.
تغيرات الدماغ وخطر الإصابة بأمراض القلب
أجرى الباحثون من معهد جورج تحليلا إحصائيا لنحو 221 دراسة رصدية منشورة بين عامي 1988 و2022. وإليك ما وجدوه لدى الأشخاص المصابين بأمراض القلب مثل الرجفان الأذيني وفشل القلب وغيرها:
- حوالي ثلثهم لديهم احتشاءات دماغية صامتة.
- ربعهم كان لديه فجوات.
- وكان ثلثيهم يعانون من آفات المادة البيضاء.
- كان لدى ربعهم دليل على حدوث نزيف صغير.
- وكان أكثر من نصفهم مصابين بضمور في الدماغ.
وكان معدل انتشار هذه التغيرات الدماغية هو نفسه بشكل عام بين أولئك الذين أصيبوا بسكتة دماغية حديثة أو لم يصابوا بها، ولم تكن هناك فروق واضحة بين الجنسين في النتائج.
وقال الدكتور تشو إن الدراسة أكدت أيضا أن أمراض القلب هي أحد الأسباب الرئيسية لهذه التغيرات التي تعكس "ضعف" الدماغ.
ما الذي يسبب هذه التغيرات الخطيرة في الدماغ؟
يعتقد العلماء أن الأسباب تكمن في عوامل الخطر المشتركة بين أمراض القلب ومشاكل الدماغ مثل:
الشيخوخة
يحدد العلماء الشيخوخة كعامل أساسي يساهم في أمراض القلب وتغيرات الدماغ. مع تقدمنا في العمر، تخضع أجسامنا لتغيرات فزيولوجية مختلفة يمكن أن تؤثر على صحة الأوعية الدموية لدينا.
يمكن أن تؤدي هذه التغييرات إلى انخفاض قدرة الأوعية على إمداد القلب والدماغ بالدم بكفاءة، مما يزيد من خطر الإصابة بحالات مثل الاحتشاءات الدماغية الصامتة وأمراض الأوعية الدماغية الصغيرة.
إن حالة "التآكل الطبيعي" للجسم بمرور الوقت يجعل الشيخوخة عامل خطر كبير لهذه المشكلات الصحية.
السكري
يلعب مرض السكري، وخاصة النمط الثاني، دورًا كبيرًا في ظهور أمراض القلب وتغيرات الدماغ. يمكن أن تؤدي المستويات المرتفعة من الغلوكوز في الدم إلى تلف الأوعية الدموية الكبيرة والصغيرة، مما يعوق تدفق الأكسجين والمواد المغذية إلى القلب والدماغ.
وهذا يمكن أن يؤدي إلى تسريع عملية ضمور الدماغ وزيادة خطر الإصابة باحتشاءات الدماغ الصامتة. تؤدي الاضطرابات الاستقلابية الناجمة عن مرض السكري إلى تفاقم ضعف نظام التروية الدموية في الدماغ.
الكوليسترول
يعد ارتفاع نسبة الكوليسترول عامل خطر مشتركًا آخر يساهم في حدوث تغييرات خطيرة في كل من القلب والدماغ. يمكن أن يؤدي تراكم الكوليسترول إلى تكوين لويحات في الشرايين، مما يؤدي إلى تضييقها ويجعل من الصعب تدفق الدم عبرها.
وهذا يمكن أن يقلل من تدفق الدم إلى الدماغ، مما يؤدي إلى حالات مثل الثغرات ويساهم في خطر الإصابة بالسكتة الدماغية والخرف بشكل عام. وبالتالي فإن تدبير مستويات الكوليسترول أمر بالغ الأهمية للوقاية من أمراض القلب والتغيرات الدماغية المرتبطة بها.
التدخين
التدخين هو عامل خطر راسخ للعديد من المشاكل الصحية، بما في ذلك أمراض القلب وتغيرات الدماغ.
يمكن للمواد الكيميائية الموجودة في دخان التبغ أن تلحق الضرر بالأوعية الدموية، مما يؤدي إلى تصلب الشرايين (تراكم المواد الدهنية في الشرايين) وزيادة خطر الإصابة بجلطات الدم.
هذا الضرر يمكن أن يضعف بشكل كبير تدفق الدم إلى الدماغ، مما يساهم في تطور احتشاءات الدماغ الصامتة، وأمراض الأوعية الدموية الصغيرة، والتغيرات الوعائية الأخرى.
يعد الإقلاع عن التدخين أحد أكثر الخطوات فعالية التي يمكن للأفراد اتخاذها لتقليل مخاطر الإصابة بهذه الحالات.
يوضح الدكتور تشو: "من المحتمل أن الانخفاض التدريجي في النتاج القلبي لدى بعض المرضى المصابين بأمراض القلب قد يؤثر على كمية الدم التي تصل إلى أنسجة المخ، مما يساهم في تغيرات الأوعية الدموية والخلل الإدراكي لدى هؤلاء المرضى". ويضيف : "الجلطات الدموية الصغيرة التي تتشكل في القلب وتنتقل إلى الدماغ هي سبب آخر محتمل."
علاج التغيرات الدماغية المرتبطة بأمراض القلب
"يمكن أن يجعل المرضى أكثر عرضة لخطر نزيف الدماغ نتيجة الأدوية المستخدمة عادة لعلاج جلطات الدم أو الوقاية منها والنزف داخل الجمجمة هو من المضاعفات التي تهدد الحياة مع عدم وجود علاج مثبت ومعدل البقاء على قيد الحياة أقل من 50 بالمائة" ، يحذر الدكتور تشو.
وهذا يترك الأطباء في معضلة: الأدوية التي تحمي القلب يمكن أن تكون خطرة على الدماغ.
معالجة الارتباط في تغيرات القلب والدماغ
تؤكد الدراسة على الحاجة الملحة إلى الفهم الدقيق لكيفية وسبب حدوث هذه التغيرات في الدماغ بسبب أمراض القلب.
والأهم من ذلك، هل يمكننا إيجاد طرق لتدبير المخاطر لدى هؤلاء المرضى بأمان؟
فحوصات التصوير بالرنين المغناطيسي: هل يجب أن يكون إجراء فحوصات التصوير بالرنين المغناطيسي على الأشخاص المصابين بأمراض القلب أمرًا روتينيًا قبل البدء بمميعات الدم؟ فعلا سؤال يحتاج إلى إجابة.
قلبك وعقلك ثنائي مرتبط بشكل معقد. في حال وجود مشكلة قلبية، فإن فهم كيفية تأثيرها على صحة الدماغ أمر بالغ الأهمية لاتخاذ قرارات علاجية آمنة .
نشرت الدراسة الكاملة في مجلة علم الأعصاب Neurology.
التعديل الأخير: