- التعديل الأخير بواسطة المشرف:
- المشاهدات: 635
- الردود: 1
التعديل الأخير بواسطة المشرف:
قصص رعب مترجمة.
الذي يقف في الظلام
------------------الذي يقف في الظلام
مشيت وأنا أتعثر من خلال المدخل.
دخلت الشقة واستلقيت على الأريكة مددت يدي إلى حقيبتي وخرجت منها الكمبيوتر المحمول .
فتحت تطبيق اليوتيوب وبدأت أشاهد بعض الفيديوهات عن رحلات بحرية رائعة حتى استغرق في النوم.
فجأة سمعت صوت الباب الأمامي للشقة يفتح.
حركت جسدي بصعوبة وأدرت رأسي قليلًا لأعلى، بما يكفي لرؤية زميلي في الشقة وهو يدخل من الباب.
قام بتعليق سترته دون أن يلقي التحية أو يقول شيء ومشى ببطء إلى غرفته.
وهو أمر طبيعي بالنسبة له. كنت أعيش معه لمدة حوالي ثلاثة أشهر، وهي فترة كافية بالنسبة لي لمعرفة عاداته. الرجل حقًا لا يتحدث إلا إذا تحدثت إليه.
لم يكن يعني ذلك وجود مشكلة معي ولكن كان هذا هو طبعه.
كان يحافظ بشكل عام على الأشياء نظيفة في الشقة ولا يسبب الكثير من المشاكل.
عدت لمشاهدة اليوتيوب وبعد حوالي خمس دقائق سمعت صوت الدش في غرفته يعمل.
مرة أخرى لا شيء غريب. في هذا الوقت، كنت أشاهد أبرز لقطات الملاكمة العالمية على اليوتيوب وعيني نصف مفتوحة، غفت عيني لوقت قصير .
ربما دقيقة أو دقيقتين فقط. أتذكر أنني استيقظت بعدها في الظلام، ورأسي يؤلمني، حلقي جاف كالجحيم.
جلست ببطء أترنح للحظات في انتظار أن أستقر تمامًا. أمسكت بهاتفي، وتحققت من الوقت.
وجدت الساعة 3:30 صباحًا على ما أذكر.
كنت أتضور جوعًا ولذلك نهضت وبدأت في السير نحو الثلاجة وبعد ذلك لاحظت شيء.
صوت ضوصاء هادئة في الخلفية استغرق الأمر مني بضع ثوان لكي أدرك حقيقة ما كان عليه الأمر.
الاستحمام... صوت المياه يأتي من دش الحمام.فجأة بدأت أحداث الليلة الماضية تنفجر في رأسي.
الشرب في البار، الترنح إلى المنزل، الكمبيوتر المحمول، الأريكة. زميلي في الغرفة يعود إلى المنزل.
تشغيل الدش. وقفت هناك لبعض الوقت، محاولًا فهم الأمر.
كان هذا أربع ساعات تقريبًا ! ما زال داخل الحمام؟! ربما ذهب إلى السرير ونسي أن يطفئه؟ ضربت جبهتي بيدي .
أعتقد أنه من المستحيل أن يحدث ذلك. ربما انزلق وسقط؟ وإدراكًا لعواقب ذلك، سارعت نحو غرفته ولكني وجدت باب الحمام مغلقا.
بدأت أطرقه بإلحاح وأنا أردد: "يا رجل، هل أنت بخير؟" لا يوجد رد. فكرت في ركل الباب وفتحه عنوة ولكن قررت الاتصال بالرقم 911 قبل أن أفعل ذلك.
أمسكت هاتفي وفتحته للإتصال عندما لاحظت أن لدي رسالة نصية غير مقروءة.
الرسالة من زميلي في الغرفة. "يا رجل، لم أستطع النوم لذا ذهبت إلى منزل صديقتي.
لست متأكدًا متى سأعود " تم الإرسال منذ ساعتين. نظرت إلى باب الحمام، ثم تراجعت ونظرت مرة أخرى إلى هاتفي.
كل شيء الآن يبدو خطأ.
أولًا : زميلي في الغرفة لا يرسل لي أي رسائل نصية، بالتأكيد لن يرسل رسالة يخبرني أنه سيخرج.
ثانيا : أعرف حقيقة أنه أعزب وليس لديه صديقة .
ثالثًا : من كان في الحمام إذًا؟ حاولت الاتصال به. لا إجابة.
أرسلت له بعض الرسائل ولكن لا يوجد رد. ذهبت إلى مكتبه وهناك رأيت المفاتيح والمحفظة لا تزال بجانب جهاز الكمبيوتر المحمول الخاص به.
رأسي بدأ بالدوران في هذه المرحلة. عدت إلى غرفة المعيشة وقمت بتشغيل الأضواء.
بدأت أتجول حول نفسي في دائرة، محاولًا معرفة خيوط المؤامرة التي شعرت أنها تدور بينما أيضًا أتجاهل الضوضاء القادمة من الدش في الحمام.
لم أتخيل أبدًا أن أكون مرتاعًا إلى هذا الحد بأي حال من الأحوال.
سمعت شيئا يهتز، تحركت نحوه فوجدت أنه هاتف زميلي في الغرفة. لم أقترب منه.
لا أعرف لماذا شعرت بالذعر الشديد؟؟
وعلى الفور أمسكت مفاتيحي وخرجت من الشقة. شققت طريقي للخارج ونزلت الدرج إلى ردهة العمارة ولكن...
حتى هذا لا يبدو بعيدًا بما فيه الكفاية، ولذا قررت الذهاب إلى مطعم ماكدونالدز عبر الشارع.
جلست هناك لفترة من الوقت، وأنا أفكر في الاتصال بالشرطة ولكن لسبب ما شعرت بالتوتر الشديد للقيام بذلك.
وعلى الرغم من عدم وجود أي شخص تقريبًا في المطعم إلا أنني بدأت أشعر بالإختناق في المكان ، فقررت الرحيل، قررت المشي مرة أخرى في الشوارع الفارغة.
بمجرد خروجي شعرت بأنني كذلك مراقب. لا أعرف من ولم أرى أحد لكنه كان شعورك قويا. بمجرد خروجي انجرف بصري إلى أعلى نحو الشقة.
نظرت إلى شرفتي وهناك رأيت شخص واقف. شخص يقف وكأنه عارض أزياء. لكنه ليس كذلك.
عندما نظرت عن كثب، استطعت أن أرى أنه يتحرك قليلا.
تجمدت في مكاني، لم يكن عقلي قادرًا على الفهم أو التفسير أو حتى قبول ما كان يرى.
إنه ليس زميلي في الغرفة بل هو طويل جدًا. في الواقع، إنه أطول من أن أي شخص أعرفه.
دققت النظر وحاولت بكل طريقة لكني لم أتمكن من معرفة أي تفاصيل أخرى لهذا الشخص.
ربما بسبب الظلام والمسافة البعيدة ولكن كان هناك شيء ما حول هذا الموضوع دفعني نحو نتيجة مختلفة أن هذا الشيء ببساطة لا يمتلك تفاصيل أو معالم لكي أكتشفها.
كان الشخص كله عبارة ظلام محض. وبطبيعة الحال، دفعتني غريزتي للإبتعاد بأقصى سرعة من هنا.
لكن الصوت في رأسي كان يخبرني أنني لو حاولت الركض، فإن هذا الشيء سينتهي به الأمر لملاحقتي.
عدت إلى مطعم ماكدونالدز وحبست نفسي في الحمام. وقتها اتصلت أخيرًا بالرقم 911.
أخبرت الشرطي أن شخصًا ما قد اقتحم منزلي ولكنني خرجت من هناك دون أن يلاحظ.
أخبرني الشرطي أنهم سيرسلون شخصًا ما على الفور.
غادرت الحمام، جلست على الطاولة بجوار الشارع حتى أتمكن من رؤية أضواء سيارة الشرطة الحمراء والزرقاء تقطع الظلام نحو منزلي الموجود عبر الشارع.
يتبع...
تحياتى..
أحمدعبدالرحيم
التعديل الأخير بواسطة المشرف: