e-Dewan.com
  • المشاركة مفتوحة للجميع .. لا تتردد في نشر مقالك في القسم المناسب في منتدى الديوان.

  • اللّٰهُمَّ إِنِّي أَفْتَتِحُ الثَّناءَ بِحَمْدِكَ وَأَنْتَ مُسَدِّدٌ لِلصَّوابِ بِمَنِّكَ، وَأَيْقَنْتُ أَنَّكَ أَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ فِي مَوْضِعِ الْعَفْوِ وَالرَّحْمَةِ.

💢 حصري يختبئ عنواني في ركنٍ منتظراً ضوء الشمس

💢 الموضوع يحتوي على محتوى حصري.

مرحبا ً بك في الــديــوان الإلكتروني

أهلا وسهلا بك زائرنا العزيز في الــديــوان الإلكتروني.

انظم إلينا و تمتع بتجربة رائعة, ستجد كل ما تبحث عنه.

التسجيل مجاني بالكامل

في البداية ..أريد أن أخبركم بأني بهذا النص ألعب على وتيرة الجماهيرية والقبول لديكم ...بالمعنى الصريح للعبارة ..تلك بدايات لروايتي التي أعمل عليها ...وأرغب في نشر سكريبت صغير منها حتى أرى إن كانت ستشد القراء أم لا...رغبةً مني في إثراء جهودي بنقدكم أو ملاحظاتكم أو حتى تعزيزكم الإيجابي...كل هذا يبقى رهن آرائكم..فهل أكمل الطريق؟
#مساعدة_ووقفة_تعاونية_من_كادر_الديوان
بوركت جهودكم سلفاً.....

........


قيل أن القراءة تأخذك إلى عوالم أخرى يمكنك من خلالها تجاوز الزمان والمكان ،وحتى أفق السماء والتحليق بعيداً عن ضجيج البشرية وصخب آلامها ....
لذلك ..ها أنا الآن أنقلك إلى عالمٍ مليءٌ بالصراعات ..تخبطات وضياع ...تارةً تراك دخلت قمة التشويق ..وأخرى ترميك إلى باطن الأرض ..أليست تلك حالة التخبطات عامةً؟
هذا ما حدث لي بالتفصيل .......


ليلةٌ ماطرة ...بين يدي كوب القهوة يدفئ اصابعي ...وجدت نفسي أتأمل عظيم خلق الله ...أجواء شتوية جميلة ...صوت القطرات على النافذة يصرع اللب بترانيمه ...قمت بتشغيل الراديو ..بدأ يصدح صوت فيروز في الأرجاء ..."وحدن بيبقوا ...متل زهر البيلسان "
أخذتني بصوتها الدافئ إلى المجهول ...إلى شعورٍ يدفئ سكينتي ويهدئ من وحدتي ولوعتي ....
دائماً ما كنت أقول لنفسي ..أن من يسمع فيروز وصوتها العذب لايمكنه أن يكون سيئاً ..فليس بإمكان أحد أن يحب صوتٌ يرمي لحنه وحروفه على القلب ويرفعك إلى اللانهاية , أن يحمل بقلبه ضبابيةً سوداء ..نقي القلب فقط من يستمتع بفيروز ...
لحظة السكون هذه اخترقها دوي صوتٌ اهتز معه قلبي وسلب أمان مضجعي ...
تفجيرٌ بلونه الأحمر القاتم ...غبارٌ وضباب ...
أهي أشلاء ودماء الناس ؟ أم عينيّ امتلأت بالدماء بدل ذرف الدموع؟
كافحت بصعود الأنفس أن اسمع ..سلب مني حتى السمع عله يسعفني بالاطمئنان على عائلتي ....
ادنو هنا وهناك محاولةٌ عبثاً الولوج إلى الصالة ...لقد كانوا هنا ...كنت قد طلبت منهم قبل ساعة الاستمتاع بقطرات المطر على نافذة غرفتي وقليلاً من الهدوء ...لم اطلب كل هذا الهدوء ...الجدران محطمة ..لا أجد سوى حجارة وغبار ....والقليل مني أنا......



دمشق ربيع 2011

عزيزتي دمشق ..بأي ذنب باعوك أولادك؟
وهل الثمن كان يستحق رمي جُل ماقدمته لنا من حب ؟
تاريخك العريق العابق بالفخر من عمر أبو ريشة ونزار قباني ..إلى حنا مينا .
حمورابي ...
إلى صباح فخري وغيره الكثيرين ...
تم بيعك بأبخس ثمن ..رغم أن قيمتك لم تكن محدودة بمال ...
بدأت الحرب تدق ناقوس الخطر ..نحن مقبلون إلى كمٍ من الألم سينفر عقلنا وجسدنا من هذا التراب الذي لطالما تغزلنا به ..
رغم هذا ..بقيت ابحث أنا واصدقائي عن سبيلٍ للحفاظ على رباطة الجأش والتمكن من الوصول إلى الحلم ...حلم بسيط يتوسط جدرانه اسمٌ لامع وعمل يرضي ذواتنا ونجاحٌ علمي والقليل من الأمل ..
عروة ,قيس ,سارة وأنا ....
ادعى ناي ...اسمتني أمي تيمناً بصديقة عمرها ...واحببت هذا الاسم منذ نشأتي الأولى ..كلما نادى أحدٌ باسمي أشعر وكأن سيمفونية قد ألقيت على مسامعي ...
نقاتل نحن حتى الوصول ...نرتاد كلية الحقوق ..ونتقاسم نقاشاتٍ عميقة ممزوجة بين السياسة والاقتصاد حتى بمدى ارتباطهما بالوضع النفسي ..نحاول الاندماج في هذا المجتمع البغيض رغم نفورنا منه ..لكن هذه النمطية التي تربينا عليها .
في مقهى الكلية ...
هل ياترى نحن مقبلين على حرب طويلة الأمد؟ قال عروة.
لست أظن هذا ياعروة..إنها مجرد مسألة وقت وسنتخلص من كل شيء وكأنه لم يكن .

ناي أراكي متفائلةً جداً حتى تظني بأن تلك النواقيس التي ترن وتنذر بواقعٍ سيء ومشؤوم لم تصل إلى مسمعك بعد!! قالت سارة .
بلى قد سمعتها جيداً ..لكني مستبشرة خيراً ,لا أريد تصديق تلك الأكذوبة التي قد تطيح بشبابنا ..هل أنتِ مدركة هول تلك الكارثة لو حلت بنا؟ ونحن الآن في ريعان الحلم؟
دعيني أوقفك هنا ياناي ..برأيي أننا يجب علينا التأهب لتلك الطوارئ ..لأن الحلم الوردي سيقذف بنا إلى الهاوية متى رأينا ما يعاكسه ويعركله . قالها قيس.
شردت في العدم لبرهة مفكرة ..أنا شخصٌ حالم ..طموح ..دراميٌ بحت ..ابحث عن ذاك الرضا في الوصول ..نجاحي المهني والدراسي والعاطفي ايضاً ..هل من الممكن أن يموت الحلم قبل ولادته حتى؟
لا أريد أن اصدق هذا ..لا اريد.

بقيت تلك الحرب تشتعل أكثر فأكثر ..وبقيت أنا اُصدم في الواقع وأتأرجح بين مخيلتي الحالمة والمتأملة وهذا الواقع الأسود المتغربل..

في وقتٍ ما ..ستمر عليك لحظة أدراك ..تحبط عزيمتك ..تفقدك الشغف وحتى الطاقة ..لا تقوى على الحراك وترغب في اعتزال العالم وتوسد وحدتك ..والبكاء بين أحضان وسادتك ..في تلك اللحظة تستشعر بقوة الله وجلالته ..متأملٌ أنت لكل تفصيل وكأنك متفرد ..بعيدٌ عن الجميع وقادر على رؤية الجميع!!
تستطيع اختراق عوالمهم وأفكارهم وأيضاً تستطيع الشعور بأنك مقبلٌ على اكتئاب من الصعب عليك الخروج منه ..هنا يستيقظ بك الشعور الروحاني ..بأن الله إذا أراد أن يوقظ عبده ..يجعله فريسة نفسه ..نفسه أمارة بالسوء ..قادرة على تحطيمه بصراعاتها بين شعور الرغبة واللا شعور ..بين فكرة اللا رضا ..والجهل بما في نفسك مكنون ..فماذا حدث لي ؟
عما ابحث بالضبط؟
..هذا الضياع هو انتقام نفسي مني ..لأنها تُركت بلا مرشد ..بلا بصيرة..ألهي أنا قد فقدت البصر والبصيرة ..فكيف السبيل إلى وصالك من جديد؟

دمشق 2014

يوم حفل التخرج ..لقد تمكنا منها ..
نعم نجحنا وكان خير نجاح ..أو على الأقل هذا ماتوقعناه ..
ها قد انتهينا يا اصدقاء ..اليوم بدأنا نضع أولى خطواتنا في طريق النجاح ..بيد أن الحرب كل يوم كانت تسلب منا مايساعدنا على الوصول ..لا كهرباء ..لا ماء ..وحتى لا جدران أو هدوء ..صخب القذائف وصخب صراخ الروح ..جميعها لم تردنا عن السبيل ..لأن النجاح يكمن في اختلاق السبيل وعدم التأرجح بحججٍ بالية ..قالها قيس.
مباركٌ علينا ما نحن مقبلين عليه ..أكاد من فرط السعادة أشعر بأن لاشيء مستحيل ..أنا الأن محلقة وعابرة للسموات ..لا شيء مستحيل .

ناي توقفي لا اريد ايقافك عن الطيران لكن انظري من هناك؟ قالها عروة.
التفت ورائي لأجد أخي ..قادمٌ نحونا بوجهه العابس الحزين .
ما الأمر يا أحمد؟
اختي لا ارغب في تخريب فرحتك هذه لكن علينا الذهاب إلى المنزل بسرعة ..
لقد اخفتني ..أخبرني ما الأمر ؟ ولم ملابسك ممزقة هكذا؟
ناي توقفي عن رمي الأسئلة وتعالي معي بسرعة لا وقت للكلام ...
سحبني من يدي وأوقف سيارة الأجرة وأخذني وأنا لازلت متعجبة وخائفة ...

وصلنا الى الحي الذي أقطنه ..حي يقع بين أزقة الشام القديمة ..بيت عربي بأصولٍ تراثية ومعالم دافئة ..يتوسطه بركة ماء وطريق زقاقه مليءٌ بالياسمين المتسلق جدرانه ..
وصلت إلى الحي ..بحثت مطولاً عن الصورة المكنونة في عقلي عن حيينا هذا .....فلم أجد سوى الحطام!!
بصوتٍ مرتجف نطقت .ما الذي حدث؟
لقد تم ضرب حيينا وبلحظةٍ خاطفة بعد ضربه ..ولج بعض الأشخاص الملثمين بأسلحتم واختطفوا عدداً من الرجال والشباب هنا وحتى النساء ..
صوت أخي كان يحمل بين طبقاته دموع مخبئة وجملةٌ قاتلة كنت علا مشارف سماعها...
ثم؟...سألته.
ثم أخذوا معهم....... أبي وياسمين.....
في لحظةٍ فقط بات كل شيءٍ أبكم.
كان هناك صوت أشبه بالطنين ..فجأة شعرت أن أخي يحرك شفاهه فقط ولم اتمكن من التقاط كلامه ..كل شيء بات صامت رغم أنه يتحرك ...
لم أشعر بنفسي إلا وأنا ملقاةٌ على سرير أبيض بجدرانٍ زرقاء وصوت رجلٍ يسألني .هل تسمعيني؟
أين أنا؟
أنت في المستشفى ..أتيتنا مغمىً عليكِ..لا تقلقي أنه فقط هبوطٌ في الضغط لا أكثر ..
من أحضرني إلى هنا؟ سألته وأنا اتمنى من جوارحي آلا يكون أخي ..لعله يكون حلمٌ بغيض ..
أخاك أحمد أحضرك وذهب ليجلب أمك وسيعود في الحال.
أنا أموت يا الله ..هذا الموت المتقطع أسوأ من فكرة الموت حرقاً ..غرقاً ..إنه أسوأ ....

فاضت الذكريات وكأنها سيل من الأمطار تتدفق في عقلي وتشكّل صورة كاملة عن شريط حياة أسرة يسودها الدفء والضحكات وليالي السهر اللطيفة بأنغام العود ودندنة الصغار...

فلاش باك ....
دمشق 2009 عيد الأضحى ...
ايقظنا صوت تكبير المآذن ..كان لكل فردٍ منا طقمٌ من الملابس مجهز من الحذاء حتى القميص ومايتبعه من اكسسوارات ..اعتدنا في أيام العيد أن نقوم بوضع ملابسنا في آخر أيام شهر رمضان ..على فراشنا ..موزعة وكأن شخصنا يستلقي على الفراش ..ثم ننام بجانبها وكأنها كنزنا الوحيد ...
تكبيرات .. وصوت الجيران في الحي يطلقون المعايدات مرسلة محملة بقبلات تطير من على الشرفات ...
عيدٌ سعيد ..طاب نهاركم وأكرمكم الله بالسعادة الدائمة ..قلتها لوالديّ بعد أن قبّلت يمناهما الدافئتين ..كان لتلك الكفين ملمسٌ طري تسوده عروقٌ بارزة وتجاعيد تحمل بين خطوطها تعب السنين ،كان ثمنها أن استهلكت منهم الكثير من الصحة والسعي المجهد والبكاء في الليالي الطوال والكثير من الحب ...

من عادة أبي ..بعد تقبيل يمناه المباركة أن يضع حفنة من المال في يدينا الصغيرة ..لنهرول فرحين حتى نرتدي ملابسنا الجديدة والتزين للخروج في أبهى طلة ..ثم نركض متدافعين للنزول إلى الحي والبحث عن دور في الطابور للعب في الأراجيح ...
رائحة الطرقات كعكٌ محلى ..شوكولا وقهقهات طفولة عابقة ...والجو يحمل نسماتٌ هي مزيج برودة ودفء في آن معا ..كل الأشياء من حولي تحتفل مهلهلة ..حتى الأشجار تتراقص على النسمات ..والشمس تخترق بخيوطها جدران الحي وصوت قهقهات
الأطفال تطرب الآذان .

ثم قطع شريط أفكاري
صوتٌ ايقظني من شرودي..
لا داعي للقلق بإمكاننا الخروج حال وصول عائلتك ..قالها الطبيب.
تبعه صوت أخي ...
ناي أأنت بخير عزيزتي ؟
صغيرتي سيكون كل شيء بخير ..أعلم مدى صعوبة وهول الأمر الذي وقع علينا لكن من المهم علينا أن نتماسك ..على الأقل من أجل أمي ..ارجوك لا تجعلي الأمور أكثر صعوبة علي ..يكفيني كَم الآلام والأفكار التي تتزاجم الآن في رأسي دون إجابات واضحة.

احمد أنا بخير ..احتاج فقط الاطمئنان على أمي والله سينقذنا .

مضت الأيام تباعاً ..ولا خبر عنه مطلقاً ..حاولنا بشتى الوسائل ..لكن كيف لك الوصول إلى سبيل في زحمة الصراعات والحروب تلك؟
هناك اعداد هائلة مفقودة او مهاجرة وهناك في كل بقعة شهيد لا بل شهداء.

بقيت اكافح محاولةً الثبات على قدمي , كان للوقت الذي يمضي فضلٌ في إعطائنا نعمة التناسي وليس النسيان كما وأن زحمة المواجهات اليومية والكفاحات كان لها الدور الأكبر ...

حتى رأيته ...تشع مقلتيه نوراً.
على شرفة منزله يحتسي قهوته ..بعينيه الواسعتين ذات المقلتين الخضراوات ..

آدم....

أتذكر المرة الأولى التي صادفتك بها؟
كنت في السنة الثالثة ..مهرولة أنا بسرعة البرق حتى لا أتأخر عن الحضور وأتعرض لتوبيخٍ من أستاذ المادة ينتهي بضحكات باقي طلاب المدرج .. وأعود محملة بخيبتي التي اعتدتها بسبب محاولاتي الفاشلة للموازنة بين عملي ودراستي ..
حتى وصلت على الوقت ..
كنت التقط أنفاسي بصعوبة ..وقفت ولم اصعد المدرج محاولةً الثبات ...
بعدما تنفست الصعداء رفعت رأسي ونفخت على خصلةٌ من شعري الماثلة أمام عيني ...
لأراك تحدق بي،، بعيناك تلك..
تحدق بتمعن ...وبريقٌ منهما ركض مخترقاً أحشاء قلبي ..
تلك العينان التي ورطتاني بحبٍ استوطن وجداني ..
خطوت وقدماي ثقيلتان ..جلست خلفك ..رأيتك تحاول الالتفات يمنةً ويسار لعل عيناك تصطدم بي ..انتظرت وانتظرت لكن كبريائك جعلك تخطف النظرات الجانبية ....أيكفيك حقاً النظر خلسة بحيث لا ترى مني سوى الظل ؟
غبيٌ أنت...لا لست غبي ..انت قلبي.

بقيت مشاعرنا تتناثر خطيفةً بين نظرات وابتسامات تخفي ورائها حكايات وليال طوال من الأرق لاكتشف فيما بعد أنه سيصبح جارنا وينتقل إلى المنزل المقابل لنا ..هنيئاً لي ستزداد الأمور صعوبةً..
....
بقيت انظر إليه هذه المرة من الشرفة دون إزاحة عيني بمقدار طرفة عين.
لمحني وبثبات ونظرة ترمي أسئلة تقدح شرار ..إلى متى؟
لقد قرأ هذا الوهج الذي برق منهما ..
فهم واخيراً ..فردني بسؤال ..
كيف حالك؟
بخير ... وأنت؟
الحمدلله ...
هل من أخبار عن والدك حتى الآن؟
إلى الآن لا شيء جديد ..ونحن الآن لا سبيل لنا سوى الدعاء..
اعاده الله بخير وسلامة ..
كيف هم أصدقاءك؟
اصدقائي؟ صرخت بتلك القوة ..كيف نسيت هذا ...لقد طلبوا مني أن نتلاقى في المقهى لأننا لم نعد نتلاقى كثيراً بعد التخرج...
مابك؟ لقد اخفتني ...
نسيتهم ...بالتأكيد هم الآن يشتمونني في سرهم ..
بضحكةٍ صغيرة قال , هاه ..مجنونة ولله.
دعك من جنوني واخبرني ..أترغب في الانضمام إلينا؟
لا ..لعلي انضم في المرة المقبلة ..يكفي أننا تحدثنا اليوم ولأول مرة فلن اقتحمك أكثر ..
وهل سيكلفني انتظار احتساء القهوة معك سنتان مثل انتظاري لحديثك الآن الذي كلفني عامان؟
ماذا؟؟؟؟؟؟
لا شيء ..سأذهب ...إلى اللقاء.
ناي.........
نعم؟
لن يكلفك الانتظار سنتان ..بل سيكلفني انتظارك غداً ساعتان بعد الظهيرة ..والكثير من محياك في مخيلتي والأكثر من سهاد الليل في انتظار الميعاد....
بقيت كالبكماء ..تجمدت الحروف ولم انطق لثوان لكن وجنتي قالتا الكثير بحمرتهما ...ابتسمت بخجل وركضت مسرعة إلى الداخل.


في مقهى قديم بديكور يحمل صور فيروز وجمالها وصوت دندنة أغانيها تحلق في أرجاء المكان ,,هذا المكان المفعم بالجمال يقبع في حي متواجد في منطقة باب شرقي ..كأيام الجامعة وكأننا لم نغيب مطولاً ..في كل مرة كنا نطيل الغياب نعود وكأننا لم نرحل ...
عروة أنت تمازحني أليس كذلك ...
كانت سارة وعروة قادمان نحو طاولتنا وعلى وجهها ملامح الصدمة متسائلة إن كان هذا مزاح.
ما الأمر ؟...قلت
سأسافر عبر البحر ..أريد أن اهاجر ..لاشيء هنا ينبئ بالقدرة على الحياة ,لاشيء أساساً يؤهلني للشعور بأني على قيد الحياة ,أريد أن أشعر بالروح تنبض من جديد.
لمَ لم تخبرنا مسبقاً عن قرارك هذا؟ سأل قيس.
في وسط الآلام وما تعانيه بلدنا من صعاب ,وجدتني استسلمت ,,استسلمت من فكرة التمسك برحمها أكثر ,أريد أن أقطع هذا الحبل السري الذي بالكاد سيخنقني بدل أن يغذيني.
وفي المقابل أريد الاعتذار إليها فقد فاق الآلم درجات قصوى لم أعد اقوى عليها.
يؤسفني أن ارانا موشكين على التخلي , عن هويتنا ,ارضنا, وهواها, لكني اعتقد أنها ستتفهم ,في عمق آلام مخاضها سترغب في تحريرك فضلاً عن الحفاظ على روحها ,هكذا هي الأم ستضحي بجل ما تملك مقابل أن تهب الحياة لمن تحب...قلتها وأنا اتلوع وقلبي يتلوى وعيناي مليئتان بدموع جعلت الرؤية غير واضحة ,تماسكت تلك الدمعة محاولة جعل لقائنا هذا بأفضل صورة , لربما سيكون آخر لقاء فلن ننهيه هكذا.
ثم تبعته سارة قائلة:
لا أريد أن أقلب المواجع عليكم ,لكن من المهم مشاركتكم بأخباري منذ آخر مرة التقينا, أنا وسامي نفكر في الإنجاب ,لكن تبين لي أنه يعاني من مشاكل قد تجعلنا فريسة انتظار مطول لهذا الحلم ,اعتبرها تلك إشارة من الله بأن التأخير يخفي ورائه حكمة تحرير طفل لم يولد بعد من آلم سيبرحه أرضاً ويحطم عظامه ,هذا ما اواسي نفسي به...

أحبطني ما ولج إلى روحي من أعاصير على وشك أن تترجم إلى سيلٍ من الدموع ..لا أدرك سبب حزني هذا !! لربما شعرت للوهلة الأولى أننا مقبلين على تغيير كامل علينا أن نجهز العتاد له ..فهو بالتأكيد لن يكون وقع جميلاً .

عدت إلى منزلي هذه المرة محملة بطاقة سلبية تكاد تفجر أضلعي وأنا التي اعتادت أن تعود من تلك الجلسات محملة بهرمون سعادة يشحن طاقتي أسبوع مقدماً.
أقبلت علي أمي بوجه متجهم .
أين أنت حتى الآن؟؟
مابك أمي ؟ قضيت القليل من الوقت صحبة أصدقائي.
وهل هذا بوقتٍ قليل ؟ آلا يكفيني مرارة حتى الآن؟ أعد الليال الطوال الثقيلة على قلبي وأنا منتظرة صوت أبيك يصدح بين جدران هذا المنزل المهجور دونه ..أو حتى مزاح أختك المستمر والغير مضحك ,وادعو الله عودتها سالمة وولله لأضحكن حتى تفقع مرارتي على كل نكتة سطحية قد ترميها.فلا تعيدي أنت وأخيك شعوري بالفقدان والخوف والتوتر بسبب غيابكم المطول .
هدئي من روعك ياعيوني ..أنا ماثلة أمامك يمكنك أن تصفعيني لتفرغي تلك الشحنة المليئة بالتوتر ..هاه؟
لا ليس لتلك الدرجة ,تعلمين أنك قلبي وليس بالإمكان صفع القلب... هيا اغسلي يديك لنتناول العشاء.

كانت الساعة الثامنة ليلاً..وجدت نفسي أهرول خلسةً إلى الشرفة عليّ آراه...
وهااا هو ذا ..مرتدياً الأسود ويا له من لونٍ يليق به ..ينفث بسيجارته عبق سنين قد خلت ...
مساء الخير..
طاب مساءك نوراً ناي.
أتعلم أني بفضلك تذكرت موعدي مع أصدقائي ولولاك لرأيتهم الآن يمطروني بوابلٍ من الشتائم ..هه.
لا اعتقد هذا ,بل كانوا سيتصلون بك مراراً متنبهين إلى عدم توبيخك لأنك سكرة هذه الشلة .
احمرت وجنتي خجلاً ..وقلت محاولة أن أباغت تبسم شفاهي ...ماذا تعمل هذه الأيام يا آدم؟
أقوم باستيراد البضائع وتصديرها ,,أي أنني لست سوى وسيط للشحنات ,,انتبهي لست فاحش الثراء إذ أني اجزم أنك اعتقدي بإني تاجرٌ للوهلة الأولى ,هاه؟
لا لا ,لا يعنيني هذا في كلتا الحالتين مايهمني هو أنك بخير وعملك بخير..
قاطع كلامنا هاتفه حينما رن وأستأذن ليجيبه ..ليأتيني صوت أمي منادياً لكي نجتمع على المائدة.


في ركنٍ مظلم
ما الذي تقصده؟
أخبرتك مراراً أن تلك العملية لم ارغب في تنفيذها ,,جل ما اردته بضعة قروش لأعيل نفسي ,,لم ادرك أني مقبلٌ على التورط في شيء لا ارغب به!!!!

ماذا؟
لقد قلت لك مراراً أن أمر هذا الرجل يهمني و عليكم التفاوض معي من أجله...
لقد ساعدتكم كثيرا ولست أقول بإني لن أعمل معكم بعد الآن لكني فقط أريد منكم نسيان أمره وإطلاق سراحه....

في الجهة الأخرى
على الحدود في الغابة ..الساعة تجاوزت الثانية بعد منتصف الليل ...
رجالٌ كبار في السن ,,أطفال ,,نساء ....
جميعهم معصوبي العينين ومكبلين..
في الطرف الآخر ثلاثة رجال يتهامسون..
ما بال ذاك الاحمق ..مُصرٌ على موقفه هذا؟
كيف لي أن أخبره بأنه لم يبق من رجله سوى أشلاء ,,والمشكلة تكمن في فكرة تمرده علينا إن عرف ...
دعك منه واستمر في مماطلته حتى نصل إلى مبتغانا ...علينا الآن تجهيز الشحنة لنقل هؤلاء إلى الخارج ...حسناً؟

...يتبع ......

منتظرة آرائكم وحتى نقدكم البناء .....
وهل هذا بوقتٍ قليل ؟ آلا يكفيني مرارة حتى الآن؟ أعد الليال الطوال الثقيلة على قلبي وأنا منتظرة صوت أبيك يصدح بين جدران هذا المنزل المهجور دونه أو حتى مزاح أختك المستمر والغير مضحك ,وادعو الله عودتها سالمة وولله لأضحكن حتى تفقع مرارتي على كل نكتة سطحية قد ترميها.فلا تعيدي أنت وأخيك شعوري بالفقدان والخوف والتوتر بسبب غيابك
 
يشـهب
مرة أخرى تتحفينا بإبداعاتك.. نصك يعبر عن مشاعر عميقة، و يحمل طبقات من المعاني التي تتراوح بين الأمل و اليأس، والجمال و الدمار.. إلخ
لغتك، الشاعرة الرومانسية المعهودة و الغنية بالصور البلاغية، تثير الحواس و المشاعر .
كنت أفضلها قصة قصيرة عن الروايات الطويلة. لأنها تلائم رتم الحياة السريع، و تنقل القارئ بسهولة إلى لب الفكرة.
دمت بود؛
يجب عليك تسجيل الدخول أو حساب جديد لمشاهدة المحتوى
 
تعليق
يشـهب
تعليق
ferial loulak
مرة أخرى تتحفينا بإبداعاتك.. نصك يعبر عن مشاعر عميقة، و يحمل طبقات من المعاني التي تتراوح بين الأمل و اليأس، والجمال و الدمار.. إلخ
لغتك، الشاعرة الرومانسية المعهودة و الغنية بالصور البلاغية، تثير الحواس و المشاعر .
كنت أفضلها قصة قصيرة عن الروايات الطويلة. لأنها تلائم رتم الحياة السريع، و تنقل القارئ بسهولة إلى لب الفكرة.
دمت بود؛
دائماً ما تكون في الواجهة الأولى لدعم الجهود والشباب الطامح ...دائماً تسعدني بكلماتك التي ترفع من معنوياتي ...شكرا لك دائما أخي يشهب 😊
يجب عليك تسجيل الدخول أو حساب جديد لمشاهدة المحتوى
 
تعليق
ferial loulak
لي عودة للقراءة لاحقا و ترك بعض النقاط.

مشكورة على المجهود المبذول خاصة في قسم القصص و الروايات.
لن اطيل عليكم نهاية الراوية فقد قامت منصات مسبقة بنشر كتاباتي وشعرت بأن القراء قد سئموا انتظار الأجزاء لهذا ستكون التتمة قريبة إنشاء الله ...شكرا لك ولدعمك أستاذ تقي . 😊
يجب عليك تسجيل الدخول أو حساب جديد لمشاهدة المحتوى
 
تعليق
تقي الدين
القصة كحبكة مميزة جدا، الوصف أكثر من رائع و الكلمات في مكانها الصحيح.
التسلسل مختل قليلا من ناحية التنقل بين المشاهد لكن ليس بالأمر الجلل.
النهاية متوقعة نوعا ما بما أن شخصية آدم دخلت إلى القصة بتلك الطريقة المباشرة دون تمهيد أو خلفية واضحة فأكيد أنه متورط بطريقة أو بأخرى في اختطاف الأب و الأخت.
هناك بعض الأخطاء في همزات الوصل و القطع و أخرى كتابية ربما لم تنتبهي لها مثل
والأفكار التي تتزاجم الآن في رأسي دون إجابات واضحة.
أعتقد أنها تتزاحم لا تتزاجم.

طبعا أنا هنا لا أنتقص من أسلوبك شيئا، كما قلت أسلوبك مميز جدا، هذه فقط ملاحظات كاتب جف قلمه منذ سنوات طويلة جدا و أتمنى أن تنير ولو شيئا من درب حضراتكم.
تحياتي و إحترامي.
يجب عليك تسجيل الدخول أو حساب جديد لمشاهدة المحتوى
 
تعليق
ferial loulak
القصة كحبكة مميزة جدا، الوصف أكثر من رائع و الكلمات في مكانها الصحيح.
التسلسل مختل قليلا من ناحية التنقل بين المشاهد لكن ليس بالأمر الجلل.
النهاية متوقعة نوعا ما بما أن شخصية آدم دخلت إلى القصة بتلك الطريقة المباشرة دون تمهيد أو خلفية واضحة فأكيد أنه متورط بطريقة أو بأخرى في اختطاف الأب و الأخت.
هناك بعض الأخطاء في همزات الوصل و القطع و أخرى كتابية ربما لم تنتبهي لها مثل

أعتقد أنها تتزاحم لا تتزاجم.

طبعا أنا هنا لا أنتقص من أسلوبك شيئا، كما قلت أسلوبك مميز جدا، هذه فقط ملاحظات كاتب جف قلمه منذ سنوات طويلة جدا و أتمنى أن تنير ولو شيئا من درب حضراتكم.
تحياتي و إحترامي.
طبعا ملاحظاتك في مكانها أستاذي بالنسبة للتزاحم نعم إنها تتزاحم بيد أني اعدت تنقيح الكلام لكن يبدو أن عيناي لم تسعفاني لرؤية مثل هذا الخطأ...وبالنسبة للتنقل فهو فكرته تقوم على التنقل بين التواريخ فلاش باك وحاضر ...أما عن توقعك بما يخص آدم فإنه غايتي بأن تكن هذه رؤيتك عن القصة لذا يبدو أني نجحت 😊
يجب عليك تسجيل الدخول أو حساب جديد لمشاهدة المحتوى
 
تعليق
ferial loulak
القصة كحبكة مميزة جدا، الوصف أكثر من رائع و الكلمات في مكانها الصحيح.
التسلسل مختل قليلا من ناحية التنقل بين المشاهد لكن ليس بالأمر الجلل.
النهاية متوقعة نوعا ما بما أن شخصية آدم دخلت إلى القصة بتلك الطريقة المباشرة دون تمهيد أو خلفية واضحة فأكيد أنه متورط بطريقة أو بأخرى في اختطاف الأب و الأخت.
هناك بعض الأخطاء في همزات الوصل و القطع و أخرى كتابية ربما لم تنتبهي لها مثل

أعتقد أنها تتزاحم لا تتزاجم.

طبعا أنا هنا لا أنتقص من أسلوبك شيئا، كما قلت أسلوبك مميز جدا، هذه فقط ملاحظات كاتب جف قلمه منذ سنوات طويلة جدا و أتمنى أن تنير ولو شيئا من درب حضراتكم.
تحياتي و إحترامي.
وفي الحقيقة لقد رأيت مدى رؤيتك العميقة التي تنم عن كاتب يتوسد داخل عقلك وقلبك وهذا يشعرني بالفخر بانتقادك البناء أو إطراؤك جميعها خارجة من شخص ملهم بالمجال فإذاً هي كفيلة لأن ترفع مني أكثر ...شكرا لك
يجب عليك تسجيل الدخول أو حساب جديد لمشاهدة المحتوى
 
تعليق
ferial loulak
سأعتذر من الجميع عن إكمال الراوية لأني سبق وصرحت بأني أرغب برؤية الإقبال والنقد والملاحظات لأضعها في عين الاعتبار ...لكن تلك الراوية أعمل عليها منذ مدة في مقابل نشرها بدار نشر بعد انتهائها إن أكرمني الله ...شكراً لجميع من ساهم بترك تعليق مدح أو نقد ...بوركتم جميعاً.
يجب عليك تسجيل الدخول أو حساب جديد لمشاهدة المحتوى
 
تعليق
أعلى