التعديل الأخير بواسطة المشرف:
الحشاشون
(فرقة حسن الصباح ) (10) .......................................
ظهر أول داعية شيعي في سوريا في القرن الثامن الميلادي وخلال القرن التاسع والعاشر أصبح هناك وجود فعلي للشيعة في سوريا,
مع نهاية القرن العاشر كانت الدولة الفاطمية الإسماعيلية موجودة في مصر وانتشر المد والسيطرة الإسماعيلية إلى سوريا.
في العام 1064م غزا السلاجقة الأتراك سوريا ووقعت تحت حكمهم كلها ما عدا شريط ساحلي صغير ظل في يد الفاطميين.
لكن سرعان ما قتل الأمير السلجوقي الحاكم فتفتت البلاد إلى إمارات صغيرة تحت حكم أمراء سلاجقة وفي هذا الوقت بدأ الغزو الصليبي اللاتيني يجتاح العالم الإسلامي.
سادت حالة من الفوضى العارمة سوريا وأغلب الشرق الإسلامي مع قدوم الصليبيين وكانت تلك فرصة لحركة حسن الصباح للإنتشار فيها لكن الأمر لم يكن بتلك السهولة فقد كان الرسل الذين جاءوا من قلعة ألموت بأوامر من حسن الصباح وخلفائه فرس لا يتقن بعضهم العربية لذا وجدوا صعوبة في نشر الدعوة بسرعة في سوريا.
ورغم ذلك فقد نجحوا في إقامة قواعد وأتباع في حلب ودمشق في البداية , ومع الوقت انتشرت دعوتهم في المناطق المجاورة .
حين وصلنا للعام 1131م كان الإسماعيلية النزارية قد تمنكوا من الحصول على العديد من القواعد والقلاع المحصنة التي تحولت إلى نموذج قلعة ألموت.
يذكر بعض المؤرخين أن أول عملية اغتيال بارزة قام بها الحشاشين في سوريا كانت عام 1103م عندما قام بعض الفداوية منهم باغتيال الحاكم السلجوقي معين الدولة حاكم حمص في المسجد الكبير في المدينة, فيما بعد وجهت أصابع الإتهام لرضوان حاكم حلب السلجوقي أيضًا بسبب عداوة وتنافس بينه وبين معين الدولة.
كان رضوان قد استقبل الإسماعيليين أتباع الصباح في حلب وترك لهم الحرية في الحركة والدعوة لمذهبهم في مقابل نصرته وتقوية جيشه الضعيف ومساعدته على منافسيه حكام الإمارات السورية المجاورة.
في تلك الأثناء كان للصليبيين وجود في الشرق الإسلامي وإمارات صليبية مثل إنطاكية وكان لابد من حدوث صدام بين الطرفين.
وقع الصدام الأول بين الصليبيين والحشاشين عام 1106م عندما هاجم جيش من الحشاشين مدينة أفاميا وكانت وقتها تابعة للشيعة الإسماعيليين الفاطميين في القاهرة وفي نفس الوقت طمه أمير إنطاكية الصليبي في المدينة فهاجمها واستولى عليها وقتل الحاكم الإسماعيلي التابع للحشاشين ورغم ذلك الصدام ظل الحشاشين يركزون ضرباتهم واغتيالهم على الأتراك السلاجقة وليس الصليبيين.
في العام 1113م ضرب الحشاشين أقوى ضربة لهم ضد السلاجقة حين اغتالوا الأمير مودود أمير الموصل الذي جاء على رأس جيش معه لنصرة الجيوش الإسلامية في حربها ضد الصليبيين
وكان الإغتيال أيضَا بأمر من رضوان الذي خشي على إمارته.
بعد أن مات رضوان خلفه ابنه ألب أرسلان الذي أراد أن ينتهج نهج والده لكن رسالة وصلته من السلطان السلجوقي في تركيا تحذره من خطر الحشاشين الداهم وتطلب منه القضاء عليهم أدت إلى أن يقوم بمساعدة سكان المدينة الذين كانوا يكرهون الحشاشين بالقبض على أبوطاهر الصائغ زعيمهم وقتله واعتقال عدد كبير منهم والإستيلاء على ممتلكاتهم ورغم تلك النكسة فقد استطاع الحشاشين أن يحتفظوا لأنفسهم ببعض النفوذ في حلب وفي أماكن مجاورة.
تعاون الحشاشين مع حاكم دمشق الذي استعان بهم ضد منافسيه وتمكنوا من إنشاء قلعة خاصة بهم أسموها
" القصر" غير أن نفوذهم الكبير وقوتهم كانت في مدينة بانياس حيث كان يوجد زعيمهم القوي بهرام .
في العام 1129م وبعد موت الحاكم المتعاون مع الحشاشين وتولي حاكم جديد ثارت ضدهم المدينة كلها فقتلوا منهم من وقع تحت أيديهم ونهبوا ممتلكاتهم حتى انتهى وجودهم تمامًا من دمشق ونتيجة لذلك قام حاكم بانياس الإسماعيلي بتسليم القلعة للصليبيين وهرب إلى أراضي تحت سيطرتهم وعاش هناك.
لا يمكن أن نغفل عن ذكر أن صراعًا كان قائمًا بين الإسماعيلية النزارية وبين إسماعيلية القاهرة فقد كان هناك عداوة بين الطرفين وصلت لدرجة اغتيال الوزير الأفضل المسؤول الأول عن القضاء على النزارية في مصر في العام 1121م على يد ثلاثة حشاشين قدموا من حلب.
وفي العام 1130م اغتيل الخليفة الفاطمي نفسه على يد عشرة حشاشين وكان الرجل مشهور بعداوته للحشاشين.
في السنوات العشرين التالية شهد حصد الحشاين الكثير من النجاحات في سوريا فقد قاموا بالإستيلاء على عدة قلاع حصينة وإتخذوها مراكز لهم بعضها بالمهاجمة وبعضها بالمال ومنها قلاع قدموس وخريبة ومصيف والخوابي والرصافة والقليعة والمنيقة.
يذكر المؤرخين أن تعاونًا جرى بين الصليبيين الفرنج والحشاشين لفترة كبيرة.
حين وصل إلى السلطة في الموصل عماد الدين زنكي الحاكم السلجوقي
أصبح يمثل العدو الأول فقد كان الرجل حاكمًا قويًا يميل لتوحيد الإمارات الإسلامية المتصارعة لمحاربة الصليبيين.
كما كان معروف عنه كرهه للحشاشين, تمكن زنكي بالفعل من ضم بعض الإمارات وبعد وفاته واصل ابنه نور الدين محمود
سياسته في محاولة توحيد الإمارات المتصارعة.
حين دخل نور الدين محمود حلب أمر بإلغاء الأذان الشيعي الذي ينادى به في المساجد مما أثار سخط الشيعة هناك ولا عجب أن نرى اصطفاف قوات الحشاشين إلى جوار جيوش الصليبيين من إمارة انطاكية لقتال نور الدين محمود.
في هذه الأثناء وصل إلى الإمامة سنان بن سلمان
المعروف باسم رشيد الدين
وهو يعتبر أعظم زعماء الحشاشين على الإطلاق ومعه بدأت مرحلة جديدة من تاريخ الحشاشين.
يتبع....
تحياتى. (فرقة حسن الصباح ) (10) .......................................
ظهر أول داعية شيعي في سوريا في القرن الثامن الميلادي وخلال القرن التاسع والعاشر أصبح هناك وجود فعلي للشيعة في سوريا,
مع نهاية القرن العاشر كانت الدولة الفاطمية الإسماعيلية موجودة في مصر وانتشر المد والسيطرة الإسماعيلية إلى سوريا.
في العام 1064م غزا السلاجقة الأتراك سوريا ووقعت تحت حكمهم كلها ما عدا شريط ساحلي صغير ظل في يد الفاطميين.
لكن سرعان ما قتل الأمير السلجوقي الحاكم فتفتت البلاد إلى إمارات صغيرة تحت حكم أمراء سلاجقة وفي هذا الوقت بدأ الغزو الصليبي اللاتيني يجتاح العالم الإسلامي.
سادت حالة من الفوضى العارمة سوريا وأغلب الشرق الإسلامي مع قدوم الصليبيين وكانت تلك فرصة لحركة حسن الصباح للإنتشار فيها لكن الأمر لم يكن بتلك السهولة فقد كان الرسل الذين جاءوا من قلعة ألموت بأوامر من حسن الصباح وخلفائه فرس لا يتقن بعضهم العربية لذا وجدوا صعوبة في نشر الدعوة بسرعة في سوريا.
ورغم ذلك فقد نجحوا في إقامة قواعد وأتباع في حلب ودمشق في البداية , ومع الوقت انتشرت دعوتهم في المناطق المجاورة .
حين وصلنا للعام 1131م كان الإسماعيلية النزارية قد تمنكوا من الحصول على العديد من القواعد والقلاع المحصنة التي تحولت إلى نموذج قلعة ألموت.
يذكر بعض المؤرخين أن أول عملية اغتيال بارزة قام بها الحشاشين في سوريا كانت عام 1103م عندما قام بعض الفداوية منهم باغتيال الحاكم السلجوقي معين الدولة حاكم حمص في المسجد الكبير في المدينة, فيما بعد وجهت أصابع الإتهام لرضوان حاكم حلب السلجوقي أيضًا بسبب عداوة وتنافس بينه وبين معين الدولة.
كان رضوان قد استقبل الإسماعيليين أتباع الصباح في حلب وترك لهم الحرية في الحركة والدعوة لمذهبهم في مقابل نصرته وتقوية جيشه الضعيف ومساعدته على منافسيه حكام الإمارات السورية المجاورة.
في تلك الأثناء كان للصليبيين وجود في الشرق الإسلامي وإمارات صليبية مثل إنطاكية وكان لابد من حدوث صدام بين الطرفين.
وقع الصدام الأول بين الصليبيين والحشاشين عام 1106م عندما هاجم جيش من الحشاشين مدينة أفاميا وكانت وقتها تابعة للشيعة الإسماعيليين الفاطميين في القاهرة وفي نفس الوقت طمه أمير إنطاكية الصليبي في المدينة فهاجمها واستولى عليها وقتل الحاكم الإسماعيلي التابع للحشاشين ورغم ذلك الصدام ظل الحشاشين يركزون ضرباتهم واغتيالهم على الأتراك السلاجقة وليس الصليبيين.
في العام 1113م ضرب الحشاشين أقوى ضربة لهم ضد السلاجقة حين اغتالوا الأمير مودود أمير الموصل الذي جاء على رأس جيش معه لنصرة الجيوش الإسلامية في حربها ضد الصليبيين
وكان الإغتيال أيضَا بأمر من رضوان الذي خشي على إمارته.
بعد أن مات رضوان خلفه ابنه ألب أرسلان الذي أراد أن ينتهج نهج والده لكن رسالة وصلته من السلطان السلجوقي في تركيا تحذره من خطر الحشاشين الداهم وتطلب منه القضاء عليهم أدت إلى أن يقوم بمساعدة سكان المدينة الذين كانوا يكرهون الحشاشين بالقبض على أبوطاهر الصائغ زعيمهم وقتله واعتقال عدد كبير منهم والإستيلاء على ممتلكاتهم ورغم تلك النكسة فقد استطاع الحشاشين أن يحتفظوا لأنفسهم ببعض النفوذ في حلب وفي أماكن مجاورة.
تعاون الحشاشين مع حاكم دمشق الذي استعان بهم ضد منافسيه وتمكنوا من إنشاء قلعة خاصة بهم أسموها
" القصر" غير أن نفوذهم الكبير وقوتهم كانت في مدينة بانياس حيث كان يوجد زعيمهم القوي بهرام .
في العام 1129م وبعد موت الحاكم المتعاون مع الحشاشين وتولي حاكم جديد ثارت ضدهم المدينة كلها فقتلوا منهم من وقع تحت أيديهم ونهبوا ممتلكاتهم حتى انتهى وجودهم تمامًا من دمشق ونتيجة لذلك قام حاكم بانياس الإسماعيلي بتسليم القلعة للصليبيين وهرب إلى أراضي تحت سيطرتهم وعاش هناك.
لا يمكن أن نغفل عن ذكر أن صراعًا كان قائمًا بين الإسماعيلية النزارية وبين إسماعيلية القاهرة فقد كان هناك عداوة بين الطرفين وصلت لدرجة اغتيال الوزير الأفضل المسؤول الأول عن القضاء على النزارية في مصر في العام 1121م على يد ثلاثة حشاشين قدموا من حلب.
وفي العام 1130م اغتيل الخليفة الفاطمي نفسه على يد عشرة حشاشين وكان الرجل مشهور بعداوته للحشاشين.
في السنوات العشرين التالية شهد حصد الحشاين الكثير من النجاحات في سوريا فقد قاموا بالإستيلاء على عدة قلاع حصينة وإتخذوها مراكز لهم بعضها بالمهاجمة وبعضها بالمال ومنها قلاع قدموس وخريبة ومصيف والخوابي والرصافة والقليعة والمنيقة.
يذكر المؤرخين أن تعاونًا جرى بين الصليبيين الفرنج والحشاشين لفترة كبيرة.
حين وصل إلى السلطة في الموصل عماد الدين زنكي الحاكم السلجوقي
أصبح يمثل العدو الأول فقد كان الرجل حاكمًا قويًا يميل لتوحيد الإمارات الإسلامية المتصارعة لمحاربة الصليبيين.
كما كان معروف عنه كرهه للحشاشين, تمكن زنكي بالفعل من ضم بعض الإمارات وبعد وفاته واصل ابنه نور الدين محمود
سياسته في محاولة توحيد الإمارات المتصارعة.
حين دخل نور الدين محمود حلب أمر بإلغاء الأذان الشيعي الذي ينادى به في المساجد مما أثار سخط الشيعة هناك ولا عجب أن نرى اصطفاف قوات الحشاشين إلى جوار جيوش الصليبيين من إمارة انطاكية لقتال نور الدين محمود.
في هذه الأثناء وصل إلى الإمامة سنان بن سلمان
المعروف باسم رشيد الدين
وهو يعتبر أعظم زعماء الحشاشين على الإطلاق ومعه بدأت مرحلة جديدة من تاريخ الحشاشين.
يتبع....
أحمدعبدالرحيم.
التعديل الأخير بواسطة المشرف: