التعديل الأخير بواسطة المشرف:
الحشاشون
(فرقة حسن الصباح) (9)
............................................(فرقة حسن الصباح) (9)
كان نصر الدين هو من أوعز لركن الدين بالإستسلام والتسليم لهولاكو حتى يأمن شره ويقي مملكته شر التدمير.
ورغم معارضة بعض قادة الإسماعيليين بالتسليم للمغول وإصرارهم على مقاومتهم إلا أن ركن الدين نفسه اتبع نصيحة نصر الدين الطوسي واصطحب أسرته وأهله وخواصه وحمل كنوزه وذهب إلى معسكر هولاكو.
استقبل هولاكو ركن الدين استقبالاً جيدًا وسمح له بالزواج من فتاة مغولية.
لم تكن تلك المعاملة نتيجة لإبداء احترام لركن الدين لكنه كان لسبب آخر..
كان الإسماعيليين يسيطرون على العديد من القلاع والحصون القوية وكان يمكن أن يسببوا المتاعب للمغول ويعطلوا مسيرتهم وكان وجود ركن الدين رهينة عند هولاكو كفيلًا بعدم حدوث ذلك كما ظن هولاكو نفسه.
وهذا ما حدث بالفعل فقد استسلمت معظم القلاع للمغول بناءًأ على أوامر ركن الدين نفسه .
أما قلعة ألموت فقد ظلت تقاوم بضعة أيام ثم قرر قائدها أن يستسلم وأرسل للمغول يطلب الإستسلام وتأمين حياته ومن معه.
توسط ركن الدين لقائد ألموت بالفعل عند المغول حتى يخرج بأمان وبالفعل في ديسمبر 1258م خرج كل سكان قلعة ألموت وما حولها حاملين كل ما استطاعوا من متاعهم .
بعد ثلاثة أيام تسلق جنود المغول الجبال ودخلوا القلعة للمرة الأولى وكان أول ما فعلوه أن حملوا كل ما تركه سكان القلعة خلفهم من متاع ثم أضرموا فيها النيران كلها.
فارتفعت ألسنة هائلة من النيران تلتهم ألموت وتقضي على إرث حسن الصباح وأسلافه وخلفائه في الجماعة التي استمرت لعشرات السنوات تثير الرعب في الشرق الإسلامي كله.
لم تستسلم قلعة لاماسار لكنها ظلت تقاوم نحو عام قبل أن تسقط في يد المغول بينما ظلت قلاع غيرد كوه حصن منيع في وجه المغول ظل يقاومهم سنوات بعد سقوط ألموت.
لكنها سقطت في النهاية في يد المغول وبذلك تكون أغلب قلاع الإسماعيليين في الشرق قد سقطت بالفعل في أيديهم .
لم يعد لركن الدين أهمية عند المغول فضاقوا به ذرعًا ودبروا له مكيدة لقتله , ويبدو أنه شعر بذلك فقرر أن يحمل قافلته ويرحل لمقابلة هولاكو في قزوين وكانت المسافة بعيدة إلا أن هولاكو رفض مقابلته هذه المرة وأمر بعودته إلى فارس حيث كانت قلاعه وأتباعه.
وبالفعل تحرك ركن الدين في قافلة تحمل أسرته وأتباعه المقربين نحو فارس لكن في منتصف الطريق خرجت عليهم قوة مجهولة وانقضت عليهم بالسيوف حتى قضت عليهم تمامًا.
لكن يبدو أن أحد ابناء ركن الدين الصغار قد نجا من القتل وفر من قاتليه وفيما بعد تم تنصيبه كإمام للجماعة واستمرت الإمامة في أسرة ركن الدين حتى القرن التاسع عشر وجاء منهم أسرة أغا خان الشهيرة.
(أغا خان الأول إمام الإسماعيلية النزارية مؤسس الأسرة)
ولد في إيران عام 1800 واسمه الاصلي حسن علي شاه ,
يعتبر الإمام السادس والأربعين للطائفة الإسماعيلية النزارية , له تاريخ من مشين من التعاون مع المستعمر الإنجليزي في أفغانستان أثناء الحرب البريطانية الأفغانية في منتصف القرن التاسع عشر بعدها فر من أفغانستان بعد أن سعى الأفغان لقتله بسبب خيانته.
بعدها لجأ إلى الهند حيث وفر له الإنجليز الحماية في مدينة مومباي, مات أغا خان عام 1881 وبعدها خلفه ابنه الأكبر على شاه الملقب أغا خان الثاني)
ظلت بعض نقاط الإسماعيليين تقاوم لفترة بعد نهاية ركن الدين حتى العام 1275م استطاعوا أن يستولوا مرة أخرى على قلعة ألموت لكن لفترة قصيرة أيضًا لكنهم كانوا وقتها فرقة صغيرة ضعيفة مشتتة في آسيا ليس لهم وجود فعلي إلا في شرق فارس وجزء من أفغانستان أما في رودبار فقداختفوا تماماً.
قبل أن نعرف ما حدث للإسماعليين في الشرق الأوسط سوريا ولبنان تعالوا نقرأ ما كتب المؤرخ المسلم السني الشهير جدًا المعاصر للأحداث عن دمار قلعة رودبار: "في أرض الكفر حيث قلعة ألموت برودبار التي عاش فيها زمنًا أنصار حسن الصباح الأشرار لم تتخلف من منازلهم طوبة فوق طوبة.
لقد خطت يد القدر بقلم الدمار على واجهة بيوتهم الآية الكريمة " فتلك بيوتهم خاوية بما ظلموا إن في ذلك لآية لقوم يعلمون" وفي خرائب سوق تلك المملكة البائسة ارتفع صوت المؤذن صائحًا : "فأخذتهم الصيحة بالحق فجعلناهم غثاءاً فبعدًا للقوم الظالمين" الآن حان وقت معرفة ما حدث للإسماعيليين في الشام
ولهذا حديث آخر. يتبع.....
تحياتى.
أحمدعبدالرحيم.
التعديل الأخير بواسطة المشرف: