- التعديل الأخير بواسطة المشرف:
- المشاهدات: 990
- الردود: 5
التعديل الأخير بواسطة المشرف:
الحشاشون
(فرقة حسن الصباح) (8)
-يصور المؤرخون علاء الدين في صورة سيئة للغاية , فهو في نظرهم الرجل السكير الأرعن متقلب المزاج والذى بتصرفاته جلب العداء لمملكة الإسماعيليين من أغلب جيرانها. (فرقة حسن الصباح) (8)
كان علاء الدين قد عين ابنه الأكبر ركن الدين خورشاه وليًا لعهده
في العام 1255م وقع صدام بين ركن الدين ووالده علاء الدين خشي بسببه ركن الدين على حياته من والده ففكر في تجميع أعوانه والإستيلاء على بعض قلاع سوريا التابعة للإسماعيليين أو قلعة رودبار المليئة بالكنوز أو حتى الإستيلاء على قلعة ألموت نفسها.
كان أغلب الوزراء ورجال الدولة يخشون على أنفسهم من تقلبات علاء الدين ومن ناحية أخرى بدأت بوادر جيوش التتار تقترب من مملكة الإسماعيليين.
استغل ركن الدين خطر التتار القريب وبدأ يوعز لرجال المملكة حول والده أنه يرغب في الإنقلاب على أبيه وإدارة المملكة حتى يتمكن من التواصل مع إمبراطور خان الأرض , ملك المغول لكي يقدم له فروض الولاء والطاعة ويتقي شره ويحمي مملكة الإسماعيليين من خطر داهم وشيك.
وافق الإسماعيليين على مضض بشرط ألا يتم المساس بعلاء الدين الذي يمثل أعلى سلطة روحية عندهم رغم جنونه وتصرفاته الحمقاء.
فجأة مرض علاء الدين بشدة ولازم الفراش ثم اغتيل وهو في فراشه ومثل الأمر هزة في المملكة فقامت محاكمات عدة اتهم فيها أقرب المقربين من علاء الدين ووقعت العديد من الإعدامات.
خلال السنوات الأخيرة من حكم علاء الدين اقترب الخطر المغولي الداهم بشدة من أراضي الممالك الإسلامية،
ففي العام 1220م استولى جنكيز خان
على سمرقند وبخارى ثم بلخ ومرو ونيسابور وأصبح الحاكم المطلق لشرق إيران.
مات جنكيز خان عام 1227م وواصل أتباعه الهجوم على مملكة خوارزم المتداعية ثم استولوا على غرب إيران وشمال العراق وعبرو نحو جورجيا وأرمينيا .
في منتصف القرن الثالث عشر أرسل الخان الأكبر الموجود في بكين حينئذ الأمير هولاكو حفيد جنكيز خان على رأس جيوش جرارة لإخضاع سائر بلاد المسلمين حتى مصر.
وبالفعل اندفعت جيوش التتار كالطوفان تجتاح الشرق الإسلامي كله وتساقطت المدن والإمارات بين أيديهم بسرعة مذهلة ثم جاءت النكبة الكبرى..
يوم 20 فبراير عام 1258م سقطت بغداد في يد جيوش المغول بعد مقاومة قصيرة وتحولت بغداد إلى بركة كبرى من الدماء.
أعدم المغول الخليفة العباسي وكل من وجدوه من أسرته ورجال الحكم والأمراء وبذلك انتهى حكم العباسيين الذي استمر لمدة خمسمائة عام.
يجب أن يذكر أن اجتياح المغول للعالم الإسلامي وإسقاط الممالك والإمارات يعود سببه لدرجة كبيرة للتفرق والعداوة والصراعات التي كانت تسود بين الممالك الثلاثة الكبرى في الشرق الإسلامي, العباسيين والإسماعيليين والخوارزميين.
بعد أن سقطت بغداد في يد المغول أصبحت وجهتهم التالية هي القوة الإسلامية الوحيدة الباقية في الشرق متماسكة تتحدى سلطتهم...
مملكة الإسماعيليين.
قبل هذا الوقت كان المغول قد حاولوا اقتحام بعض قلاع الإسماعيليين لكنهم فشلوا في ذلك بشدة بسبب موقع تلك القلاع وتحصن قوات الإسماعيليين فيها.
كان أحد أسباب الخلاف الهامة بين ركن الدين خورشاه وأبيه علاء الدين محمد.
بينما كان علاء يرغب في مقاومة جيوش المغول كان ركن الدين يميل لمهادنتهم وطلب رضاهم عنه طمعًا في أن يعفو عن مملكة الإسماعلييين من الغزو والدمار.
قام علاء الدين بإرسال أخيه شاهنشاه إلى هولاكو بنفسه لتقديم فروض الولاء له والتعاهد على عدم مهاجمة المغول لأراضي الإسماعيليين لكن يبدو أن هولاكو لم يكن يرغب في وجود قوة أخرى في المنطقة غير الإمبراطورية المغولية فأرسل لركن الدين يطلب منه أن يدمر القلاع الإسماعيلية ويأتي بنفسه ليقدم الولاء له حتى يعفي مملكته من الغزو.
حاول ركن الدين أن يتظاهر بإطاعة هولاكو فهدم بعض القلاع وأمر بعض أمراء المدن الواقعة بجوار المغول أن يقدموا أنفسهم للخان المغولي هولاكو ثم أرسل له يطلب مهلة سنة لتقديم نفسه لهولاكو والذي طلب منه أن يأتيه خلال خمسة أيام فقط أو يرسل ابنه مقدمًا قبل أن يحضر هو.
في ذلك الوقت كان هولاكو يحتجز شاهنشاه أخو ركن الدين لإرسال ركن الدين ابنه وكان طفلاً في السابعة لكنه لم يرض به وطلب أن يرسل له أحد أخوة ركن الدين كي يفرج عن شاهنشاه.
في الأثناء كانت جيوش المغول تقترب من ألموت حتى وصلت على مسيرة ثلاثة أيام فقط من قلعة ألموت.
دخل المغول بالفعل مدينة رودبار وفي وقت قصير كانت هولاكو وجيوشه يحاصرون قلعة مايمونديز التي يقيم فيها ركن الدين بنفسه.
وبدا أن نهاية مملكة الإسماعيليين قد اقتربت بشدة.
يتبع....
تحياتى
أحمدعبدالرحيم.
التعديل الأخير بواسطة المشرف: