- التعديل الأخير بواسطة المشرف:
- المشاهدات: 740
- الردود: 4
التعديل الأخير بواسطة المشرف:
الحشاشون
(فرقة حسن الصباح 4)
▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎
وحتى هذا الوقت كان حسن الصباح يعتبر نائب لزعماء الطائفة في مصر ولعبد الملك بن عطاش في فارس وبعد موت الرجل وحدوث الخلاف بين نزار والمستكفي رفض حسن الصباح وأتباعه واسماعيلية فارس الإعتراف بخلافة المستكفي ولكن معضلة جديدة واجهتهم فقد قتل نزار الخليفة الشرعي وأبنائه في الإسكندرية وفي نظرهم وأصبحت الطائفة بلا إمام.
فيما بعد ذكر البعض أنه تم العثور على حفيد طفل لنزار وتم تهريبه بشكل سري إلى قلعة ألموت وأصبح هو الإمام الجديد وطبقًا لقواعد السرية عند الإسماعيلية ظل الأمر طي الكتمان لسنوات طويلة.
تمكن الإسماعيلية من السيطرة على مدينة أصفهان في ظل صراع على السلطة وانشغال من السلاجقة ثم بدأوا يستولوا على مدن أخرى.
لكن السلطان بيركيارق اتخذ ضدهم إجراءات عنيفة منذ العام 1001م لتجنب غضب عارم اندلع ضدهم بين العامة بسبب إغتيال كل من يعادي مذهبهم وخاصة العلماء وولاة مدن وأئمة المساجد.
عام 1005 م مات السلطان بيركيارق وجاء بعده السلطان محمد تابار الذي عزم على قتال الإسماعيلية والتخلص منهم تمامًا.
فضل السلطان محمد البدء بقلعة أصفهان التي كانت تشكل خطر مباشر على دولته.
بعد حصار للقلعة توصل الإسماعيلية بداخلها إلى اتفاق استسلام مع السلاجقة إلا أن زعيم القلعة أحمد بن عبد الملك بن عطاش الزعيم الإسماعيلي رفض تنفيذ الاتفاق وتحصن بالقلعة مع 80 من أتباعه .
بعد وقت تمكن جنود السلاجقة من اقتحام القلعة فقتل كل المدافعين بينما تم أسر ابن عطاش وإعدامه وأرسلت رأسه إلى بغداد .
لكن مركز قوة الإسماعيلية الأساسي والأهم ظل في رودبار وظل خطرهم قائم.
في العام 1106م قتلوا القائد العسكري فخر الملك ابن الوزير نظام الملك بنفس طريقة الإغتيال بالخنجر المسموم.
في العام 1107م قاد أحمد بن نظام الملك حملة عسكرية بأمر السلطان ضد قاعة ألموت لكن اتضح أنه من المستحيل اقتحام القلعة.
ظلت العداوة والاغتيالات والإنتقام قائم بين السلاجقة والإسماعيلية الذين لم يتوقفوا عن إرسال رسلهم إلى مختلف المناطق في العالم الإسلامي وكذلك الفداوية القتلة.
كان للإسماعيلية النزارية عدو آخر في القاهرة عاصمة الفاطميين وهم إخوانهم الذين اعترفوا بخلافة المستعلي وأنكروا خلافة نزار وعلى رأسهم الرجل الأقوى في القاهرة الوزير الأفضل.
في عام 1121 م اغتيل الوزير الأفضل في القاهرة واتهم النزارية بقتله.
لكن إغتياله تسبب في ارتياح في القاهرة أيضًا وكان هو الرجل الأقوى المسيطر على شؤون الخلافة في الدولة الفاطمية كلها ولذلك كان إغتياله مكسب للخليفة الجديد " الأمير " الذي جاء بعد "المستعلي" في العام 1122 م عُقِد في القاهرة اجتماع لتأكيد حق المستعلي في الخلافة ضد نزار وأرسل الخلفية " الأمير " رسائل لحسن الصباح والإسماعيلية النزارية لدعوتهم للتقارب وإعادة لحم الصف الإسماعيلي لكن كان لحسن الصباح رأى آخر .
فقد أوعز لتابعيه النزارية في القاهرة بمحاولة إغتيال الخلفية نفسه " الأمير " الذي يعتبره النزارية خليفة غير شرعي وكذلك وزيره الجديد " المأمون" إلا أن الخليفة الأمير علم بذلك فقامت حملة اعتقالات للنزارية وتدهورت بشدة العلاقات بين الطرفين.
في مايو عام 1124م كان مرض حسن الصباح الأخير الذي مات فيه، لكنه قبل موته اختار من يخلفه وكان هو " بزرجميد" .
وهكذا انتهت حياة واحد من أكثر الشخصيات المثيرة للجدل في التاريخ الإسلامي وقائد الجماعة المخيفة التي اغتالت كل من عارضها من حكام وأمراء وقضاة وغيرهم.
يقول المؤرخ العربي ابن الأثيربأن الرجل كان ثاقب الفكر، له كتابات ومؤلفات كثيرة، على علم بالفلك والهندسة والحساب والسحر وأشياء أخرى.
أما المؤرخ الفارسي رشيد الدين وكذلك بعض المؤرخين الفرس فقد مجدوا الرجل حتى رفعوه لمصاف الأنبياء.
يشير أتباعه دائمًا إلى أن الرجل قضى 35 عام من حياته في زهد وتقشف، لم يجرؤ أحد في قلعة ألموت على مخالفة أمر له حتى أنه أعدم ابنيه الإثنين أحدهما بسبب شرب الخمر.
كتابات النزارية فيما بعد ذكرت أن حسن الصباح لم يدعي أنه الإمام ولكنه اعتبر نفسه ممثل للإمام المختفي وبالتالي فهو منبع العلم والمعرفة لأتباعه وهو الحجة والبرهان.
في النظرية الإسماعيلية الناس لا يختارون الإمام أو الخليفة لهم ولكن الله هو الذي يعينه من خلال الإمام الإسماعيلي السابق وليس لأتباعه حق الإختيار أو الإعتراض.
▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎
انتهى الفصل الأول من قصة النزارية بموت حسن الصباح لكن الفصول التالية من تاريخ الفرقة أكثر إثارة فمن إغتيال الخليفة العباسي إلى مواجهة الصليبيين إلى التحالف معهم إلى امتداد دعوتهم وانتشار قلاعهم في الشام .
وفي داخل ألموت نفسها تطورات وتقلبات عنيفة من أتباع الشريعة ومهادنة العالم الإسلامي من بعض خلفاء حسن الصباح وحتى إدعاء الألوهية من آخر.
تحياتي...
أحمدعبدالرحيم.
التعديل الأخير بواسطة المشرف: