التعديل الأخير بواسطة المشرف:
الحشاشون
(فرقة حسن الصباح 3)
(فرقة حسن الصباح 3)
▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎
كان الرجل خلال تنقله بين الإمارات والمدن الإسـلامية يعمل على نشر المذهب الإسماعيلي بحـمــاسة مما جعله يواجه بعض الصعوبات في بعض المناطق.
في القاهرة تم استقباله بحرارة في البلاط الفاطمي لكنه لم يبق في مصر إلا ثلاث سنوات ثم غادرها مطرودًا في الغالب بسبب خلاف بينه وبين بدر الجمالي.
هنا يوجد بعض التداخل فى التاريخ، فمغادرة حسن الصباح كانت قبل ثـورö ومقتل نزار بينما من المعروف أن حسن الصباح اتخذ من خلع نزار وتعيين أخيه ذريعة للثـورö ضد الفاطميين حتى أنه وجماعته يُسَمون " النزارية "
كانت دعوته في الأساس لنصر ولي العهد نزار وتوليته خلافة الدولة الفاطمية ولما مات أصبح يطالب بالثـورö والإنتقام من قتلته وهم الفاطميين أنفسهم.
لكن الرجل كان له أغراض أخرى تجاوزت ذلك بكثير.
■ عاد حسن الصباح لينشط في نشر دعوته في شمال فارس بالتحديد في هضبة الديلم. هذه المناطق الجبلية الوعرة تختلف عن باقي بلاد فارس.
كان يسكنها أناس مختلفين، مقاتلين شجعان ، يثيرون الرهبة في قلوب باقي سكان فارس.
كان يعتبرهم الكل قوم غرباء خطرين، لم يستطع حكام إيران إخضاعهم بشكل تام في أغلب العصور.
كان هؤلاء القوم آخر من دخل الإسلام في المنطقة كلها ، في فترة ما أصبحوا شيعة.
بين هؤلاء بدأ حسن الصباح ينشر دعوته، أرسل الدعاة الإسماعيلية التابعين له إلى سكان الجبال لدعوتهم، استمر الأمر ثلاث سنوات ولكن دعوته لفتت انتباه الوزير السلجوقي، نظام الملك فأصدر أمرًا باعتقاله.
يبدو أن حسن الصباح كان يدرك أن تلك اللحظة آتية لا محالة لذلك كان أثناء تجواله كان يبحث عن مقر حصين يتحصن به .
وبالفعل وجد ضالته في قلعة فوق قمم جبل .
هذه القلعة تسمى قلعة " ألموت " المقامة فوق قمة جبل من جبال البورج تحتها واد مغلق خصب الأرض يمكن زراعته يشقه نهر ألموت الذي تجري مياهه بين الصخور.
القلعة الآن بعد تدميرها..
القلعة بناها أحد ملوك الديلم القدامى وأطلق عليها إسم قلعة ألموت بمعنى " عش النسر ".
القلعة مقامة على مساحة شاسعة بداخلها مباني وبيوت كثيرة. في ذلك الوقت كان يسيطر عليها حاكم علوي يدعى
" المهدي."
أرسل حسن الصباح دعاته إلى القرى الجبلية المجاورة للقلعة لدعوتهم للعقيدة الإسماعيلية ثم أرسل دعاة إلى القلعة نفسها.
■ خلال وقت قصير كان حسن الصباح قد كسب أتباع داخل القلعة وحولها وانتهى الأمر بتفاوض مع المهدي على خروجه منها مقابل مبلغ من الدينارات الذهبية وفي سبتمبر 1090م كان حسن الصباح هو سيد قلعة ألموت.
ومنذ دخول القلعة وحتى وفاته بعد ذلك التاريخ بنحو 35 عام لم يغادر حسن الصباح القلعة ولا مرة واحدة ، بل إنه لم يخرج من البيت الذي يقيم فيه داخل القلعة إلا مرتين فقط ولم يخرج من القلعة وذلك حسب ما أورده مؤرخين فرس نقلا عن مصادر من الإسماعيلية أنفسهم.
■ خلال ال 35 عام عاش حسن الصباح حياة تقشف فكان يحيى على القليل من الطعام والماء ولكنه قضى كل الوقت في القراءة والإطلاع وكتابة قوانين عقيدته وإدارة شؤون دعوته وتنظيم أتباعه فور استقراره في ألموت بدأ حسن الصباح يرسل الدعاة الإسماعيلية إلى القرى والقلاع المجاورة.
السكان في المناطق الجبلية كانوا يدينون لنبلاء محليين، تمكن أتباع حسن من استمالة الكثير من القرويين والنبلاء أيضًا إلى دعوته حتى سيطر على الكثير من القلاع الهامة فى المنطقة وفي وقت ما بدأ يتسخدم القتل والعنف مع من لا يرضخ له من النبلاء.
خلال سنوات كان حسن الصباح قد سيطر على المنطقة المجاورة لقلعة ألموت والتي تسمى
" رود بار " بالدعوة أو بالخداع أو بالعنف والسلب وأقام إمارة تخصه هو.
■ توجه نظره إلى الجنوب حيث مناطق كوهستان الجبلية التي تقع على حدود إيران وأفغانستان.
في الماضي مثلت كوهستان آخر معاقل المجوس الزرادتشتين حين دخل الإسلام الى فارس وحينما دخلوا الإسلام تحولت إلى معقل للشيعة والمنشقين على الخلافة السنية.
في تلك الفترة كانت الأوضاع غير مستقرة في كوهستان حيث كان السلاجقة يحكمون البلاد وليس بينهم وبين أهلها أي ود.
استغل حسن الصباح الأمر وأرسل إليهم بعثة بقيادة أحد أهم دعاته ويدعى "حسن القعيني" وهو من أصول كوهستانية.
استاطعت البعثة استمالة الكثير من أهل كوهستان للدعوة الإسماعيلية ثم حرضهم الإسماعيليون على الثـورö ضد حكم السلاجقة وهذا ما تم .
وخلال عام 1091م مكان إقليم كوهستان يدين بالولاء لحسن الصباح الذي أقام فيه إمارة ثانية مستقلة تحت حكمه بعد إمارة رود بار.
■ في نفس العام أدرك السلاجقة الخطر المتزايد للإسماعيلية فأرسل السلطان السلجوقي "ملكشاه " حملتين عسكريتين ضد قلعة ألموت ومنطقة كوهستان لكن الحملتين فشلتا وتم صدهما من الإسماعيلية وأتباعهم.
لكن الشخصية الأهم التي كانت تسبب القلق لحسن الصباح في العالم الإسـ،ـلامي هو الوزير السلجوقي "نظام الملك " الرجل الأقوى في الدولة السلجوقية.
والذي كان بالفعل يحاول مواجهتهم بقوة وخاصة داخل الإمارات الإســلامية وكان قد أصدر حكمًا بالإعدام على مجموعة من الإسماعيلية قتلوا إمام مسجد في قرية بجوار مدينة الري نفسها.
وضع حسن الصباح نظام الملك كهدف أساسي أمام عينيه لإغتياله.
■ قام أحد قتلة الإسماعيلية بقتل نظام الملك آواخر عام 1092م عندما تنكر في زي رجل صوفي واقترب من موكبه وطعـنه بخنجر مسموم فقتله على الفور.
أحد مؤرخي هذا الزمن ويدعى
" رشيد الدين " والذي نقل عن مصادر اسماعيلية كتب: قام أحد الفداوية بقتل نظام الملك ونال الفداوي الشـهـادة وقال مولانا
( يقصد حسن الصباح) "إن قتل هذا الشيطان هو بداية البركة " أثار حادث الإغتيال صدمة كبيرة في العالم الإســلامي كله وكان بداية سلسلة من آلاف الإغتيالات قام بها " الفداوية " الإسماعيلية طالت رجال دين وأمراء وقضاة ورجال حكم في مختلف أنحاء العالم الإسـلامي على مدار مئات السنوات القادمة.
الحلقة القادمة نتعرف على نظام الجماعة الداخلي وكيف كانوا يقنعون أتباعهم بقتل أي شخص بلا تردد مع ما في ذلك من هلاك له؟!
وكيف تمددت وتوسعت الجماعة في العالم الإســلامي؟
وإلى لقاء.
تحياتي...
أحمدعبدالرحيم.
التعديل الأخير بواسطة المشرف: