التعديل الأخير بواسطة المشرف:
قصص من التراث (1)
النضر بن الحارث.
▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎
كلما قرأت الآية الكريمة : "وَإِذْ قَالُوا اللَّهُمَّ إِن كَانَ هَٰذَا هُوَ الْحَقَّ مِنْ عِندِكَ فَأَمْطِرْ عَلَيْنَا حِجَارَةً مِّنَ السَّمَاءِ أَوِ ائْتِنَا بِعَذَابٍ أَلِيمٍ (32) الأنفال. أشعر بدهشة كبيرة وأظل أفكر، من الشخص الذي وصل به الكفر لدرجة أن يدعو بهذا الدعاء؟! الآن إليكم قصة هذا الرجل ..النضر بن الحارث.
▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎
▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎ اسمه " النضر بن الحارث بن علقمة، عاش في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم في بداية الدعوة وكان من أعتى كفار قريش وأكثرهم عداوة للنبي محمد ودعوة الإسلام. وصل الأمر بالنضر درجة من العدواة للرسول صلى الله عليه وسلم لا يمكن تصورها حتى أنه وعندما وجد الرسول يحدث الصحابة والمسلمين بقصص الأمم السابقة كما أنزلها عليه الله تعالي في القرآن الكريم قرر في نفسه شيئًا.
كان النضر رجلًا ذو مال وفير فقام بالسفر إلى العراق والذي كانت تحكمه الدولة الفارسية في ذلك الوقت وكانت بعض مدن العراق حاضرات ثقافية مشعة وهناك بدأ يتعلم أخبار الفرس وحضارتهم وقصص انتصاراتهم وفتوحاتهم وحروبهم وكذلك أخبار الأمم السابقة.
بعد فترة قضاها النضر في العراق عاد إلى مكة المكرمة وهو يشعر بأنه سوف يفوق محمدًا صلى الله عليه وسلم في الحديث والحكي ويجمع حوله الناس.
وبالفعل بدأ يجمع الناس حوله ويحكي لهم ما تعلمه في العراق من أخبار الحضارة الفارسية وقصص الأولين ثم يقول أن حديث الرسول صلى الله عليه وسلم إن هو إلا " أساطير الأولين
" تُملى عليه فيكتتبها
وفيه نزلت الآية الكريمة:
“إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِ آيَاتُنَا قَالَ أَسَاطِيرُ الأَوَّلِينَ” والآيات الكريمة: “وَقالُوا أَسَاطِيرُ الأَوَّلِينَ اكْتَتَبَهَا فَهِيَ تُمْلَى عَلَيْهِ بُكْرَةً وَأَصِيلاً (5) قُلْ أَنْزَلَهُ الَّذِي يَعْلَمُ السِّرَّ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ إِنَّهُ كَانَ غَفُورًا رَحِيمًا”
لم يكتف النضر بذلك بل إنه تمادى في محاولة إبعاد الناس عن النبي فقام بشراء جواري راقصات ومغنيات وأصبح يدعو الناس ويغويهم بهن حتى لا يسمعوا لمحمد ولدعوة الإسلام ويجلسون في مجالس الغناء والرقص واللهو التي أقامها.
وفي ذلك نزلت الآيات الكريمة:
" وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّخِذَهَا هُزُوًا أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ”
ذات يوم دخل النضر في خلاف مع الصحابي عثمان ابن مظعون بعد أن ادعى أن ما يقوله محمد لأصحابه إن هو إلا أساطير الأولين وأنه يستطيع أن يقول مثله وأفضل منه.
فغضب الصحابي وطلب منه أن يتقي الله وأخبره أن محمدًا يشهد أنه لا إله إلا الله فرد النضر بأنه بشهد أيضًا أنه لا إله إلا الله ولكن اللات والعزى ومناة وغيرها من أصنام مكة هن بنات الله.
ثم قال النضر : اللهم إن كان هذا الذي يقوله محمد هو الحق فأمطر علينا حجارة من السماء آتنا بعذاب أليم.
وفيه وردت الآية الكريمة :
"وَإِذْ قَالُوا اللَّهُمَّ إِن كَانَ هَٰذَا هُوَ الْحَقَّ مِنْ عِندِكَ فَأَمْطِرْ عَلَيْنَا حِجَارَةً مِّنَ السَّمَاءِ أَوِ ائْتِنَا بِعَذَابٍ أَلِيمٍ "
كما دعا على نفسه وطلب من الله تعالى أن يعجل له عذابه قبل يوم القيامة
وفيه نزلت الآية الكريمة:
"وَقَالُوا رَبَّنَا عَجِّلْ لَنَا قِطَّنَا قَبْلَ يَوْمِ الْحِسَابِ"
لم يستمر النضر زمن طويل في غيه وتجاوزه وحربه للإسلام والرسول صلى الله عليه وسلم فقد كان ممن شهدوا بدرًا وكان ممن قادوا الحرب ضد المسلمين وشجعوا عليها ودعموا جيش الكفار بقوة لكنه شهد الهزيمة المنكرة للكفار وتم أسره على يد الصحابي المقداد بن الأسود.
هناك أكثر من رواية وردت في طريقة موته؛
إحداها تذكر أن الرسول صلى الله عليه قد قتله في البادية .
ورواية تقول أنه جُرح في الحرب وتم أسره فامتنع عن الطعام والشراب حتى مات كمدًا وهمًا بعد هزيمتهم المنكرة في غزوة بدر.
ورواية ثالثة تقول أنه تم أسره وأصيب بالمرض حتى تعذب به وقتله علي بن أبي طالب رضي الله عنه.
على أي حال كانت نهاية النضر بن الحارث بن علقمة مريعة وربما استجاب الله لدعوته على نفسه.
تحياتي..
أحمدعبدالرحيم
التعديل الأخير بواسطة المشرف: