- التعديل الأخير بواسطة المشرف:
- المشاهدات: 752
- الردود: 2
التعديل الأخير بواسطة المشرف:
قصص رعب مترجمة
كيان الضباب
. لا أحد في مدينتي يتذكر العام الماضي.
.........
▪︎ كان الصباح الذي استيقظت فيه لأجد صديقتي آفا قد رحلت مثل دفقة من الماء البارد على الوجه.
في البداية اعتقدت أنها غادرت من أجل نوبة عمل مبكرة في في المطعم الذي تعمل به في وسط مدينة إلدريدج، وهي بلدة صغيرة هادئة نادرًا ما نرى فيها أي شيء أكثر إثارة من معرض الخريف السنوي.
كان الهاتف معطلاً، وهو أمر غريب لأنني كنت متأكد أنني قمت بتوصيله في الليلة السابقة بالشاحن.
بعد التفتيش في الأدراج عن الشاحن وتوصليه بالهاتف. فتحته، لكن ما حدث كان مذهلًا التاريخ الذي يومض على الشاشة جعل قلبي يكاد يقف.
17 فبراير 2024.
لا يمكن أن يكون هذا صحيحًا. ليلة أمس كانت 16 فبراير 2023.
لا يمكن أن يكون هذا صحيحًا. ليلة أمس كانت 16 فبراير 2023.
تعثرت من السرير، وكان قلبي يتسارع عندما اتصلت برقم آفا ليتم الرد علي من خلال الصوت الإلكتروني البارد والذي قال إنها غير متاحة.
كانت الشوارع مرتبكة وصامتة تمامًا كما شعرت.
كان الجيران يتجولون في الجوار، بعضهم يبكي والبعض الآخر على وجهه نظرة مذهولة.
الجميع في المؤتمر الصحفي عيناه غائرتان والذهول يكسو الوجوه التي تعكس تساؤلات عن عام كامل لا ندري أين ذهب؟!!!!!
دون إجابات.
أثار تحقيق الشرطة ارتباكًا أكبر وكان الخيط المشترك الوحيد هو الشيء الأخير الذي يمكن لأي شخص أن يتذكره هو .. ضباب كثيف ومثير للأعصاب ابتلع المدينة بأكملها.
تحولت الساعات إلى أيام، ومع مرور الوقت أصبح فقدان الذاكرة الجماعي لدينا غريبًا وصعبًا على سكان البلدة.
ثم بدأت الرؤى. في البداية اعتقدت أنها كانت كوابيس، شظايا من اللاوعي تتكون لمحاولة فهم ما هو غير منطقي.
لكن عندما سمعت السيدة هندرسون في محل البقالة، تهمس عن الظلال التي رأتها فيها الأحلام، أدركت أن هذه لم تكن مجرد كوابيس شخصية.
وكان الآخرون يرونها جميعًا أيضًا.
كل واحد منا لديه عزيز مفقود يبحث عنه.
لا توجد الإجابات المناسبة في البلدة على اسألتنا. التقينا في الغرفة الخلفية لمكتبة إلدريدج، هناك مساحة تقدمها أمينة المكتبة سارة التي كانت تفتقد زوجها وأطفالها.
بدأت الاجتماعات كوسيلة لتبادل المعلومات، أي خيوط ربما تكون الشرطة قد تجاهلتها، لكنها تحولت بسرعة إلى شيء أكثر قتامة. خلال إحدى هذه التجمعات، وتحت صوت الطنين القادم من مصابيح الفلورسنت، تحدثنا عن عن الرؤى.
ومع تطور الاجتماعات، بدأ السرد المشترك يظهر.
جمعنا معاً شظايا تلك الرؤى الخاصة بمن تجمعوا في الغرفة الخلفية ذات الإضاءة الخافتة.
خرجنا بقصة بدت غريبة جدًا، ومع ذلك، كانت التفاصيل متسقة للغاية أيضًا.
وقد أجمع الكل على مشهد واحد:
الوجود في الغابة، محاطًا بضباب كثيف. لدرجة أنه يكاد يكون ضباب يشعر بالحياة، الكل كان واعي تقريباً.
لكن لم يتذكر أحد منا كيف وصل إلى هناك، ومع ذلك كان المكان مألوفًا بشكل مخيف، كما لو كان بالفعل جزءًا من المناظر الطبيعية للمدينة.
كانت الذكريات مجزأة مثل شظايا الزجاج تعكس قطعًا كاملة لم نتمكن من تجميعها و فهمها تمامًا.
ولكن كلما تشاركنا الأحلام والذكريات، أصبحت الصورة أكثر وضوحا، استقرينا إدراك مشهد مخيف: لقد كنا جميعًا كذلك هناك، واقفين في دائرة حول المذبح، انضممنا إلى اتفاق بالكاد يمكننا فهمه.
مع توسع وزيادة الحوار بشكل أعمق وجدت نفسي أتكلم من دون تفكير، صوتي غريب على أذني.
سمعت نفسي أقول: "لقد كانت الطريقة الوحيدة
" الضباب سيسمح للمدينة بالذهاب."
وقعت الغرفة في الصمت المطبق، بعد أن نطقت - بغير صوتي- تلك الكلمات.
ثم، من الخلف، قطع الصمت صوت جاري توم: "هل لا يزال بإمكانك تذوقهم؟" كانت تلك الكلمات الأربع بمثابة مفتاح يدور في قفل لم أكن أعرف بوجوده.
فتحت باب الذكريات ومعها جاءت موجة من الحقيقة العميقة التي لا يمكن إنكارها.لقد كنت هناك في الخلاء، والضباب يداعب بشرتي بأصابع باردة. وهناك بين يدي كان لحمًا.
لحم بشري مطبوخ. كان إدراكي مشلولا، خانتني حواسي. الطعم، الملمس، كان كل شيء هناك، حيويًا بشكل مرعب.
كما لو كنت أشاهد من خلال عيون شخص آخر، رأيت نفسي آخذ قضمة، هذا الفعل همجي جدًا ولكنه مألوف جدًا.
وبعد ذلك رأيته، بقايا وشم عليه الجلد المتفحم.
لقد صدمني المنظر كصدمة شاحنة ضخمة وجعلني أسقط في كابوس لم أستطع الاستيقاظ منه. كانت عبارة " اصطياد آفا"
مكتوبة بالحبر على الساعد المتفحم لا لبس فيه.
بينما كنت أحاول التقاط أنفاسي، ألهث من أجل الهواء وفجأة شعرت بسارة تعاني صعوبة شديدة في التنفس، ثم أطلقت صرخات مزقت صمت المكتبة المخيف.
صرخاتها مريعة ومليئة بالعذاب الذي لا يمكن للكلمات أن تعبر عنه ، يتردد صداها خارج الجدران. إنها تنهار متكومة على الأرض، يخرج صوتها مخيفًا : "أكلتهم... يا إلهي، أكلت أطفالي!"دفعنا للكفر والقيام بطقوس وثنية وكذلك لكي نأكل لحوم من نحب.
تمت.
تمت.
تحياتى...
أحمدعبدالرحيم
التعديل الأخير بواسطة المشرف: