- التعديل الأخير بواسطة المشرف:
- المشاهدات: 933
- الردود: 5
التعديل الأخير بواسطة المشرف:
قصص رعب مترجمة
فالنتين (2)
.............
بقوة لا تصدق، سحبتني من فوق الرصيف... باتجاه قناة صرف صحي. فالنتين (2)
.............
كانت أقصر مني وربما وزنها أقل من نصف وزني، لكنها سحبتني بقوة ساحقة لا تقاوم.
وسرعان ما كنا داخل مجموعة صغيرة من أشجار الصنوبر المغمورة بالمياه في نهاية قناة الصرف. انزلقت قدماي في الوحل، لكنها استمرت في سحبي سحبتني إلى النقطة التي تكون فيها الأرض رطبة وبعدها غرقت في بركة عميقة.
ورغم ذلك لم تكن تنوي التوقف أدركت برعب أنها كانت ستأخذني إلى الماء معها! عاد لي حلم الحمى بوضوح رهيب: الماء العكر يملأ رئتي، وأنا اغرق ببطء سحبني شيء ثقيل إلى أسفل... اعتقدت أنها قد فعلت ذلك كنت أصرخ طلباً للمساعدة من قبل أثناء الحلم لكن ذلك لم يكن شيئاً مقارنة بالصرخات التي خرجت من فمي الآن.
حاولت أن ألقي بنفسي على الشاطئ الموحل، متملصًا منها ولكن لا شيء يمكن أن يفك قبضتها عني.
أخذت نفس عميق أخير قبل أن تغرق المياه رأسي. لا بد أننا كنا على عمق خمسة عشر قدمًا تقريبًا عندما حدث ذلك توقفت وأشارت إلى شيء ما في الوحل.
لم أتمكن من تحديد أي تفاصيل في الطين. كان الضوء الأخضر خافتًا للغاية، علاوة على ذلك، كانت رئتاي تكاد تنفجر.
تزايد ضغطها على معصمي. ظهرت بقع سوداء أمام عيني. لم أكن أجيد السباحة. وشعرت بثقل ذراعي، وضعفت بسبب نقص الأكسجين.
توقعت أن يكون الشعور مرعبًا، لكنه لم يكن كذلك: كان الأمر أشبه بـ...القبول والإستسلام لم يكن علي القتال بعد الآن، يمكنني أن أترك نفسي أغرق...
فجأة اندفعت المياه من تحتي، ولفظتني البركة إلى الشاطئ الموحل.
استلقيت هناك مرتجفًا، منكمشًا على نفسي. أقوم بلفظ المياه الفاسدة من جوفي... وأتساءل لماذا أنا ؟ ولماذا أعطتني فرصة أخرى. هل كانت هذه لعنة؟ هل كانت لعبة مريضة؟ لم أعرف حتى من "هي" عدت إلى المنزل، بعد أطول استحمام لي في حياتي لكني عقدت العزم على فهم ما حدث.
ذهبت إلى المدرسة ولكني لم أجرؤ على المخاطرة بإخبار أي شخص عن تجربتي، دخلت المكتبة للبحث.
لم يكن الإنترنت يساعد كثيرًا أيضًا. لقد عثرت على قصص قليلة عن الأشباح المحلية والأساطير الحضرية، ولكن لا شيء يناسب وصف الفتاة التي ظهرت لي يوم عيد الحب.
كنت أعرف أنني يجب أن أعود إلى البركة، لكنني لم أتمكن من إجبار نفسي على الغوص مرة أخرى في تلك المياه الخضراء الكريهة الرائحة بحثًا عن أي شيء.
لم يمض وقت طويل قبل أن أحكي ما حدث للأصدقاء والعائلة الذين طلبوا أن يعرفوا لماذا أتصرف بغرابة شديدة كل يوم 14 فبراير.
خلال شتاء عام 2002، أصر والدي على أن أذهب إلى مدرستي الثانوية يوم عيد الحب.
رفضوا أن يسمعوا أعذاري لعدم وجود موعد مع فتاة أو بسبب المعاناة من القلق الاجتماعي.
كان هناك حفلة وكنت سأذهب كنت آمل أن تهب عاصفة ثلجية وتتسبب في إلغاء الرقصة، لكن لم يحدث وذهبت إلى الحفل وهناك بقيت مع عدد قليل من الأصدقاء الذين بلا صديقات مثلي.
كنت آمل أن تمر الليلة بسلام وألا تظهر تلك الفتاة. وبحلول نهاية الليل، كنت في الواقع أستمتع بقضاء وقت جيد.
كان الأمر برمته ممتعًا نوعًا ما توقفت عن أخذ الأمر على محمل الخطورة، وشعرت بالثقة في أنها لن تظهر أمام مثل هذا الحشد الكبير.
في العاشرة والنصف مساءً، تم تشغيل الأغاني الرومانسية. كان كل زوج من العشاق يتأرجحون في الرقص على أرضية الصالة الرياضية.
كان نصف الحاضرين قد انتقلوا بالفعل إلى الخارج اكي يتم اصطحابهم من قبل أولياء أمورهم، ولكن والدي طلب مني البقاء حتى بعد الرقصة الأخيرة.
قررت أن أقضي بعض الوقت في التجول حول المدرجات على حافة قاعة الرقص..
وكان ذلك عندما رأيتها.
كانت تجلس في الصف العلوي، خلف الباب تحت الأضواء الخافتة الملونة بطيئة الحركة.
بريق شعرها الرطب في الظلام سبب وقوف الشعر على مؤخرة رقبتي، كانت ترتدي ثوب زفاف ملطخ ونصف ممزق بدا وكأنه نسخة كابوسية من فستان الحفله.
عندما التقت عيني بالتجويف حيث من المفترض أن تكون عينيها مررت لسانها الطويل الشاحب على شفتيها.
نظرت بعيدًا على الفور، محدثًا نفسي بطريقة طفولية أنني لو تجاهلتها ربما سترحل...ولكن عندما استسلمت نظرت مرة أخرى، فكرت أنني لابد أن أعرف من هي وماذا تريد مني.
"انظري إلى الأسفل" صرخت... ثم تراجعت إلى الوراء في الظلام. شعرت بيد مدرب كرة القدم الثقيلة على كتفي.
أراد أن يعرف مع من كنت أتحدث وأصرخ. تخلصت منه وتسلقت المدرجات. تحت المقعد الذي كانت تجلس فيه كان هناك لكنها كانت رحلت.
لقد أصبح الإنترنت وحشًا مختلفًا الآن عما كان عليه من قبل عندما بحثت لأول مرة عن الأشباح.
بعد أقل من دقيقة من تشغيل جهاز الكمبيوتر وفتح الإنترنت على مكتب والدي، كنت أشاهد مقالًا إخباريًا عن فتاة فقدت في الحي الذي أسكن فيه. في 14 فبراير 1992.
فتاة ذات شعر بني في الصورة، تشبه تمامًا تلك الفتاة التي تظهر لي على الرغم من أن الفتاة التي كنت أعرفها كانت أكبر سناً وأكثر شحوباً... وتفتقد عينيها.
لم تكن أماندا والدة لورا برودويل متأكدة تمامًا مما حدث في تلك الليلة.
لقد كانت تشرب وتسكر بشكل كبير جدًا منذ الطلاق، آخر شيء تتذكره رجل أحضر لها البقالة ووضعها في مدخل البيت مع بعض المجلات الكاريكاتورية لابنتها.
كانت قد فتحت زجاجة شبمانيا رخيصة وبدأت تشرب منها ولا تعرف بالضبط ما حدث. اعترفت بأنها لم تغلق الباب الأمامي بالكامل. يبدو أن لورا البالغة من العمر أربع سنوات خرجت من الباب نصف مفتوح وتجولت في الخارج لترى كيف يبدو العالم بعد حلول الظلام.
لسوء الحظ كان هناك عاصفة ممطرة اجتاحت المدينة في تلك الليلة وجرفت أي دليل على المكان الذي قد تكون لورا ذهبت إليه.
استمرت التحقيقات المنتظمة حول القضية والبحث لبضعة أشهر، ولكن بدون خيوط بينما تم وضع الأم بالفعل خلف لقضبان بسبب الإهمال، ألقى معظم الأشخاص اللوم على أماندا لما حدث، ولكن لا أحد يستطيع أن يقدم توضيحًا أو تفسيرًا لما حدث في تلك الليلة.
مع رسائل والدي إلى إليزا - حبيبته السابقة- ومعرفة أنها كانت تعيش على الجانب الآخر من الشارع كان سهلًا تخيل ما حدث في تلك الليلة....
ريموند كيث لانكستر، يخرج مسرعًا من الحي للقاء حبيبته، بجانبه في السيارة باقة ورد وقلادة على مقعد الراكب.
لورا برودويل البالغة من العمر أربع سنوات، تسير عبر الفناء بينما والدتها في حالة سكر على الأريكة في المنزل .
لورا لا تنظر حولها قبل عبور الطريق. ريموند ينطلق بالسيارة مع شيء واحد في ذهنه. فجأة يجد الطفلة أمامه يضغط بعنف لكن السيارة تسحق جسد لورا الصغير.
والدي المذعور يتحقق من وجود شهود، ولكن لا أحد ينظر من النافذة ليلة عيد الحب الممطرة.
يرى قناة الصرف والبركة خلفها يلف الجسد بقماش ويلقيها في الماء.
سقطت باقة الورد والقلادة على الطريق. يجرفهم المطر إلى الخندق الخرساني ويسقطوا في البركة، حيث يغوصون في الوحل مع ما تبقى من لورا برودويل.
يأخذ سيارته يهرب ويلقي اللوم على الطرق المبللة المنزلقة. ومع مرور الأيام، أدركت إليزا وأبي أنهم في وضع واضح.
لكن سرهم كان في أمان .. هل كان الرابط بين جريمة والدي و عيد الحب هو ما جذب لورا إلي طوال تلك السنوات الماضية؟ لم أكن متأكد، ولكني كنت أعرف ما كان علي أن أفعله.
هذا العام، في عيد الحب، عدت إلى البركة وراء خندق الصرف الصحي باختياري ومن هناك اتصلت للإبلاغ عن مكان جثة لورا المفقودة قد يتم العثور على برودويل.
بعد إنهاء المكالمة، جلست وتحدثت إلى الظلال على سطح الماء المظلم.
قلت إنني سأترك القلادة على مكتب والدي في تلك الليلة، حتى يعرف أن الجميع سيكتشفون الحقيقة قريبًا.
قلت أيضا أنني سأترك الباب الأمامي لمنزلي مفتوحًأ . تمامًا كما تُرك مفتوحًا أمام لورا.
إنها بضع دقائق فقط بعد منتصف الليل، ويمكنني بالفعل سماع صرير خطى في الردهة في الطابق السفلي.
أتساءل ماذا ستحضر لورا لوالدي في عيد الحب؟
تمت
ترجمة: أحمدعبدالرحيم
التعديل الأخير بواسطة المشرف: