- المشاهدات: 587
- الردود: 3
يصر الإسلام في أكثر من موضع على ضرورة النظر إلى القلب و التعامل مع البشر على أساس أخلاقهم و طباعهم لا على أساس أشكالهم و نسبهم و مالهم و جاههم إذ يقول الله تعالى في محكم تنزيله: ﴿إن أكرمكم عند الله أتقاكم﴾. كما روى الترمذي (3270) عَنْ ابْنِ عُمَرَ : " أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَطَبَ النَّاسَ يَوْمَ فَتْحِ مَكَّةَ فَقَالَ : ( يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ اللَّهَ قَدْ أَذْهَبَ عَنْكُمْ عُبِّيَّةَ الْجَاهِلِيَّةِ وَتَعَاظُمَهَا بِآبَائِهَا ، فَالنَّاسُ رَجُلَانِ بَرٌّ تَقِيٌّ كَرِيمٌ عَلَى اللَّهِ وَفَاجِرٌ شَقِيٌّ هَيِّنٌ عَلَى اللَّهِ ، وَالنَّاسُ بَنُو آدَمَ وَخَلَقَ اللَّهُ آدَمَ مِنْ تُرَابٍ ، قَالَ اللَّهُ : ( يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ ) صححه الألباني في "صحيح الترمذي". و رغم أن آلة الإعلام الغربية تحاول اليوم أن تطمس هذه الحقيقة بشتى الطرق بل و أن تحرفها عن غير موضعها خدمة لسياسات جشعة هدفها الأول و الأخير خدمة نظام عالمي ضخم معقد لا يمكننا فهمه بشكل واضح و دقيق، إلا أن أحداث غزة الأخيرة رغم بشاعتها أظهرت للعالم معدن الرجل الغربي الأبيض و غروره و سوء عمله و طباعه و عنصريته التي كان و لازال يحاول تغطيتها عن طريق رمي أوساخه عند أفنية الآخرين و لومهم على ذلك و تلفيق تهمة التلويث لهم. و إن غرور الرجل الأبيض و هوسه بالسلطة على سائر الكائنات ليس بجديد بل إنه قديم التاريخ و لنا في العنصرية الأمريكية بكل مفرزاتها و تبعاتها خير مثال و دليل حتى إن المفكرين إصطلحوا عليها إسم سيادة العرق الأبيض أو white supremacy، فماذا تعني هذه الآيديولوجية؟.
تعريف المصطلح:
السيادة لغة هي السُلْطة و الهيمنة والغلبة والسيطرة وحرّيّة التَّصرُّف.
أما إصطلاحا فالسيادة هي السلطة العليا المطلقة التي تفردت وحدها بالحق في إنشاء الخطاب الملزم المتعلق بالحكم على الأشياء والأفعال.
و سيادة العرق الأبيض يقصد بها المعتقدات والأفكار التي تزعم التفوق الطبيعي للأجناس البشرية ذات البشرة الفاتحة أو "البيضاء" على المجموعات العرقية الأخرى. في الإستخدام المعاصر، تم استخدام مصطلح التفوق الأبيض لوصف بعض المجموعات التي تتبنى مذاهب قومية متطرفة أو عنصرية أو فاشية. غالبًا ما اعتمدت الجماعات المتعصبة للبيض على العنف لتحقيق أهدافها.
إقرأ مرتين هذه العبارة الأخيرة و إربطها بالأحداث الأخيرة لتفهم الفكرة.
نبذة تاريخية عن فكرة التفوق الأبيض:
إن التفوق الأبيض كآيديولوجية يعود لزمن الحضارات القديمة و لنكون أدق الحضارة اليونانية أين ظهر الفكر المعروف بإسم العنصرية العلمية، و هي نظرية تقول أن الرجل الأبيض متفوق بالدلائل العلمية و الأبحاث على الرجل الأسود و دليل ذلك ما كتبه أبوقراط واحد من أعظم أطباء تلك الفترة في مؤلفه:
" الأشخاص ذوي البشرة الداكنة يتصفون بالجُبن والضعف، أما الأشخاص ذوي البشرة البيضاء فإنهم شجعان ويقاتلون ببطولة".
و قد مرت هذه الفكرة المتطرفة بعدة مراحل لكنها لاقت رواجا واسعا في الولايات المتحدة الأمريكية في القرن السابع عشر أين حاول أصحاب مزارع العبيد و تجار الرقيق تبرير أفعالهم الوحشية تجاه الأفارقة بهذه النظرية إذ كانوا يقولون أن عقل الرجل الأسود مصمم فطريا ليتحمل العبودية. كما صبت أفكار هتلر و فكرته عن العرق الآري السامي النار على على الوقود و هذا لأن كل الأعراق غير البيضاء أصبحت في نظر البيض الموالين لهتلر أقل مكانة و يجوز جعلها عبيدا و قتلها إن لزم الأمر.
التفوق الأبيض ما بعد الحرب العالمية الثانية:
رسمت أفكار هتلر صورة جديدة عن التفوق الأبيض و دفعت العديد من الناس إلى نبذ هذه الآيديولوجية و إعتبار كل الأعراق متساوية و تستحق الحياة، في الظاهر بدى الأمر مبشرا خاصة مع ظهور حركة الحقوق المدنية في الولايات المتحدة الأمريكية و التي إستطاعت أن تلغي قوانين جيم كرو المجحفة في حق السود لكن الحقيقة هي أن العالم كان يتعافى من صدمة الحرب العالمية الثانية فقط و ما إن إنتهى أثر تلك الصدمة حتى عادت فكرة التفوق الأبيض للظهور من جديد، إذ إنتشرت الأعمال الإجرامية ضد السود في الولايات المتحدة الأمريكية من قبل العصابات المتطرفة، و تم قبلها تهجير الفلسطينيين في أحداث النكبة الشهيرة عام 1948 و بدأت الدول الإستعمارية رغم منحها الإستقلال للدول الإفريقية و العربية بإستنزاف ثرواتها مرة أخرى بطرق سياسية و إقتصادية ملتوية، و عملت آلة الإعلام الغربية على إلصاق مصطلح التفوق الأبيض في العنصريين فقط دون سواهم و هي إستراتيجية ليست بجديدة على الإعلام الغربي الذي إستطاع إقناع نصف العالم بأن الرجل الذي يرتدي الزي الإسلامي هو الإرهابي رغم أن الولايات المتحدة الأمريكية لوحدها مسؤولة عن نصف المجازر و الحروب الأهلية في العالم دون الحديث عن بقية الدول الإستعمارية.
التفوق الأبيض و علاقته بإحتلال فلسطين و الأحداث في المنطقة العربية:
إن تفكير الرجل الأبيض اليوم هو تفكير متطرف بحت بل يمكننا القول إنه أكثر تطرفا من تفكير أصحاب مزارع العبيد و هذا لأنه لا ينظر لعرق واحد فقط بدونية بل لكل الأعراق و هذا ما يجعله خطرا على العالم ككل فالصهاينة اليوم بدعم من الولايات المتحدة الأمريكية و بريطانيا و معظم القوى الغربية لا ينظرون للفلسطينيين و العرب بشكل عام على أنهم بشر مثلهم بل أقل مكانة من ذلك و يرون في قتلهم و تهجيرهم ضرورة لا مفر منها، ليس هذا و حسب بل إنهم يرون أيضا أن كل الأعراق و الديانات و الشعوب غير البيضاء لا يحق لها التدخل بأي شكل من الأشكال في حرب الإبادة الواقعة حاليا و يتجسد هذا بشكل واضح في نبذ قضية جنوب إفريقيا المرفوعة ضد الكيان الصهيوني في محكمة العدل الدولية رغم قوتها و نعت جنوب إفريقيا بأبشع الأوصاف و في المقابل يتم غض البصر على مضض بل و حتى دعم تصريحات برلمان إيرلندا الداعمة للفلسطينيين بحكم أن إيرلندا دولة بيضاء و هنا نحن لا نبخس من إيرلندا شيئا بطبيعة الحال فهي ضحية حالها حال كل الدول.
و لا يتوقف الأمر هنا بل يصل لأبعد من ذلك و يمسنا نحن شخصيا فكل فرد منا يهرع دون تفكير عند بداية أي حرب لسماع رأي الولايات المتحدة الأمريكية و بريطانيا و غيرهم من القوى الأخرى و كأن بيدهم هم مفاتيح الحل لأي أزمة رغم أننا متيقنون تمام اليقين أنهم السبب الأول و المباشر لكل صراع عالمي. ولزيادة الحجج لنظرية مثبتة أصلا دعونا ننظر لأحداث السودان التي غابت عن الإعلام العالمي بشكل تام و هذا لأن الضحايا لم يكونوا رجالا و نساء بيضا و لأننا نحن كمجتمع عربي نتبع دوما و دون وعي آلة الإعلام الغربي فتجاهلنا أحداث السودان فقط لأن الغرب تجاهلها و هرعنا لتغطية أحداث أوكرانيا فقط لأن الغرب قام بتغطيتها.
ختاما:
إن ما نراه اليوم من إزدواجية في المعايير سببه الأول و الرئيس آيديولوجية التفوق الأبيض و مفرزاتها المختلفة و الخطيرة على العالم أجمع و على أمتنا العربية خصوصا فلا يجب أن نرضخ للمعايير العنصرية التي تضعها طبقات تزعم أنها أفضل فقط لأنها ولدت في جلد لم تختره! و إن وضع المقال في خانة حروب حديثة لم يأت من العدم فالفلسطينيون اليوم يحاربون الكيان الصهيوني بالسلاح أما الكيان الصهيوني بمساعدة الرجل الأبيض فهو يحارب العالم أجمع في محاولة لنشر أفكار لا تمت للواقع بصلة.
المصادر:
المرفقات:
مقال منشور عام 2018 يتحدث عن حاخام صهيوني يصف السود بالقردة:
تعريف المصطلح:
السيادة لغة هي السُلْطة و الهيمنة والغلبة والسيطرة وحرّيّة التَّصرُّف.
أما إصطلاحا فالسيادة هي السلطة العليا المطلقة التي تفردت وحدها بالحق في إنشاء الخطاب الملزم المتعلق بالحكم على الأشياء والأفعال.
و سيادة العرق الأبيض يقصد بها المعتقدات والأفكار التي تزعم التفوق الطبيعي للأجناس البشرية ذات البشرة الفاتحة أو "البيضاء" على المجموعات العرقية الأخرى. في الإستخدام المعاصر، تم استخدام مصطلح التفوق الأبيض لوصف بعض المجموعات التي تتبنى مذاهب قومية متطرفة أو عنصرية أو فاشية. غالبًا ما اعتمدت الجماعات المتعصبة للبيض على العنف لتحقيق أهدافها.
إقرأ مرتين هذه العبارة الأخيرة و إربطها بالأحداث الأخيرة لتفهم الفكرة.
نبذة تاريخية عن فكرة التفوق الأبيض:
إن التفوق الأبيض كآيديولوجية يعود لزمن الحضارات القديمة و لنكون أدق الحضارة اليونانية أين ظهر الفكر المعروف بإسم العنصرية العلمية، و هي نظرية تقول أن الرجل الأبيض متفوق بالدلائل العلمية و الأبحاث على الرجل الأسود و دليل ذلك ما كتبه أبوقراط واحد من أعظم أطباء تلك الفترة في مؤلفه:
" الأشخاص ذوي البشرة الداكنة يتصفون بالجُبن والضعف، أما الأشخاص ذوي البشرة البيضاء فإنهم شجعان ويقاتلون ببطولة".
و قد مرت هذه الفكرة المتطرفة بعدة مراحل لكنها لاقت رواجا واسعا في الولايات المتحدة الأمريكية في القرن السابع عشر أين حاول أصحاب مزارع العبيد و تجار الرقيق تبرير أفعالهم الوحشية تجاه الأفارقة بهذه النظرية إذ كانوا يقولون أن عقل الرجل الأسود مصمم فطريا ليتحمل العبودية. كما صبت أفكار هتلر و فكرته عن العرق الآري السامي النار على على الوقود و هذا لأن كل الأعراق غير البيضاء أصبحت في نظر البيض الموالين لهتلر أقل مكانة و يجوز جعلها عبيدا و قتلها إن لزم الأمر.
رجال بيض يقفون لإلتقاط صورة لعمليات الإعدام خارج نطاق القانون في دولوث بولاية مينيسوتا عام 1920. لا يزال اثنان من الضحايا السود معلقين بينما الثالث على الأرض. كانت عمليات الإعدام خارج نطاق القانون في كثير من الأحيان مشهدًا عامًا للمجتمع الأبيض للإحتفال بتفوق العرق الأبيض في الولايات المتحدة، وغالبًا ما كانت تُباع الصور كبطاقات بريدية. (المصدر: ويكيبيديا: white supremacy ).
التفوق الأبيض ما بعد الحرب العالمية الثانية:
رسمت أفكار هتلر صورة جديدة عن التفوق الأبيض و دفعت العديد من الناس إلى نبذ هذه الآيديولوجية و إعتبار كل الأعراق متساوية و تستحق الحياة، في الظاهر بدى الأمر مبشرا خاصة مع ظهور حركة الحقوق المدنية في الولايات المتحدة الأمريكية و التي إستطاعت أن تلغي قوانين جيم كرو المجحفة في حق السود لكن الحقيقة هي أن العالم كان يتعافى من صدمة الحرب العالمية الثانية فقط و ما إن إنتهى أثر تلك الصدمة حتى عادت فكرة التفوق الأبيض للظهور من جديد، إذ إنتشرت الأعمال الإجرامية ضد السود في الولايات المتحدة الأمريكية من قبل العصابات المتطرفة، و تم قبلها تهجير الفلسطينيين في أحداث النكبة الشهيرة عام 1948 و بدأت الدول الإستعمارية رغم منحها الإستقلال للدول الإفريقية و العربية بإستنزاف ثرواتها مرة أخرى بطرق سياسية و إقتصادية ملتوية، و عملت آلة الإعلام الغربية على إلصاق مصطلح التفوق الأبيض في العنصريين فقط دون سواهم و هي إستراتيجية ليست بجديدة على الإعلام الغربي الذي إستطاع إقناع نصف العالم بأن الرجل الذي يرتدي الزي الإسلامي هو الإرهابي رغم أن الولايات المتحدة الأمريكية لوحدها مسؤولة عن نصف المجازر و الحروب الأهلية في العالم دون الحديث عن بقية الدول الإستعمارية.
التفوق الأبيض و علاقته بإحتلال فلسطين و الأحداث في المنطقة العربية:
إن تفكير الرجل الأبيض اليوم هو تفكير متطرف بحت بل يمكننا القول إنه أكثر تطرفا من تفكير أصحاب مزارع العبيد و هذا لأنه لا ينظر لعرق واحد فقط بدونية بل لكل الأعراق و هذا ما يجعله خطرا على العالم ككل فالصهاينة اليوم بدعم من الولايات المتحدة الأمريكية و بريطانيا و معظم القوى الغربية لا ينظرون للفلسطينيين و العرب بشكل عام على أنهم بشر مثلهم بل أقل مكانة من ذلك و يرون في قتلهم و تهجيرهم ضرورة لا مفر منها، ليس هذا و حسب بل إنهم يرون أيضا أن كل الأعراق و الديانات و الشعوب غير البيضاء لا يحق لها التدخل بأي شكل من الأشكال في حرب الإبادة الواقعة حاليا و يتجسد هذا بشكل واضح في نبذ قضية جنوب إفريقيا المرفوعة ضد الكيان الصهيوني في محكمة العدل الدولية رغم قوتها و نعت جنوب إفريقيا بأبشع الأوصاف و في المقابل يتم غض البصر على مضض بل و حتى دعم تصريحات برلمان إيرلندا الداعمة للفلسطينيين بحكم أن إيرلندا دولة بيضاء و هنا نحن لا نبخس من إيرلندا شيئا بطبيعة الحال فهي ضحية حالها حال كل الدول.
ترجمة التغريدة: نحن نحاكم من قبل أمة من القردة بسبب جرائم تم إرتكابها ضدنا.
و لا يتوقف الأمر هنا بل يصل لأبعد من ذلك و يمسنا نحن شخصيا فكل فرد منا يهرع دون تفكير عند بداية أي حرب لسماع رأي الولايات المتحدة الأمريكية و بريطانيا و غيرهم من القوى الأخرى و كأن بيدهم هم مفاتيح الحل لأي أزمة رغم أننا متيقنون تمام اليقين أنهم السبب الأول و المباشر لكل صراع عالمي. ولزيادة الحجج لنظرية مثبتة أصلا دعونا ننظر لأحداث السودان التي غابت عن الإعلام العالمي بشكل تام و هذا لأن الضحايا لم يكونوا رجالا و نساء بيضا و لأننا نحن كمجتمع عربي نتبع دوما و دون وعي آلة الإعلام الغربي فتجاهلنا أحداث السودان فقط لأن الغرب تجاهلها و هرعنا لتغطية أحداث أوكرانيا فقط لأن الغرب قام بتغطيتها.
ختاما:
إن ما نراه اليوم من إزدواجية في المعايير سببه الأول و الرئيس آيديولوجية التفوق الأبيض و مفرزاتها المختلفة و الخطيرة على العالم أجمع و على أمتنا العربية خصوصا فلا يجب أن نرضخ للمعايير العنصرية التي تضعها طبقات تزعم أنها أفضل فقط لأنها ولدت في جلد لم تختره! و إن وضع المقال في خانة حروب حديثة لم يأت من العدم فالفلسطينيون اليوم يحاربون الكيان الصهيوني بالسلاح أما الكيان الصهيوني بمساعدة الرجل الأبيض فهو يحارب العالم أجمع في محاولة لنشر أفكار لا تمت للواقع بصلة.
المصادر:
يجب تسجيل الدخول لمشاهدة الروابط
يجب تسجيل الدخول لمشاهدة الروابط
يجب تسجيل الدخول لمشاهدة الروابط
المرفقات:
مقال منشور عام 2018 يتحدث عن حاخام صهيوني يصف السود بالقردة:
يجب تسجيل الدخول لمشاهدة الروابط