- التعديل الأخير بواسطة المشرف:
- المشاهدات: 670
- الردود: 7
التعديل الأخير بواسطة المشرف:
قصص رعب مترجمة
اللوحة (3)
اللوحة (3)
▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎
لم أكن مستعدًا للزوار في تلك الليلة. غرفة نومي كانت فوضى.
صديقتي الجديدة قد تنزعج من وجود هذه المجموعة الكبيرة من صناديق الطعام الجاهز الفارغة حول السرير في غرفتي ، لذلك، ولتجنب أي شعور بالنفور، جلست معها على الأريكة في غرفة المعيشة.
لفترة من الوقت، كانت الأمور تسير بسلاسة.
استقريت أنا وصديقتي بشكل مريح في تلك الكنبة وأصبحت في حضني ونحن في حالة سكر. ولكن بعد ذلك، وبمفاجأة مزعجة، شعرت بها متوترة بشدة. عندما سألتها ما هو الخطأ؟!
أومأت ببطء نحو اللوحة.
.......
حتى في الضوء الخافت المنعكس من مصابيح الشوارع في الخارج، يمكنك رؤيتهم.
الفئران المعذبة... وقفت العائلة في مقدمة اللوحة.
جميعهم بدا جائعًا. جائع جدًا . حتى أن الأطفال الفئران بدت على حافة المجاعة والموت.
وكان والدهم يلف ذراعيه النحيفة التي بدت مثل الهيكل العظمي حولهم .
بدا الثلاثة في الخروج إلى عالم ما بعد اللوحة مع الجوع القاتل و عيون تستجدي وتتضرع. تستجدي الخلاص من تلك المعاناة.
كان الوقت متأخرًا، وللتخفيف من انزعاج صديقتي الجديدة قمت بإنزال اللوحة من الحائط. ووضعها على وجهها في الردهة.
لكن هذا لم يحدث أي تغيير . لقد تبددت الرومانسية بيننا في اللحظة التي لاحظت هي فيها الفئران الجائعة.
قامت على الفور بطلب سيارة أوبر إلى المنزل. عندما ذهبت، قمت بإزالة صناديق الطلبات الخارجية من حول سريري وحاولت الحصول على بعض النوم.
لكن ذهني رفض أن يهدأ، فخلطت لنفسي كأسًا من الخمر.
لكن ذلك لم يساعد فقمت بتجميع كل صناديق الطلبات الخارجية وأخرجتهم إلى خارج الشقة ووضعتهم في مكان المواد القابلة لإعادة التدوير.
جنبًا إلى جنب مع عدد لا يحصى من الأكياس الورقية كما أنني تخلصت مع كل ذلك من اللوحة نفسها.
تمنيت أن يسبب لي التخلص من اللوحة خارج المنزل بعض الراحة ويهدئني، لكنه لم يفعل.
وبدلاً من الذهاب إلى النوم، وجدت نفسي أقف بالقرب من النافذة، أنظر إلى الخارج.
حتى من مسافة بعيدة، كنت أستطيع أن أشعر بقوم الفأر ينظرون إلي.
يمكن أن أشعر أنهم يلومونني على معاناتهم. كأن وجود اللوحة في شقتي جعلني أشعر بعدم راحة لعدة أشهر، ولكن التفكير في كونها ملقاة في صندوق القمامة بطريقة أو بأخرى كان أسوء.
التفكر في تعفن الفئران في مدافن النفايات جعلني أشعر بالغثيان.
تخيلت منظر عائلة الفئران مروعًا، لكنني كنت متأكدًا من كونهم على قيد الحياة.
لقد شعرت بهم يحدقون في نافذتي من مكانهم في صناديق القمامة. كانوا يطلبون المساعدة.
لقد كنت مسؤولًا عنهم بطريقة أو أخرى. مع شروق الشمس فوق براغ انتزعت نفسي من للفراش، غادرت المنزل، ذهبت إلى حاوية القمامة واستعدت اللوحة.
لم أعلقها مرة أخرى على الحائط. بدلاً من ذلك، وضعتها في الخزانة، ووجهها بعيدًا عني.
شعرت أن فكرة التخلص منها قاسية بشكل واضح، لكنني لن أتركها تطارد ضيوفي مرة أخرى. عدت للنوم. عندما استيقظت في وقت متأخر من بعد الظهر، كانت ملاءاتي غارقة في العرق وكان قلبي ينبض بعنف.
حلمت بأحلام فظيعة في تلك الليلة. رأيت تفاصيل مزعجة، وجدت نفسي مع جماعةالفئران.
وقفت في حقولهم القاحلة. تواصلوا معي بأصابع مرتجفة يأكلها الجوع.
توسلوا إليّ بلغة لا أفهمها. وقفت في عالمهم المحطم الكئيب وأنا أخشى ألا يُسمح لي بالمغادرة للأبد.
كان الحلم واضحًا بشكل مزعج وعندما استيقظت، استغرق الأمر مني الكثير من الوقت والأنفاس المتلاحقة وتجميع شتات الأفكار للتأكد من مكاني. ومع ذلك، مرة واحدة زال الفزع من عيني . وقمت من مكاني ، حصلت على بعض القهوة. واسترخيت مكاني ، مساء الأحد الهاديء هدأ روحي.
.........
بقيت اللوحة مخبأة في الخزانة، خارج البصر وبعيدة عن العقل. كلما كنت أقوم بتنظيف الشقة، وأرى الجزء الخلفي من الإطار عندها استرجع الذكريات الكئيبة ويعود إلى عقلي، لن أقبل بتكرار ذلك أبدًا. لن ألقى عليها نظرة ثانية.
لم أستطع أن أجعل اللوحة تلقى في حاوية القمامة ، لكن عدم مشاهدتي لها في الخزانة جعلتني أكثر سعادة. مرت السنوات.
استغرق الأمر بعض الوقت بالنسبة لي للخروج من مشاعر الحسرة والألم التي مررت بها في الماضي. لقد غُرست تلك الفترة في داخلي، ولكن سرعان ما بدأت تتراجع حتى أصبحت مجرد ذكريات..
علاقتي بالأمريكية أو اللوحة، بدأ كل شيء يصبح بعيدًا.
التقيت بامرأة أخرى، امرأة قريبًا سوف تصبح زوجتي.
عشنا معًا في الشقة يعد أن جددت إيجارها. لم أرغب في مغادرتها. مع الوقت كبرت عائلتنا الصغيرة.
أنجبنا طفلة لم يكن مخطط لها، لكنها أصبحت بهجة البيت. قبل أن تتمكن من المشي كانت وسادة صغيرة في وسطنا المد مناسبة تمامًا، ولكن مع مرور الوقت، أصبح من الواضح أن هناك أماكن أفضل لتربية الطفلة كان الهواء ضبابيًا وكانت الأصوات القادمة من الخارج عالية ومزعجة وكانت أقرب حديقة بعيدة جدًا.
لقد كان من الضروري الوصول إلى حديقة قريبة وكانت حديقة "تيايرست" مناسبة للغاية لتكون نقطة جذب يومية لأسرتي.
وفي نهاية المطاف، انسحبت عائلتي من الشقة وعدنا إلى الضواحي. أثناء الإنتقال قفزت فجأة ذكريات اللوحة مرة واحدة إلى عقلي عندما رأيتها في الخزانة في ركن غير مطروق.
فكرت في تركها خلفنا. لكني أردت أن أتحقق مما إذا كانت قد تغيرت.
ورغم ذلك فقد وضعت بعض الأقمشة والمتعلقات فوقها ووضعتها مع أشياء عائلتي الجديدة في العلية. لقد غابت اللوحة عن ذهني، مختفية عن الأنظار بالكامل.
لسنوات وسنوات، نسيت تمامًا كل شيء عن علاقتي القديمة أو قوم الفأر. لم أجد نفسي أبحث عنها حتى هذا الصباح. عندما رأيت تلك العيون المروعة مرة أخرى... استيقظت على صراخ من العلية.
لقد أخبرت ابنتي مائة مرة أنه غير مسموح لها باللعب هناك، لكنها لم تكن أبدًا طفلة مطيعة.
في اللحظة التي سمعتها فيها تصرخ، أسرعت إلى أعلى السلم بأسرع ما يمكن.
كنت أخشى أن تكون قد أصيبت او سقطت، ولكن في اللحظة التي رأيت القماش المشمع على الأرض كنت أعرف أن هناك شيئًا أسوأ حدث.
على مر السنين، استمرت اللوحة في التغير. لقد ذبلت الحقول وتحولت إلى أرض بور.
تم وضع الكوخ الموجود على مسافة أقرب وكان يحترق.
حمل والد الفأر أطفاله بين ذراعيه الذابلتين.
لم يعودوا على قيد الحياة.
حدقت عيناه المعذبتان إلى العالم في الخارج. محتقنة بالدماء وفيها نظرات توسل، كان نظر الفأر موجه إلي.
ابنتي لا تزال تهتز بالبكاء والنحيب.
زوجتي تصر على أن يتم التخلص من اللوحة على الفور ولكن لا يمكنني أن أطاوع نفسي على التخلص منها.
لا أستطيع أن أتحمل رؤية معاناة قوم الفأر وهم يطلون من مكب النفايات.
هناك شيء عميق بداخلي لا يريد التخلص من اللوحة.
وجودها يجعلني أشعر بالرعب ، ولكن فكرة التخلص منها مرعبة أكثر بكثير بالنسبة لي وغير مستساغة .
هناك جزء مني يشعر بالمسؤولية عن أسرة الفئران على القماش، ولكن الآن، هناك شيء أكثر إزعاجًا بكثير مما أراه في الرسمة.
أحد أطفال الفأر يشبه تمامًا ابنتي الصغيرة.
تمت.
ترجمة: أحمدعبدالرحيم.
التعديل الأخير بواسطة المشرف: