- التعديل الأخير بواسطة المشرف:
- المشاهدات: 1,063
- الردود: 7
التعديل الأخير بواسطة المشرف:
قصص رعب مترجمة.
ماذا أخذت الغربان؟!! (1)
--------------------------------------------ماذا أخذت الغربان؟!! (1)
......................
▪︎ رأيت مؤخرًا منشورًا منتشرًا حول الغربان التي تترك الهدايا للناس، وذكرني بشيء حدث عندما كنت طفلًا ولم يصدقني أحد حينها، ولكن بعد رؤية تلك القصة المنتشرة... سوف أحكيها، ربما يصدقني شخص ما الآن.
▪︎ عندما كنت صغيراً، علمتني صديقتي ماديسون كل شيء عن الغربان.
اعتادت ماديسون أن تترك لهم الفول السوداني وبقايا طعام المائدة على حافة نافذتها لهم كل صباح، عندما التقينا للسير إلى محطة الحافلات، كانت الطيور تتبعها في بعض الأحيان وهو تنعق.
لديها أسماء لكل واحد منهم لكن المفضل لديها هو الذي أطلقت عليه اسم أجاثا، طائر صغير منحني، لديه ريش ذيل ممزق.
كل صباح أجاثا والآخرون ينعقون خارج نافذة ماديسون حتى تخرج لهم الطعام، وأحيانًا عند عودتها من المدرسة تجد أنهم تركوا لها أشياء في المقابل : أجزاء من اغطية علب الكولا والحصى، وقطع من ورق الألمنيوم، والجوز. قالت لي ماديسون: "إنها كنز بالنسبة لهم. إنهم يحبون الأشياء اللامعة. انظري كيف يتألق هذا الزر الأزرق؟"
كانت الغربان قد ترتكت لها غطاء زجاجة معدني، ضحكت وقلت اها إنها مجرد قمامة وكنت على وشك رميها، لكن ماديسون قالت بجدية: "لا تتجاهل أبدًا هدايا الغربان."
ثم أخذت غطاء الزجاجة وكل الأشياء الأخرى.
كان لديها سلك ملفوف حول معصمها كسوار، كانت ترتديه في كل مكان.
هناك أطفال سخروا منها لكنني اعتقدت دائمًا أنها كانت جميلة. كان شيئًا رائعًا كيف أنها كان لديها مثل هذه الرابطة مع الطيور. ثم اختفت ماديسون ذات يوم.
اختفت بلا أثر. قامت الشرطة بتمشيط الحي. وسألت الناس في كل مكان. ذكر البعض أنها سارت في الممر إلى محطة الحافلات وحيدة ولم تصل إلى المدرسة مطلقًا.
كنت أنا مريضة هذا الأسبوع بالأنفلونزا. ما زلت أتذكر كيف جاءت الشرطة وسألت والدي بعض الأسئلة عنها وكذلك سألت الجيران.
نادى والداي علي حتى يتمكنوا من التحدث معي عن ماديسون. كان ذلك عندما علمت أنها مفقودة. لا أتذكر الكثير عن أسئلتهم، ما أتذكره هو فقط أنني كنت أجلس هناك ملفوفة ببطانية وأقوم بالسعال وينتابني شعور بالذهول وشعور بأن كل ذلك يجب أن يكون حلم فظيع ، في أي لحظة سوف أستيقظ منه لأجد ماديسون تطرق نافذتي وتطلب مني أن ألعب معها.
نصحت الشرطة والدي بعدم السماح لي بالمشي بمفردي إلى محطة الحافلات بعد الآن.
.........
بعد وقت سمعت صوتًا عند النافذة نظرت للخارج. كان غراب جاثم على شجرة بالخارج.
- "هل سيجدونها؟" سألت أمي، على الرغم من أنني أعرف أنها ليس لديها إجابة.
مرت الأيام ولم يعد هناك أي أثر لماديسون، ذات يوم أوصلتني أمي إلى المدرسة. يبدو أنني لن أستقل الحافلة بعد الآن بسبب خوفهم علي بعد اختفاء ماديسون.
أثناء السير أقنعت أمي بالحصول على بعض اللوز وتسللت فوق السياج الصغير .
وصلت حتى نافذة ماديسون ووضعت اللوز عليها. لأنني اعتقدت أنها كانت ستطلب مني أن أطعم الغربان أثناء رحيلها.
مازلت آمل أن تعود على الرغم من أن ذلك الأمل يتضاءل كل يوم شيئًا فشيئًا. شعرت بالحزن بشكل لا يصدق بسبب غربان ماديسون.
بعد حوالي أسبوع من اختفائها وجدت فلسًا وجوزة بلوط هناك على العتبة. وضعتهم في جيبي.
وجدت طائر أسود رث الهيئة يجلس على السياج يراقبني.
قلت له : "سأحاول إطعامك عندما أستطيع ذلك." فتح منقاره، ونعق مرة أخرى.
ثم حول رأسه نحوي. نظر إلي برأس منتصبة وعين واحدة سوداء لامعة ثم طار فجأة بعيدًا.
في صباح اليوم التالي لم تكن هناك هدايا جديدة، ولكن كان هناك غراب ذو ريش ذيل خشن. أصبح الغراب قريبًا مني بشكل لا يصدق، ويبدو أنه يحاول أن ينظر إلي بشكل أقرب.
كانت نظرته غريب ، تذكرت ماديسون وتردد صوتها في رأسي : إنهم أكثر ذكاءً مما يدرك الناس! يمكنهم تذكر الوجوه البشرية و إذا كان هناك إنسان سيء يحذرون بعضهم البعض منه!
فجأة، سرت رعشة في عمودي الفقري، فكرة مذهلة كانت تشق طريقها إلى ذهني، سألت الغراب: "هل تعرف ماذا حدث لماديسون؟" كررت كلمة "ماديسون".
الغربان يمكن أن تتعلم الكلمات. كانت مقلدة جيدة للأصوات.
لم أسمع قط أيًا من غربان ماديسون تتحدث، لكنهم شاهدوها طوال الوقت وكانوا معها.
"ماديسون!" قلت مرة أخرى.
طار الغراب فجأة بعيدًا عني، ليجثم على أحد فروع شجرة قرببة وينعق.
كأنه أراد أن يقودني إلى مكان ما. كان يومًا باردًا ورطبًا من أيام نوفمبر.
وكانت الغيوم منخفضة وثقيلة في السماء. أمي سوف تقلق إذا تأخرت لفترة طويلة، لكنني لم أهتم.
أسرعت خلف الغراب أسير على الأوراق الرطية إلى داخل الغابة. لا شيء يهم إلا العثور على ماديسون، سواء كانت على قيد الحياة أم... لم أريد أن أفكر في الأمر، ولكن الآن قد مر أسبوع على اختفائها.
كان الغراب ذو ريش الذيل الخشن يطير في كل مرة متحركًا فور وصولي إلى مكانه.
كان يجذبني تدريجيًا إلى عمق الغابة المظلمة.
حيث حجبت الأشجار الضخمة ضوء الشمس.
لم أكن أعرف ولا أتوقع أبدًا ما ينتظرني هناك .
يتبع..
تحياتى.. أحمدعبدالرحيم
التعديل الأخير بواسطة المشرف: