- التعديل الأخير بواسطة المشرف:
- المشاهدات: 1,210
- الردود: 7
التعديل الأخير بواسطة المشرف:
قصص رعب حقيقية حدثت بالفعل
صديقي الأرنب.
▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎صديقي الأرنب.
ذكرى لواقعة حقيقية حدثت لي منذ سنوات
" بالطبع كان ذلك بعد السلام والإعتذار بخجل عن اقتحام الخصوصية والتواصل بشكل خاص
- كما ذكرت - اندهشت من كلامها ، كانت هي من الصديقات اللاتي يتابعن القصص في صمت ،نادرًا ما تتفاعل معها لكن من الواضح أنها متابعة جيدة.
اندهشت من كلامها، توقعت أن ما لديها يستحق فعلًا الاهتمام. طلبت أن تتحدث بالتفصيل وكلي آذان صاغية ولن أقاطعها حتى تنتهي، بدأت تتحدث وكان ما لديها غريبًا ومخيفًا بالفعل ..
..........
▪︎ أسكن في إحدى المدن المصرية الكبرى،كل عائلتي تسكن في نفس المدينة تقريبًا، نحن عائلة مترابطة تحافظ على العلاقات الأسرية وتهتم بها بشدة.
كان لدينا حساسية شديدة نحو إستخدام أطفال العائلة للهواتف المحمولة.
وضعنا قواعد لهذا الإستخدام منها منع إعطاء هاتف محمول لأي طفل في العائلة سواءًا كان ولد أو بنت حتى يبلغ المرحلة الثانوية.
لكن في وجود الأسرة يمكن أن يحصل أحدهم على هاتف أحد الكبار لكي يلعب عليه أو يتصفح شيء ما لمدة دقائق فقط وتحت إشراف عائلي.
حتى من يملكون هواتف من أبناء العائلة في المرحلة الثانوية لظروف الخروج للذهاب إلى الدروس والمراكز التعليمية يتم أخذها منهم أثناء الليل.
بصراحة هذه القاعدة أراحتنا كثيرًا وحافظت على أطفالنا من المشاكل وأحياناً الكوارث التي نسمع بها بسبب الهواتف المحمولة.
لكن زوج أختي- وهو ليس قريب لنا- كان له رأي آخر في تلك القاعدة.
كان الرجل يرى أن أطفاله يستطيعون إمساك هاتفه او هاتف والدتهم في أي وقت وتصفح أي موقع بدون حذر أو رقابة .
كان له وجهة نظر مختلفة عن السائد بيننا.
حاولنا إقناعه بعكس ذلك لكنه لم يقتنع كان يرى أننا نبالغ في الحذر ولا مشكلة أن يمسك طفل هاتف لكي يلعب قليلًا أو يشاهد كرتون أو شيء مشابه.
حتى حدث موقف ما غير كل شيء في طريقة تفكيره وحياته تقريبًا ونحن معه إلى حد ما.
▪︎ منذ سنوات قليلة كانت ابنته الصغرى في التاسعة من عمرها
( لنطلق عليها اسم سارة )
وبالطبع تستطيع أن تمسك أي هاتف في البيت بلا حذر.
ذات ليلة استيقظ زوج أختى بالصدفة لكي يشرب ماء.
فجأة سمع صوت ما.. صوت شخص يتكلم.
بالتحديد طفل .. الساعة كانت قد تجاوزت الثانية صباحًا، فكر أن أطفاله ما زالوا ساهرين.
اندهش من ذلك.
لماذا يسهر الأطفال حتى هذا الوقت ولماذا ليسوا في غرفتهم؟ ولأن الشقة صغيرة جدًا فقد ميز أن الصوت قادم من صالة المنزل وليس من غرفة الأطفال مما زاد من دهشته.
شعر بتوجس من شيء ما وانقبض قلبه.
بكل حذر ودون أن يوقظ زوجته، نزل من فراشه وتحرك بحذر وبدون أى صوت فتح باب غرفته وهو يصغي السمع لكي يعرف مصدر الصوت.
ميز الصوت.. هذا صوت ابنته الصغيرة سارة تتحدث بهمس إلى أحد ما وببعض الحذر.
ألقى نظرة سريعة شاملة في الصالة شبه المظلمة ولكن يمكن تمييز الأشياء والأشخاص فيها لكنه لم يرى أحد.
لكن عند أحد الأركان في آخر الصالة كان هناك ضوء قادم من الأرض بين كراسي الصالون الضخمة .
ضوء هاتف محمول وكانت ابنته تتحدث.
اقترب على أطراف أصابعه من مصدر الصوت محاذرًا أن تراه حتى يعرف ما تقول الطفلة ومن يحدثها.
بدأ يسمع ما تقول بالفعل وكان ما سمعه مدعاة لكي يشعر بتيار بارد بارد يمر عبر عمودي الفقري ولكي يقع قلبه بسن قدميه....
▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎
كان المتحدث معها رجل وتخيلوا ماذا كان يقول ، كان يراجع معها عنوان البيت وكانت الطفلة تحاول أن تصف له شكل العمارة بالضبط والطابق والشقة.
وقتها لم يستطع الرجل أن يمسك أعصابه.
ظهر فجأة أمام سارة والشرر يتطاير من عينيه والتي شعرت بذعر هائل عندما رأته.
هتفت بخوف شديد : - بابا !
في تلك اللحظة كانت يده تمتد بسرعة إلى الهاتف وتمسك به وينظر إليه..
لمح وجه أرنب وشخص يرتدي زي أرنب يتحدث مع سارة وكان هذا آخر ما رآه.
في جزء من الثانية انقطع الإتصال وقفل الفيديو في وجهه.
كانت الطفلة في حالة خوف وارتباك كبيرة جدًا.
تمالك والدها أعصابه وجلس معها في الصالون دون أن يفتح النور.
ظل يهدئها قليلًا ثم سألها عن هذا الشخص الذي كانت تحدثه.
قالت سارة: هذا صديقي أرنوب. وبدأت تسرد القصة ..
بنت معها في نفس الفصل. تأخذ معها هاتف محمول إلى المدرسة، جعلتها تشاهد فيديوهات أطفال قصيرة تصورها عن حياتها ويومياتها وتنشرها في موقع غريب غير منتشر مثل موقع التيك توك.
ذات مرة قالت سارة لوالدها أنها تريد أن تأخذ هاتف " البيت " معها إلى المدرسة لأن زميلاتها معهن هواتف.
تذكر والدها بالفعل هذا الموقف، هاتف " المنزل " هو هاتف محمول يملكه هو أيضًا لكنه لا يستخدمه كثيرًا بل يتركه في البيت لحين الحاجة إليه بما أنه يملك هاتف أخر خاص به.
صديقة سارة علمتها كيف تفتح هذا الموقع من جوجل وتنشر عليه فيديوهات قصيرة لكي يكون عندها أصدقاء.
بدأت سارة تنشر فيديوهات قصيرة عن أسرتها وألعابها وأشياء بدائية جدًا.
وبدأ شخص يتحدث معها يرتدي زي أرنب..
أخبرها الرجل أن صدقتها معه هي سر بينهما ولا يجب أن تخبر به أي شخص حتى والديها.
أخبرها الأرنب أن الكبار لا يحبونها ويريدونها صغيرة لا تكبر ولذلك لابد من الإحتفاظ بالسر بعيدًا عنهم.
ليس هذا فقط لكن سارة أرسلت له صور أولاد خالتها الصغار- أكبر منها قليلًا - وأخبرته أنها حدثتهم عنه واتفقت مع والدتها على الذهاب إلى بيتهم في نهاية الأسبوع لكي تقضي الليلة هناك وأثناء الليل يتحدثون مع صديقها الأرنب.
.......
أخبرت أختي وزوجها باقي العائلة عما حدث وسبب الموضوع ذعر هائل بين الكل.
كان أول ما فلعناه أن ذهبنا إلى مديرية الأمن وقدمنا بلاغ هناك ومن شدة رعبنا مما حدث جعلنا البلاغ لا يذكر أسمائنا.
بالطبع قام رجال شرطة الإنترنت بتتبع الأمر والإحتفاظ بالهاتف المحمول وسؤال الطفلة زميلة سارة في المدرسة.
لكن يبدو أن موضوع معرفة شخصية هذا "الأرنب الغريب " لم يكن سهلًا.
عندما فتحت الشرطة الموقع لم تجد حساب الأرنب ولا أي شيء يدل عليه ولا أي معلومة عنه.
ظللنا نتابع الأمر لمدة أربعة شهور كاملة دون أي معلومة جديدة.
وتخيلوا درجة الرعب والشك في كل شخص وكل شيء الذي كنا نحيا فيه جميعًا في هذا الوقت.
أخيرًا عرفنا بعض المعلومات من الشرطة عما حدث.. كانت تلك عصابة إختطاف أطفال، يقومون بالتواصل مع الأطفال ثم يقنعوهم بالذهاب معهم دون إحداث ضجة.
قبضوا على بعضهم في محافظة الإسكندرية وكانوا رجال ونساء مصريين ومعهم بعض حاملي الجنسيات الأخرى.
ذكروا أن تلك العصابة جزء من عصابة دولية وأنهم قاموا بالفعل باختطاف بعض الأطفال وتهريبهم خارج البلاد.
تخيل درجة الصدمة والرعب التى عشنا فيها بسبب هذه الحادثة.
أذكر أنني قرأت ذات مرة تحذير نشرته سيدة تتحدث عن تطبيق لعبة للأطفال اسمها " مريم" تطلب من الأطفال معلومات شخصية عن أسرهم وتطلب منهم تصوير بيوتهم والشارع وكل ما يحيط بهم.
لم يحدث شيء سيء بعد ذلك لكن هذا الحادث ترك في قلبي أثرًا لا يمحى حتى أنني أشعر بخوف وذعر غير عادي عند قراءة أي حادث يتعلق بأطفال.
تمت.
أحمدعبدالرحيم
التعديل الأخير بواسطة المشرف: