- التعديل الأخير بواسطة المشرف:
- المشاهدات: 381
- الردود: 4
التعديل الأخير بواسطة المشرف:
قصص جاسوسية.
فاضل يهوذا.
فاضل يهوذا.
▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎
منذ ثلاثينيات القرن الماضي بدأت تنشأ فئة وسط العصابات اليهودية اسمها " المستعربين " وأفرادها هم يهود من دول عربية هاجروا إلى فلسطين.
أى أنهم يهود عرب وبالتالي يسهل إنهم يندسوا وسط الفلسطينين في فلسطين الخاضعة وقتها للإحتلال البريطاني والذي كان اليهود يستعدوا لتوارث احتلالها وإقامة كيان لهم هناك.
في البداية كان المستعربين عبارة عن أفراد مجندين ضمن العصابات المنتشرة في فلسطين لكن بدءًا من عام 1943 أسست عصابة" البالماخ وحدة خاصة بالمستعربين أطلقت عليها اسم " الدائرة العربية " الوحدة قامت بعمليات تجسس وقتل وتخريب في القرى والأحياء الفلسطينية على مدار سنوات .
اليوم سنتعرض لشخصية هامة من المستعربين الذي تمكنوا من اختراق الأوساط العربية وخداعها لدرجة كبيرة جدًا .
عقب نهاية الحرب العالمية الثانية وبالتحديد عام 1946، كانت هناك منطقة الشرق الأوسط كلها على صفيح ساخن .
فلسطين محتلة من بريطانيا وتسمح بهجرة آلاف اليهود من أوروبا ومن مختلف أنحاء العالم إلى فلسطين المحتلة في الوقت الذي كان هناك عصابات مسلحة تهاجم القرى والمدن الفلسطينية وترتكب فيها المذابح وتهجر أهلها لكي يحل محلهم سكان يهود من القادمين من الخارج.
كل هذا كان تمهيد لإعلان قيام دولتهم عام 1948 مما أعقبه الدخول حرب شاملة مع العرب .
في هذا الوقت وعام 1946 كان هو أحد المهاجرين إلى فلسطين..
يهودي يمني اسمه: فاضل يهوذا.
ولكي يجيد فاضل يهوذا دوره بشكل متقن قام بحفظ القرآن الكريم كاملًا، وعرف تفسيراته واطلع على السيرة والحديث والفقه الإسلامي ، بمجرد تهريبه إلى الأراضي المحتلة بدأ يتردد على المسجد الأقصى ويصلي فيه ويتعرف على المصلين، اشتهر باسم "فاضل عبد الله " بينهم وتردد صيته على أنه حافظ للقرآن الكريم وفقيه ورجل دين حتى أصبح إمام للمصلين في المسجد الأقصى.
بعدها أقام في خان يونس وقام بالخطبة في مسجد خان يونس وإمامة المصلين هناك، أصبح مصدر ثقة كبير في وقت كانت فيه كل الأمور مضطربة ومختلطة وغير واضحة المعالم في المنطقة.
فاضل يهوذا لم يكتف بدور الخطابة والوعظ لكنه أصبح يؤيد ويدعم المجاهدين الفلسطينين ضد اليهود ويشجع على الجهاد، حتى أصبح مصدر ثقة كبيرة عند العرب هناك وبالطبع في هذا الوقت كان ينقل كل الأخبار والمعلومات عن الجانب الفلسطينيي إلى الأعداء.
القوات المصرية كانت في خان يونس ووجدها فاضل يهوذا فرصة للتقرب من الجيش المصري فكان أول المستقبلين لهم والمرحبين بوجودهم وأصبح يشجعهم ويدعو لهم من على منبر المسجد ويظهر كل الدعم والتأييد للقوات المصرية.
كل ذلك كان أثناء النهار لكن أثناء الليل كان الجاسوس يقوم بالتسلل إلى المعسكر الصهيوني لنقل الأخبار التي يحصل عليها عن الجيش المصري.
مرة بعد مرة لاحظ بعض أفراد القوات المصرية إختفاء فاضل يهوذا أثناء الليل من مكان إقامته وبدأت مراقبته.
في هذا الوقت حدثت هدنة بين الطرفين المتقاتلين، العرب والأعداء .
وما حدث أن الطرف الآخر طلب طبيب مصري لعلاج قائد كبير منهم أصيب إصابات خطيرة.
بالطبع لم يتردد الشهيد أحمد عبد العزيز وقتها في الموافقة على الطلب من الناحية الإنسانية ولاحترام قوانين الحروب وأيضًا كانت فرصة لدخول معسكر الأعداء ورصده عن قرب.
وكانت المفاجأة أن الطبيب المصري لمح شخص يشبه فاضل يهوذا في معسكر الأعداء وهو يتنقل فيه، لكنه لم يظهر أبدًا إنه يعرفه أو إنه حتى رآه.
عندما عاد الطبيب المصري أبلغ قيادته بشكوكه ،وهم بالفعل كان لديهم شك كبير في الرجل.
و يبدو أن الجاسوس شعر بانكشاف أمره فلم يعد مرة أخرى إلى المعسكر العربي.
حدث غضب وغليان في المعسكر العربي بسبب الجاسوس الذي دنس المسجد الأقصى وخدعهم لمدة عامين ونقل أسرار المقاومين إلى الأعداء ومن المؤكد أنه تسبب في مقتل بعضهم وخسائر كبيرة لهم وكان القرار في النهاية بمعاقبة الجاسوس.
الخطة كانت تبدو جنونية لكن القوات المصرية أصرت على تنفيذها، بعد مراقبة جيدة لمعسكر الأعداء وأثناء الليل تسلل جنود مصريين إلى المعسكر وقاموا باختطاف فاضل يهوذا وتخديره ونقله إلى المعسكر العربي .
وهناك تم تقديمه للمحاكمة والحكم عليه بالإعدام رميًا بالرصاص.
وبالفعل أُعدم الخائن وقام الجنود المصريين بإلقاء جثته قرب معسكر الأعداء حتى يكون عبرة لكل الخونة.
المصدر : جواسيس وخونة (إبراهيم العربي )
تحياتي إلى اللقاء . أحمدعبدالرحيم
التعديل الأخير بواسطة المشرف: