- المشاهدات: 573
- الردود: 8
نيكولاس ألكماد.
بعض القصص صعبة التصديق و أخرى مستحيلة، أن يخبرك أحدهم أنه نجى من إعتداء أسد فهذا أمر صعب التصديق لكن أن يخبرك أحدهم أنه قفز من طائرة متحركة في الهواء و نجى فهذا أمر مستحيل لكن نيكولاس ألكماد يمكنه أن يقص قصته بكل فخر و معه شهادة توثق حادثته العجيبة، فكيف نجى نيكولاس من قفزة تبلغ حوالي 5 كيلومتر و عاش ليقص قصته؟.
ولد نيكولاس ألكماد عام 1922 في منطقة نورفولك، إنجلترا وعمل كبستاني قبل أن ينظم لسلاح الجو الملكي عقب إندلاع الحرب العالمية الثانية، تدرب ألكماد كمدفعي طائرة وبعد الإنتهاء من التدريب خدم كمدفعي خلفي مع فيلق RAF 115 الجوي.
كان نيكولاس جزء من الطاقم الذي حلق بطائره لانكاستر م.ك 2 القاذفة للقنابل و التي كانت قادرة على حمل أضخم أنواع القنابل التي إستعملها سلاح الجو الملكي خلال تلك الفترة، هذه الطائرات كانت تستعمل عادة للمهام الليلية نظرا لقدرتها التدميرية العالية المباغتة للعدو.
ألكماد حلق رفقة طاقمه على متن طائرتهم المكناة "المستذئب" في 14 مهمة ناجحة و في ليلة 24 من مارس عام 1944 كان الطاقم على موعد مع مهمة صعبة لقصف برلين، إستطاعت الطائرة ضرب أهدافها بنجاح لكن في طريقها للعودة أخرجت رياح عاتية الطاقم عن مساره الأصلي و إنحرفت المدمرة بإتجاه منطقة ruhr المدججة بالمدافع المضادة للطائرات و أسلحة الدفاع الجوي.
طاردت مقاتلة ألمانية "المستذئب" و إستطاعت إصابة الجناح مما أدى إلى تسرب الوقود و إندلاع النيران في بدن الطائرة. أمر الطيار طاقمه بحمل مظلاتهم إستعدادا للقفز بعد أن فقد الأمل في القيام بهبوط إضطراري.
نيكولاس الذي كان في مؤخر الطائرة تضرر كثيرا بالنيران، القناع الجلدي على وجهه كان يذوب من شدة الحراره و يداه تشوهتا بفعل ألسنة اللهب، بهلع بحث عن مظلته إستعدادا للقفز لكنه تفاجئ برؤيتها تحترق أمام عينيه. بين الإحتراق حتى الموت أو القفز إختار ألكماد القفز و تسلق خارج الطائرة المحترقة ليلفعه الهواء القوي، كانت الطائرة تسير بسرعة 120 كلم في الساعة لحظة قفزه، إضافة للدخان الذي إستنشقه لم يستطع نيكولاس البقاء واعيا و إنطفأ في الهواء.
بعد ثلاث ساعات إستيقظ بخوف فوجد نفسه مستلقيا على سرير ثلجي بارد وسط غابة صنوبر كثيفة، إفترض ألكماد أن أشجار الصنوبر الكثيفة خففت من حدة سقطته لدرجة أن الثلج إستطاع إمتصاص الصدمة.
لم يكن ألكماد يعاني من أي كسور خطيرة لكنه عانى من حروق و شظايا إخترقت جلدة إضافة لإلتواء حاد في الركبة جعله غير قادر على المشي. نفخ نيكولاس في صافرة الطوارئ الخاصة به و جذب بذلك بعض السكان المحليين الذين أودعوه مستشفى ميشيد المحلي أين تلقى العلاج قبل أن يتم إستجوابه من قبل البوليس السري الألماني.
أخبر نيكولاس ضباط البوليس بقصته لكنهم رفضوا تصديق أن بشريا يمكنه أن ينجو من سقطة من ذلك الإرتفاع بدون مظلة و إتهم بالجوسسة، كما أصر الضباط على أنه دفن مظلته في مكان ما في الغابة و أرسلوا فرقة بحث للتأكد من صحة رواياتهم لكنهم تفاجئوا عندما عثروا على مظلة محترقة بين حطام الطائرة.
نال نيكولاش نوعا من الشهرة بسبب حادثته الغريبة و إلتقى بضباط من سلاح الجو النازي الذين أرادوا سماع قصته لكن ذلك لم يشفع له بحكم كونه من بلد عدو و تم إرساله لمعسكر الإعتقال سيئ السمعة stlag laft 3.
قضى نيكولاس مدة في السجن قبل أن يتم إطلاق سراحه رفقة 10,000 سجين آخر بسبب سوء الأحوال الجوية في المعسكر.
نال نيكولاس شهادة من قبل سلاح الجو النازي توثق نجاته من السقوط و عمل بعد نهاية الحرب في مصنع للمواد الكيميائية، توفي في جوان 1987 عن عمر يناهز 64 عاما.
المصادر:
يجب تسجيل الدخول لمشاهدة الروابط